April 16, 2009, 07:24 AM
|
|
قصة شكوى
كانت الشمس توشك على المغيب بينما هو ما زالجالسا فى مكانه الذى لم يبرحه منذ ما يزيد على الساعة حائرا فى امره منذ طلبت منهزوجته زيادة مصروف البيت بعد مشادة لا باس بها، تعجب من شكوتها رغم كرمه معها ورغماصلها البسيط، انه يعطيها الكثير ورغم هذا لا تزال تشكو ، ولم يكن ما بهمن حيرة وليد شكواها فقط بل من الشكوى نفسها،لما يشكو الجميع من الجميع ومن كل شى، فى عمله يشكو هو وزملائه من المدير،فى البيت تشكو منه زوجته ويشكو اولاده منه هو وزوجته ،والجيران يشكون من اولاده،انه محاصر بالشكوى ،الكل يشكو المريض يشكو القبيح يشكو القصير والطويل الذكىوالغبى الغنى والفقير العاطل والعامل الحاكم والمحكوم العازب والمتزوج الرجلوالمراة الشباب والكهول حتى الصغار يشكون ويحلمون متى يكبرون ولا يعرفون اننا نودالعودة اطفالا ، الكل يشكو بحثا عن السعادة كما يراها هو والكل يريد ان يرسم حياتهبنفسه ، ترى ماذا كنا فاعلين لو ترك لنا الله عز وجل رسم حياتنا؟ هل كان كلا مناسيختار ما هو عليه الان...اعتقد اننا كنا سنجن من كثرة الخيارات وحتى لو استطعناالاختيار فان كلا منا سيختار الكمالمن اذا سيختار المرض او القبح اوالفقر وهل تكون الحياه اختبار اذا كنا كلنا ملوك وكيف كانت ستسير بنا اذا ...اكنانتناوب الخدمة فيكون الواحد ملكا دائما وخادما احيانا ... ولكن لحظة هل السعادة فىالكمال ام فى محاولة الوصول للكمال ام فى غيرهما...ومن قال ان الدنيا دار الكمالفمهما وصل المرء فيها الى الكمال فانه لابد وان يبدا فى النقصان بعدها... تخيل اميرشابيملك كل شى سيصبح بعد فترة ملكا عجوزا يهزا به خدمه ،ان المرء لا يملك انيشعر بالامان فى هذه الحياة حتى وانت تمسك بوردة نضرة بين يديك فانك تفكر فى انهاستذبل بعد مدة وتجف،تذكر كم مرة نظرت لنفسك فى المراءة ولاحظت انك تكبر وفكرت فىانك بعد فترة طالت او قصرت سيمر الناس من فوقك باحذيتهم ولن يتذكرك احد ،بل وحتى لوجلس العالم فوق قبرك للابد فانه لن يفيدك بشى، هل هو عدم الامان الذى يحرمنا منالسعادة الحقيقية، لا ادرى ولكنى اعتقد اننا كنا سنسعد اكثر بالزهرة لو اطماننالبقائها ، ان السعداء فى هذه الارض قليلون انهم اولئك الذين استطاعوا التوقف عنالجرى خلف الدنيا فجلسوا ينظرون الى الباقيين المهرولين خلفها فاذا بها تقف لتاتىاليهم ملاطفة ....حياة غريبة لن نكف فيها عن البحث عن السعادة وعن الشكوى
|