|
ديوان الاُدباء العرب مقتطفات من قصائد الادب العربي الفصيح, و دوواوين الشعراء في الجزيره العربيه,والمغرب العربي, العصر الاسلامي, الجاهلي , العباسي, الاندلسي, مصر, الشام, السودان,العراق |
|
LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#4
|
||
|
||
رد: محمود سامي البارودي
************** إِلَى اللهِ أَشْكُو طُولَ لَيْلِـي وَجَـارَةً
تَبِيتُ إِلَى وَقْتِ الصَّـبَاحِ بِإِعْـوَالِ لَهَـا صِبْيَـةٌ لا بَـارَكَ اللهُ فِيهِـمُ قِبَاحُ النَّوَاصِي لا يَنَمْنَ عَلَى حَـالِ صَوَارِخُ لا يَهْـدَأْنَ إِلا مَعَ الضُّحَـا مِنَ الشَّرِّ فِي بَيْتٍ مِنَ الْخَيْرِ مِمْحَالِ تَرَى بَيْنَهُـمْ يَا فَـرَّقَ اللهُ بَيْنَهُـمْ لَهِيبَ صِيَاحٍ يَصْعَدُ الْفَلَكَ الْعَالِـي كَأَنَّهُـمُ مِمَّـا تَنَازَعْـنَ أَكْلُـبٌ طُرِقْنَ عَلَى حِينِ الْمَسَـاءِ بِرِئْبَـالِ فَهِجْنَ جَمِيعاً هَيْجَةً فُزِّعَـتْ لَهَـا كِلابُ الْقُرَى مَا بَيْنَ سَهْلٍ وَأَجْبَالِ فَلَمْ يَبْقَ مِنْ كَلْبٍ عَقُـورٍ وَكَلْبَـةٍ مِنَ الْحَيِّ إِلا جَاءَ بِالْعَـمِّ وَالْخَـالِ وَفُزِّعَتِ الأَنْعَامُ وَالْخَيْـلُ فَانْبَـرَتْ تُجَاوِبُ بَعْضَاً فِي رُغَاءٍ وَتَصْهَـالِ فَقَامَتْ رِجَالُ الْحَيِّ تَحْسَبُ أَنَّهَـا أُصِيبَتْ بِجَيْشٍ ذِي غَوَارِبَ ذَيَّـالِ فَمِنْ حَامِلٍ رُمْحاً وَمِنْ قَابِضٍ عَصَاً وَمِنْ فَزعٍ يَتْلُو الْكِتَـابَ بِإِهْـلالِ وَمِنْ صِبْيَةٍ رِيعَتْ لِـذَاكَ وَنِسْـوَةٍ قَوَائِمَ دُونَ الْبَابِ يَهْتِفْـنَ بِالْوَالِـي فَيَا رَبُّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ تَصَبُّـرَاً عَلَى مَا أُقَاسِيهِ وَخُذْهُـمْ بِزَلْـزَالِ
__________________
|
#5
|
||
|
||
رد: محمود سامي البارودي
أعد يا دهر
********* أَعِـدْ يَـا دَهْـرُ أَيَّـامَ الشَّـبَابِ
وَأَيْـنَ مِنَ الصِّـبَا دَرْكُ الطِّـلابِ زَمَـانٌ كُلَّمـا لاحَـتْ بِفِكْـرِي مَخَايِلُهُ بَكَيْـتُ لِفَـرْطِ مـا بِـي مَضَى عَنِّي وَغَـادَرَ بِـي وَلُوعـاً تَوَلَّـدَ مِنْـهُ حُـزْنِـي وَاكْتِئَابِـي وَكَيْفَ تَلَذُّ بَعْدَ الشَّيْـبِ نَفْسِـي وَفِي اللَّذَّاتِ إِنْ سَنَحَـتْ عَذَابِـي أَصُدُّ عَنِ النَّعِيـمِ صُـدُودَ عَجْـزٍ وَأُظْهِـرُ سَلْـوَةً وَالْقَلْـبُ صَابِـي وَمَا فِي الدَّهْرِ خَيْـرٌ مِـنْ حَيَـاةٍ يَكُـونُ قِـوَامُهـا رَوْحَ الشَّـبَابِ فَـيَـا للهِ كَـمْ لِـي مِـنْ لَيَـالٍ بِـهِ سَـلَـفَـتْ وَأَيَّـامٍ عِـذَابِ إِذِ النَّـعْـمَـاءُ وَارِفَـةٌ عَلَيْـنَـا وَمَرْعَى اللَّهْـوِ مُخْضَـرُّ الْجَنَـابِ نَطِيـرُ مَـعَ السُّـرُورِ إِذَا انْتَشَيْنَـا بِأَجْنِحَـةِ الْخَلاعَـةِ وَالتَّصَـابِـي فَـغُـدْوَتُنَـا وَرَوْحَتُنَـا سَـوَاءٌ لعَـابٌ فِي لعَـابٍ فِـي لعَـابِ وَرُبَّـتَ رَوْضَـةٍ مِلْـنـا إِلَيْـهَا وَقَرْنُ الشَّمْـسِ تِبْـرِيُّ الإِهَـابِ نَمَتْ أَدْوَاحُها وسَمَـتْ فَكَانَـتْ عَلَى السَّاحـاتِ أَمْثَـالَ الْقِبـابِ فَزَهْـرُ غُصُونِهَـا طَلْـقُ الْمُحَـيَّا وَجَدْوَلُ مائِهـا عَـذْبُ الرُّضـابِ كَـأَنَّ غُصُونَهـا غِيـدٌ تَهَـادَى مِنَ الزَّهْـرِ الْمُنَمَّـقِ فِـي ثِيَـابِ سَقَتْهَا السُّحْـبُ رَيِّقَـها فَمَالَـتْ كَمَا مَالَ النَّزِيـفُ مِـنَ الشَّـرَابِ فَسَبَّـحَ طَيْرُهـا شُكْـراً وَأَثْنَـتْ بِأَلْسِنَةِ النَّبـاتِ عَلَـى السَّحَـابِ وَيَـوْمٍ ناعِـمِ الطَّـرَفَيْـنِ نَـادٍ عَلِيـلِ الْجَـوِّ هَلْهَـالِ الرَّبَـابِ سَبَقْتُ بِهِ الشُّـرُوقَ إِلَى التَّصَابِـي بُكُـوراً قَبْـلَ تَنْعـابِ الغُـرابِ وسُقْتُ مَعَ الْغُـواةِ كُمَيْـتَ لَهْـوٍ جَمُوحاً لا تَلِيـنُ عَلَـى الْجِـذَابِ إِذَا أَلْجَمْـتَـها بِالْـمَـاءِ قَـرَّتْ وَدَارَ بِجِيـدِهـا لَبَـبُ الْحَبـابِ مُـوَرَّدَةً إِذَا اتَّـقَـدَتْ بِـكَـفٍّ جَلَتْـها لِلأَشِعَّـةِ فِـي خِضَـابِ هُوَ العَصْـرُ الَّـذِي دَارَتْ عَلَيْنَـا بِـهِ اللَّـذَّاتُ واضِعَـةَ النِّقَـابِ نُجَـاهِـرُ بِالْغَـرَامِ وَلا نُبَـالِـي وَنَنْطِـقُ بِالصَـوابِ وَلا نُحَابِـي فَيَا لَكَ مِنْ زَمـانٍ عِشْـتُ فِيـهِ نَدِيمَ الـرَّاحِ وَالْهيـفِ الكِعـابِ إِذَا ذَكَـرَتْـهُ نَفْسِـي أَبْصَـرَتْـهُ كَأَنِّي مِنْـهُ أَنْظُـرُ فِـي كِتـابِ تَحَـوَّلَ ظِلُّـهُ عَـنِّـي وَأَذْكَـى بِقَلْبِـي لَوْعَـةً مِثـلَ الشِّهَـابِ كَـذَاكَ الدَّهْـرُ مَـلاَّقٌ خَلُـوبٌ يَغُـرُّ أَخَـا الطَّمَاعَـةِ بِالْكِـذَابِ فَلا تَرْكَـنْ إِلَيْـهِ فَكُـلُّ شَـيْءٍ تَـرَاهُ بِـهِ يَـؤُولُ إِلَـى ذَهـابِ وَعِشْ فَرْداً فَمَا فِي النَّـاسِ خِـلٌّ يَسُـرُّكَ فِـي بِعَـادٍ وَاقْـتِـرَابِ حَلَبْـتُ الـدَّهْـرَ أَشْطُـرَهُ مَلِيَّـاً وَذُقْتُ الْعَيْشَ مِـنْ أَرْيٍ وَصـابِ فَمَا أَبْصَـرْتُ فِي الإِخْـوَانِ نَدْبَـاً يَجِـلُّ عَـنِ الْمَلامَـةِ وَالْعِتَـابِ وَلَكِـنَّـا نُعَـاشِـرُ مَـنْ لَقِينَـا عَلَى حُكْـمِ الْمُـرُوءَةِ وَالتَغَابِـي
__________________
|
#6
|
||
|
||
رد: محمود سامي البارودي
الفؤاد المفجع
*********** مَتَى يَشْتَفِي هَذَا الْفُـؤَادُ الْمُفَجَّـعُ
وَفِي كُلِّ يَوْمٍ رَاحِلٌ لَيْـسَ يَرْجـعُ نَمِيلُ مِنَ الدُّنْيَـا إِلَى ظِـلِّ مُزْنَـةٍ لَهَـا بَـارِقٌ فِيـهِ الْمَنِيَّـةُ تَلْمَـعُ وَكَيْفَ يَطِيبُ الْعَيْشُ وَالْمَرْءُ قَائِـمٌ عَلَى حَذَرٍ مِنْ هَـوْلِ مَـا يَتَوَقَّـعُ بِنَا كُـلَّ يَـومٍ لِلْحَـوَادِثِ وَقْعَـةٌ تَسِيـلُ لَهَا مِنَّـا نُفُـوسٌ وَأَدْمُـعُ فَأَجْسَادُنَا فِي مَطْرَحِ الأَرْضِ هُمَّـدٌ وَأَرْوَاحُنَا فِي مَسْرَحِ الْجَـوِّ رُتَّـعُ وَمِنْ عَجَبٍ أَنَّـا نُسَـاءُ وَنَرْتَضِـي وَنُدْرِكُ أَسبَـابَ الْفَنَـاءِ وَنَطْمَـعُ وَلَوْ عَلِمَ الإِنْسَـانُ عُقْبَـانَ أَمْـرِهِ لَهَـانَ عَلَيْـهِ مَا يَسُـرُّ وَيَفْجَـعُ تَسِيرُ بِنَا الأَيَّـامُ وَالْمَـوتُ مَوْعِـدٌ وَتَدْفَعُنَـا الأَرْحَـامُ وَالأَرْضُ تَبْلَـعُ عَفَـاءٌ عَلَى الدُّنْيَـا فَمَـا لِعِدَاتِهَـا وَفَـاءٌ وَلا فِـي عَيْشِـهَا مُتَمَتَّـعُ أَبَعْدَ سَمِيرِ الْفَضْلِ أَحْمَـدَ فَـارِسٍ تَقِرُّ جُنُـوبٌ أَوْ يُلائِـمُ مَضْجَـعُ كَفَى حَزناً أَنَّ النَّوَى صَدَعَـتْ بِـهِ فُـؤَاداً مِنَ الْحِدْثَـانِ لا يَتَصَـدَّعُ وَمَا كُنْتُ مِجْزَاعاً وَلَكِنَّ ذَا الأَسَـى إِذَا لَمْ يُسَاعِـدْهُ التَّصَبُّـرُ يَجْـزَعُ فَقَدْنَاهُ فِقْدَانَ الشَّـرَابِ عَلَى الظَـمَا فَفِي كُلِّ قَلْبٍ غُلَّـةٌ لَيْـسَ تُنْقَـعُ وَأَيُّ فُـؤَادٍ لَـمْ يَبِـتْ لِمُصَابِـهِ عَلَى لَوْعَةٍ أَوْ مُقْلَـةٍ لَيْـسَ تَدْمَـعُ إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلدَّمْعِ فِي الْخَدِّ مَسْـرَبٌ رَوِيٌّ فَمَا لِلْحُزْنِ فِي الْقَلْبِ مَوْضِـعُ مَضَـى وَوَرِثْنَـاهُ عُلُومـاً غَزِيـرَةً تَظَلُّ بِهَا هِيـمُ الْخَوَاطِـرِ تَشْـرَعُ إِذَا تُلِيَـتْ آيَاتُهَـا فِـي مَقَـامَـةٍ تَنَافَسَ قَلْبٌ فِي هَوَاهَـا وَمسْمَـعُ سَقَى جَدثاً فِي أَرْضِ لُبْنَانَ عَـارِضٌ مِنَ الْمُزْنِ فَيَّاضُ الْجَـدَاوِلِ مُتْـرَعُ فَـإِنَّ بِـهِ لِلْمَكْرُمَـاتِ حُشَاشَـةً طَوَاهَا الرَّدَى فَالْقَلْبُ حَرَّانُ مُوجَـعُ فَإِنْ يَكُنِ الشِّدْيَاقُ خَلَّـى مَكَانَـهُ فَإِنَّ ابْنَهُ عَنْ حَوْزَةِ الْمَجْـدِ يَدْفَـعُ وَمَا مَاتَ مَنْ أَبْقَى عَلَى الدَّهْرِ فَاضِلاً يُؤَلِّفُ أَشْتَـاتَ الْمَعَالِـي وَيَجْمَـعُ رَزِينُ حَصَاةِ الْحِلْـمِ لا يَسْتَخِفُّـهُ إِلَى اللَّهْوِ طَبْعٌ فَهْوَ بِالْجِـدِّ مُولَـعُ تَلُوحُ عَلَيـهِ مِـنْ أَبِيـهِ شَمَائِـلٌ تَدُلُّ عَلَى طِيبِ الْخِـلالِ وَتَنْـزِعُ فَصَبْـرَاً جَمِيـلاً يَا سَلِيـمُ فَإِنَّمَـا يُسِيغُ الْفَتَى بِالصَّبْـرِ مَـا يَتَجَـرَّعُ إِذَا الْمَرْءُ لَمْ يَصْبِرْ عَلَى مَـا أَصَابَـهُ فَمَاذَا تُراهُ فِـي الْمُقَـدَّرِ يَصْنَـعُ وَمِثْـلُكَ مَنْ رَازَ الأُمُـورَ بِعَقْلِـهِ وَأَدْرَكَ مِنْـهَا مَـا يَضُـرُّ وَيَنْفَـعُ فَلا تُعْطِيَنَّ الحُزْنَ قَلْبَـكَ وَاسْتَعِـنْ عَلَيْهِ بِصَبْرٍ فَهْوَ فِي الْحُـزْنِ أَنْجَـعُ وَهَاكَ عَلَـى بُعْـدِ الْمَـزَارِ قَرِيبَـةً إِلَى النَّفْسِ يَدْعُوهَا الْوَفَـاءُ فَتَتْبَـعُ رَعَيْتُ بِهَا حَقَّ الْوِدَادِ عَلَى النَّـوَى وَلِلْحَقِّ فِي حُكْمِ الْبَصِيـرَةِ مَقْطَـعُ
__________________
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
محمود, البارودي, سالي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قلب صامد..... | JeraZ | شعر و نثر | 1 | September 6, 2011 08:50 PM |
محمود سامي البارودي | admin | شخصيات عربية | 3 | February 27, 2010 12:42 PM |
قصة سالي | Fatee | كتب الادب العربي و الغربي | 2 | November 17, 2008 02:24 PM |
من دفتر الرغبة - صالح محمود سلمان | advocate | شعر و نثر | 2 | February 3, 2008 12:42 PM |