فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > كلام من القلب للقلب

كلام من القلب للقلب كلام الحب و العشق ورسائل الشوق



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم October 24, 2008, 05:30 PM
ymh
 
Rose هديتى زهرة

الزهرة الحمراء



[IMG]https://www.ibtesama.com/vb/mhtml:file://E:\مقالات\منتدى إسلام تايم - هذه الزهرة الحمراء(أ- محمد أحمد الراشد).mht!https://www.alrewak.net/rashed/my_********s/my_pictures/E79CD_red-rose2007.jpg[/IMG]
هذه الزهرة الحمراء ( * )


مقدمة:
إن طريقا جميلا فسيحا يغريك بالتوغل، تتفرع عنه دروب ضيقة، وانعطافات حادة، لن تدعك شرطة السير والمرور تسير فيه بسيارتك دون علامات تحذير حمراء، وإشارات للأخطار، فترسم لك خطأ عموديًا وسط مثلث يطلب منك الانتباه، وخطأ أفقيا أبيض وسط دائرة حمراء يمنعك الدخول، وسهمًا منكسرًا جنب سهم مستقيم مشطوبا بخط أحمر يمنعك تجاوز من يسير أمامك، وسبقه بسيارتك.
فما من سائر يلتزم حدود هذه اللافتات، إلا ويصل مراده وغايته آمنًا، ساكن القلب، في لذة غامرة.
وطريق العمل الإسلامي الحركي واسع لاحب، ولكن شأنه مشابه، إذ أوجدت الاجتهادات الشاذة والأهواء في جوانبه وخلاله دروبا ضيقة، وانعطافات مهلكة، وعوائق معرقلة، أبت الغيرة عليك غير إنارته لك بأنوار ساطعة لامعة، في صف مستقيم، تكشف لك دربك إذا حل ظلام الفتن، وغير التصدي لتحذيرك من الهاوية بإشارة حمراء، ليسلم منطلقك.
لكن الروابط بيننا روابط قلبية، ومشاعرنا رقيقة، ومعاني الوصال معك متبخترة مياسة، بالغة اللطف، فأبت إشارتنا أن تتمثل خطأ وسهما، بل نبتت زهرة حمراء في أرض قلبي، تعكس أوراقها ومضات صفاء نفوس سالف المؤمنين، وخفة روح الشعراء، تنبهك إلى أخطار الطريق.
فهذى زهرة نبتت بتربي ** بدت في حمرة من ذوب قلب
تقبلها، بهذا القلب رفقا ** فلي قلب، وهذا القلب حسبي

نبتت في قلب إقبال من قبل، وأودعها هديته الحجازية، فما أدري بعد: أهذه الحمرة القانية في زهرتي هي حمرة خجل، من واقع كثير من الدعاة انتسب إلى رهطهم، ألهاهم انتصارهم لنفوسهم عن الموازين الشرعية في الخلاف، فهم في حيصة اضطراب، تفوتهم معها الفرص، والنصر منهم قريب، ولو سكنوا، لتناوشوه؟
أم هي حمرة الدماء النازفة سقت زهرتي، من قلب جرحته مصائب المسلمين، وفتن هؤلاء الدعاة، في وقت يلزمنا فيه الكثير من الجد، ليناسب ضخامة الحاجة؟
إلا أنه نزف مؤلم من جرح آذاني، لم أستطع معه كبت الأنين، فخالطت لغتي الرقيقة ألفاظ عتاب شديد وتأنيب وتقريع، عسى أن تنكسر لأنيني قلوب المختلفين، فتعاف لغطها اللاهب، وتسكن إلى إفياء التآخي الباردة.
بل هي تنهدات وعبرات، تابعت بها كمال عبد الرحيم رشيد، في شدوه مع الغرباء، يوم:
آذاه جرح أوجعه، فبكي وأبكي من معه
جرح قديم راعف، أحيا القصيد ورجعه
فكان هذا الإحياء لقصيد فقهاء الدعوة، وكان هذا الترجيع، الذي لا يملك معه صاحب القلب الصادق إلا المشاركة في البكاء.
غير أنه بكاء له نسب مع بكاء الحسرة واليأس، فإن من العار أن نبكي هذا البكاء الممنوع شرعًا، كما أن من الظلم للجيل الجديد من ناشئة الدعوة أن نبكيهم ونحن نراهم يفتحون تباعا أبواب الآمال في همة عالية وتصميم على الاستدراك، إنما هو بكاء مفروض في الفطرة على كل نفس، عند كل وخزة مؤلمة، يخالطه بكاء حياء بين يدي رب رقيب سبحانه، يحب أن يرى مآقي عبده تترقرق فيها دموع الخشية بعد الأخطاء.

فانزل أخي، واسق زهرتي، فإن أمامك مزالق وعوائق، وهي منتصبة لك، تداعب أوراق الحمراء نسمات الإيمان، تنبهك إلى أدب السير في... هذا الطريق.
[1] زمرة القلب الواحد
عهود متكاملة تلك التي يلتزم الدعاة بها، لا ينفك بعضها عن بعض، ولا تتجزأ.
فهم يعلنون ميثاقهم مع أول قدم:
الكفوف في الكفوف ** فاشهدوا عهودنا:
الثبات في الصفوف ** والمضاء والفنا
فكما أنهما المضاء والفناء تسرع إليهما عصبة الدعاة الفقهاء، عبر جهاد مستبصر، فإنها الطاعة الواعية، والثبات في صفوف لا تسمع خلالها لاغية.
وكما أن الإيمان بالجنة يدفع إلى سباق في الجهاد، فإنه أيضًا يدفع إلى سباق آخر في الطاعة والحب الأخوي والصفاء القلبي، بين أفراد الجماعة المسلمة، كل يحرص على أن يكون ضمن المقدمة السابقة، والزمرة الأولى التي تدخل الجنة، بما كان لهم من الوحدة، وأنهم –كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم-:- (لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب واحد)1.
فهي طاعة تبغي أن تصيب هذا الصفاء، وتنسب صاحبها إلى هذه الزمرة الفائزة، من الإيمان تنطلق، وبقواعده تسترشد، وإليه تعود، وليست هي استكانة خاضع راهب، ولا تملق طامع مصلحي راغب.

إنها طاعة إسلامية مميزة، ليست ككل طاعة، يعتبرها الدعاة ركنا في إيمانهم، لا كمال له بدونها، ويعتوره النقص بفقدانها.
قوم يرون الحق نصر أميرهم ** ويرون طاعة أمره إيمانًا
ولذلك يسوغ من أجلها اتهام العقل عند اختلاف الاجتهاد، والضغط على القلب عند نداء الراغبات، حفظا لهذا الإيمان من أن ينثلم.
فتور وأخلاط
وما دامت هذه الطاعة قد انتسبت إلى الإيمان، فأنها معرضة لما يتعرض له الإيمان من الزيادة والنقص، فإن الإيمان يزيد وينقص كما يقول جمهور المحدثين والفقهاء، وأصبحت ككل عمل إيماني، يعلو فيصل الأوج والذروة أحيانًا اعتقادًا وممارسة، وينحدر متضائلا تارة أخرى، والفائز من لا يغالي عند التعالي، ولا يسرف عند الهبوط، بأن يلزم هدى السنة النبوية الشريفة، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح من أن: ( لكل عمل شره، ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى)2.
وفي لفظ آخر صحيح أيضًا: (فمن كانت شرته إلى سنتي فقد اهتدى)3.
والشرة: هي بلوغ أقصى الجد والاجتهاد والحرص على الاتقان.
والفترة: هي الفتور، أي التراخي، من بعد الجد، والجنوح إلى الكسل والسكون وإيثار الدعة والراحة.

والطاعة من هذا الكل، لها شرة وفترة، وتتضح صورها للمؤمن أو تغبش، وتقييد الطاعة المتصاعدة بالعزة السنية والحيلولة دون تحولا خنوعا وذلا: جمال إنما يكمله جمال آخر يمسك بزمام رغبة التفلت الجامحة ويمنع تأديتها إلى تسيب وتفرد وافتتان يحرم مقترفه أجر العمل الجماعي، ويمنعه ولوج الجنة مع تلك الزمرة، ويظل هذان الجمالان يتألقان حتى يغدو وجه الواحد من المؤمنين الذين مع تلك الزمرة على هيئة القمر البدر ليلة تمامه، كما أخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- في نفس الحديث الآنف.
من هنا كان فحص القلب واجبا، ليعرف المؤمن درجته من الزيادة والنقصان، فيحمد ربه أو يستدرك.
ومن هنا كان نداء الجنيد رحمه الله أن: (انظر ماذا خالط قلبك؟)
فسماها أخلاطًا، أي أنها شوائب، تعكر الصفاء، و توهم بالاطمئنان في غير موضع الرجاء.
أخلاط مردية، تغر وتخدع، تعطيك الصورة، وتمنعك الحقيقة، وتطرحك أرضا من بعد شرة، وتسرق منك هوية الانتساب إلى زمرة القلب.
فتعرف عليها معنا، في جولة فقهية، نكفك بالعلم شر الجهل.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم December 31, 2008, 09:19 AM
 
رد: هديتى زهرة

شكرا على المجهود
__________________




رد مع اقتباس
  #3  
قديم January 2, 2009, 02:00 AM
 
رد: هديتى زهرة

يسلموو على المووضووع..

مشاعر أنثى..
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
سهرة, هديتى



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الدخول للأهمية فهذه هديتي للحبيبتي فلسطين سهر الساهرين شعر و نثر 12 December 30, 2010 02:42 PM
هديتي اليكم #lil الترحيب بالاعضاء الجدد ومناسبات أصدقاء المجلة 6 November 21, 2007 09:20 PM
اقبل هديتي فلسطينية1 الترحيب بالاعضاء الجدد ومناسبات أصدقاء المجلة 2 November 10, 2007 07:48 AM


الساعة الآن 06:01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر