فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم January 15, 2009, 05:21 PM
 
عيد ميلادك لم يعد محظوراً،،،ممدوح المهيني

عيد ميلادك لم يعد محظوراً


ممدوح المهيني
منذ ولدنا ونحن نعرف أن الاحتفال بعيد الميلاد مسألة محرمة ومحظورة. ولكن يبدو أن ذلك بدأ بالتغير الآن. فقد ظهرت آراء جديدة تقول إن عيد الميلاد بات مسألة عادية ولا مانع من تحويله إلى مناسبة سعيدة. من الجيد أن هذا يحدث،ولكن لماذا لم يحدث ذلك قبل سنوات طويلة وليس الآن؟!. السبب البسيط لأننا قررنا أن لا نقرر حتى في أكثر القضايا بساطة، ويمكن أن نهدر السنوات حتى يأتي أحد ويقول لنا الآن يمكن لكم أن تحتفلوا. و لو لم يأت أحد الآن ويقول لنا لا بأس بالاحتفال بالعيد فسننتظر ثلاثين سنة قادمة حتى يخرج شخص آخر ليقول لنا ما علينا فعله.

وهذا الأمر لا ينطبق على عيد الميلاد فقط ولكن على قضايا كثيرة، ولكنها مع العيد تكشف هزليتها أكبر.فمنع عيد الميلاد كان قائماً على حجة هشة جداً وسخيفة ومكشوفة حتى للأطفال الصغار.
من يصدق أن عيد الميلاد الدنيوي والشخصي يمكن أن يتحول إلى شيء ديني يشبه عيد الفطر أو الأضحى؟!. نحن فعلنا ذلك رغم أن المنطق في أبسط صوره يقول عكس ذلك. كلمة العيد هي مجرد تعبير دلالي ومن غير المعقول أن تقفز من وضعيتها لتتحول وكأنها عيد ديني. لهذا فلا يمكن أن يفهم منعه لأنه قد يزاحم الأعياد الدينية أو يتداخل معها. من ناحية دينية، فإن ديننا لم يحرم علينا الاحتفال بمناسباتنا الخاصة أبداً.هناك من يقول إن عيد الميلاد تقليد غربي، ولكن حتى الجينز والسيارة والانترنت تقليد غربي فهل نتركها. ثم إن هذه الفكرة لم تعد تخص أحداً وباتت فكرة كونية تقام في الشرق والغرب. ومثل الحجة الشهيرة التي تتردد على كل شيء تبني حجتها على الرؤية العدائية القديمة للآخر في الوقت الذي نندمج فيه مع العالم، وهي تتجاهل عقولنا التي يمكن لها أن تحلل وترى إذا كان في ذلك العيد شيء سيئ أو جيد ولا يهم إذا كان قادماً من الغرب أو المريخ. من المؤكد أن هناك من سيقوم بتفسير أي شيء يجده ليتوافق مع رغباته، وهي ذات الطريقة التي توجد فيها المبرارات التي تحرم فيها العدسات اللاصقة أو جوال الكاميرا. ولكن قراءة عقلانية لجوهر وروح النصوص الدينية سنجد التعاليم التي تحضنا على التفاؤل والاحتفال والإنجاز.
هذا المنع لعيد الميلاد لم ينفذ إلى روح فكرته الرائعة والإنسانية، ولكن توقف عند السطح- العقلية السطحية هي التي دفعته لذلك- وأثارته اشتباهه كلمة "عيد" الذي توهم بطريقة ساخرة أنها قد تتحول مع الوقت إلى عيد ديني. ولكن فكرة عيد الميلاد أعمق من ذلك بكثير، وهي في الحقيقة -بالنسبة لي- أهم من فكرة الاحتفال بقدوم المولود نفسه. الاحتفال بقدوم المولود هو من طبيعة بيولوجية، تسر بقدوم شخص جديد إلى العائلة. ولكن الاحتفال بعيد الميلاد هو من طبيعة ثقافية وإنسانية لأنها تحتفل بقيمة هذا الإنسان وتشعره بفرديته وأهميته في حياتنا. الاحتفال بعيد الميلاد، يختلف عن الاحتفال بالنجاح أو الزواج أو الترقية التي يبدو أن هناك مقابلاً دفع للاحتفال، ولكن عيد الميلاد هو الاحتفال بالشخص نفسه وبقيمته الإنسانية حتى لو أخفق في عمله أو دراسته، سعيداً أو تعيساً، كبيراً أو صغيراً. ولكن ربما هذا برر أيضا منع عيد الميلاد لأنه احتفال ذو طبيعة فردية الأمر الذي يتعارض مع فكرة الجماعة التي تدعمها الثقافة السائدة حتى لو كان ذلك بالاحتفال أيضاً.
ربما إن افتقادنا هذه الرؤية عن عيد الميلاد، وتعلقنا بأسباب هشة، جعلنا نلغيه من جداولنا السنوية، ونتخلى عن هذه المناسبة المهمة التي تجعلنا كعائلة وأصدقاء وكمجتمع أكثر تقارباً واهتماماً ببعض، وتعمق لدينا الشعور بأهمية الآخرين وإنسانيتهم وفرديتهم. ولأننا في الحقيقة نفتقد لهذه الثقافة التي ترى الناس كأفراد وليسوا أرقاماً فإننا لم نهتم كثيراً بتقديم مثل هذا الشعور للآخرين وخسرناه بدورنا نحن.
ولكن أيضا هناك -وهذا سبب آخر- فكرتنا عن الفرح والاحتفال بحياتنا التي تعرضت للتشويه حتى لم يعد هناك فرح إلا بحسب معايير وأنماط معينة وضوابط، ولكن مثل هذا الضوابط هي السكاكين التي تجهز على فكرة الفرح والاحتفال نفسه (سنتطرق لهذه الفكرة بموضوع آخر)، سواء بعيد الميلاد للفرد الذي يجب أن يكون بهيجاً ولطيفاً أو غيره من الاحتفالات أو المناسبات. لهذا أصبح مزاجنا كئيباً وتحولت أفراحنا إلى مناسبات كاركتورية يسخر منها الجميع ولا يفرقها عن المآتم إلا في أن الفرح يوجد فيه عريس والعزاء يوجد فيه ميت.
يبدو أننا بالفعل تدربنا على الشخصية التعسة التي تجعل الكثيرين منا يشعرون بأن أرواحهم مقيدة وتشعر بالغربة في الأماكن البهيجة، فمن الممكن أن تغير أفكاره ولكن المرارة لا تزول بسرعة عن روحك وهي بحاجة إلى وقت طويل حتى تسحب آخر ذيولها المظلمة. لذا ليس علينا أن نحتفل بأعياد ميلادنا ونحن نعيش في منتصف أعمارنا وبدأنا نتدحرج في منحدر النهاية. ولكن على الأقل يمكن أن ننقل ثقافة الاحتفال بعيد الميلاد لأطفالنا الصغار، فهم ليسوا بحاجة إلى الانتظار إلى 30عاماً حتى يأتي أحد ويسمح لهم بالاحتفال، وليس عليهم أن ينسوا عقولهم، ويشوهوا حياتهم، لأن أحداً رسم على وجهه ابتسامة يقينية متهكمة.
__________________
أزح الهم عنها يا الله~

لم يعد قلبي يحتمل ألماً

أقرؤه في عينيها~

كلما نظرت إليها
رد مع اقتباس
  #2  
قديم January 15, 2009, 07:56 PM
 
رد: عيد ميلادك لم يعد محظوراً،،،ممدوح المهيني

أرفع يداي لأصفق تأيداً لما ورد ذكره..
فنحن لسنا بحاجة إلى أشخاص ليسوا أهلاً للثقة ليسمحوا لنا بذلك..
فأحياناً هناك أشياء بديهية وتجدينهم يحرمونها لصالحهم..
فمثلاً:
عمل المرأ في الأماكن المختلطة يعدونها حرام..
بينما لو تفكرنا.. لو وجدنا ..
أن ديننا .. أتاح للمرأة العمل في كافة المجالات..
وغيرها الكثير..
فديننا دين يسر و ليس عسر..
يسلموو حلاتي على الموضوع الروعة..
من شخصك الأروع..
فأنت كما عهدناك دائماً.. مميزة..
دمتي.. ودام تميزك..
تحياتي..
مشاعر أنثى..
__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم January 17, 2009, 09:07 PM
 
رد: عيد ميلادك لم يعد محظوراً،،،ممدوح المهيني

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مشاعر انثى مشاهدة المشاركة
أرفع يداي لأصفق تأيداً لما ورد ذكره..

فنحن لسنا بحاجة إلى أشخاص ليسوا أهلاً للثقة ليسمحوا لنا بذلك..
فأحياناً هناك أشياء بديهية وتجدينهم يحرمونها لصالحهم..
فمثلاً:
عمل المرأ في الأماكن المختلطة يعدونها حرام..
بينما لو تفكرنا.. لو وجدنا ..
أن ديننا .. أتاح للمرأة العمل في كافة المجالات..
وغيرها الكثير..
فديننا دين يسر و ليس عسر..
يسلموو حلاتي على الموضوع الروعة..
من شخصك الأروع..
فأنت كما عهدناك دائماً.. مميزة..
دمتي.. ودام تميزك..
تحياتي..

مشاعر أنثى..
أضم تصفيقي إلى تصفيقك ...خيتي مشاعر أنثى...
أسعدتني كلماتك ...ومشاركتك...
دمت ِ بخير ...
__________________
أزح الهم عنها يا الله~

لم يعد قلبي يحتمل ألماً

أقرؤه في عينيها~

كلما نظرت إليها
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ميلادك, محظوراً،،،ممدوح, المهيني, حظي, عيد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شخصيتك من شجره ميلادك ملاك بغداد قسم تحليل واختبار الشخصيات 2 September 15, 2009 05:24 AM
كيف تحب هنا؟! ممدوح المهيني شذا مقالات الكُتّاب 14 July 22, 2009 03:19 PM
عيد ميلادك elshaary شعر و نثر 0 November 12, 2008 11:31 PM
براءة ممدوح سالم صاحب العبارة .طيب مين الجاني ؟ ابو جهاد المصري مقالات حادّه , مواضيع نقاش 0 July 29, 2008 11:33 PM
طرائف من فكاهات الشعراء في آداب الغرب ممدوح السكاف advocate المواضيع العامه 2 January 27, 2008 01:51 PM


الساعة الآن 09:30 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر