فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم May 4, 2007, 05:51 AM
 
حزب كاديما الصهيوني ، والنهايات الاستراتيجية المبتغاه

كاديما
هي كلمة عبرية تعني ( إلى الأمام ) والأمام المقصود به شارونياً يمكن استنتاجه لاحقاً بعد استعراض كاديما هذا الحزب الصهيوني الجديد الذي يُعني لأي محلل استراتيجي العديد من الأبعاد وعلى أكثر من صعيد ، فهو حزب النخبة القيادية في المجتمع الصهيوني وهو الحزب الذي أطلقه شارون الغائب الحاضر ويقوده الآن نائبه بعد الفوز في الانتخابات إيهود إولمرت واستطيع القول أنه الحزب الواقع الآن بين خارطتين ويسعى إلى تحقيق نهايات استراتيجية تشكل دستور عمل لكاديما في المرحلة القادمة ولها أثرها على المدى القريب والبعيد وكاديما له فلسفته الخاصة به حيث أطلقه شارون أحد أقوى الصقور الليكوديين لكن ما هي النظرة إلى هذا الحزب على الصعيد الصهيوني والإقليمي والدولي ؟ وكيف فاز وهو لم يمض على إطلاقه وقت طويل قبيل الانتخابات الإخيرة ؟
تنطلق فلسفة حزب كاديما من خلفية متطرفة تسعى إلى الانتقال إلى بعد أكث تطرفاً وتأتي هذه الفلسفة امتدادا إلى الشخصية العنيفة لمؤسس الحزب ومطلقه شارون ومنسجمة معها تماما كما أنها تأتي من نظرته إلى الحل النهائي للصراع الفلسطيني الصهيوني والذي يؤمن شارون أنه يجب أن يكون وفقاً للرؤية الاستراتيجية الصهيونية البحتة الساعية إلى تحقيق المصلحة الوطنية الصهيونية العليا على كامل أرض إسرائيل بوضع الحل للصراع من طرف واحد بغية الخلاص وعليه يجري ترويج فكرة عدم وجود الشريك الفلسطيني القادر بغية فرض هذا الحل والسعي لدمج المصلحة الأمريكية الإقليمية في المصلحة الوطنية الصهيونية لتحقيق الأمن للدولة العبرية وضمان استمراريتها في محيط هي غريبة فيه وفي ظل تحديات عديدة أصبحت إسرائيل تواجهها لذلك نراها تحرص على توثيق بحالفها الاستراتيجي مع المحافظين الجدد بغية إيجاد أجيال تتشرب وتتبنى نفسها الأيديولوجية الصهيونية داخل المجتمعات الغربية وخصوصاً أمريكا وذلك يجعل الجميع يصلون إلى قناعة مفادها أن المسيحية لن تكون صادقة ومخلصة إلى الرب إلا إذا خدمت إسرائيل وفي هذا السياق ليس بعيداً عنا ما أسداه المحافظون الجدد في خدمة إسرائيل بتدمير العراق والسعي الحثيث الجاري حالياً لاستخدام الوسائل والأساليب نفسها باتجاه إيران لمنع بروز أيه قوة أقليمية منافسة أو موازنة بهدد إسرائيل مهما كانت النتائج أو التحديات .

كاديما الفكرة والانطلاقة

اختمرت فكرة كاديما في رأس شارون بعد أن أمضى قرابة أبع سنوات في الحكم لعب خلالها على المتناقضات الفلسطينية والعربية والإقليمية والدولية لنتفيذ طموحاته لكنه اصطدم بواقع حد من هذه الطموحات عندما ارتفعت أصوات داخل حزبه الليكود آنذاك معارضة لتوجهاته وعنف طروحاته وأسلوبه ، الأمر الذي وجد معه شارون أن حزب الليكود المتطرف لم يؤمن له هوامش المناورة التي تمكنه من تحقيق هذه لطموحات حيث قام بإطلاق كاديما ليؤمن مساحات أوسع من التطرف ويقوم هو بتفصيل المقياس المناسب لهذا الحزب بغية الحقيق النهايات الاستراتيجية الصهيوينية المبتغاه ، لا سيما وأنه وجد أن بنية الليكود وقواعده لا يمكن أن تسمح له بالاستمرار في قيادة دفة المركب الصهيوني حتى النهاية فجاء انقلابه المفاجئ الذي حمل معه النخبة القيادية في أغلب الأحزاب الصهيونية لإيمانهم بأنه الأقدر على المواجهة في ظل بيئة تمكن فيها الفلسطينيون من إحداث التوازن على الرغم من أنهم عزّل أمام آلة الحرب الصهيونية المدمرة ، وهذه التوازن في بعده الاستراتيجي يكمن في إرادة الفلسطينيون على الصمود والمواجه علىالرغم من الحصار والإذلال والقتل والدمار حيث جاء البعد الاستراتيجي لطرح شارون حزب كاديما بالهروب إلى الأمام وحرق المراحل مستعجلاً نهاية الشوط وتحقيق الاستراتيجية المبتغاه التي سترد لاحقاً قبل أوان حلولها أو مرورها الطبيعي عبر صيرورة الأحداث هناك .

النهايات الاستراتيجية التي يسعى كاديما لتحقيقها وأثر كل منها

يسعى كاديما إلى تحقيق ثلاث نهايات استرايتجية رئيسية على الرغم من من أنه قد يندرج تحت كل منها الكثير من الأهداف الاستراتيجية والمرحلية وهذه النهايات تأتي وفقاً للنهج الشاروني الذي اختطه للحزب حيث أكد نائبه أولمرت في 23 / 3 / 2006 م عندما قال : ( لو استيقظ أئيل شارون من غيبوبته لقال " حمداً لله على أن أولمرت يواصل طريقي ويقود الدولة إلى الأمام " ) وهذا يؤكد ما ذهبنا إليه من رؤية شارون لكاديما والفلسفة التي بنى الحزب عليها وفقاً للمقاييس التي يؤمن بها .

أما النهايات الاستراتيجية التي يسعى إليها كاديما وآثارها فيمكن تلخيصها بما يلي :
أولاً :
تنفيذ خطة ( التجميع ) الأحادية الانسحاب من الضفة الغربية وبعض المستوطنات من خلال ترويج فكرة عدم وجود الشريك الفلسطيني القوي وهنا يطمح كاديما إلى تنفيذ طموحات مؤسسه بفرض الحل من جانب إسرائيل فقط بغية عدم التفاوض مع الفلسطينيين والهدف الاستراتيجي هنا يكمن في ضم القدس بشكل أبدي واعتبارها العاصمة الموحّدة لإسرائيل وتقطيع أوصال الضفة الغربية بغية عدم تمكين الفلسطينيين من إقامة دولتهم المستقلة القابلة للحياة على ترابهم الوطني وعاصمتها القدس القدس الشريف
الأمر الذي يعني وأد خطة خارطة الطريق التي ما زالت تشكل الآلية التي تحظى بالإجماع الدولي والتي قد تفضي إلى سلام عادل ودائم .

ثانياً :
رسم حدود دولية نهائية لدولة إسرائيل بحلول عام 2010 م ومن جانب واحد لا سيما الحدود الشرقية لإسرائيل

ثالثاً :
إقامة دولة يهودية نقية داخل حدود إسرائيل المزمع ترسيمها .

نستطيع القول أن كاديما الذي يقود الحكومة الصهيونية إلى جانب عدد من الأحزاب الصهيونية قد حصل على الضوء الأخضر من جميع هذه الأحزاب للسير في هذا الطريق قدماً كما أراد مُطلقه
وخير دليل على ذلك ما يجري من تجاهل تام لخيار الشعب الفلسطيني والسعي لمعاقبته باختياره لحركة حماس حيث تأتي المواقف الأمريكية والأوروبية وإلى حد ما الأمم المتحدة داعمة لطروحات كاديما ومتطابقة معها حيث تم منع المساعدات عن الشعب الفلسطيني وإحكام الحصار عليه سعياً للحصول على إعتراف واضح وصريح من حماس بإسرائيل ونبذا العنف وتفكيك سلاح المقاومة والأخطر من ذلك سعي إسرائيل إلى إقناع العالم بأن السطلة الفلسطينية بمجملها منظمة إرهابية وليست حركة حماس فقط وبشكل تبدو معه طروحات كاديما وما نراه من ضغوط وحصار وتجاهل أنها جميعها لن تسهم في تحقيق الأمن والاستقرار المنشود في المنطقة ولن تؤدي إلى قيام الدولة الفلسطينية المأمولة بل ستقود إلى مزيد من العنف والعنف المضاد وقد تقود إلى انتفاضة فلسطينية جديدة أو حرب جديدة بين الفلسطينيين والصهيونيين لأن الضغوط الجارية لإسقاط الحكومة الفلسطينية المنتخبة وترويج فكرة عدم وجود الشريك الفلسطيني القادر تعتبر محاولات لإسقاط خيار الشعب الفلسطيني وقد يرى فيها البعض إسقاطاً للخيار الإسلامي وهنا مكمن الخطر حيث ستكون الخيارات البديلة أكثر خطورة وصعوبة الأمر الذي يتطلب أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته وأن يضغط باتجاه عودة الجميع لطاولة المفاوضات .
وبالتالي فإن تداعيات النهايات الاستراتيجية التي يسعى كاديما لتحقيقها من جانب واحد ستكون وخيمة وستطال إسرائيل أولاً وعلى الرغم من أن تحقيق هذه النهايات يكتنفها الفشل من الآن لأن خصوصية الصراع الجاري ما بين الفلسطينيين والصهيونيين لا يمكن أن يتحكم به طرف دون سواه الأمر الذي يبقي شروط اللعبة مفتوحة على أكثر من احتمال في ظل أن الإنسان قد يهزم لكنه لا يدمر ولا يمك أن تنتهي تطلعاته وتوقه للحرية والكرامة والاستقلال وأن الأمن والاستقرار لا يمكن فرضه من خلال الحلول الأحادية الجانب ولا يمكن تحقيقه إن لم يراع مصالح الجميع وحقهم في هذا الأمن على الدوام .

منقووووووووووووووووول
__________________
ما أجمل ذكر الله

رد مع اقتباس
  #2  
قديم March 27, 2009, 04:34 PM
 
رد: حزب كاديما الصهيوني ، والنهايات الاستراتيجية المبتغاه

الله ينصر العرب علي اليهود والله معلومات كنزية بارك الله فيك
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المبتغاه, الاستراتيجية, الصهيوني, حسب, والنهايات, كاديما

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تحميل خلاصة كتاب الخرائط الاستراتيجية للمؤلف روبرت كابلا-ديفيد نورتون بو راكان كتب الادارة و تطوير الذات 220 January 26, 2016 04:42 PM
الإبداع يخنق الأزمات لمؤلف: عبد الله بن عبد الرحمن البريدي بو راكان علم الإدارة والاتصال و إدارة التسويق و المبيعات 1 April 11, 2011 06:05 PM
الاستيطان والاقتصاد جامايكا المواضيع العامه 3 March 7, 2008 09:33 AM
العملة الموحدة عام 2010 والسوق المشتركة في 2007 على مائدة قمة التكامل الخليجي بو راكان علم الاقتصاد 2 December 10, 2006 07:28 AM


الساعة الآن 12:11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر