يا أصحاب المبادئ يا أصحاب الضمير .. ماذا فعل محمد ؟

أخي العزيز .. q8 .. بداية أشكرك على مداخلتك ، ويسعدني أن احاورك بناء على طلبك .. ولكن أرجو أن تفتح قلبك لكلماتي وتفكر في كل كلمة أقولها لك ولبقية شباب ورجال هذه الامة التى قال عنها الله تبارك وتعالى : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ) ودعني أسألك هل تجدنا اليوم جديرين بذلك ..؟ ثم إسمح لي أن أعود الى مدا خلتك وأقتبس منها إستفساراتك .. ومن ثم أرد عليك .. بداية .. أريد وأأمل وأتمنى من إجتماعهم أن يتفقوا ولو على الحد الأدنى من الوقوف صفا واحدا أمام هذه الهجمة البربرية الشرسة التي يقوم بها العدو الصهيوني ضد أهلنا في غزة .. حتى ولو للظهور أمام العالم بأن العالم العربي متوحد ومتماسك ويأبى قادته الذين تولوا امورنا أن يباد هذا الشعب الأعزل على مرأى ومسمع منه .. أن يكفوا عن تبادل الشتائم وتخوين بعضهم بعضا وأن يظهروا الإحترام لأنفسهم أمام شعوبهم التي تنتظر منهم الكثير .. أن لا يتخذوا منابرهم الإعلامية أبواق لأنظمتهم ليبثوا العداوة بين الشعوب العربية .. أن يتفقوا على فك الحصار الجائر الذي إمتد لعامين عن إخواننا في غزة ، ولو من طرف واحد ، بصرف النظر عن أي إتفاقيات أو معاهدات من جانب بعضهم .. وإنني لا أظن أن هناك معاهدات أو إتفاقات سابقة يمكن أن تساهم في قتل هؤلاء الأبرياء قتلا بطيئا ، حيث أن المساهمة في ذلك يدخل ضمن جرائم الحرب وضد الانسانية وحقوق الانسان .. وهذه هي أبسط حقوق الانسان .. وأدعوك لقراءة ميثاق الأمم المتحدة وحقوق الانسان في هذا الصدد .. مطلوب أيضا فتح معبر رفح الحدودي أمام دخول جميع المساعدات الطبية والانسانية الاخرى بدون قيد أو شرط .. حيث أنه المنفذ الوحيد الذي يطل على الجانب العربي مع تقديم كافة متطلبات إخواننا العزل بدون تأخير .. الاتفاق على عمل عربي مشترك وموحد لتقديم قادة العدو الصهيوني ممن شاركوا ونفذوا وأمروا بتلك المحرقة الى المحكمة الدولية ، ولديهم كل ما يمكنهم من ربح هذه القضية بكل سهولة .. فقط لو خلصت النوايا واتفقوا .. ولك أن تتخيل ، ماذا لو كان الجانب العربي هو من قام بهذه المحرقة أو المذبحة، سمها ما شئت ، ضد اسرائيل ؟
أما عن سؤالك هل تريد إعلان حرب ؟ نعم اريد إعلان حرب إذا لم تنصاع إسرائيل لكافة هذه القرارات والطلبات المشروعة والعادلة .. وماذا لو تم إعلان الحرب .. هل تظن إننا سنكون أسوء حالا مما نحن فيه الآن ..؟ والله ما هٌنا ولا هانت الامة إلا بالسلم الكاذب الذي وعدونا به ولم تنفذ اسرائيل منه شيئا ، ولن تنفذ ..
وما تفرقت الامة إلا بعد تخليها عن الجهاد لإعادة الحق المسلوب ، وتهافت المسلمين حكام ومحكومين على الدنيا الفانية فإزداد الكره والتباغض والفرقة بين أبناء الأمة .. وقد كنا أسعد حالا وأكثر إيمانا وإقترابا من بعضنا بعضا يوم رفعنا رايات الجهاد لإعادة حقوقنا وليس عدوانا منا على أحد .. ألم يقل الله تبارك وتعالى : {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ}، ثم عقّب تعالى بما يسلّي النفوس ويشجعها على المواصلة في هذا الطريق المقدس فقال: {وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}. إذا .. ماذا في إعلاننا الحرب على من بغى علينا .. أليس في ذلك حياة لنا وكرامة ، بعكس ما يدعي دعاة الإستسلام والإنبطاح من قادة هذه الامة الذين يحكمون شعوبهم بالحديد والنار ..؟ أليس هذا مطلبا شعبيا في كثير من الأقطار التى تأبى شعوبها هذا التخازل والهوان ..؟ أما عن سؤالك عما إذا كنت اريد قطع العلاقات .. فهذا سؤال أراه غريبا .. ودعني أسألك ماذا فعلت العلاقات المزعومة في هذة الأزمة .. هل أوقفت الدمار والقتل .. وكيف تكون لنا علاقات مع من يقتل ويحرق إبنك وبنتك وامك وابيك وأخيك و . و . و
هل بعد ما سمعت وقرأت وشاهدت يمكن أن تقيم مثل هذه العلاقات ؟ ولماذا لم تحافظ عليها إسرائيل إن كانت مهتمة بالحفاظ على تلك العلاقات .. ؟ إنها خدع واكاذيب سياسية مكشوفة ومفضوحة للرأي العام الشعبي العربي .. وتاريخ اسرائيل لا يدع مجالا لأي منصف في تصديق ذلك .. إنه كيان لا يحيا ولا يعيش إلا بالسلب والعدوان والحرب ، تماما مثل أي جرثومة ، تصارع لإستأصالها من جسدك وإلا قضت عليك .. وإنظر كم حرب خاضتها اسرائيل منذ أن تم زرعها في هذه المنطقة .. ولماذا .. وما الهدف منها ..
أخيرا أقول لك إن ما جعل إسرائيل تفعل ما فعلته وتفعله بنا ناتج من تفرق الأمة وعدم إتحادها على قرار حتى ولو كان ضد عدوان يقع عليها .. إذا ماذا ترى أنت .. هل ينبغي إجتماعهم .. أم نظل أمام شاشات التلفزة نشاهد القتل والحرق والتدمير وكأن الأمر لا يعنينا ؟ .. تقبل تحياتي .. وأصبحت على كفاح وبارودة

.

أنت الأصدق والله يا فرح .. ومداخلتك ما هي إلاّ دليل وعي وألم على ما آلت اليه أوضاعنا .. العيب ليس في الشعوب .. العيب في الأنظمة الجاثمة على القلوب والقاطعة لرقاب الشرفاء من هذه الامة .. العيب على من يجلس على الكرسي لحد الخرف .. والأدهى والأمر .. منهم من باعوا شعوبهم من أجل توريث أبنائهم .. ومنهم من على الطريق منتظرون .. والله إني لأرى الأسوء قادم بالرغم من تفائلي الذي لم ينقطع بشباب هذه الامة المكلومة .. وأتمني أن أرى غدا جديد تشرق فيه شمس الحرية والعيش الكريم .. كان الله في العون . فلا نطلب العون إلا منه سبحانه ، إنه على كل شيئ قدير . دمت أختي بكل عز وشموخ .. وتقبلي تحياتي

__________________

لتستفيدوا من قراءة حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوميا

للاشتراك في هذه الخدمة: https://www.balligho.com

أو إرسال رسالة ولو فارغة إلى : [email protected]