فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > شعر و نثر

شعر و نثر اكتب قصيده , من انشائك او من نِثار الانترنت , بالطبع , سيشاركك المتذوقين للشعر مشاعرك



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم January 22, 2009, 01:52 PM
 
بشاراتي ..

في زمن لم نعد نسمع فيه غير أصوات الناعقين بكل رزية وبلية ..


في زمن لم نعد نميز فيه غير ألوان الدماء ، وصور الأشلاء ، ورماد الحطام والركام ..

صُمّت آذننا .. ولا عجب .. وأنت تتابع وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية ؛ وهي تعج وتضج بأصوات الخوف والإرجاف ..

فمن فلسطين إلى أفغانستان .. إلى البوسنة .. إلى الشيشان
إلى كوسوفو
.. داغستان
.. الصومال
والعراق
إلى بورما وأندونيسيا ....
وهلم جراًّ ...

لا تجد فيها غير جرح ينزف ، وعرض يغتصب ، وحرمات تستباح ، ومساجد تهدم ، وقرى تباد ..

المقابر الجماعية .. القتلى والجرحى والثكالى واليتامى والأسرى .. هنا وهناك .. في كل مكان ..

أنى اتجهت إلى الإسلام في بلد
تجده كالطير مقصوصا جناحاه

كم صرفتنا يد كنا نصرفها
وبات يملكنا شعبٌ ملكناه

*******

رغم كل هذا وذاك .. أقول لك أنظر معي إلى الناحية الأخرى ..
ما زلنا نسمع ذلك الصوت المتفائل ، المبشّّر والمستبشر ..
ما زلنا نرقب ذلك البصيص من ضوء الفجر ، رغم ظلمة الليل الحالكة ..
ما زالت لدينا شمعة تضيء لنا هذه الدهاليز الملتوية ..
ما زلنا نرى بين صفوفنا طفلا يرفع الحجر رغم مدافع العدو ..
ما زالت مساجدنا تترنم بصوت طفل يعطر الكون بآيات القرآن ..
ما زالت بيننا تلك الأم ؛ والأخت ؛ والبنت ؛ والزوجة العفيفة في زمن ساد فيه دعاة التبرج والانحلال ..

رغم كل هذا وذاك .. ما زال الناس يدخلون في دين أفواجا ..
ما زالت أعداد المسلمين في تزايد ..
ما زالت قوافل العائدين إلى الله ترفع كل يوم راية جديدة ..
ما زالت المساجد تبنى ..
ما زالت المحاضرات تعلن وتقام ..
ما زالت لدينا غيرة على دين الله ..
ما زالت بشائر المحبة لرسول الله عليه الصلاة والسلام تظهر هنا وهناك ..
ما زالت الكتائب تسيّر .. والمعارك تسعّر ..
ما زالت عصابة الحق والذبّ المحمدية قائمة بسيف الجهاد .. تدحر الشرك وأهله ..
ما زالت الرحمة بيننا ، فلا يثلم بلد إلا وهبت أيادي الأمة له بالمساعدة والنصرة ..
ما زال في الأمة رجال مؤمنون ونساء مؤمنات صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، لا يخافون في الله لومة لائم ..
ما زالت المساجد تعمر بذكر الله وإقامة الصلاة وقراءة القرآن ..
ما زلنا ننتظر موعود الله بالنصر والتمكين في الأرض ..
مازلنا نرقب بشائر خلافة تكون على منهاج النبوة ..
ما زلنا نرقب زمنا ترد فيه الحقوق إلى أهلها ..


ما زلنا .. ولن نزال .. أمة كالمطر لا يدرى خير أوله أم آخره ..
ما زلنا .. ولن نزال .. أمة فضلت على سائر الأمم .. بكتابها ، ودينها ، ورجالها ، ومقدساتها ، وثوابتها ، ووعدها .. وخلافتها في هذه الأرض ..

ما زالت البشائر تتدافع على باب التاريخ ، تكرمة لهذه الأمة العظيمة ..
ما زالت القلوب متعلقة بربها ..

الله ربنا ..
ومحمد نبينا ..
والإسلام ديننا ..
فأي كرامة بعد ؟؟
وأي سؤدد علا ؟؟


ما زالت قلوبنا مطمئنة مؤمنة مسلمة مستسلمة لربها ..
فبشائرنا ما زالت ولن تزال تشعل في قلوبنا وقود التفاؤل والنصر والتمكين ..
( فإن مع العسر يسرا . إن مع العسر يسرا )
والهم يعقبه فرج ، وحلكة الليل ؛ تؤذن بفجر قريب ..
فإنما هو مخاض ، نرقب بعده مولود النصر والتمكين ..
ومؤامرة الأحزاب وتجمعهم فيه أذان بعاجل تفرقهم ..
وإن غدا لناظره قريب ..
وإنما يحين النصر عندما تضيق الأرض بما رحبت ، وتضيق الأنفس ، وتُظن بالله الظنون ..
عندها سيملأ أذنيك ؛ ولن تسمع سواها
( إلا إن نصر الله قريب )


بشاراتي يفيض بها لكم يا قوم إحساسي
بشاراتي زهورٌ أينعت في قفر أتعاسي

بشاراتي ندى أملٍ يبلل حرقة الآسي
بشاراتي أعاصيرٌ تحطّم صرخة اليأس

بشاراتي بيوم عزائكم يا قوم أعراسي
طويت صحائف الشكوى وجئت ببيض أطراسي

أتيتُ لكي أبشركم بمصرع ليلنا القاسي
وأسمعكم بلابل عزةٍ تشدو بأنفاسي

نسيتُ بأننا نشكو سياط الهمّ والباس
نسيت بأننا نكسو أراضينا بأرماسِ

نسيت جراحنا و نسيت دهراً مطرق الراس
نسيت وفي دمي ألمي نسيت ولست بالناسي

نسيت لأنني أبصرت ما يسلو به الآسي
أرى من قومنا طفلاً يرتل سورة الناس

يعوذ بربّه من شرّ وسواسٍ وخنّاسِ
ويقرأ سورة الأنفالِ يُرهب ألف جسّاسِ

أرى جيلاً بصحوتنا شديد العزم والباسِ
بصوتِ الحق يصرخ ثائراً بوجوه أنجاسِ

كتاب الله قائدنا نسيرُ بخير نبراسِ
هو الفرقان إن تاهت خنازيرٌ بأرجاسِ

هو الميزان إن مالت يدا قسٍّ ومكّاس
تظللنا خمائله بقيظ البؤس والباسِ

أنخشى الناس واعجبي وننسى خالق الناسِ
دعوا الأحزان يا قومي على أبوابِ نحّاسِ

وصوغوا البشر ولتُحيوا لياليكم بإيناسِ
تقاسي أمتي ألمَ المخاضِ بجرحها القاسي

تئن وفي الحشا بشرى جنينٌ أشقر الراسِ
جنينٌ النصر يصرخُ في سنيّ العجز واليأس



هنالك أُبصر الإسلامِ يلبس تاج ألماسِ
يعودُ لعرشه المغصوبِ يمشي مشيَ ميّاسِ

هنالك نغسلُ الأرض التي خبثت بأنجاسِ
وتحلو سهرةُ الذكرى بسمّارٍ وجلاّسِ

هناك أصُوغ أشعاري وأرسمها بأطراسي
هناك بشارتي تعلو وتُعلنُ صدق إحساسي
__________________
رق منه القلب لكن زاد في الدين صلابة
بلسم للأرض يمحو عن محياها الكآبة




الشيخ عبد العزيز الوهيبي
رحمه الله
رد مع اقتباس
  #2  
قديم January 22, 2009, 02:30 PM
 
رد: بشاراتي ..

لا فض فوك ياأخي
وسلمت اناملك على
الجهد الرائع
لابد انك تلميذ للشيخ
ناصر العمر
الذي نستشف التفائل
من تلك الابتسامة العذبة

ويعطيك الف عافية

اختك ميمي
رد مع اقتباس
  #3  
قديم January 22, 2009, 09:23 PM
 
رد: بشاراتي ..

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة meme23 مشاهدة المشاركة
لا فض فوك ياأخي
وسلمت اناملك على
الجهد الرائع
لابد انك تلميذ للشيخ
ناصر العمر
الذي نستشف التفائل
من تلك الابتسامة العذبة

ويعطيك الف عافية

اختك ميمي



حياك الله أختي ميمي




أشكرك على هذا المرور العطر
__________________
رق منه القلب لكن زاد في الدين صلابة
بلسم للأرض يمحو عن محياها الكآبة




الشيخ عبد العزيز الوهيبي
رحمه الله
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
بشاراتي

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع



الساعة الآن 04:42 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر