سأكتب

يا أبت حتام ستبقى الكلمات قيد الانتظار .وأنت أول الفكرة التي تداهم قلبي كل صباح تأتيني موشجا ًبالنعنع البري وممتلئاً حتى الثمالة بالحبق الذي نشأتُ وأنت تحيطه بمداعبات أصابعك لتلثم رائحة الخلود.
كل صباح وحين يعانق صوت المؤذن أذنيك تكون قد أمضيت ردحاً من اليقظة وفي أيامي النادرة التي شهدت فيها عودتك الصباحية من المسجد تنثال على شفتيك كلمات تصدر من عمق الفؤاد
ما دخلت مدرسة ولا اجتاحتك نيران الغيرة من تفوق زميل وما فاخرت يوما بما قرأت أو كتبت مياه البساطة تسيل أمام حديثك الذي يختصر الأشياء ببساطة مذهلة ويرسم لوحات ٍمتتالية للاحداث التي اكتنفت يوميات حياتك وكأن اللحظات بساط يمتد لتصف ألوانه
لماذا ما علمتني كيف أفض بكارة البساطة وأستسلم لنهر الأيام المترعة برائحة الأرض حين يقبلها المطر
لماذا ما أدخلتني هيكل قداسة الأشجار وما تهمس لك حين تقتربان من بعضكما وتدخلان لحظات التوحد تقبل كل ثنايا جسدك وأنت تختصر فروعها بمنشارك الصغير ماذا كنت تقول .......ماذا كانت تهمس والى أي سماءٍ كنتما تنتقلان ودوما ًواثقا من وعدها كنت
أبت ِ أرجوك قل لي كيف استطعت اختصار نظريات التربية كلها وزرعت في قلبي هذا المدى من العشق لأبجديات الحياة .
ركن ٌللعدالة في محيط القلب .تواشيح للحب في جدران الذاكرة
وعالم من العطاء ما استطعت فكاكاً منه
وسماء ٌمن التسامح أسبح في ديدنها صباح صباح
ما قلت ُبعد سوى أول قطرات الكلام وبدايات سيل الامتنان
كم احتاج الى زمن ٍحتى ادخل الى عالم كلمةٍ أقول لك فيها من أنت

عبارات ساحرة خطتها اناملك الرقيقة تفوح منها رائحة الحيرة و التساؤل ........بكل شوق انتظر بوح قلمك القادم فلا تبخل علينا بجديدك

شكرا لمرورك الكريم وانتظر جديدك