فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > روايات و قصص منشورة ومنقولة

روايات و قصص منشورة ومنقولة تحميل روايات و قصص منوعة لمجموعة مميزة من الكتاب و الكاتبات المنشورة إلكترونيا



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم December 10, 2008, 09:50 PM
 
همس و شتاء ج2

همسٌ و شتاء ج2


قد تركتني، و لا ألومها على ذلك. و لا ألوم نفسي لأني لم أعد ألوم أحداً. و كلمات الرجل تنساب في أذني فتزيدني شروداً، و تزيد شعور الأسى في قلبي بروداً.
لم أعد أفكر في الحياة، لم أعد أكفر إذ أقول بالأمل الموجود فيها.
تزيد الأسعار و يزيد عدد البقالين المبتسمين. و أنا أكدس سني عمري خريف و شتاء، و خريف و شتاء. صرت ألف نفسي بسترتي كل صباح، و أسرع المسير إلى الوظيفة بعد أن عجزت عن تحمل تكاليف الحافلات. أما عن ذكر الدفء، فهو يترك تحت لساني حلاوة لا تذكرني إلا بخيوط الشمس التي كنت أحلم بقدومها في الربيع. و ما تزال كلمات ذاك الرجل ترن في أذني، دون أن أعلم معناها، و دون أن أتذكر ما هي. حاولت جاهداً أن التقيه منذ ذاك اليوم، كي أسأله عما همس في أذني؛ كي أسأله أين ذهبت خيوط الشمس التي انتظرت قدومها في الربيع، و أين تلك المرارة التي داومت في نفسي مذ خلقت. لكن عبثاً سألت. لم يعرفه أحد.
اليوم بعد أن أحلت إلى التقاعد، و أدركت من العمر أرذله، و من المعاش نصفه، لا أشعر بالمرارة لأني لم أعد استطيع دفع ثمن القوت القليل الذي داوم على أن لا يكفيني منذ أن توظفت. و لا أشعر بالندم على تفريطي بطفلتي و زوجتي. إني أشعر بالبرود كأني أنظر إلى حياة رجل أخر، يهمس في أذنه رجلٌ غريب.
صباحاً جمعت ما بقي من المعاش و قررت ركوب الحافلة علّي أتذكر أيام الشباب، و فعلت.
جلست في نفس المكان الذي هُمس إلي فيه. نظرت من النافذة إلى الشتاء الذي اعتدته، ثم نظرت في الحافلة فرأيت الرجل يهمس في أذن شاب يجلس أمامي. عندها ابتسمت، و لم أقل شيئاً، لم أسأله عما همس في أذني، لأني علمته في نفسي، و كنت أعلمه دائماً لكني لم أرد يوماً البوح به. علمت أن ذاك الرجل هو واقعي الذي رضيت به، و رضيت بما يرسم لكل خطوة من خطوات حياتي، دون أن أتحمل المسؤولية عما يكون من نتائج.
نزلت من الحافلة، و نظرت إلى السماء فرأيت الغيوم تهرب مسرعة نحو الشمس. ابتسمت و رحت أسير و أركل الحجارة متخيلاً حياة ذاك الشاب الذي كان الرجل يهمس في أذنه.
نظرت خلفي فلم أجد ما ألوي، لذا تركت لواقعي الخطى، و مشيت.



محمد فارس عبد الله الدخول

ارجو الرد
رد مع اقتباس
  #2  
قديم December 11, 2008, 08:52 PM
 
رد: همس و شتاء ج2

قصه جميله جدآ
اعجبتني حكمتها واسلوبها لايبدو بإنها الأولى احسست بإنك متمكن جدآ
ننتظر جديدك اخي
‏ المعذره لدي استفسار ارجو الا يزعجك
ببيانتك انك انثى لكن كتبت اسمك محمد الدخول
احترت كيف اخاطبك بأي واحد !!
ودمت بود
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
شتاء, همس



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
همس و شتاء phoenix-mf روايات و قصص منشورة ومنقولة 5 December 20, 2008 03:07 PM
جاكيتات شتاء 2008 ملك حنون مجلة الازياء والفساتين وتجهيز العروس 4 March 14, 2008 07:09 PM
احذية شتاء 2008 ملك حنون مجلة المرأة والموضه 2 March 4, 2008 06:05 PM
ليلة شتاء........ TrNeDo شعر و نثر 4 February 28, 2008 10:53 PM
شتاء 2008 للرجال فقط مجموعة أنسان مجلة الرجل 1 January 18, 2008 01:24 PM


الساعة الآن 10:37 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر