فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > ديوان الاُدباء العرب

ديوان الاُدباء العرب مقتطفات من قصائد الادب العربي الفصيح, و دوواوين الشعراء في الجزيره العربيه,والمغرب العربي, العصر الاسلامي, الجاهلي , العباسي, الاندلسي, مصر, الشام, السودان,العراق



 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #7  
قديم March 9, 2009, 10:36 PM
 
رد: محمود سامي البارودي

أفتانة العينين

*******

أَفَتَّانَةَ الْعَينَيْنِ كُفِّي عَنِ الْقَلْبِ

وَصُونِي حِمَاهُ فَهُوَ مَنْزِلَةُ الْحُبِّ

ولا تُسْلِمِي عَيْنَيَّ للسُّهْدِ والْبُكَا

فَإِنَّهُمَا مَجْرَى هَواكِ إِلَى قَلْبِي

وَإِنِّي لَراضٍ مِنْ هَواكِ بِنَظْرَةٍ

وَحَسْبِي بِها إِنْ أَنْتِ لَمْ تَبْخَلِي حَسْبِي

إِذا كَانَ ذَنْبِي أَنَّ قَلْبِي مُعَلَّقٌ

بِحُبِّكِ يَا لَيْلَى فَلا تَغْفِرِي ذَنْبِي
__________________



  #8  
قديم March 9, 2009, 10:41 PM
 
رد: محمود سامي البارودي

أراك الحمى

*******

أَرَاكَ الْحِمَى شَوْقِي إِلَيْـكَ شَدِيـدُ

وصَبْرِي وَنَوْمِي فِي هَـوَاكَ شَريـدُ

مَضَى زَمَنٌ لَمْ يَأْتِنِي عَنْـكَ قَـادِمٌ

بِبُشْرَى ولَمْ يَعْطِـفْ عَلَـيَّ بَرِيـدُ

وَحِيدٌ مِنَ الْخُلانِ فِي أَرْضِ غُرْبَـةٍ

أَلا كُلُّ مَنْ يَبْغِـي الْوَفَـاءَ وَحِيـدُ

فَهَلْ لِغَرِيبٍ طَوَّحَتْـهُ يَـدُ النَّـوَى

رُجُـوعٌ وَهَـلْ لِلْحَائِمَـاتِ وُرُودُ

وَهَلْ زَمَنٌ وَلَّى وَعَيْـشٌ تَقَيَّضَـتْ

غَضَارَتُـهُ بَعْـدَ الذَّهَـابِ يَعُـودُ

أُعَـلِّلُ نَفْسِـي بِالقَدِيـمِ وَإِنَّمـا

يَلَذُّ اقْتِبَالُ الشَّـيءِ وَهْـوَ جَدِيـدُ

وَمَـا ذِكْـرِيَ الأَيَّـامَ إِلاَّ لأَنَّهـا

ذِمَـامٌ لِعِرْفَـان الصِّـبَا وَعُهـودُ

فَلَيْسَ بِمَفْقُودٍ فَتَىً ضَمَّـهُ الثَّـرَى

وَلَكِـنَّ مَنْ غَـالَ الْبِعَـاد فَقِيـدُ

أَلا أَيُّها الْيَوْمُ الَّـذِي لَمْ أَكُـنْ لَـهُ

ذَكُوراً سِوَى أَنْ قِيلَ لِي هُـوَ عِيـدُ

أَتَسْأَلُنَـا لُبْـسَ الجَدِيـدِ سَفَاهَـةً

وَأَثْوابُنَا ما قَـدْ عَلِمْـتَ حَدِيـدُ

فَحَظُّ أُنـاسٍ مِنْـهُ كَـأْسٌ وَقَيْنَـةٌ

وَحَـظُّ رِجـالٍ ذُكْـرَةٌ وَنَشِيـدُ

لِيهنَ بِهِ منْ باتَ جـذْلانَ ناعمـاً

أخا نشَـواتٍ مَـا عَليـهِ حَقـودُ

تَـرَى أَهلَـهُ مُستَبشِريـنَ بِقربِـهِ

فَهُمْ حَولَـهُ لاَ يَبْرَحُـونَ شُهُـودُ

إِذَا سَارَ عنهُمْ سَارَ وَهُـوَ مكـرَّمٌ

وإن عَادَ فِيهِمْ عَـادَ وَهُـوَ سَعيـدُ

يُخَاطِبُ كُلاًّ بِالَّـذِي هُـوَ أَهلُـهُ

فَمُبـدِئُ شُكـرٍ تَـارَةً وَمُعِيـدُ

فَمَنْ لِغَرِيبٍ -سَرْنَسُوفُ- مُقَامُـهُ

رَمَتْ شَمْلَهُ الأَيَّـامُ فَهْـوَ لَهِيـدُ

بِلادٌ بِهَـا مـا بِالْجَحِيـمِ وإِنَّمـا

مَكَانَ اللَّظَى ثَلْـجٌ بِهَـا وَجَلِيـدُ

تَجَمَّعتِ البُلغـارُ والـرُّومُ بينَـها

وَزَاحَمَهَا التَّاتَـارُ، فَهِـيَ حُشُـودُ

إِذَا رَاطَنُوا بَعْضاً سَمِعْتَ لِصَوْتِهِـمْ

هَدِيداً تَكَـادُ الأَرْضُ مِنْـهُ تَمِيـدُ

قِبَاحُ النَّوَاصِي والوُجُـوهِ، كأنَّهُـمْ

لِغَيـرِ أَبِـي هَـذا الأَنـامِ جُنُـودُ

سَواسِيَـةٌ لَيْسُـوا بِنَسْـلِ قَبيلَـةٍ

فَتُـعْـرَف آبـاءٌ لَهُـمْ وجُـدُودُ

لَهُمْ صُوَرٌ لَيْسَتْ وُجُوهـاً وإِنَّمـا

تُنَـاطُ إِلَيْـهَا أَعْـيُـنٌ وَخُـدودُ

يَخُورُونَ حَولِي كَالْعُجُولِ وَبَعْضُهُمْ

يُهَجِّنُ لَحْنَ الْقَـوْلِ حِيـنَ يُجِيـدُ

أَدُورُ بِعَينِـي لا أَرَى بَيْنَهُـمْ فَتَـىً

يَرُودُ مَعِي فِي الْقَـوْلِ حَيْـثُ أَرُودُ

فَلا أَنَـا مِنْهُـمْ مُسْتَفِيـدٌ غَرِيبَـةً

وَلا أَنَـا فِيهِـمْ ما أَقَمْـتُ مُفِيـدُ

فَمَنْ لِي بِأَيَّامٍ مَضَـتْ قَبْـلَ هَـذِهِ

بِمِصْرَ وَعَيْشِي لَـوْ يَـدُومُ حَمِيـدُ

عَسَى اللهُ يَقضِي قُربَةً بَعـدَ غُربَـةٍ

فَيَـفـرَحَ باللُّقيَـا أَبٌ وَوَلِـيـدُ
__________________



  #9  
قديم March 9, 2009, 10:46 PM
 
رد: محمود سامي البارودي

في رثاء أمه

*********

هوى كانَ لي أنْ ألبسَ المجدَ معلما

فلما ملكتُ السبقَ عفتُ التقدما

وَمَنْ عَرفَ الدُّنْيَا رَأَى مَا يَسُرُّه

منَ العيشِ هماً يتركُ الشهدَ علقما

وَ أيُّ نعيمٍ في حياة ٍ وراءها

مَصَائِبُ لَوْ حَلَّتْ بِنجْمٍ لأَظْلَمَا

إذا كانَ عقبى كلَّ حيًّ منية ٌ

فَسِيَّانِ مَنْ حَلَّ الْوِهَادَ، وَمَنْ سَمَا

وَ منْ عجبٍ أنا نرى الحقَّ جهرة ٌ

وَنَلْهُو، كَأَنَّا لاَ نُحَاذِرُ مَنْدَمَا

يودُّ الفتى في كلَّ يومٍ لبانة ً

فإنْ نالها أنحى لأخرى ، وصمما

طماعة ُ نفسٍ توردُ المرءَ مشرعاً

منَ البؤسِ لا يعدوهُ أوْ يتحطما

أَرَى كُلَّ حَيٍّ غَافِلاً عَنْ مَصِيرِهِ

وَلَوْ رَامَ عِرْفَانَ الْحَقِيقَة ِ لانْتَمَى

فَأَيْنَ الأُلَى شَادُوا، وَبَادُوا؟ أَلَمْ نَكُنْ

نحلُّ كما حلوا ، وَ نرحلُ مثلما ؟

مَضَوْا، وَعَفَتْ آثارُهُمْ غَيْرَ ذُكْرَة ٍ

تُشِيدُ لَنَا مِنْهُمْ حَدِيثاً مُرَجَّمَا

سلِ الأورقَ الغريدَ في عذباتهِ

أَنَاحَ عَلَى أَشْجَانِهِ، أَمْ تَرَنَّمَا؟

تَرَجَّحَ فِي مَهْدٍ مِنَ الأَيْكِ، لا يَنِي

يميلُ عليهِ مائلاً وَ مقوا

ينوحُ على َ فقدِ الهديلِ ، وَ لمْ يكنْ

رآهْ ، فيا للهِ ! كيفَ تهكما ؟

وَشَتَّانَ مَنْ يَبْكِي عَلَى غَيْرِ عِرْفَة

جزافاً ، وَ منْ يبكي لعهدٍ تجرما

لَعَمْرِي لَقَدْ غَالَ الرَّدَى مَنْ أُحِبُّهُ

وَ كانَ بودي أنْ أموتَ وَ يسلما

وَ أيُّ حياة ٍ بعدَ أمًّ فقدتها

كَمَا يفْقِدُ الْمَرْءُ الزُّلاَلَ عَلَى الظَّمَا

تَوَلَّتْ، فَوَلَّى الصَّبْرُ عَنِّي، وَعَادَنِي

غرامٌ عليها ، شفَّ جسمي ، وأسقما

وَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ ذُكْرَة ٌ تَبْعَثُ الأَسى

وَطَيْفٌ يُوَافِيني إِذَا الطَّرْفُ هَوَّمَا

وَ كانتْ لعيني قرة ً ، وَ لمهجتي

سروراً ، فخابَ الطرفُ وَ القلبُ منهما

فَلَوْلاَ اعْتِقَادِي بِالْقَضَاءِ وَحُكْمِهِ

لقطعتُ نفسي لهفة ً وَ تندما

فيا خبراً شفَّ الفؤادَ ؛ فأوشكتْ

سويدَاؤهُ أنْ تستحيلَ ، فتسجما

إِلَيْكَ؛ فَقَدْ ثَلَّمْتَ عَرْشاً مُمنَّعاً

وَ فللتَ صمصاماً ، وَ ذللتَ ضيغما

أشادَ بهِ الناعي ، وَ كنتُ محارباً

فألقيتُ منْ كفى الحسامَ المصمما

وَطَارَتْ بِقَلْبِي لَوْعَة ٌ لَوْ أَطَعْتُهَا

لأَوْشَكَ رُكْنُ الْمَجْدِ أَنْ يَتَهَدَّمَا

وَلَكِنَّنِي رَاجَعْتُ حِلْمِي، لأَنْثَنِي

عنِ الحربِ محمودَ اللقاءِ مكرما

فَلَمَّا اسْتَرَدَّ الْجُنْدَ صِبْغٌ مِنَ الدُّجَى

وَعَادَ كِلاَ الْجَيْشَيْنِ يَرْتَادُ مَجْثِمَا

صَرَفْتُ عِنَانِي رَاجِعاً، وَمَدَامِعِي

على َ الخدَّ يفضحنَ الضميرَ المكتما

فَيَا أُمَّتَا؛ زَالَ الْعَزَاءُ، وَأَقْبَلَتْ

مَصَائِبُ تَنْهَى الْقَلْبَ أَنْ يَتَلَوَّمَا

وَكُنْتُ أَرَى الصَّبْرَ الْجَمِيلَ مَثُوبَة ً

فَصِرْتُ أَرَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ مَأْثَمَا

وَ كيفَ تلذُّ العيشَ نفسٌ تدرعتْ

منَ الحزنِ ثوباً بالدموعِ منمنما ؟

تألمتُ فقدانَ الأحبة ِ جازعاً

وَ منْ شفهُ فقدُ الحبيبِ تألما

وَ قدْ كنتُ أخشى أنْ أراكِ سقيمة ً

فكيفَ وَ قدْ أصبحتِ في التربِ أعظما ؟

بَلَغْتِ مَدَى تِسْعِينَ فِي خَيْرِ نِعْمَة ٍ


وَ منْ صحبَ الأيامَ دهراً تهدما

إِذَا زَادَ عُمْرُ الْمَرْءِ قَلَّ نَصِيبُهُ

منَ العيش وَ النقصانُ آفة ُ من نما

فيا ليتنا كنا تراباً ، وَ لمْ نكنْ

خلقنا ، وَ لمْ نقدمْ إلى الدهرِ مقدما

أَبَى طَبْعُ هَذَا الدَّهْرِ أَنْ يَتَكَرَّمَا

وَكَيْفَ يَدِي مَنْ كَانَ بِالْبُخْلِ مُغْرَمَا؟

أَصَابَ لَدَيْنَا غِرَّة ً؛ فَأَصَابَنَا

وَأَبْصَرَ فِينَا ذِلَّة ً؛ فَتَحَكَّمَا

وَ كيفَ يصونُ الدهرُ مهجة َ عاقلٍ

وَ قدْ أهلكَ الحيينِ : عاداً ، وَ جرهما

هوَ الأزلمُ الخداعُ ، يحفرُ إنْ رعى

وَيَغْدِرُ إِنْ أَوْفَى ، وَيُصْمِي إِذَا رَمَى

فَكَمْ خَانَ عَهْداً، واسْتَبَاحَ أَمَانَة ً

وَ أخلفَ وعداً ، وَ استحلَّ محرما

فإنْ تكنِ الأيامُ أخنتْ بصرفها

عَلَيَّ، فَأَيُّ النَّاسِ يَبْقَى مُسَلَّمَا؟

وَ إني لأدري أنَّ عاقبة َ الأسى

ـ وإِنْ طَالَ ـ لاَ يُرْوِي غَلِيلاً تَضَرَّمَا

وَلَكِنَّهَا نَفْسٌ تَرَى الصَّبْرَ سُبَّة ً

عَلَيْهَا، وَتَرْضَى بِالتَّلَهُّفِ مَغْنَمَا

وَكَيْفَ أَرَانِي نَاسِياً عَهْدَ خُلَّة ٍ

ألفتُ هواها : ناشئاً ، وَ محكما

وَلَوْلاَ أَلِيمُ الْخَطْبِ لَمْ أَمْرِ مُقْلَة ً

بِدَمْعٍ، وَلَمْ أَفْغَرْ بِقَافِيَة ً فَمَا

فيا ربة َ القبرِ الكريمِ بما حوى

وَقَتْكِ الرَّدَى نَفْسِي وَأَيْنَ؟ وَقَلَّمَا

وَهَلْ يَسْتَطِيعُ الْمَرْءُ فِدْيَة َ رَاحِلٍ

تَخَرَّمَهُ الْمِقْدَارُ فِيمَنْ تَخَرَّمَا؟

سقتكِ يدُ الرضوانِ كأسَ كرامة ٍ

منَ الكوثرِ الفياضِ معسولة َ اللمى

وَ لاَ زالَ ريحانُ التحية ِ ناضراً

عليكِ ، وَ هفافُ الرضا متنسما

لِيَبْكِ عَلَيْكِ الْقَلْبُ، لاَ الْعَينُ؛ إِنَّنِي

أرى القلبَ أوفى بالعهودِ وَ أكرما

فواللهِ لاَ أنساكِ ما ذرَّ شارقٌ

وَمَا حَنَّ طَيْرٌ بِالأَرَاكِ مُهَيْنِمَا

عَلَيْكَ سَلاَمٌ لاَ لِقَاءَة َ بَعْدَهُ

إِلَى الْحَشْرِ إِذْ يَلْقى الأَخِيرُ الْمُقَدَّمَا

"
__________________



 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
محمود, البارودي, سالي

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قلب صامد..... JeraZ شعر و نثر 1 September 6, 2011 08:50 PM
محمود سامي البارودي admin شخصيات عربية 3 February 27, 2010 12:42 PM
قصة سالي Fatee كتب الادب العربي و الغربي 2 November 17, 2008 02:24 PM
من دفتر الرغبة - صالح محمود سلمان advocate شعر و نثر 2 February 3, 2008 12:42 PM


الساعة الآن 07:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر