فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > روايات و قصص منشورة ومنقولة

روايات و قصص منشورة ومنقولة تحميل روايات و قصص منوعة لمجموعة مميزة من الكتاب و الكاتبات المنشورة إلكترونيا



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم November 27, 2008, 12:12 AM
 
لماذا أنت هنا.....؟

هذه القصة أضعها بين أيديكم وهي من وحي غربتي ولعلي أجد منكم القبول والنظرة النقدية فتأكدوا أني بحاجة إليها كما أحتاج لآرائكم ولو كانت من غير المتخصصين......ودمتم مبتسمين كما عرفتكم وإليكم .....

نهضت ذات يوم على أنغام موسيقى التايتنك المشهورة والتي كانت نغمة لجهازي المحمول (النقال) لم أحتمل النهوض من فراشي الممتلئ دفئاً منذ الأمس والذي حمل معه دفء الماضي مشحوناً ببرودة الشتاء الجاف الذي سيطر بابتسامته على أجزاء كبيرة من جوانب حديقة المنزل المصغرة أوراق العنب التي كنت أخطط أن أعدها كي أصمم منها لوحة خريفية الملامح للحياة التي عشتها بعيداً عن أسرتي ومنضدتي التي أعددتها لوضع الفرشاة والألوان فقدت سمرتها كلاب الحي لم أعد أسمعها كما في الصيف حيث كانت تملأ المكان بموسيقاها الصاخبة القطتان اللتان كلما أردت إفراغ سلة المهملات في آخر الليل أجدهم بانتظاري بحثوا عن مرفأ آخر من الواضح أني لا أصلح أباً ولا حتى قائداً لمنزل تسكنه رائحة الأحزان جيران الدار قل صراخهم صديقي الذي ظل يلازمني مع إطلالة كل نهار رحل هو الآخر لكن كل هؤلاء الزوار رحلوا دون أن أعرف إلى أين توجهوا لقد تعودت أن أودع وكأني حانة للحيارى إذا ما وجدوا ملجأً تركوني بعد أن تعودت عليهم وأصبحوا جزءاً من أعمدة المنزل الذي ظل يتأسف على رحيلهم هو الآخر كان يتألم كان يشكو ولكن يتحين فرص خروجي ليذرف تلك الدموع الحبيسة طوال اليوم .
كنت أمشي بعد مغيب الشمس عن كبد السماء أنتظر مغيبها لأني أنا الوداع وأنا المرفأ الذي عنده تنتهي جميع الحكايا وحتى تلك التي كنت أحكيها لصغيرتي والتي التقيتها أثناء رحلاتي المكوكية الدراسية دوماً أراقبها دون أن تتنبه حتى أفقد طيفها إلى دارها كانت الابتسامة تطاردها تزاحمها في بحر من الألم متلاطم وذات يوم ودون سابق انذاراقتربت منها قائلاً:..........

-فتاتي هل لي أن أجلس قليلاً فأنا مجهد ؟
-تفضل ولكن من أنت ؟
-أنا !! لا أعرف عن ماذا تسألين
-فقد تركت ورائي كثيراً من التساؤلات من غير إجابة
-أتفضلين بقائي أم رحيلي
-لك ما شئت ولكن ...
-أرجوك لا تتفوهين بأخرى وإلا سأرحل
-حسنا سأصمت .
-ولكن عليك أن تدفع أجرة المكان فأنا من سبق إلى الجلوس هنا
-سأعطيك ما أردت أريد ساعة صمت ولك ثمنها على أن تعديني بعدم مهاجمة خلوتي خلال تلك الساعة
-عجيب أمرك!!؟
-خسرت الرهان ولك أجرة المكان فقط وأنصحك بعدم الاستمرار لأنك قد تخسرين الأخرى

كانت تلك الساعة التي خلوت فيها مع نفسي آخر فرصة أتحينها لأحدد حقيقة وجودي في هذا الكون المفعم بالتشاؤم والكره وعدم الأمان وغياب الحنان جعلت استجدي ربي في تلك الساعة أن يمطر علي بحار الأمل لعلي اغتسل تلك اللحظة لحياة جديدة كنت انتظرها منذ سنين لكن يبدو أن الضياع عنوان كان مكتوباً في صحيفة ميلادي لذا فضلوا التخلص مني قبل أن يشتد عودي وأطالبهم بالتركة التي تركها ذلك العجوز اللئيم والذي فضل أن يموت أمام جريمة العادة المشينة التي أفضت به إلى تتبع الحانات وصرف المليارات على بائعات الهوى لم يعد في مقدورهم تحمل جناياته ففضلوا أن يضعوه في دار للعجزة كنت أزوره لأنه ارتبط بي في شهادة وفاتي لن أقول ميلادي وكأني جسد يحبو على الأرض أما الروح ففقدتها عندما رحلت وحدي تاركاً خطاباً بالعودة مختوماً باللون الرمادي أسفل الباب عند منعطف ذلك الشارع الذي أخذ معه سنيناً من حياتي ..............

-سيدي انتهى وقتك
-وما أدراك ما حقيقة الساعة أيتها الجاهلة
-لماذا تصر على تجاهل أسئلتي وإهانتي بعد ذلك
-لأنك فضلت هذا الخطاب الذي أراه مناسباً لمثلك
-يا أنت إن تماديت سأوقفك عند حدك
-ماذا ستفعلين مثلاً؟
-سأزجك في السجن بتهمة التحرش بامرأة متزوجة
-لم يعد لدي شئ أخشاه افعلي ما يحلو لك لعلى أجد من يهتم بي هناك وأجد الماء الساخن مع الصابون وبعض الفاصوليا الخضراء
-يبدوا أنك غريب ؟ لماذا أنت هنا إذاً ؟ ما الذي أتى بك إلى هنا ؟ أكنت معاقباً فنفيت إلى هنا؟ ما رأيك أن أدعوك إلى احتساء بعض القهوة في هذا الشتاء الممل
-لن أبرح مكاني حتى مغيب الشمس وعندها سأرى إن كنت سأرحل أم أكمل مسيرة البحث
-عم تبحث احترت في أمرك؟

انقطع الحديث إثر مرور سيارة سوداء قد ظللت من كل الجوانب وكأنها لبعض المخبرين والذين أصبحوا نكهة أضعها في الشاي الذي أشربه صباحاً على أرصفة الشوارع مع القطط المهاجرة من الحارات المجاورة باحثة عن مأوى أو طعام هي الأخرى وكنا لوحة رائعة لم تمهل الأقدار فان كوخ ليلمحها ولا حتى بيتهوفن ليعزفها ولا حتى طرفة بن العبد ليسطرها أحرفاً يرويها الرواة .

الأشجار هذا الصباح ظلت واقفة لم تتمايل مع الرياح رغم قوتها والتي حركت فروة رأسي الخشنة وقفت صامتة دون أن تلفظ بكلمة في صمتها كلام وفي وقفتها كبرياء كأنها رافضة ذلك الضيف منتظرة فصل الربيع لتستعيد فراءها الوردي الناعم .
فتاتي هذه المرة التقيتها في الزقاق الخلفي لمجرى المياه النازلة من سطوح الأغنياء وكنت استحم هناك دون أن أخلع ملابسي فقد اعتدت على ذلك رحلت لم تكترث بي أنهيت شوط الاستحمام واتجهت إلى براميل القمامة باحثاً مع قططي عن خبزة أو قطعة لحم رجعت خالي الوفاض فاتكأت على البراميل واعتراني إثر ذلك دواراً رهيباً ظللت يومان دون طعام فافترشت الطريق ساقطاً على الأرض تجمعت القطط فوق رأسي أخذت تلعق وجهي إحداهما أخذت تلعق مرفقي وكان مجروحاً من جراء السقوط فجعلت أتألم وأبكي بكل ما أوتيت من قوة سفحت دموعي بشدة على هذه الأقدار التي جعلت مني طريداً لندمائي قطط الشوارع ومياهي وطعامي ووسادتي الشوارع الموحشة وأغطيتي ماكان يرميه الأغنياء من نوافذهم الواسعة ذات الأقمشة التي تصلح أن يتغطى بها من فقد ثمن بطانية الشتاء مع المدفأة الداخلية والكرسي الهزاز والشطرنج و الموسيقى الهادئة
مضى على نومي ساعتين استعدت فيهما شريطاً من حياتي إلى الوراء كي أتذكر ما أرويه لتلك التي أؤمن بعودتها بعد أن استيقظ وكان حقاً ما رأيت إذ رأيت نفسي بعد ذلك ممداً على سرير وثير قد اعتمد على أربع قوائم من الأسفل إلى الأعلى مغطى بوشاح أبيض قد غازلته شمس الأصيل مع جهته اليمنى فاتخذ لوحة بديعة التفت حولي تحسست ملابسي وجدتني قد فقدتها وبدّلت بأخرى مطرزة بألوان أجهل مسماها وشعري الخشن الذي كان ساحة للقاء العشاق من الحشرات الصغيرة أصبح ينام على كتفي بكل أريحية ورائحتي النتنة التي كانت لقوتها تنبعث من مسافة اختفت وحلّت رائحة الطيب الزاكي بأنواعه مكانها تحسست أظافري وجهي مرفقي المتألم من جراء التشرد في أزقة شوارع المدن وأحيائها المهجورة أطراف قدمي أيقنت حينها أني بعثت وتم الحساب وأصبحت في الفردوس الموعود نهضت مسرعاً باحثاً عن الآخرين عن شخص أستفهمه عن حقيقة ما رأيت لم أتبين أحداً والواضح أن القطط صارت رماداً وخسرتها هي الأخرى عدت إلى الفراش وأكملت النوم إلى صباح اليوم الآخر لعلي أجد إجابات في المنام ومن الواضح أن النوم كان خالياً من حقائق كان عبارة عن دخان وأصوات وبكاء أطفال وأم تصرخ من أعلى الجبل وشيخ قد اتخذ نخلة غطاء له من الشمس كانت خمس ساعات ولكن مريعة متداخلة في أحداثها في ألوانها لا تربطها أحداث ولا يربطها وقت معين بل كانت أشبه بأمواج هاجت تارة يميناً وتارة شمالاً فجأة أخذت بالركود ثم هاجت بعد ذلك إلى أن هدأت في نهاية الأمر حاملةً معها أصوات وأنباء من جزر شرقية ولكن لكل لغته في الحياة
أيقظتني يد لم تعرف الشقاء قط ظننتها حلماً فاذا بها تتراءى أمامي حقيقة أشاهدها حاولت أن استجمع قواي وأفكاري وأحاسيسي ونظراتي التي كنت أتباهى بحدتها لكن يبدوا أني هزمت هنا
جعلت أحدق وبشدة وباستغراب أجابتني قائلةً:
-أيها الغريب ...... كيف أنت الآن ....لا تخف أنا ...
-أنت!! من أنت ولماذا هذه الهالة التي وضعت فيها ولماذا أنا؟
-حسناً لك أن تسأل ما شئت ولكن ليس قبل الإفطار
-أيها الخادم أين الفطور المعد للغريب الزائر ....
فإذا بها بعد إحضار الإفطار جمعت أشتات ملابسها راحلة دون أن تتفوه بكلمة واحدة فزادتني فضولاً على فضول
-سيدي الإفطار دونك تفضل أنا خادمك متى ما أردت شيئاً عليك أن تضغط هذا الزر على يمينك بجانب المدفأة .
-.....ارحل ارحل وابعث من ينادي سيدتك وارفع الطعام معك .
-سيدي ألا تأكل
-ألم تقل إنك خادم
-بلى ولكن
-منذ متى كان الخدم يستفهمون أمام أسيادهم قلت لك :ارحل وإلا.
-لالا أرجوك سيدي لاتقل شيئاً أنا ماض وسأرسل من ينادي السيدة كما طلبت
-أقفل الباب معك ولا تدخل علي أحد قبل أن أطلبه.
-سمعاً وطاعة سيدي
لم أأكل شيئاً ذلك اليوم حتى الماء لم أشربه ظللت مطبق الشفتين والحيرة سكنت جسدي تماماً كيف تم تغييري خلال ساعات إلى رجل آخر بزي وشكل آخر ....يا الله ما هذا الكابوس؟
كابوس!!!؟ قد يكون كابوساً ما مررت به وشاهدته خطرت ببالي بعد تأخر مجئ السيدة أن أهرب من الدار ماداموا فضلوا الصمت لأكتشف الحقيقة بمفردي .
خرجت ليلاً الساعة الثانية عشره والنصف بعد منتصف الليل وبعد هجوع من في القصر لم أخرج من الباب الرئيسي والذي كان هو الآخر مزوداً بحارس من البشر وحارس آخر شرس أمام كل زائر غريب ففضلت القفز من الحواجز المرتفعة بحثت يميناً وشمالاً عن شئ أستعين به على الصعود لم أحصل على شئ فالكلب أخذ يشتم رائحة زائر أوهارب قرب الأسوار لذلك فضلت الهدوء حتى يغفو هذا الكلب إن غفا وكان ما توقعته حيث ظل واقفاً بل أخذ يمسح الحديقة متوقفاً عند كل شتلة أو شجرة قد يختبئ وراءها أحد القطط البشرية أو الحيوانية فيقضي ليلته تلك في أزهى حالاته وقد يكافأ بترقية من قبل سيدته .
أيقنت حينها أن الصباح قد يلوح ويستيقظ من في القصر وقد يأتي الخادم جالباً إفطاري فأقع في أمر لا أدري ماذا سيكون نتاجه فقررت العودة قبل الإشراق ولكن كيف ليس قبيل هجوع هذا الحارس الشرس تقدمت خطوة وجدته قد استلقى يساراً كأنه أحس بالنوم فقلت وقتها :
-الحمد لله الذي أنقذني من هذا المنعرج المحير...
-ركضت مسرعاً نحو نافذة الغرفة التي استوطنها مجبراً وبطريقة مدللة ممتعة لم أحلم بها من قبل أمسكت بمقبض النافذة واتكأت على سطحها بيدي الآخر واضعاً قدمي على أحد الشتلات المرتفعة بعض الشئ ثم نفذت مباشرة إلى الغرفة وعلى السرير كان المهبط والنوم الطويل من ليل بته خائفاً وقد صفع البرد وجهي وأضلاعي نمت ما يقرب ست ساعات ودون تقلب ودون أحلام أو كوابيس ودون أن يزعجني أحد حتى .....
-فجأة استيقظت ووجدت نفسي بين تلك البراميل المعهودة والقطط قد جعلت من جسدي موطناً .........
-نهضت وبخفة الريش متحسساً ما كنت أظنه حقيقة إذا بي أجده سراباً لقصة عشتها

- في تلك اللحظة فقط أيقنت أن الضياع والتشرد عنوان في صحيفة ميلادي مضيت نحو الشارع لأرى صاحب المقهى الذي تعودت أن يعطيني بقايا من قطع الخبز وقليل من القهوة فوجدته قد أقفل حانوته وتلك المظلات التي توضع أمام المقهى للزبائن اتقاءً من الشمس قد انكفأت على بعضها وأوراق العنب قد أخذت تفرش الشارع والريح بدأت في الخفوت وموسيقى هناك في أعلى المبنى بدأت تهدأ ولكن الشمس لم تزل في كبد السماء تبتسم لذلك قلت لها رغم ذلك كله : أنا قادم .
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لماذا, أنت, هنا؟



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لماذا نتحمس و لماذا نستغرب‏ مجموعة أنسان المواضيع العامه 10 October 24, 2011 07:22 AM
لماذا تركتيني لماذا .......... قمر الليالي_H شعر و نثر 0 July 26, 2008 04:43 PM
لماذا تعودي لماذا husein2030 بوح الاعضاء 5 July 7, 2008 05:25 PM
لماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ حسن أبويزن افتح قلبك 6 April 30, 2008 10:44 PM


الساعة الآن 03:38 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر