فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الحياة الاجتماعية > مجلة ذوي الاحتياجات الخاصة



 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم January 16, 2007, 10:40 AM
 
الطفل.. حين يصاب بأحد الأمراض النفسية أو العقلية أو السلوكية

هل يتصور أحد أن طفلا دون العاشرة ينتحر بسبب اكتئابه ؟ أو طفلا يصاب بالأرق فلا يغمض له جفن وتعذبه الهواجس والمخاوف أو تداهمه الأحلام المرعبة فيستيقظ فزعا مضطربا صارخا . أو طفلا يفقد تماما شهيته للطعام وينحل جسده ؟.
لا أحد يتصور أن الطفل يصاب بأحد الأمراض النفسية المعروفة . كالقلق والاكتئاب والوساوس والمخاوف أو بأحد الأمراض العقلية المعروفة كالفصام . لكن هذا يحدث ، ويعرفه جيدا طب نفس الأطفال .
مشكلة الطفل أنه لا يستطيع أن يعبر عن مكنونات نفسه ، وأحيانا تكون هذه هي مشكلة الكبار . الطفل لا يستطيع أن يقول أنا مكتئب .. أنا حزين ، أو أنا أريد التخلص من حياتي . كما أن الطفل لا يستطيع أن يوضح أو أن يفصح عن مشاعر القلق ، ولا يستطيع أن يصف ألمه النفسي . ولهذا فمعاناته النفسية تأخذ أشكالا أخرى في التعبير فقد يضطرب نومه أو طعامه ، وقد يصاب بالتبول أو التبرز اللاإرادي أو قد يتلعثم في الكلام ، أو تنتابه حركات لا إرادية في جسمه . لا يستطيع التحكم فيها . وقد يضطرب سلوك الطفل اضطرابا خطيرا فيكذب أو يسرق أو يهرب من المدرسة أو يهرب من البيت ويصبح عدوانيا .
الصداقة بداية العلاج
هذه الأعراض التي قد تظهر على الطفل تعني أن هذا الطفل غير سعيد . أنه بائس ، وأنه يحتاج إلى مساعدة متخصصة .
وفحص الطفل نفسيا أمر صعب ، ولهذا فقد نكتفي بملاحظته . وبالحديث معه بشكل عام . بسؤال والديه وإخوته ومدرسية . وبداية العلاج قد يكون لها قيمة فاعلية كبيرة إذا استطاع الطبيب أن ينشئ صداقة مع الطفل ليحبه وليثق به . ومعظم الأطفال يتجاوبون عاطفيا مع الطبيب إذا أعطاهم وقتا وكان صبورا ودودا . وإذا كان الطب النفسي يلعب دورا في علاج الأطفال فإن الدور الأساسي في التوجيه والعلاج إنما يكون للأسرة الأب والأم .
ويجب أن نتوجه للطبيب النفسي فورا إذا كان الطفل يتدهور أو يعاني بشدة ، التأجيل والتسويف أو التجاهل والإنكار تؤدي جميعا إلى تدهور حالة الطفل وحرمانه من الفرص الطبيعية لكي يهتم بدراسته ويسعد بطفولته .
المعاناة النفسية لدي الطفل تعوقه عن النمو الطبيعى والتفاعل الطبيعي ، وأول مأساة نواجهها مع هذا الطفل هي أنه يحس بالوحدة الشديدة ، فبقية الأطفال هجروه وانطلقوا لألعابهم وأفراحهم فهو يشعر بأنه طفل منبوذ ، وتكون الطامة الكبرى وأصل كل معاناة إنسانية حين يهمله والداه أو يقسوان عليه بسبب إهماله أو بسبب الأعراض التي أصابته . ولا شك أنه من الصعب على الأسرة أحيانا أن تدرك أن طفلها يعاني نفسيا أو أن لديه مرضا نفسيا ، ولهذا يظل الطفل يعاني مدة طويلة ، وتسوء حالته حتى تصبح أعراضه واضحة ولا يمكن السكوت عليها . وأكثر الأعراض التي تزعج الأسرة وتأتي بطفلها فورا للعيادة النفسية هي الأعراض المرتبطة باضطراب السلوك مثل السرقة والهروب من المدرسة أو حين يتعثر الطفل دراسيا .
أسباب المعاناة
وأعراض الاضطراب التي تظهر على الطفل هي صرخة لكي نتقدم وننقذه . والطفل عالمه محدود . أسرته . مدرسته . أصدقاؤه الذين يلعبون معه .. إذن فعلينا أن نبحث عن أسباب معاناة الطفل في حدود هذا الإطار .
بعض الأطفال يتعرضون لمعاملة قاسية جدا إلى حد العنف أي استعماله القوة للعقاب الجسدي والإهانة والتأنيب والتوبيخ . يضرب الطفل ضربا مؤلما ، ويشتم الطفل شتيمة جارحة ، وبذلك يتوقف نمو ثقته ، ويملؤه الخوف والتردد والخجل .
الطفل حساس جدا للخلافات العائلية ولا بد أنه سيأخذ جانبا ، أي سيأتي في صف الأب أو صف الأم . وتصاب نفس الطفل بأذي حينما يري أباه وهو يشتم أمه ويضربها .
الطفل يغار مثل الكبار ، تحرقه آلام الغيرة ، وأكبر مصيبة تهدد الطفل مجيء وليد جديد ، إنها صدمة ينهار بعدها كثيرة من الأطفال ، والطفل يتاضيق إلى حد الحزن حين يرى طفلا آخر وقد حظي بإمكانات أعلى من إمكانات ، أي يمتلك أشياء لا يمتلكها أحد سواه .
شخصية الأم والأب
الأب الذي يعود آخر الليل مخمورا ويزعج أفراد الأسرة النائمين .
حين يفقد الطفل احترامه لأبيه عندما يكتشف أن أباه يكذب أو أن أباه رجل غير شريف .
الأم المسيطرة التي تلغي تماما شخصية الأب في البيت .
الأب الذي يمحو تماما شخصية الأم ويلغي دورها وأهميتها .
الصراع بين الأب والأم للسيطرة على الطفل ، ولذا فكل منهما يناقض أوامر الآخر أو توجيهات الآخر للطفل . ويقع الطفل في مفترق صعب ، ويحتار ، ويعجز عن الاختيار ، وهذا يعرضه لأصعب الأمراض العقلية .
إهمال الطفل وتركه للشغالة أو المربية .
انشغال الأم الزائد باهتماماتها الخاصة والتي عادة ما تكون خارج البيت .
هجرة الأب داخليا أو خارجيا وافتقاد الطفل له كمثل أعلى وكقدوة وحصانة وكمعلم ومرب .
التخويف من أشياء وهمية ، كالعفاريت والحيوانات المفترسة من خلال الحكايات البالية الضارة .
الكراهية بين الأب والأم المعلنة أو الخفية التي يشمل هواؤها السام كل أفراد الأسرة .
عدم وجود حوار بين أفراد الأسرة .
عدم وجود خطة واعية ذكية لتنمية شخصية الطفل وتنمية قدراته العقلية .
إدمان أحد الوالدين ( عادة الأب ) للمخدرات .
انغماس أحد الوالدين ( عادة الأب ) في ملذاته مضحيا بكرامة وسمعة أسرته .
وجود عاهة عند الطفل تعرضه لسخرية بقية الأطفال ، كشلل الأطفال أو ضعف السمع أو ضعف البصر أو أي تشويه في جسده .
تواضع قدرات الطفل الذكائية مقارنة بزملائه في الفصل ، مما يجعله يشعر بالنقص والخجل وخاصة إذا تعرض لضغط زائد من مدرسة .
وكذلك وجود اختلافات واضحة شكلية وعقلية بين الطفل وإخوته وأخواته ، وخاصة إذا كان تميز أخيه أو أخته عليه موضع إعجاب الأسرة ومحور حديثهم الدائم .
سوء المعاملة والإساءة
سوء معاملة المدرس أو المدرسة وإحساس الطفل أنه مضطهد في المدرسة .
سوء أخلاق المدرس أو المدرسة حيث يصبحان نموذجا سيئا ( المدرس الذي يدخن أو يكذب ، والمدرسة التي تضغط على التلميذ من أجل الدروس الخصوصية ) الإساءة للطفل في المدرسة وتوجيه ألفاظ نابية أو مهينة لكرامته وتجريحه أو السخرية منه لعيب في شكله أو في قدرته .
إرهاق الطفل بالواجبات الدراسية فوق قدرته ، وعدم السماح له بالتوقيت الكافي للعب والمرح .
أصدقاء السوء من الأطفال الآخرين مما يكسب الطفل عادات وسلوكيات سيئة أخطرها التدخين أو المخدرات أو الهروب من المدرسة أو الهروب من البيت .
البخل الشديد والتقتير على الأبناء وحرمانهم من الأشياء التي يحبونها ، مع توافر الإمكانات المناسبة للأسرة التي تسمح بحياة طيبة وسهلة .
الإغداق الزائد وتلبية كل طلبات الطفل والمصروف الكبير الذي لا يتلاءم مع عمر الطفل ، وما يصاحب ذلك من تدليل زائد يفقد الأسرة بعد ذلك القدرة على توجيه الطفل وتربيته .
تربية الطفل بعيدا عن أمه وخاصة في السنوات الأولى .
تعرض الطفل للإصابات المتكررة وخاصة في رأسه ، وسوء التغذية وأي حميات قد تصل إلى المخ وتؤثر عليه . كثير من اضطرابات الطفل السلوكية سببها إصابة عضوية في المخ وخاصة إذا تعرض لها الطفل في السنوات الأولى . وفي هذه الحالة يصبح فحص الطفل عضويا فحصا دقيقا وإجراء رسم للمخ واختبارات الذكاء والقدرات ضروريا لتحديد مدي إصابة المخ ومسئوليته عن الأعراض النفسية والسلوكية . تعرض الأم لبعض أنواع الحميات في أثناء الحمل أو تناولها عقاقير ضارة بالجنين في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل ، أو التدخين في أثناء الحمل . كل ذلك يؤثر على قدرات الجنين العقلية . ألأم غير السعيدة في أثناء فترة الحمل .
أسباب وعقاقير
ثلاثون سببا قد يكون أحدها أو بعضها سبب معاناة الطفل ، ولكنها مرتبطة بالبيت أو المدرسة : الأب . الأم . المعلم . المعلمة . الأخ . الأخت . الصديق . الصديقة .
والطفل المريض قد نعطيه عقاقير ، والعقاقير غير ضارة ، بل الطفل يتحملها ربما أفضل من الكبار . وأهم العقاقير التي نعطيها للطفل هي مضادات الاكتئاب وأشهرها التوفرانيل. والجرعة المعقولة تصل إلى 30 مجم يوميا . وقد نضاعفها حسب عمر الطفل ودرجة استجابته . كثير من الاضطرابات التي تظهر على الطفل سببها الاكتئاب ولذا كانت أهمية التوفرانيل وغيره من العقاقير المماثلة مثل التربتيزول ، كما أن عقار الميلليريل كمهدئ ومنوم ومعالج للسلوك المضطرب واستعماله شائع للأطفال .
ومضاد الصرع التيجرتول يستعمل بكثرة في مجال الأطفال ، فهو لا يعالج الصرع فحسب ، ولكنه كذلك يعالج السلوك المضطرب ، وقد يكون بالمخ إصابة ، ولكن من الصعب الكشف عنها بوسائل الفحص التي في أيدينا مثل رسم المخ وتصويره بالكمبيوتر . فالإصابة بسيطة أو ضئيلة جدا وتعرف باسم Minimal brain damage هذا الطفل قد يكون كثير الحركة لا يهدأ ولا يستطيع الانتباه أو التركيز على شيء ، والبقاء معه في مكان واحد يصبح معذبا . وأمه وأبوه يتحملان الكثير .
ومن المستحيل قبوله في مدرسة لأنه لا يستقر في مكان ويعبث في كل شيء حوله . وعقار مثل التيجرتول يفيد في مثل هذه الحالات ، وخاصة إذا ظهرت أي دلالات على وجود إصابة بالمخ . والتوفرانيل والميلليريل يفيدان أيضا .
وعموما فإن الطفل حين يعاني نفسيا أو عقليا أو سلوكيا إنما يحتاج إلى رعاية خاصة ، وفهم إلى سبب معاناته وتعاون الجميع : الأسرة والمدرسة ، ولكن ليس هناك شيء أنجح من الحب للاقتراب من الطفل وتخفيف معاناته .
__________________
يابحر خلني اجلس على شواطيك المملوءه قهر
خلني اواسيك بجيتي لكن مواساتي تكون باحزاني
جروحي يابحر عييت تداوي.. وجيتك كلي امل تشفيها
ادري يابحر ماملاك غير دمووع البشر
وهاذي عيوني تذرف من دمعها تايهه وماغيرك يحتويها
الله عليك يابحر غريب طبعك
-------------------
للتواصل عبر الاميل او الماسنجر
اسف على التاخر في الرد عليكم
  #2  
قديم January 16, 2007, 10:50 AM
 
يعطيك الف عافية بو راكان......
  #3  
قديم January 18, 2007, 07:47 PM
 
رد: الطفل.. حين يصاب بأحد الأمراض النفسية أو العقلية أو السلوكية

يعطيك الف عافيه أخوى بو راكان

تحياتى
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأمراض, السلوكية, العقلية, النفسية, الطفل, بلدي, حين, حساب



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الاستغلال الجنسي لجسد الطفل الوافي امومة و طفولة 6 June 9, 2010 02:57 PM
الاتجاه الطبي الحديث في تصنيف الأمراض النفسية براءة علم النفس 22 January 4, 2010 02:56 PM
الأساليب الخاطئة في تربية الأبناء وآثرها على شخصياتهم admin امومة و طفولة 6 March 13, 2009 01:53 PM
كيف نحمي اطفالنا من المشاكل النفسية بو راكان علم النفس 1 July 20, 2007 10:27 PM
الأساليب الخاطئة في تربية الأبناء وآثرها على شخصياتهم بو راكان الاسرة والمجتمع 8 June 19, 2007 10:32 AM


الساعة الآن 02:01 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر