فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > تقنيات السعادة الشخصية و التفوق البشري > شخصيات في الذاكرة > شخصيات عربية



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم January 8, 2007, 01:37 AM
 
Icon1 الرئيس ابن سينا..

ولد ابن سينا في قرية أفشنة ( في منطقة بخارى ) في عصرٍ كثرت فيهمذاهب الفلسفة والحكمة، ونشأ في بيت عريق بخدمة الدولة،حيث كان والده معتمد الضرائبفي خزينة الدولة، فتعهَّد ابنه باكراً بتعليمه وإحاطته بالمربين لينهل معارفزمانهم.
كان الصبي ابن سينا موهوباً ذكياً ذا عقل خصب وذاكرة قوية، فبدت عليه
ملامح النبوغ منذ صغره، واتّسم بنزعة علمية متَّقدة، تجلَّت بقوة الملاحظة والميلإلى الاستقراء، فحفظ القرآن قبل بلوغه عشر سنوات، وشغفه لعلم الطب جعله من أعلامهوهو في السابعة عشرة من عمره.
يُعتبر ابن سينا من العباقرة الذين قلّما تجود بهم
الطبيعة، فهو من أعلام جبابرة الفكر بشتى مظاهره، نبغ في الفلسفة وفي الطب، ألّف فيالفقه واللغة وفي المنطق والنفس والأخلاق، تعمّق في الإلهيات والعلوم الماورائيةودرس الطبيعيات والكيمياء والهندسة وعلم طبقات الأرض، كتب في السياسة والاقتصاد،نظم الشعر وفسّر القرآن، كتب في الموسيقى وأحسن الضرب على العود، وألّف فيها كتاباًسماه "المدخل إلى صناعة الموسيقى" أبدع في الأدب وفي الفلك والأرصاد "وكان على وشكبناء مرصد في أصفهان".
ورثت البشرية عن ابن سينا تراثاً غنياً يفوق تعداده (276
كتاباً ) أشهرها: كتاب الإرشادات في المنطق، الشفاء في الحكمة، لسان العرب في اللغة (وهو غير لسان العرب لابن منظور)، كتاب القانون في الطب وهو من أعظم وأشهر كتبه علىالإطلاق.
فاق ابن سينا من سبقه وأعجز من لحقه، شغل الناس بعبقريته الفذة وإطلاعه
الواسع، وما يدل على علو شأنه وتقدير معاصريه له، كثرة الألقاب التي أطلقوها عليه،منها حجة الحق، شرف الملك، الحكيم الوزير، الدستور، حكيم الشرق والغرب، ويبقىأشهرها الشيخ الرئيس أبو علي الحسين بن عبد الله بن علي بن سينا.
عاش أبو علي في
عصر اشتدَّ فيه الصراع على الحكم في المنطقة الشرقية من الدولة العباسية ودخل فيمنازعات الأمراء وتقلّبت عليه الأحوال، فتعرض للسجن مراراً وذاق حلو الحياة ومرّها،وكان عليه أيضاً أن يتحمَّل ما تجلبه الشهرة من غيرة ومتاعب خاصة، وأنه كان فخوراًبنفسه، الأمر الذي أثار عليه غضب المسؤولين ومكيدة الحسَّاد فأصبحت حياته سلسلة منالأحداث المتتالية.
انغماسه بالحياة العامة ورحلاته الكثيرة أثَّرت على نظرياته
فكانت فلسفته أقرب إلى الناحية العقلية منها إلى الروحية والتصوفية، وكان للتجربةوالقياس مكاناً عظيماً عنده، فنراه يحارب التنجيم وبعض نواحي الكيمياء بحجج العقلوالبرهان، وكان يقدِّس العقل ويعتبره أعلى قوى الإنسان، وقال بسلطان العقل الذييتغلَّب على سلطان النفس، هذا ما نلاحظه بقوله "حسبنا ما كُتِب من شروحٍ لمذاهبالقدماء، فقد آن لنا أن نضع فلسفة خاصة بنا"، ونراه يخالف أفلاطون وأرسطو وغيرهم منفلاسفة اليونان في كثير من النظريات والآراء، وبالرغم من هذا التقديس للعقل يؤكدابن سينا محدودية العقل الإنساني وبالتالي حاجة الإنسان إلى القوانين المنطقية،لهذا يعتبر أن المنطق من الأبواب التي يدخل منها إلى الفلسفة كما أنه الموصل إلىالاعتقاد الحق.
كتب كثيراً في فضائل الأخلاق ورذائلها مؤكداً على فضائل القوة
الشهوية وهي:"العفة، القناعة، السخاء"، والقوة الغضبية وهي:"الشجاعة، الصبر،الحزم"، وفضائل القوة النطقية وهي:"الحكمة، البيان، وجود الحس، أصالة الرأي، الحزم،الصدق، الرحمة، حسن العهد، التواضع …".
وهو القائل بأن السعادة القصوى لا تأتي
إلا عن طريق العلم، وأفضل الحركات الصلاة، وأنفع البرّ الصدقة، وأزكى السِّرالاحتمال، وتشبّع ابن سينا بأعلى القيم الأخلاقية والروحية فنراه يقول في النفس :
هبطت إليك من المحلِ الأرفعِ ورقاء ذات تعزّز وتمنّعِ

كذلك قال: هذِّب
النفس بالعلوم لترقى وزر الكل فإن للكل بيت
فإن أشرقت فإنك حيُّ وإذا أظلمت
فإنك ميت
ويضيف: ليس بعامر بنيان قوم إذا أخلاقهم كانت خرابا

ويقول في
العمل:"إن خير العمل ما صدر عن خالص نيَّة، وخير النيَّة ما صدر عن الحكمة، ومعرفةالله أول الأوائل".
كثيراً ما كان ابن سينا يعطي من أوقاته لتدبير شؤون الدولة
خدمة منه لعامة الناس، ويعبِّر عن هذا بقوله: عندما تلتقي السلطة بالحكمة، وتخضعالسياسة للقيم الأخلاقية وإلى بعد النظر الفلسفي، فيخف عنها القهر ويبتعد الظلموتعمُ النعم على البشر، لهذا نراه يجمع ثلاث صفات قلَّما تجتمع برجل واحد: السياسةوالكتابة والصناعة.
كان الشيخ الرئيس كثير الحركة غزير الحيوية لا يستقر على
حال، يقضي الليالي بطولها ما بين القراءة والكتابة، وعندما تتعقَّد مسألة معه كانيذهب للمسجد ليعود منشرحاً صدره ليستكمل رائعة من روائعه.
تمتاز مؤلفاته إجمالاً
بالوضوح في البيان والدقة العملية وحسن التبويب والتصنيف ما يثير في النفس الإعجابوالتقدير، ويعتبر من أعظم أطباء الحضارة العربية الإسلامية، ومؤلفاته الطبية جعلتهمن عباقرة التاريخ الخالدين، وكتاب "القانون في الطب" أكبر موسوعة طبية وصلت إلينامن القرون الوسطى دوَّن فيه معارف القدماء والمعاصرين إضافة إلى تجاربه وآرائه حتىاستغنى الأطباء به عن أي كتاب آخر، وقد فاق القانون كتب جالينوس وأبقراط لذلكاعتمدت دراسته في جميع كليات الطب في الجامعات الأوروبية حتى مطلع العصر الحديثونجده كثيراً ما ينافس مَنْ سبقه مردداً: وأما الحكيم الفاضل جالينوس قد قال … ونحننقول ….
يقول مايرهوف أن أهمية هذا الكتاب تتضح من شدة الطلب عليه، الأمر الذي
جعل طبعاته وترجماته متتالية، ويقول أوسلرOSLER : إنَّ كتاب القانون عاش مدة أطولمن أي كتاب آخر ككتابٍ مقدس أوحد في الطب.
يشتمل كتاب القانون على خمسة كتب
: الأول مخصص للعلوم الكليَّة من علم الطب، ويبحث في وظائف الأعضاء وعلم تصنيفالأمراض وعلم الأمراض والأمزجة والأخلاط وأسباب الأمراض بصفة عامة من جهة النبضوالهضم وتدبير الصحة ومبادئ المعالجات : حمامات، مسهلات
الكتاب الثاني خاص
بالأدوية المفردة، وهو قسمان الأول درس دقيق في ماهيَّة الدواء: صفاته، مفعوله،طريقة حفظه، مع بيانات تشرح أثر كل دواء في كل عضو، والقسم الثاني يحتوي علىالمفردات الطبية نفسها مرتبة ترتيباً أبجدياً.
الكتاب الثالث يهتم بالأمراض
الموضعية لكل عضو بشكل منفصل، ومصنفة من شعر الرأس حتى أخمص القدم .
الكتاب
الرابع يدرس الأمراض التي تصيب الجسم عامة ولا تختص بعضو واحد مثل: الحميات،السموم، القروح، الأورام، الجذام، الكسور، وخصص باباً فيه للزينة.
وأخيراً وضع
ابن سينا في الكتاب الخامس من القانون الأدوية المركبة أو "الأقرباذين"، وشرح فيهكيفية تركيبها وكيف يمكن للصيدلي أن يصنعها، وحدَّد فيه خمسة مقاييس غير التأثيراتالعلاجية يجب أن تؤخذ بالحسبان أثناء تصنيع الدواء، وهي: سرعة استحالته وبطؤها،سرعة جموده وبطؤها، طعم الدواء، رائحته، لونه.
لخّص ابن سينا كتاب القانون في
قالب شعري بكتاب آخر سمَّاه (الأرجوزة في الطب) يشمل على 1329 بيتاً هي بمثابةدستور للطب بكافة أقسامه، ويشغل القسم الخاص بالأدوية على الأبيات من رقم 997 إلى 1119 وقد ترجمت هذه الأرجوزة وأخذت اهتماماً واسعاً.
طبع كتاب القانون في القرن
الخامس عشر 16 مرة وفي القرن السادس عشر 20 مرة، وبقي يدرّس في أوروبا حتى القرنالثامن عشر وفي الشرق الإسلامي حتى القرن التاسع عشر، وأكثر ما يثير قارئ القانونالمنهجية التي اعتمدها ابنسينا في كتابه، فنراه يبدأ بتشريح العضو، يذكر العضلاتوالعظام واحداً واحداً تماماً كما هي معروفة اليوم، ثمّ يتكلم عن وظيفة العضووكيفية وقايته من الأمراض وأخيراً يذكر الأمراض التي تصيبه فيتحدث عن أسبابها وطرقالاستدلال عليها وكيفية علاجها.
في علم التشريح لم يترك عضواً إلا وتكلم عنه حتى
عن تشريح الأسنان، وفي كلامه عن الأعصاب والعضلات يتناول أعصاب الوجه والجبهةوالمقلة والجفن واللسان والشفة فضلاً عن أعصاب النخاع الشوكي والصدر.
اهتم ابن
سينا كثيراً بفحص البول ويؤكد على "قوامه، رائحته، صفاته، كدرته، زبده، رواسبه،مقداره"، كذلك إلى لون البراز وقوامه ورائحته ولونه، وأعطى للنبض عناية خاصة واعتبرأنّ له أهمية شديدة بالتشخيص وقال أنّ له توازناً موسيقياً.
يعتبر ابن سينا أول
من وصف مرض الفيلاريا "داء الفيل" انتشاره وطرق علاجه، وهو أول من وصف داء الجمرةالخبيثة وقال أنها تنتقل بالماء والتراب، وأيضاً هو أول من وصف مرض دودة "الأنكلوستوما" وسمَّاها كما تعرف اليوم بالدودة المستديرة.
علَّل الميول الشاذة
عند بعض الأشخاص، وتكلَّم عن الخنثى وأوصى فيها بقطع العضو الضعيف الخفي.
كشف
ابن سينا قبل ألف عام وبدقة متناهية السرطان ووصفه بأنه الورم الذي ينتقل من عضوإلى عضو، وحدد السبيل لعلاجه يكون بالجراحة المبكرة في أطوار الورم الأولى، وأوصىبأن الاستئصال يجب أن يكون واسعاً وعميقاً وكبيراً، وأن يعقِّم الطبيب حواف المنطقةالباقية بعد الاستئصال بالكي، ويقول: مع هذا فإن الشفاء منه ليس أكيداً.
برع
بدراسة أحوال العقم وتحدث عن أسبابه العضوية منها والنفسية وذكر أن إحدى مسبباتهعدم التوافق النفسي والجنسي بين الزوجين.
عالج ابن سينا منذ عشرة قرون داء الصرع
وبعض الأمراض العصبية والعقلية بما يشبه العلاج بالصدمات الكهربائية، وذلك بواسطةنوع من السمك يعرف بالرعاد، حيث يوضع في الماء شريطان من المعدن، ويمسك بهماالمريض، فيحدث هذا النوع من السمك أثناء حركته الفجائية نوع من الموجات تؤدي إلىرعشة تصيب المريض مما يجعله لا يقوى على مسك الشريطين مدة طويلة، فيلقي بهما أرضاًومن خلال عدد من الجلسات يحدث لديه الشفاء.
يبدع الشيخ الرئيس في وصف الأمراض
وتبويبها، من ناحية أعراضها وعلاماتها وعلاجها، فيصف القرحة الدرنية "السلِّيّة" والتهاب السحايا البدئي والثانوي وأنواع الحميات المختلفة وفي تصلب الرقبة وسرطانالكبد وسرطان الثدي عند النساء وأمراض الغدد وأحياناً كثيرة يصعب إضافة أيّ جديدعلى وصفه رغم تقدم الزمن ووسائل التشخيص والعلاج، وأكثر ما تتجلى عبقريته قدرته علىالتشخيص التفريقي للأمراض المتقاربة في أعراضها، فمثلاً يميّز بين التهاب الحجابالحاجز وذات الجنب وذات الرئة والتهاب السحايا، وما بين حصى المثانة وحصى الكليةويفصّل بين المغص ( الكولنج ) المعوي والمراري والكلوي، أو ما بين الشلل النصفيواللقوة والشلل التالي لسبب محيطي أو بسبب مركزي في الدماغ، وكذلك ما بين السكتةالدماغية واحتقان الدماغ وما بين الصرع ونوبات الهستيريا وشرح لألم العصب مثلثالتوائم .
أما في السل الرئوي فنراه يفصل الكلام عن مراحله الثلاث في جسم
الإنسان قبل هذه السنين بدون توفر أجهزة التصوير والأشعة وما ذكره لا يختلف عمَّاتذكره كتب اليوم، كما أنه يوصي لعلاجه بمواد مأخوذة من التربنتين والعفص والجوز لأنهذه الأدوية الثلاثة مضادة للسل وقد كانت لفترة قريبة، بل وحتى اليوم متداولة بينالناس .
أورد ابن سينا ما يزيد عن سبعمائة وستين دواءً في كتابه، مع طرق تحضيرها
واستعمالها مرفقة بملاحظاته الشخصية عليها، ولا تزال معظم هذه الأدوية تحتفظ باسمهاالعربي حتى الآن، منها: المسك، العنبر، الكافور، الصندل، الزعفران، الحشيش، … .
التزم ابن سينا في كل مؤلفاته بالاتجاه العلمي السليم القائم على تقديم اليقين
على الظن والتجربة على الخيال، وابتعد عن البحث في الأمور الغيبية وتتجلى هذهالاتجاهات خاصة عندما يشرح مرض "المالينخوليا" الذي كان ينسبه البعض إلى قوى غيبيةأو إلى الجن.
ويُعتبر أبو علي ابن سينا المبتكر الأول للتحليل النفسي والعلاج
النفساني الذي يقول بالتلقين والإيحاء وله نوادر طبية رائعة جداً في هذا الاختصاصمن الطب.
يرى ابن سينا أنّ وضع الطبيب وحالته المعنوية أمام مريضه هامة جداً
وتترك أثراً عظيماً في شفاء المرض فيقول:"ينبغي على الطبيب أن يكون دائماً مبشِّراًبالصحة، فانّ للعوارض النفسانية تأثيرات عظيمة".
كما أوصى بالرضاعة من الأم
لأنها أفضل غذاء للطفل، وبحال تعذر ذلك لأي سبب يوصي بأن يُعهد الطفل إلى مرضعةأخرى، ويصل به الأمر بمطالبة الدولة أن تُشرِّع قوانين تلزم الرضاعة منالأم.
اعتبر أنَّ الرياضة إحدى الأركان الهامة لسلامة الصحة، ومن الغريب فعلاً
أن نجد شرحاً لمختلف أنواع الرياضات التي تناسب الإنسان في كافة مراحل حياته معتأكيد على الأثر الجيد الذي تتركه الرياضة في الوضع النفسي وفي الحياة الروحية،وكان يحضُّ دائماً على الالتزام بقواعد حفظ الصحة والوقاية ويفضلها على العلاجالدوائي، وإذا أمكن تدبير بعض الحالات بواسطة الأغذية فلا داعي للجوء إلى الأدوية،ويوصي بشرب مياه الينابيع لأنها الأفضل للصحة.

لا بدَّ من الإشارة إلى لغزٍ
يُحيِّر الباحثين في شخصية هذا العالم العملاق وحياته الخاصة، وهو التوفيق بينفلسفته وإلهياته، وبين تصوفه وخمرياته، وكيف أنّه يوصي الناس أحياناً بأمرٍ ما لايلتزم هو به، حيث يُقال بأنّ ابن سينا لم يعرف الاعتدال في حياته، بالقدر الذي كانمفرطاً به في التنقيب والكتابة والإبداع، كان بنفس النسبة مفرطاً بمواصلة النساءومخالطاً في الطعام ومكثراً من الشراب مع العلم بأنه هو القائل:

ثلاثٌ هنَّ
من شَرَك الحمام وداعيةُ الصحيح إلى السقامِ
دوامُ مدامةٍ ودوامُ وطءٍ وإدخالُ
الطعامِ على الطعامِ

هكذا نرى من خلال شيخنا الكبير وغيره من أعلام العرب
أنّهم حملوا الشعلة بعدما التقطوها مطفأة من العصور السالفة، فأوقدوا نارها، ونفخوافيها من روحهم لِتُشع وتشيد بمجد الحضارة الإنسانية.
اهتم العلماء المعاصرون في
الشرق والغرب بتحقيق كتب ابن سينا ونشرها، فوضعوا الدراسات عنها وأقاموا المهرجاناتوالندوات إحياءً لذكراه الألف، إن كان في الدول العربية أو في إيران وتركياوأوزبكستان أو في منظمة اليونسكو كذلك في بعض الدول الأوروبية والأمريكية، إضافةإلى الفاتيكان الذي أسهم بتخليد ذكراه بأن فتح مكتباته أمام الفيلسوف المصري محمودالخضيري لمدة عام كامل للإطلاع على آثار ابن سينا العربية منها واللاتينية، هذا ولمتزل جامعة باريس، وعرفاناً منها بالجميل، تحتفظ بصورتين كبيرتين في قاعتها الكبرى،واحدة لابن سينا والأخرى للرازي، كذلك هو الحال في الكثير من الدول العربيةوالإسلامية، ومؤخراً وأثناء ترميم مكتبة "بودليين" الأثرية في مدينة اكسفورد وبعدماأُزيل طلاءٌ قديمٌ عن جدار إحدى القاعات، تبين للمهندسين وجود ثلاث صور كانت تُزيّنالجدار، اثنتان لأرسطو وأفلاطون والثالثة لابن سينا .
ابن سينا ذاك العملاق الذي
تخاطفته الأمم وتسابقت في نسبته إليها، كان صنيع عصره وبيئته، فهو قمة من قممالثقافة العربية الإسلامية، أدى رسالته في الشرق كما في الغرب، وشغل الأذهان فيالعصور الوسطى كما في الحديثة، ولسوف يُذكر دائماً وأبداً في طليعة علماء العالمالذين مهّدوا الطريق أمام مسيرة العلم والمعرفة، وهو بلا ريب حلقة هامة من حلقاتتاريخ الفكر الإنساني.
خاتمة
:
صحيح أنّ ابن سينا تمتّع بذكاءٍ وقّاد، لكن
الصحيح أيضاً أنّه حظي مبكراً بمحيطٍ أنعش ذكاءه وساعد على تنمية عبقريته، وأنّإمكانيات المعرفة والإطلاع مع التربية الواعية كانت متوفرة له، فقضى عمره في البحثوالتنقيب لإسعاد البشرية وتطورها، فلتكن سيرته دعوةً للالتزام بخصال الجد والاجتهادالحق في سبيل تقدم المعرفة الإنسانية ولرفعِ رواسب الجهل والكسل، أيضاً فلتشكلذكراه صحوةً للأولياء (أهل ومسؤولين) بأن يولوا العناية اللازمة برجال الغد، وأنيوفروا لهم البيئة الصالحة والقوانين المنفتحة لتنمو عقولهم بالاتجاه الصحيح، لكييفجِّروا طاقاتهم، إن كان داخل البيوت أو في أروقة المدارس والجامعات، لتزيدهمتبصُّراً بتراثهم الفكري والحضاري، ولفهم القدرة على استلهام واكتشاف هذا التراثوبالتالي العمل على تطويره، لكي نكتشف ابن سينا في كل جيل لأنه حتماً موجود..
__________________
قفت بي الدنيا ولا أدري على وين..
فيني بعد ماغبت الأيام جارت..
كلن توسع خاطره دمعة العين..
وانا دموعي داخل العين حارت..
لاعتني الفرقا على بعد غالين..
يا شينها الأيام لا قفت وجارت..
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الرئيس, ابن, سينا



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله .. براءة شخصيات عربية 12 April 25, 2010 02:56 AM
حصريا طالبه إماراتيه مسحت بكرامة بوش الأرض ^_^ مهرا قناة الاخبار اليومية 16 July 6, 2009 08:12 AM
قصيدة أحمد مطر - زار الرئيس المؤتمن ؟؟ هدى شعر و نثر 7 May 19, 2009 08:18 PM


الساعة الآن 10:29 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر