فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > روايات و قصص منشورة ومنقولة

روايات و قصص منشورة ومنقولة تحميل روايات و قصص منوعة لمجموعة مميزة من الكتاب و الكاتبات المنشورة إلكترونيا



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم December 17, 2008, 12:51 PM
 
Icon7 قصة أم الشهداء

أم العبد .....أم الشهداء

ما إن وصلت إلى المطعم واتخذت مكاني على الطاولة قرب النافذة كالعادة حتى أقبل (سعيد) ليحضر طلبي ، قلت له بأنني سأكتفي بفنجان قهوة فقد كنت في مزاج سيئ حيث خرجت من المكتب بعد نقاش حاد مع المدير بخصوص التأخير في بعض التقارير .

عاد سعيد ومعه فنجان القهوة … تناولت كاس الماء الذي أحضره مع القهوة وشربته دفعة واحدة … أشرت إلى سعيد الذي كان ينظر إلي مستغرباً بعض الشيء بأن يجلس …وما أن جلس حتى قال :
- أتعرف بأن اليوم يصادف ذكرى إحراق المسجد الأقصى .قلت:
- نعم ..
أخذ سعيد يتحدث عن الأقصى وفلسطين والاحتلال الصهيوني … وعن التضحيات التي يقدمها هذا الشعب يوميا في سيبل صموده وبقاءه متجذراً في الأرض .. حتى ارتوت الأرض بدماء الشهداء .
ذهب سعيد لبعض شأنه …وقد أثارت كلماته على الشهادة والتضحية ذكريات قديمة ما زالت محفورة في الذاكرة … فتذكرت قصة رواها لي أحد الأصدقاء ، وكلما تذكرتها أجد فيها معنى التضحية والوفاء يتجلى بأبهى صورة .
القصة حدثت في إحدى قرى فلسطين … وبطلة هذه الرواية هي امرأة من نساء تلك القرية اسمها ( أم العبد) .

يقول صديقي بأن ابنها قد استشهد في الانتفاضة الأولى ،عندما كانا معاً وبرفقتهم عدد من الشبان يتعرضون لإحدى دوريات العدو الصهيوني بالحجارة وبأجسادهم العارية ،حيث أصيب بعيار ناري في رأسه أدى إلى استشهاده على الفور ، هذا الشاب واسمه (حمزة) كان في سن الثانية والعشرون ، مليئاً حيوية وشباباً واندفاعاً وحباً للأرض .
يقول صديقي بأن( حمزة) كان دائم الحديث عن الشهادة وعن أمنيته بأن يلقى الله شهيداً ..

في اليوم الذي استشهد فيه كنت قد ذهبت إليه بهدف الذهاب إلى رام الله من أجل التظاهر
فسألت والدته عنة فأخبرتني بأنه كان يستحم وسهو يلبس ملابسه وسيأتي حالاً ، عندما خرج كان لبس ملابس جميلة فبدا أكثر جمالا وإشراقا من أي يوم فقلت معلقاً:
(كأنك عريس يا حمزة) ؟!
ابتسم لي ، وضحكت والدته التي كانت تقف خلفه قائلة:
الله يسمع منك ...
ودّعناها وانطلقنا إلى رام الله برفقة بعض الشباب وهدفنا هو التظاهر وإغلاق الشوارع بالإطارات المشتعلة وإلقاء الحجارة على جنود العدو .
كان حمزة أكثرنا حماساً وجرأة ... وعندما خرجت علينا سيارة الدورية المليئة بالجنود والأسلحة وقف (حمزة ) أمامهم وكأنه مارد أسطوري ، فأخذ يلقي الحجارة على السيارة والجنود دون خوف أو وجل وكأنه يهزأ بهم وبأسلحتهم ، فما كان من أحد الجنود إلا أن وضع كل حقدة الدفين في رصاصة قاتلة أصابت رأس (حمزة) فسقط على الأرض ، وعندما وصلنا إليه كان قد روى الأرض بدمه، فاختلط الدم مع التراب ولون الثياب .

حملناه حتى أقرب مستشفى حيث أكد الأطباء وفاته وطلبوا منا أن نبلغ أهله ...ويكمل صديقي قائلاً:
- ذهبت مع عدد من الرفاق إلى بيته لنخبر والدته باستشهاد ابنها... مشينا من المستشفى إلى بيته في صمت وخشوع قد فرضهما علينا وقع استشهاد صديقنا،وفي نفس الوقت نتساءل جميعنا كيف سنواجه والدته بالخبر ؟؟ وماذا سيكون ردة فعلها ؟! .

وصلنا إلى البيت وما أن رأتنا قادمين نحوها حتى وقفت ، وعند اقترابنا رأينا في عينيها نظرات توجس..... تلك النظرة التي تعبر عن إحساس قلب أُم مر بها هاجس في لحظة ما بأن مكروهاً قد حصل لولدها .. طأطأنا جميعنا رؤوسنا حتى لا تقرأ ما في أعيننا محاولين أن نجد كلمات مناسبة نبدأ بها الحديث ... فما كان منها إلا أن ألقت في وجوهنا تلك العبارة والتي أحسسنا معها بأن الأرض قد زلزلت تحت أقدامنا فقالت:
- أين حمزة ليس معكم ؟؟ أم أنه قد سبقكم إلى هناك ...!!
نظرنا حيث تشير وإذا بيدها تشير إلى السماء ... زدنا وجوماً فقالت:
لقد استشهد .. أليس كذلك ؟ ... قلت بصوت وكأنه همس:
- نعم يا خالتي( أم العبد) ... وخرجت الكلمات من فمي مليئة أسى ومرارة وقد غص بها حلقي , وفضحت دموعي ما كنت أحاول أن أخفيه ، فما كان منها إلا أن اقتربت مني ووضعت يدها تحت ذقني رافعة رأسي وقالت :
- ما بك يا بني تقولها بصوت خفيض ... لا بأس ... إذا كان حمزة استشهد فالبركة فيكم ... وما زال عندي أيضاً اخوة اثنين لحمزة ( نضال) و(جهاد) سوف أربيهم ليكبروا على حب الوطن وحب الشهادة .
تذكرت بأن أم العبد قد فقدت اثنين من أبناءها في حصار بيروت عام 1981 هم (عبد المعطي) و(عبد القادر) ، يقول صديقي :
عندما نظرت إليها وجدتها تقف شامخة مثل جبال جرزيم ، ثم رأيتها قد تعاظمت حتى أًَصبحت بحجم الوطن .
أي أُم أنت يا (أم العبد)؟ وأي عطاء وأي تضحية تقدمينها ...؟؟ هذا هو العطاء بعينه ... هذا هو الإيمان ... قلت في نفسي :

- ما زال في هذه الأمة مثل هذه الرحم الحر (لأم العبد) ومثيلاتها والذي لا ينجب إلا أحراراً ... لا بد وأن يبزغ الفجر ليملأ الأرض أبطالاً وتضحية وفداء وحرية.

خرجت من أفكاري تلك على صوت سعيد ينبهني بأنني لم أشرب قهوتي ويسأل عن السر الذي جعلني أسرح .
لم أجد ما أقول سوى أن قمت وخرجت إلى الشارع أتطلع في وجوه النساء المارة ، لعلي أصادف (أم العبد) بينها .

نسر العرب


آب 2008
رد مع اقتباس
  #2  
قديم December 17, 2008, 02:15 PM
 
رد: قصة أم الشهداء

الله ايحرر القدس تقبل مروري
__________________




رد مع اقتباس
  #3  
قديم December 30, 2008, 09:15 AM
 
رد: قصة أم الشهداء

شكرا على مرورك وعلى التعليق
اللهم ارحم شهدائنا وانصر المجاهدين في فلسطين
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
شهداء، الوطن،ام العبد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عضو من جزائر الشهداء heraiz2008 الترحيب بالاعضاء الجدد ومناسبات أصدقاء المجلة 4 February 11, 2012 10:23 PM
اسد الله وسيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب امل المغرب شخصيات عربية 3 December 20, 2008 01:44 PM


الساعة الآن 07:54 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر