فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > كلام من القلب للقلب

كلام من القلب للقلب كلام الحب و العشق ورسائل الشوق



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم October 10, 2008, 07:00 PM
 
الفشل مصدر فخر ادخل وشوف

لا تأسفن على غدر الزمان لطالما--- رقصت على جثث الأسود كلاب

هل استمتعت يوماً بفشلك مع دروس الحياة الباهضة الثمن؟. هل فشلت في تحقيق شيء مهم في حياتك؟ هل نسيت أحلامك وتعبت من كثرة الفشل؟ ما هو تأثير الفشل والإحباط على عقلك وجسمك وروحك؟ لماذا بعض الناس يفشل باستمرار؟. فما من إنسان عاش هذه الحياة إلا وذاق النجاح والفشل. الفشل هو الشيء الوحيد الذي يستطيع أن يحققه كل إنسان دون أن يبذل أي مجهود. للنجاح طريق واحد، وللفشل أبواب عدة ودرجات مختلفة. والنجاح يولد من رحم الفشل لكن ذلك يحدث فقط للذين يتعلمون من تجاربهم وتجارب الآخرين. فأهلا بالفشل إن كان سيقربك إلى الله وتتحرك لتحقق ما تريد. ليس المهم ما حدث لك في الماضي ولكن ماذا ستفعل الآن هو الذي سيصنع الفرق في حياتك. وحتى تتغير الأمور يجب أن تتغير أنت أولا وليس الآخرين. أفعال صغيرة تقودك إلى نجاحات كبيرة. لأن كل شيء خلقه الله تعالى بسبب وما حدث لك حدث بسبب ربما كان يهيئك لأمر ما.


الفشل هو الخطوة الأولى نحو النجاح وليس نهاية الطريق بل هو البداية دائما. أعلم أن الفشل هو نعمة وحالة أذا لم تمر بها لا يمكن أن تنجح وتكتشف نفسك. عندما تفشل في شيء فهذا لا يعني النهاية إن جعلتها درس للبداية. راجع وضعك الحالي وغير الإستراتيجيات متى ما لمست عدم جدواها. جميعنا نمر بالفشل والكثير منّا يعتبر الفشل نقمة على الإنسان ولكن اذا لم يوجد الفشل فقدنا التجربة والخبرة في الوصول إلى الهدف الذي نريده. "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، 11- الرعد.

إن الفشل هو سر النجاح والحياة، وسر الأحلام والطموح، فالفشل هو النقطة المحفزة لعقولنا. وكما لك الحق في العيش في هذا الوجود، فإن لك الحق أن يكون لك دور في الحياة، وإصرارك على أداء هذا الدور هو الذي يجعلك قادراً على تحقيقه بثقة ويقين. القصور المبنية على الرمال، سرعان ما تدمرها الرياح والمياه، كذلك نجاحات الصيد في الماء العكر. وأن الممكنات أكثر من المستحيلات، وأن كل أمر مستحيل يحيط به ألف أمر ممكن. جرب ما لم يجربه غيرك، والمطلوب أن تكون مرناً حتى مع خططك كما هو مطلوب في تعاملك مع نفسك. والمحاسبة لا تعني المحاكمة، ولذلك فهي ليست من أجل إصدار أحكام إدانة أو براءة، وإنما هي من أجل تحسين العمل وتطويره، ولكن حاسب نفسك بتجرد، لتتجنب محاسبة الآخرين لك بانحياز."وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها وإن تصيبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون، أو لم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون".
بعض الناس يمشي بالحياة ويضع فشله أمامه، وبعض الناس يمشي بالحياة وتجاربه السابقة تساعده وينطلق من جديد. حكمة تقول "أذهب خلف حلمك مع رغبة جادة وعزم وتصميم فأما أن تنجح وأما أن تتعلم وتكبر". قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: "وَاعْلَمْ أنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وأنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرْبِ ، وأنَّ مَعَ العُسْرِ يُسراً". ربما ما يراه الناس منك هو فشل، هو بالحقيقة خطوة نحو نجاحك الأكيد. لذلك عليك أن تصعد فوق فشلك، وتمشي فوق الجرح والألم لتصل إلى شواطئ السلام والنجاح. لو شغلت فكرك بالنجاح ستنجح، ولو شغلت فكرك بالفشل ستفشل. كثير من الناس تتولد مشاكلهم من عدم وجود مشاكل لديهم، فيتحولون هم إلى مشكلة. يقول أحد حكماء الهند لتلميذه: "إننا لا نستطيع منع العصافير من التحليق فوق رؤوسنا ولكن نستطيع منعها من بناء أعشاشها في شعرنا". هناك شخص تأخذه الكبرياء بتأنيب الضمير أو العزة بالإثم فيبرر فشله بإسقاطه على الآخرين والظروف المحيطة به ولا يعترف بالتقصير لتحقيق النجاح. وشخص أخر يغرق في بحر الفشل ويعيش الصدمة ويحاول أيجاد العزاء لنفسه وذلك بالتشبث بتجاربه الناجحة الماضية أرضاءا لغروره. وفي بعض الأحيان يسيء لنفسه أكثر بالتحدث عن هذا الفشل مع الأشخاص الذين عرفوه بنجاحاته أو الأشخاص الذين لا يعرفونه و ذلك لإيجاد تبريرات أمامهم. ونوع آخر يعبر عقبة الفشل بالثبات والإرادة، وأي تجربة سلبية أو إيجابية تدفعه لنجاح آخر، والتفكير بأسباب هذا الفشل وطرق تفاديه في المستقبل. فالناجحون لا يولدون بل يصنعون، فلنترك الفشل ولنبحث عن النجاح، نعم ابحث عن النجاح في نفسك، أبحث في نفسك عن مصدر القوة والطاقة، أكتشف في ذاتك عن مكامن القوة والقدرات لديك، أبحث عن الشيء الرائع الذي تقدر أن تقدمه لنفسك ولمجتمعك.

إن تجاوز الفشل عبر جسر النجاح يصنعه أصحاب الإرادة القوية، يصنعه صُنّاع النجاح بالثبات والكفاح. فإذا كان الفشل يمثل خطوة للوراء؛ فإن تحويل الفشل إلى نجاح يمثل خطوات للأمام تدفع صاحبها لمزيد من الإنجاز. الناجح قد يفشل والفاشل قد ينجح، "وتلك الأيام نداولها بين الناس". ولذلك ليس الفاشل من يقع في الفشل، إنما الفاشل من يقع فيه ثم يرتضيه ويكرر نفس الخطأ. فالحياة عبارة عن سلسلة من التجارب والخبرات، بعضها جيد والآخر سيء، وكل واحدة من هذه الخبرات تجعلك أكثر قوة على الرغم من أنه غالباً ما تغفل عن إدراك ذلك! فكما يقول المثل "الضربات التي لا تقصم الظهر تزيده قوه".

إن الخوف من الفشل يعتبر أول خطوة إلى الفشل بل هو الفشل عينه فقد فشلت قبل أن تبدأ. لا يوجد هناك فشل حقيقي، فما ندعي بأنه فشل ما هو إلا خبرة قد اكتسبناها من واقع تجاربنا في الحياة، إذ أن الشخص الفاشل هو الذي لا يتعظ من تجاربه، ويعتبر أن الأمر منتهياً من حيث فشله. ينهزم بعض الأفراد حين يسقطون في حفر الفشل، الأمر الذي يولّد عندهم تخوّفا من الإبداع والتميّز وهروباً من التحدّي والإنجاز، وينظرون للعالم من حولهم بالفشل. وأناس يهبوا بقوة وهمة عالية جديدة. سقوط الإنسان ليس فشلاً ولكن الفشل أن يبقى حيث يسقط. الناجح هو شخص يكسب أصدقاء مزيفين، وأعداء حقيقيين، فكل دقيقة لا تضيف إلى وجودك، فإنها تحط من قدرك. قال صلى الله عليه وآله وسلم: "من قال: هلك الناس؛ فهو أهلكهم".
يختلف معنى ومفهوم الفشل من فرد لآخر ولكنه بالنهاية إحساس صعب إيجاد وصف لمعانيه. نعيشه ونتعرض له ونتألم منه وأحيانا يلازمنا ولا يفارقنا. ولكن لولا الفشل ما عرفنا طعم النجاح. أحيانا يكون الفشل نابع من تقصيرنا في السعي بشتى الوسائل للنجاح، وأحيانا يفرض علينا هذا الفشل ونخضع لظروف قاهره فوق كل الأسباب. والفشل ليس عيبا بل هو ممر كلنا نعبره ولنعتبره تجربة. ومن الأخطاء والفشل تعلمنا الكثير، والحياة كلها عبر وتجارب. ولكن هل تستطيع أن تتحدى فشلك وأن تبدأ من جديد؟ ما هو إحساسك وشعورك عندما يقال لك أنت إنسان فاشل. أحيانا يكون الفشل هو طريق النجاح. اقتنع بأنك قادر على التغلب على مرارة الفشل. اعلم أن الأمس انتهى وغدا يوم جديد. الفشل لا يهدمك، وتسلح بالأمل وتوكل على الله، ولا تفقد الثقة بنفسك وبقدراتك، وأعلم أن الحياة تجارب فشلت اليوم وغدا ستنجح بأذن الله، "لا يضيع جميل أينما زرع".

حتى ندرك النجاح، لابد من معرفة معنى الفشل، وهذا لا يعني أنه يجب أن نرمي أنفسنا بالإثم والتهلكة لنتعلم وننجح. من لم يفشل لن ينجح شعار جيد ولكن ليس على الإطلاق ولكن الإيمان بهذا الشعار يتقيك من الصدمات وآفات الإحباط، لذا كن متوازنا في اعتباراتك. الفشل هو عدم وضع هدف إيجابي ثم العمل على تحقيقه مهما كانت العوائق. فكما أن النجاح أمر نختاره ثم نسعى لتحقيقه، فإن الفشل يمكن أن يكون كذلك. فعندما نرى الأشخاص الذين يفتقدون الأهداف والحوافز التي تدفعهم للنجاح فإننا نرى أشخاصاً يعيشون بدون غرض ولا يستمتعون بحياتهم، بل إنهم يشعرون أنها مليئة بالفشل. ولكن غياب النجاح السريع لا يعني الفشل، بل معلومات تفيد في ضبط المسار وتعديل خطط تحقيق الهدف، ولذلك فإن كلمة "محاولة" قد تجعل الإنسان يتوقف بدلاً من استمرار السعي لتحقيق الهدف. فالإخفاق أمر شائع بين الناس وهو أكثر حدوثاً من النجاح.
من مخاطر الفشل: الإحباط واليأس، التهور واللامبالاة، عدم الإنتاجية، التنازع والتفرق، الحسد، نقص الثقة، والمجهود الكبير.

من بعض أسباب الفشل: حين نستسلم للفشل نفتقد الحكمة، "ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً". من جرّاء التهور واللامبالاة، على شعار: ما لجرح بميت إيلام. فحين يستحوذ الفشل من الفاشل، تراه لا يقبل التوجيه ولا يقبل الواقع الذي يعيشه. ولذلك تجده كثير التنازع والخلاف لأنه رضي بما هو عليه من الفشل. الفاشل قد تتولد عنده نفسية انتقامية وحقودة على كل تميّز وإبداع. كثرة الانتقاد والسباب، واللمز والتنقّيص لإبداعات الآخرين، والحاسد الفاشل يكره حصول النعم ويكره التميّز والإبداع. قال تعالى: "وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ". التنازع والإختلاف: قال الله تعالى: "وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ"، فالتنازع باب الفشل.
العجز والكسل: وهاتان الصفتان مفتاح كل شر، فالعجز أصل المعاصي كلها. الإرتجالية والاعتداد بالرأي: على مبدأ: "مَا أُرِيكُمْ إِلاَ مَا أَرَى"، أنا والطوفان من بعدي. الأمر الذي يولّد الخلاف والتنازع والإختلاف فنسقط في الفشل، وإعجاب كل ذي رأي برأيه.
وهم الكمال: أن يشعر الإنسان أنه بلغ المرحلة التي لا يفشل معها، أي الكمال الزائف. ولذلك نجد أن تربية القرآن تعتبر كل مؤمن يحتاج إلى التربية والاستقامة والتذكير بها، "أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ"،16.

الثقة المفرطة بالنفس: الفاشل يعلوه صوت ال أنا، ويطربه نغم لي، ويطغيه عندي. ولذلك كان من دعاء الصالحين: "ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين". قال بعض الصحابة في يوم حنين: لن نغلب اليوم من قلّة، فأنزل الله: "وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ". إن الجبن رفيق الفشل، وهو يتدخل في أحيان كثيرة ليقطع عليك طريق النجاح أو العمل، لذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتعوذ من الجبن في الدعاء المأثور: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ومن العجز والكسل ومن الجبن والبخل ومن غلبة الدين وقهر الرجال). عزة النفس المبالغ فيها أيضا قد تكون من الأسباب الخفية للرغبة في الفشل، فكم من واحد أضاع فرصة عمل ممتازة لمجرد أنه يخشى أن يراه الناس وهو في موقف لا يريدهم أن يروه فيه. - المماطلة: وهناك سبب آخر وهو داء المماطلة والتسويف؛ ويعرف المختصون المماطلة بأنها قيام بمهمة ذات أولوية منخفضة بدلا من إنجاز المهمة ذات الأولوية الرئيسية، وهي أيضا الرغبة الكامنة في النفس لتأجيل القيام بالمهام والأعمال والمشاريع من خلال تقديم الأعذار واختلاقها وتبرير التأخير ورفض الإقدام على أعمال معينة أو رفض فرص وظيفية أو ترقيات مستحقة أو تغيير محيط العمل. ويمكن علاج المماطلة بتفادي السلوكيات التي تولدها؛ ومن ضمنها نجد ترك العنان للتفكير مثل استرجاع ذكريات جميلة أو التفكير في التقدير الذي سيلاقيه العمل بعد إنجازه، كما يمكن محاربة عوائق أخرى من قبيل تجنب تصرفات خاطئة: الغرق في مكالمات هاتفية لا حد لها، والثرثرة في ما لا ينفع، أو غيره.

يحمل الإنسان في ثنايا عقله الآمال والطموحات، غير أنه لا يضمن بالتأكيد تحقيقها كلها كما يرجو ويتوقع. فكيف يمكن تحويل الفشل في الحياة إلى نجاح يقود الإنسان إلى مرتبة الرضا عن النفس، ومن ثَم إلى تلمس خيوط السعادة في هذه الحياة الدنيا والآخرة. المشكلة ليست في السقوط أو في التعثر في حفر الحياة المتناثرة هنا وهناك، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في أن يظل الساقط والعاثر في مكانه بلا حراك. الله تعالى وهب الإنسان القدرة على الطموح، لكن هناك دائما مشاكل في طريق الوصول إلى ما يطمح إليه، وعلى الإنسان أن يشق طريقه، وان يصارع ويواجه تلك المشاكل والعقبات، وتحقيق طموحاته وأمنياته. وهناك فئة من الناس، بمجرد أن يلحظوا أن هناك عقبات ومصاعب ومشاكل في طريق طموحاتهم وأهدافهم، فإنهم يتراجعون.لأن شعورا داخليا ينتابهم، شعور بالخوف من الفشل. كل إنسان لديه طموح، ولكن ليس كل إنسان يتخلص من عقدة الخوف من الفشل، فهو ذلك الحاجز الذي يحول بين الإنسان وبين تفجير طاقاته، وبالتالي بينه وبين الوصول إلى أهدافه وطموحاته وأمانيه. ولكن لماذا الخوف من الفشل؟ الفاشلون قسمان :قسم فكر ولم يفعل, وقسم فعل ولم يفكر. إن بعض الناس نفوسهم رهيفة لا تقبل الصدمة، نفوس متعودة على الراحة، ولذا تتراجع عن أي طريق تعترضها فيه المصاعب والصدمات والمشاكل. وقوله تعالى: "بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، 53- الأنفال. لا تتهيب الفشل: الذي يخاف الفشل يصبح خائبا في حياته، ولا تتفجر طاقاته. انظر إلى الأشياء التي تخاف منها، ومارسها، حتى تكسر هيبة الفشل في نفسك. فالخوف من الفشل سببه تضخيم قضية الفشل في نفس الإنسان. هل يمشي الإنسان سويا على قدميه من أول يوم يخرج فيه من بطن أمه؟ ألا تلاحظون حياة الطفل حينما يريد المشي؟ فعليه أن يتحمل لفترة من الزمن التعثر في المشي والوقوع.
إن أفضل علاج للفشل أن لا يتهيبه الإنسان، فليس مشكلا كبيرا، أن يفشل الإنسان. إن طبيعة الحياة وسنتها: أن الإنسان لا يصل إلى النجاح إلا بعد أن يجتاز وديان الفشل.
البعد الإيجابي للفشل: إذا نظر الإنسان إلى الفشل كأمر طبيعي، ولم يضخمه في نفسه، فان عقدة خوف الفشل تتلاشى من قلبه، كما قال الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: "قرنت الهيبة بالخيبة"، وقال كرم الله وجهه: "إذا هبت أمرا فقع فيه". في بعض الأحيان يكون الفشل عنصر خير في حياة الإنسان، فهو الذي يكشف للإنسان نقاط ضعفه، وينبهه إلى الثغرات الموجودة في عمله. بينما استمرار الإنسان في تحقيق المكاسب والانتصارات، قد يخلق في نفسه الغرور، ويضعف من اهتمامه بالتقدم، ورفع مستوى العمل، وقد أشار القرآن الحكيم إلى هذه الحقيقة عند حديثه عن النكسة التي أصابت المسلمين في واقعة احد يقول تعالى: ﴿أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير * وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبأذن الله وليعلم المؤمنين * وليعلم الذين نافقوا..﴾.
وكما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: "سيئة تسوءك خير عند الله من حسنة تعجبك".

إن أعاصير الفشل تغزو بسرعة كبيرة العقل المتشائم الذي لا يمتلئ بالرغبة المتوقدة في النجاح. إن النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، وإن لم تملأها بإرادة النجاح وجدت إرادة الفشل تحل بدلا عنها. إن عقلك الباطن لا يميز بين الصالح والطالح وهو كالمغناطيس يجذب كل ما يحيط به، والمشكلة أنك قد تكون في غفلة من ذلك بينما كم هائل من المشاعر السلبية يجتاح عقلك الباطن. وكلما داومت على مجالسة الناجحين والمتفائلين وكنت في بحث دائم عن كل ما يثير حماستك للعمل والنجاح فإنك ستجد آلاف الأشياء التي لها علاقة بالنجاح تأتي إليك طوعا منجذبة بقوة العقل الباطن. إن ذبذبات الفشل تمر من عقل إلى آخر بسرعة كبيرة، وأن المؤثرات السلبية تترك أثرا هداما في النفس. فالإنسان هو ما يعتقد في نفسه. فإن ظننت أنك غير كفؤ لن تكون كفؤا، وإن اعتقدت أنك ستنجح في عملك فستنجح حتما لأنك واثق من ذلك. إن الإيحاء يلعب دورا قويا في التغلب على الفشل وتوابعه، فلو أقنعت نفسك أنك ناجح ومتعافي ومتفوق فستصبح كذلك بالفعل. سيتحقق ذلك عندما تقهر مخاوفك وتحاربها، اعتبرها عدوك الذي يريد أن يطرحك أرضا. لو كنت تعتقد أنك شخص متردد وخائف، فردد بينك وبين نفسك: أنا شجاع. رددها وأنت تنفذ العمل الذي كان يثير اقتحامه المخاوف في نفسك، رددها وأنت مؤمن بها. قد تجد صعوبة في بادئ الأمر لكنك ستقهرها بإذن الله.
حدد هدفك: إن من لا هدف له في الحياة يسير برتابة وروتين، يترك أمواج الحياة تقود مركبه دون أن يحاول استعمال الأشرعة للتحكم في اتجاهه. إن عدم وجود هدف في الحياة هو كارثة حقيقية؛ لأن الهدف هو الدافع الذي يجعلك تتحرك في الحياة بوضوح وإصرار ومثابرة. "إنك بمجرد أن تحدد أهدافك تكون قد نبهت نظام التنشيط الشبكي، حيث يصبح هذا الجزء من المخ مثل المغناطيس، يعمل على اجتذاب أي معلومة، أو ينتهز أي فرصة يمكن أن تساعدك على تحقيق أهدافك بسرعة أكبر". وضوح الهدف يجعل صاحبه واثقا لا يعبأ كثيرا بزلاته ويعتبرها ضرورية في طريقه إلى النجاح. تأمل قصة الطفلة "أم خالد" التي كانت تسير يوما فالتقت بأرنب وسألته بعد أن وقفت في ملتقى طرق: أي الطرق أسلك؟ فسألها الأرنب: أين تريدين الذهاب؟ أجابت: لا أعرف. فقال لها الأرنب: إذن، لا يهم أي الطرق تسلكين. إن من لا هدف له لا يهم أين يتجه أو يذهب. حدد هدفك الآن، فالمدة التي أمضيتها بلا هدف مختبئا في قوقعتك جعلت هالة من الضباب تحيط بهدفك. والخطوة العملية الأولى هي كتابة قائمة بأهدافك كلها على ورقة. ولا تستهن بأيها، اكتبها جميعا: صغيرها وكبيرها، هينها وصعبها.
إن كتابة الأهداف ستوسع كثيرا من مدى تفكيرك. والأهم هو ألا تشغل نفسك كثيرا بكيفية تحقيقها فذلك ليس مطلوبا منك في الوقت الحالي، وإن أنت ركزت عليها فلن تكتب شيئا لأنك ستقيدها بقدرتك على تحقيقها، التي قد لا تكون في الوقت الحالي كافية. وأنت تكتب أهدافك وتضعها أمامك على الورق، ستبدأ في رؤية فرص جديدة في الحياة لم تكن تراها من قبل، وستجد نفسك منجذبا لا شعوريا تجاه هذه الفرص، وستبدأ في تنمية قدراتك لكي تأخذك خطوة بخطوة نحو تحقيق أحلامك. الفشل ليس مقبرة لطموحاتنا، بل هو أول خطوات النجاح، وحالة تأخير وتحول مؤقت عن الوصول إلى الهدف وليس نهاية مميتة. لذا تعلم بأن الإحباط والمعاناة الذين تتحملهما يساعدانك دائماً على التقدم للأمام متى اتعظت منهما. وينبغي أن تبقى وسط أحداث الحياة ونشاطاتها، فالحياة عبارة عن فصل دراسي تتعرض فيه للاختبار، وإن لم تستفد في فصل الحياة، فإنها ستعيد لك الدرس تلو الآخر حتى تتعلم وتنجح، أو الفشل والإنسحاب. فإن كنت تعتقد بأنك شخصياً قد فشلت فهذا من شأنه أن يثنيك عن عمل أو أداء محاولات أخرى؛ لأنك تكون بذلك قد قللت من شأنك، ومن قدراتك الشخصية، وغالباً ما يكون هذا نتيجة لقلة أو انعدام ثقتك بنفسك، أما إن كنت تعتقد أن محاولتك كانت فاشلة، فهذا من شأنه أن يجعلك تقوم بدراسة سبب فشل محاولتك الأولى لتقوم بتجنب مسبباتها.
القرآن الكريم ذكر مواقف أساسية يوضح من خلالها ندم الإنسان على ضياع الوقت أشد الندامة؛ منها ما يتعلق بلحظة الاحتضار، حيث يقول المحتضر داعيا ربه أن يرجعه لعله يعمل صالحا في ما ترك: "حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب أرجعوني لعلي أعمل صالحا في ما تركت، كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون"، 99 100 المؤمنون. ومنها أيضا ما يذكره القرآن "ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم"، 45 يونس. وكذلك "كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية وضحاها"، 64 النازعات. وجاء في الحديث النبوي: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ"، كما حث النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حديث آخر على اغتنام الوقت وعدم تضييعه: "اغتنم خمس قبل خمس اغتنم حياتك قبل موتك واغتنم شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك". إدارة الوقت وتدبيره بطريقة محكمة واستخدام الوسائل الممكنة والمشروعة في سبيل تحقيق وإنجاز الأهداف الطيبة والغايات المثمرة والمفيدة للفرد والجماعة.

تحديد الهدف نصف النجاح: إن أعظم سبب للفشل يظل ملتصقا بعدم تحديد هدف الإنسان في الحياة؛ وكثيرا ما يعيش بعض الناس أيامهم بدون هدف يضعونه لتحقيقه ولا غاية يتصورونها لأنفسهم، فيتيهون في صحراء الحياة بلا وصلة ترشدهم ولا مرفأ أمان يسعون لبلوغه، وعلى أنقاض هذا الوضع يتشكل الفشل شيئا فشيئا. وعدم وضع المرء لتصور واضح لهدفه في الحياة يعيقه عن التحرك بطلاقة وعزم وتباث. الذي لا هدف له في الحياة مثل "لاعب تم وضعه في الملعب دون شباك يسجل فيها". ولعل أعظم مثال بالتمسك بالهدف هو موقف الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لكفار قريش، حيث ثبت ثباتا عجيبا، فلم يتزحزح عن هدفه الواضح والساطع قيد أنملة.
وكثيرا ما سمعنا قصصا لبعض النابغين في مجالاتهم الذين حُكم عليهم بالفشل، وبعد ذلك نجحوا نجاحا أبهر العقول. سئل أحد المخترعين الكبار بعد أن جرب 100 طريقة ولم ينجح: هل تشعر بالفشل؟ أجابهم قائلاً: لا، لكني تعلمت 100 طريق لا تؤدي إلى النجاح، ثم توصل إليه بنجاح بالسعي والمواصلة. وإليك فشل ونجاح إبراهيم لينكولن الملقب بمحرر العبيد. شخص فشل بالتجارة وعمره 24 سنة. وفشل مرة أخرى بالتجارة أيضا وخسر كل أمواله وعمره 31 سنة ثم حاول مرة ثانية وعمره 34 سنة وفشل وأصيب بأنهيار عصبي وهو عنده 36 سنة . ثم اتجه إلى السياسية ففشل بالإنتخابات بدخول الكونجرس كعضو فيها وعمره 38 سنة، ثم فشل مرة ثانية أن يدخل الكونجرس وعمره 40 سنة، وفشل مرة ثالثة وعمره 42 سنة، ثم فشل مرة رابعة وعمره 46 سنة، ثم فشل مرة خامسة وعمره 48 سنة ثم فشل أن يكون نائب للرئيس وعمره 50، ثم أختير رئيس للولايات المتحدة الأمريكية وعمره 52 سنة. ''هنري فورد'' أفلس خمس مرات قبل أن ينجح أخيرا وينشأ شركة فورد للسيارات، التي تملأ العالم بسياراتها الفخمة. وهذا ''والت ديزني'' تم فصله من عمله كمحرر في إحدى الجرائد، لأفتقاره إلى الأفكار الجديدة، وقد أفلس عدة مرات قبل إنشائه لعالم الأطفال والرسوم ''الكارتونية'' الشهيرة في العالم بأسره. أما معلم ''توماس أديسون''، مخترع الكهرباء، فقد قال عنه معلمه في صباه أنه أغبى من أن يتعلم أي شيء، وتوماس أديسون نفسه قد اخترع 1500 اختراع فاشل، قبل أن ينجح ويخترع الكهرباء. والكاتب المعروف ''لوي تولستوي'' مؤلف كتاب ''الحرب والسلام'' طرد من الجامعة، ووصف بأنه غير قابل للتعلم. ويمكن للمسلم أن يستفيد من قصص العروبة والإسلام وغيرهم بأن يدرك أنه يمكن أن تكون في الفشل بذور نجاح معنوي وروحي، وذلك برد الأمر إلى الله تعالى، والتأمل الصادق مع النفس، والعمل بإخلاص وجد، وبعد ذلك ستنبعث شعلة من التوهج الداخلي تدفعه إلى الحياة بشكل أفضل، وينتصب له الأمل الذي يقوده نحو النجاح.

في مدرسة الحياة نتعلم من بعد كل نجاح أو فشل. وأحيانا..نخوض تجارب مريرة حتى نتعلم أن لا نسلك طريقها مرة أخرى. وربما أيضا خالجنا شعور ما يوحي ببعض الغرور والاكتفاء. إن الفشل أو الخطأ أحيانا أكثر نفعا، حيث أننا نتعلم من أخطائنا أسرع من ما نتعلمه من غيرها. إذن للفشل جانب مشرق، فهو وقود النجاح لأنه يكشف لك مكمن الضعف والخطأ, حتى تتجاوزه أو تعدله. والشيء الأهم هو أن تتعلم كيف تخرج من تلك التجربة الفاشلة بسلام، وأن تخرج منها بفائدة, وتسعى إلى تدارك كل ما قد يصيبك من إحباط، وأن تعزز لديك الثقة بنفسك. فلنترك أسباب الحزن ونتجه إلى أبواب الفرح. البشر توّاقون إلى النجاح والإنجاز في حياتهم الشخصية والعملية ولكن النجاح الدائم حلم صعب المنال؛ لأن الإنسان جُبِل على المحاولة والخطأ والفشل أحيانًا، والفشل ليس رذيلة بل فضيلة حين يكون دافعًا للنجاح، وسلمًا للصعود والنهوض والدفع باتجاه الأفضل وتحقيق الأهداف. والفشل يعني الإخفاق في تحقيق أو إنجاز أهداف محددة مسبقًا. وغالبا ما يثير الفشل لدى الناس الخوف والإحباط نظرًا لارتباطه بالعقاب الذي يتدرج من التوبيخ والإدانة والازدراء إلى العقوبات الماديّة والمعنويّة من جانب الشخص نفسه ومن الآخرين، لكن الخوف من الفشل والشعور الدائم بالذنب والتخلي عن مهارة المحاولة والخطأ هو الفشل بعينه. بطبيعة الحال لا نستطيع أن نتجنب الفشل تمامًا، ولكن عندما نعلم أسباب الفشل عندئذ يمكننا علاج تلك الأسباب وتحويل هذا الفشل إلى نجاح. أسباب الفشل ومظاهره كثيرة منها: ما يتعلق بالفرد نفسه من ضعف الهمة وقلة الخبرة، وتعجُّل النتائج والتسرع بالإضافة إلى نقص القدرات والنمطية والخوف المرضي من الفشل وعدم الثقة بالنفس. حيث يقع الفشل بلا شك حين يحدّث المرء نفسه بأن قدراته ووقته وخبرته لن تمكنه من النجاح. من أسباب الفشل كذلك ما يتعلق بالأهداف ذاتها؛ كأن تكون الأهداف مثلاً مشوشة وغير محددة، أو تكون غير واقعية. وكذلك يقع الفشل عندما تكون الأهداف روتينية لا ترتبط بالإثابة والتحفيز. ومن أسبابه كذلك ما يرتبط بالجماعات وبالقائمين على الإدارة أنفسهم. وهنا يبرز أحد أهم أسباب الفشل وهو النزاع وكثرة الخلافات، "وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم"، 46 الأنفال. كما تفشل الإدارة عندما تتعدّد وتتضارب الأوامر والتوجيهات الصادرة للأفراد أو عند تعدّد القيادات للعمل الواحد، وتفشل الإدارة حين ينقصها المنهج والتخطيط العلميان، وحين تسند الأمور إلى غير أهلها. وحتى لا تسقط في الفشل: انطلق من خلال ضعفك ونقصك: ولا تنطلق من كمال زائف. وتأمل التوجيه النبوي: "سيروا بسير أضعفكم". اعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك: الإيمان والرضا بالقضاء والقدر، "ولا يرد القدر إلا الدعاء"، فهذه فرصة للتقرب من الله. ما خاب من استخار ولا ندم من استشار: لقد كان صلى الله عليه وآله وسلم يعلم أصحابه الإستخارة في أمورهم: "اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك واسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر - ويسمي حاجته - شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري عاجله وآجله ؛ فاقدره لي ويسره لي، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري عاجله وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضّني به". وبعد الاستخارة استشارة: بقوله: "وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ". فالاستخارة والاستشارة من أسباب الوقاية من الفشل، وإن وقع الفشل فإنك لن تشعر بمرارته وأثره، فإنه ما خاب من استخار ولا ندم من استشار. فإذا عزمت فتوكل: توكل وأظهر ضعفك وعجزك بين يدي ربك، "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير". أبدأ من حيث انتهيت: وابدأ من حيث انتهى الآخرون. ليس هناك شيء اسمه: فشل إنما هي كسب تجارب وخبرات، فكل سقوط تجربة، وكل وقوع خبرة. فالفشل يزيد في رصيد الناجحين تجربة وخبرة. لذلك انطلق من حيث انتهيت واستفد مما سبق. على عتبة النجاح اخلع لبوس الروتين: أنت بحاجة أن تكون صاحب همّة لتبلغ القمة. جدد وطوّر، ولا تستسلم للروتين لأنه يعلمنا الكسل ويصنع اليأس من العمل. اجتمعوا وعوا: "فإن يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار"، "وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية". الأمل برحمة الله: "إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ". لا تيأس واستفد من النملة وتعلم منها، وانظر كيف تصنع الأمل بمعاودة العمل، "والله أرحم بعبده". وتأمل حدث صلح الحديبية وكيف أن الله سماه "فتحا مبيناً" وهو في ظاهره هزيمة وصدّاً. فلا تسخط ولا تجزع ولا تيأس. للنجاح طريق واحد، وللفشل أبواب عدة، فمن السهل أن نجد ذرائع كثيرة نرجع إليها الفشل، لكن من الصعب حقًا هو أن نفسر لماذا ننجح؟ فهل ننجح عندما نضع أهدافاً واضحة ومحددة ونسلك درب الاجتهاد والجد والمثابرة للوصول لهذه الأهداف عبر خطط علمية مدروسة؟ أم النجاح رهن بالإدارة الجيدة؟ أم أن النجاح منهج شامل يأتي محصلة لأسباب كثيرة؟ وهذا هو الفارق بين النجاح والفشل ولكن المنهج السليم لتحويل الفشل إلى نجاح يأتي بالمحاسبة والمراجعة لجوانب التقصير وتلافيها، وما يمكن أن نسميه المنهج التحويلي أي تحويل الفشل إلى نجاح، والذي يستلزم بدوره عدداً من المهارات لإحداث هذا التحويل لعل أبرزها الثقة بالنفس، والمعرفة الجيدة بالقدرات والسّمات الشخصية، أي أن يعرف المرء ماذا يميزه عن الآخرين، فليس الأذكياء والعباقرة فقط هم من يصنعون النجاح، ولكن كل منها عبقري في إطار ما يملك من مقوّمات للإنجاز وقدرات خلاقة، ومن مهارات المنهج التحويلي أيضًا التعلم من خبرات الآخرين والقراءة الجيدة لتجارب الناجحين. وفيما يتعلق بالعمل الجماعي فتحويل الفشل لنجاح يتطلب التوزيع الجيد للأدوار والمراجعة المستمرة للخطط التي تضعها الإدارة، وإعادة رسم الأهداف، وترك مساحة للأفراد من المحاولة للخطأ، بحيث تبرز مهارات الإبداع والابتكار، وتكون الإدارة قادرة على نزع الخوف من الفشل من نفوس الموظفين، والإدارة تستطيع أن تصنع من فشل أحد عناصرها نجاحًا عندما لا تقتصر الإثابة والتحفيز على من ينفذون أعمالهم بشكل آلي روتيني خال من الإبداع بل عليها أيضًا إثابة من يمكنهم التحوّل من الفشل إلى النجاح وتجاوز الإخفاق. فسيرة الرسول الأعظم وآل بيته وصحبه تحوي العديد من التجارب التي حوّلت الفشل إلى نجاح؛ ففي غزوة حنين عندما قارب المسلمون على الهزيمة بعد أن غرّتهم كثرتهم، لأن الغرور هو أحد بواعث الفشل، ثبت النبي أمام أعداء الله، فنزل النبي، واحتمى به الصحابة، ودعا واستنصر، فثبت المسلمون وحوّلوا الهزيمة إلى نصر والفشل إلى نجاح. ويذكر القرآن الكريم هذه القصة في سورة التوبة: "‏‏لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين * ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنوداً لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين".
دافعية النجاح هي أهم سلاح لمواجهة الفشل، فعلى الأفراد أن ينموا داخلهم دافع النجاح والتفاؤل، ويدعّموه بمزيد من العمل والاجتهاد والتخطيط والمثابرة. وبداية التخلص من الفشل هو الإعتراف به كعثرة في طريق النجاح، ومن ثم دراسة أسبابه ومعالجتها وليس الهروب أو الاستسلام للفشل. وكما تقول الحكمة: "راحت السكرة وجاءت الفكرة"، فعلينا أن نخرج من سكرة الفشل والإحباط إلى الفكرة التي تصنع النجاح. فمن ذاق مرارة الفشل هو أدرى بالطبع بطعم النجاح، ومن يتعلم من أخطائه فسيقول وداعًا للفشل. عندما تعرف كيف يعمل عقلك فإنك تحصل على قدر من الثقة، قدم طلبك بالإيمان والثقة وسيقدم عقلك الباطن الإجابة. فالشيء الوحيد الذي يجب أن تفعله لكي تتغلب على الفشل هو أن تجعل عقلك الباطن يقبل فكرتك أو طلبك بالشعور بواقعية، وسيقوم قانون عقلك بعمل الباقي. ومن الخطأ إستخدام الإكراه العقلي، لأن عقلك الباطن لا يستجيب للإكراه إنه يستجيب لإيمانك أو قبول العقل الواعي. إن الإسترخاء يمكّن العقل الباطن من معرفة طرق ووسائل علاج أي عضو من جسدك وعلاج علاقاتك وإتخاذ قرارات الصحة. إفعل بسهولة لا تهتم بالتفاصيل والوسائل، ولكن اعرف النتيجة النهائية. تذكر أن لا تهدم نفسك وتهبط من عزيمتك. أما من خلال الإسترخاء نحن نحث العقل الباطن وتمكن الطاقة الحركية خلف الفكرة أن تسيطر عليه ونجعل تحقيقها ملموساً. ولكن لو حصلنا على عكس ما نريد وندعو له؟ عندها تسمى هذه الحالة بقانون الجهد المعاكس، أي عندما تكون رغبتك وخيالك متعارضين، يجب المصالحة بين الرغبة والخيال المتصارعين تجنب كل صراع بين رغبتك وخيالك بالدخول في حالة الإسترخاء. إن كثير من الناس يحلون مشاكلهم ومعضلاتهم بلعبة الخيال المسيطر، والمنظم مدركين أن كل ما يتخيلونه ويشعرونه حقيقة سوف يتحقق ويجب أن يتحقق. يجب أن تتفق الصورة التي في عقلك مع الصورة التي في قلبك. الانفتاح على الحياة يبدأ بجمال الباطن ثم يتحول إلى ابتسامة من الوجه فيبتسم في وجهك الآخرون مع الحياة، والسعادة تكون من نصيبك، والاطمئنان يغمر نفسك. اجعل التعاون شعارك حسب قدرتك على التنفيذ مع صدق النية فأنها تعطيك الثقة في نفسك لأنها تشعرك بالإنجاز. اجعل الرسائل الايجابية إلى ذاتك الأهم في قائمة أولوياتك، فأنها تصنع من حركاتك استثمارا، ومن كلماتك الطيبة صدقات، ومن أفكارك برامج للحياة. إن التحكم في الذات والانتصار على الذات هو الذي يجعلك منتصرا على العقبات والمشاكل وان تدير الحياة كما تشاء. وفق مسار الحكمة، أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم، لاشك على قدّر ثقتك بالناس يثقون بك وعلى قدر ثقتك بنفسك تكن ايجابيا وذلك تأتي من التفاعل الإيجابي مع الآخرين. سِرْ خلف حلمك مع رغبةٍ جادةٍ وعزمٍ وتصميم، فإما أن تنجح، وإما أن تتعلم وتكبر. فالفشل ينبغي أن يكون معلماً لنا وليس مقبرة لطموحاتنا وتطلعاتنا. إن الفشل في منهج العظماء والقادة ليس هزيمة، وإنما هو تأخُّر في تحقيق الهدف، وهو مرحلة يمكن تجاوزها، وذلك بشحذ الهمم والعزائم والمبادرة بالسير في طريق النجاح. إن هذه الكلمات تُجسد سلسلة التجارب التي يمر بها الإنسان في حياته، يكون بعضها ناجحاً وبعضها فاشلاً. إن العظماء والناجحين هم الذين يخرجون من تجربة الفشل أكثر صلابة وقوة، فقد يستفيدون من أخطائهم وفشلهم أكثر من استفادتهم من نجاحاتهم، والضعفاء هم الذين ييأسون عندما يفشلون، ويعتقدون خطأً أنهم لا يستطيعون أن يصنعوا شيئاً بعد الفشل، وأن طريق النجاح مسدود، وتحقيقه من وجهة نظرهم مستحيل أو محدود. إما صناع النجاح فلا يوجد في معجمهم كلمة اليأس، ولا يجد القنوط إلى نفوسهم سبيلاً، ولا الوهن إلى عزائمهم طريقاً، ومن ثم فهم القادرون وليس غيرهم على أن يجعلوا من الفشل محاولة للنجاح. إن الأنبياء عليهم السلام وهم صفوة الخلق وأعظم قيادات البشر لو شعروا بالفشل لكانت الدنيا في حال أخرى، لكن الله عز وجل رباهم على العزائم القوية، والهمم العالية، فعلمهم أن يصبروا إذا تأخر تحقيق الهدف، ومن ثم لم يتسرب أبداً إلى نفوسهم الإحساس بالفشل مهما تأخر النصر وتحقيق الهدف، وقد ظهر ذلك جلياً واضحاً في سيرهم جميعاً من لدن نوح عليه السلام إلى محمد (ص). ومن ثم استطاعوا أن يحققوا السعادة والفلاح لمن ساروا على دربهم واهتدوا بهديهم. نوح عليه السلام والنجاح: وعلى سبيل التمثيل لا الحصر هذا نوح عليه السلام يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً فلم يؤمنوا. نعم كان يشكو إلى ربه صلفهم وعنادهم، لكنه لم يتخلَّ لحظة عن فكرته وتحقيق هدفه. نجاح الرسول صلى عليه وآله وسلم في أحد: من المواقف التي تأخذ بالألباب وتبهر العقول موقف نبينا العظيم محمد صلى عليه وآله وسلم في غزوة أحد. كيف تعامل مع فشل المسلمين في تحقيق النصر بعد أن ترك الرماة الجبل. فكان موقف وقرار الرسول أن يقفز فوق الفشل ويتجاوز اليأس ويبدأ طريق النجاح، إذ تجلَّت عبقريته وشجاعته المنقطعة النظير، وفشلت عبقرية خالد أمام عبقرية الرسول القائد. فأنهارت عزائم المشركين، وأخذهم الفزع والرعب.
__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم October 11, 2008, 10:33 AM
 
رد: الفشل مصدر فخر ادخل وشوف

أحسنت قولاً وجهداً ...

تقبل مروري مع فائق الإحترام والتقدير
__________________
رَحلْتِ عنِّي
وأخذْتِ كلَّ العمرِ مِنّي
لكنْ بِرغمِ رَحيلِ وجهِكِ يا حياتي فاطمَئنِّي
مِن بَعدِ حبِّك ِكلُّ حبٍّ
ليسَ أكثرَ من صدى
لحن
رد مع اقتباس
  #3  
قديم October 12, 2008, 07:43 PM
 
رد: الفشل مصدر فخر ادخل وشوف

شكرا على المرور
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أسير, الفصل, ادخل, فخر, وشوف



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ادخل وشوف فرحة ابوها الترحيب بالاعضاء الجدد ومناسبات أصدقاء المجلة 14 May 20, 2009 01:51 PM
ادخل وشوف .. mini mo المواضيع العامه 1 March 19, 2008 07:45 PM


الساعة الآن 08:23 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر