فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > اقسام الحياة العامه > المواضيع العامه



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم August 25, 2008, 09:57 PM
 
المقاومة العراقية والورقة الطائفية

المقاومة .. والورقة الطائفية


حينما يتعرض أي بلد للاحتلال فان المقاومة ستكون هي الممثل الحقيقي لهذا البلد , وهي المقياس الدقيق للمواطنة ,
إذ المقاومون هم الذين يقدمون الحس الوطني على كل المنافسات الجانبية التي تشغل الكثير من الانتهازيين وضعفاء النفوس
, حيث يضحي المقاومون بكل ما يملكون من أجل انتزاع السيادة الوطنية الكاملة وهم بهذه التضحيات يكسبون شرعية
وطنية ودعما شعبيا متزايدا ومن ثم تتصاعد المقاومة وتتوسع قاعدتها .
لكن هذه القاعدة المطردة في تأريخ كل الحركات المقاومة تجعل الاحتلال في مأزق وورطة حقيقية حيث يتحول استخدام القوة
من أداة لكبح المقاومة إلى وسيلة تلقائية لرفع رصيدها وتوسيع قاعدتها !! وقد رأينا هذا واضحا في التجربة( الفلسطينية )
حيث تحولت المقاومة مع مرور الزمن وتعاظم التضحيات من منظمات وحركات محدودة إلى تيار شعبي وخيار وطني
شامل, وفي التجربة ( العراقية) أيضا رأينا كيف بدأت المقاومة في مناطق محدودة مثل ( الفلوجة ) و( الأعظمية)
ثم توسعت مع ازدياد التضحيات لتشمل المساحة الأوسع من خارطة العراق , وهذا ما دفع الاحتلال لاستخدام وسائل
وأساليب أكثر مكرا ودهاء ومنها ( الورقة الطائفية) ففي بلد مثل العراق مكون من طائفتين كبيرتين وعريقتين
( السنة والشيعة)إضافة إلى الطوائف والمكونات الأخرى , حاول الاحتلال مبكرا أن يستغل هذا التنوع لصالحه
في مواجهة المقاومة ومن خلال النقاط الآتية :
أ- محاولة إقناع (الطائفة الشيعية) بأنها كانت الطائفة المظلومة لتأريخ طويل في مقابل انحياز الحكومات السابقة كلها للسنة!!
وبالتالي فإن الاحتلال يمثل نوعا من التحرير لهؤلاء المظلومين !! وهذا ما دأبت على تكراره الآلة الإعلامية لإدارة العدوان ,
وهنا لا بد من التذكير بالحقائق الآتية :
أولا : إن الإعلام الأمريكي متناقض في هذه النقطة تناقضا واضحا ولكنه( تناقض محسوب) فحينما كان الإعلام العراقي
يدعو للجهاد ويرفع شعار (الله أكبر) كان الأمريكان والبريطانيون معهم يقولون: إن الحكومة العراقية ( حكومة علمانية)
ويقودها (حزب علماني) وبالتالي فلا يحق لها رفع مثل هذه الشعارات الدينية !! ثم بعد ذلك يقولون للشيعة : إن الحكومة كانت
(حكومة سنية) وحزب البعث كان (حزبا سنيا) !! والحقيقة أن كل الحكومات العراقية السابقة لم تكن حكومات دينية ولم تكن
تسمح بتثبيت اسم ( المذهب) على أي وثيقة رسمية , وربما كان مجرد ذكر كلمة (سنة) أو (شيعة) يعد مخالفة حزبية
وخللا في الولاء الوطني ! وربما يعرض نفسه من يتلفظ بمثل هذه الكلمات لبعض الأذى والحرج !
ثانيا :إن نظرة موضوعية للأسماء البارزة في الحكومات السابقة من العهد الملكي إلى الاحتلال تدلل أن كل تلك الحكومات
على اختلافها لا يمكن أن تصنف على أنها حكومات طائفية ففي العهد الملكي كان (صالح جبر) رئيسا للحكومة وهو شيعي
, ثم أطيح بالعهد الملكي على يد (عبد الكريم قاسم) و(عبد السلام عارف) والأول يصنف على أنه شيعي والثاني سني ,
ثم جاء (ناجي طالب) وهو شيعي ليصبح رئيسا للحكومة في زمن عبد السلام عارف , أما حزب البعث فمؤسسه ( ميشيل عفلق)
مسيحي وكذلك (طارق عزيز)القيادي المعروف , وكان أول مسؤول للحزب على مستوى العراق ( فؤاد الركابي) وهو شيعي
, بل كان كل أعضاء القيادة القطرية المدنيين في1963 هم من الشيعة ! وقد تقلد منصب رئيس الحكومة طيلة حكم البعث ثلاثة
واحد سني( أحمد حسين خضير) والآخران من الشيعة( سعدون حمادي) و( محمد حمزة الزبيدي) , وحين شكل
( المجلس الوطني) تناوب على رئاسته ثلاثة أيضا واحد سني والآخران من الشيعة وهما(نعيم حداد وسعدون حمادي)
ولعل العالم لم ينس استماتة وزير الإعلام العراقي ( محمد سعيد الصحاف) لآخر لحظة قبل السقوط , وهو شيعي أيضا
وكان من قبل قد تقلد أكثر من منصب ومنها وزارة الخارجية , إن هذا كله وغيره كثير يثبت أن الحكومات العراقية لم تكن
تتحيز لطائفة دون أخرى , وان إشاعة مثل هذا لا يعدو كونه جزءا من سياسة ( فرق تسد) وربما هناك من يشعر بتوظيف
هذه الإشاعة لتحقيق مصالح شخصية أو حتى حزبية.
ثالثا : إن الحكومات السابقة تعاملت ومن (منطلقات أمنية بالغة الحساسية) بقسوة مع كل من يقف في طريقها ولو بالظن والشبهة ,
وقد فقد العراق نتيجة لذلك عددا كبيرا من قياداته السياسية و العسكرية والثقافية إضافة إلى ما لا يحصى من الناس الأبرياء
البسطاء , لكن هذه التصفيات والإعدامات وحتى الاعتقالات لم تكن بدوافع طائفية , وان نظرة متجردة إلى قوائم الضحايا من
شأنها أن تؤكد هذه الحقيقة , فإذا نظرنا إلى القادة السياسيين أو العسكريين فإننا نجد مقتل (الملك غازي) ثم عائلته وأقربائه من بعده ,
ثم أخذت الثورة التي قضت على الملوك يأكل بعضها بعضا فقتل (ناظم الطبقجلي) وزملاؤه , ثم قتل عبد الكريم قاسم ثم
عبد السلام عارف وهكذا حتى جاء دور البعث وبدأت بعض التصفيات الداخلية مثل (محمد عايش) و(عدنان حسين) ورفاقهما
ثم استمر النزيف حتى مقتل الفريق الركن ( محمد مظلوم الدليمي ) و( شاكر فزع الزوبعي) و( راجي التكريتي)
ولا ننسى أيضا قصة ( حسين كامل وصدام كامل) ابني عم الرئيس العراقي وصهريه !! وإذا اتجهنا إلى الرموز الدينية
فإننا نجد أول الضحايا هو الشيخ الكبير ( عبد العزيز البدري السامرائي ) وهو من الرموز السنية المعروفة الذي سلمت جثته لأهله
وعليها آثار التعذيب , وبعد أكثر من عشر سنوات تم إعدام السيد ( محمد باقر الصدر) , وأذكر هنا كيف كان الإعلام الإيراني
يربط بين هاتين الحادثتين ولا يمل من تكرار ذلك يوميا ليثبت أن نظام البعث كان يحارب الإسلام سنة وشيعة !!
لكن هذا الإعلام نفسه حذف اليوم اسم( البدري) في عملية توظيف سياسي وطائفي ( محسوبة) .
أما تأريخ الحكومات العراقية في مواجهة الانتفاضات الشعبية والتي لا يتذكر الإعلام الأمريكي منها إلا( الانتفاضة الشعبانية)
و(المقابر الجماعية) و( مجزرة حلبجة) في عملية توظيف محسوبة أيضا, ونحن هنا لا نريد بحث تلك المآسي ومناقشتها قانونيا
وسياسيا وأخلاقيا لكن لماذا هذه ( الانتقائية) ؟! ولماذا تحذف من الذاكرة (مجزرة الموصل) على عهد عبد الكريم قاسم والتي راح
ضحيتها الآلاف من أهالي الموصل الأبرياء !! ولا زلت اذكر في السبعينيات يوم اندلعت مواجهات مسلحة في مدينة
( الفلوجة) بين الأهالي بقيادة بعض علماء الدين وبين الحكومة , والتي أطلق عليها( انتفاضة الدراويش) ثم في التسعينيات
حيث انتفض أهالي مدينة( الرمادي) أثناء تشييعهم لجنازة الجنرال محمد مظلوم .
إننا لما نتذكر كل هذا لا نريد أكثر من كشف الطريقة الانتقائية التي تخفي وراءها أهدافا خطيرة يسعى المحتل لتحقيقها ,
أما أخطاؤنا نحن شعوبا أو حكومات فلا يصح أن توظف من قبل الأعداء وننتظر الحلول السحرية منهم , كما لا يصح
لعراقي شريف أن يجعل من هذا التأريخ منة للأجنبي عليه أو يجعلها مبررا لما يقوم به المحتل من جرائم وانتهاكات يومية .
ب - يحاول الاحتلال أن يغري من يمكن إغراؤه من ( الطائفة الشيعية) ب (الفرصة التاريخية) التي قد لا تتكرر لاستلام
دفة الحكم في العراق !! وهو يهدف من هذا إلى:
1- تحييد أكبر عدد ممكن من العراقيين وعزلهم عن ساحة المواجهة الحتمية بين الاحتلال والمقاومة الشرعية .
2- تشجيع روح المنافسة الانتهازية بين كل مكونات الشعب العراقي لإشغالهم أولا عن واجبهم الشرعي والوطني ولارتمائهم ثانيا
في الحضن الأمريكي انتظارا لما يجود به من الفتات الرخيص.
3- تحويل هذا التنافس الانتهازي إلى حالة من الاحتراب الداخلي بين مكونات تريد الاحتفاظ بمكاسبها الجديدة في ظل الاحتلال
وأخرى تلوم نفسها لأنها لم تلحق بالقطار الأمريكي مبكرا !! وبالتالي فليس أمامها سوى المشاغبة والمراوغة لاقتناص الفرص
الضائعة .
4- الزج بكل هذه الأطراف المتنافسة في معركة مواجهة مع المقاومة الشرعية , حيث يصور الاحتلال أن المقاومة تشكل
خطرا على مكاسب الطائفة الأولى وبالوقت ذاته تعدّ سببا لخسارة الطائفة الثانية .
لكن على الاحتلال ومن يصطف في خندقه أو يفكر باللحوق به أن يتذكروا :
أولا : أن الشعوب الحرة تعرف بفطرتها أن الاحتلال ما جاء لنصرة هذه الطائفة أو تلك , ولا يهمه أن نصلي مسبلين أو كاتفين !!
وإنما هو يخاطبنا وعينه على ثرواتنا وخيراتنا وفي رأسه وبين عينيه مشاريع ومشاريع ينتظر الوقت المناسب لتنفيذها ,
ولولا المقاومة الباسلة التي أربكت كل حساباته لصرنا اليوم نعض أصابعنا ندما وحسرة ونحن نرى مشروع الصهيونية
وحلفائها يمر من فوق رؤوسنا , إن استخدام اليورانيوم في أرضنا ومياهنا والتدمير اليومي لثروتنا وبنيتنا التحتية والجرائم الأخلاقية
في السجون والمعتقلات كل هذا يدلل أن هذا العدو ليس في قلبه رحمة لصغير ولا لكبير , لكنه يحاول أن يشتتنا ليأكلنا طائفة
بعد طائفة وقرية بعد قرية. والذي يثق بهذا العدو الذي تعود على وضع حذائه على رأس العراقيين جهارا نهارا فهو إما غائب
عن الوعي أو شريك في الجريمة!!
ثانيا : إن أي مكون عراقي لا يرضى أن يصور بهذه الصورة الذليلة التي يحاول الاحتلال أن يرسمها عن( الشيعة) فالاحتلال
يصورهم على أنهم ومنذ قديم الزمان عاشوا ضعفاء مظلومين ومضطهدين من قبل شركائهم( السنة) وأنهم لما يئسوا من
اخذ حقهم بأيديهم استنجدوا بالأمريكان والبريطانيين , وهذا ما يتباهى به ( بوش) و( رامسفلد) , فهل يرضى الشيعة بهذه الصورة
الذليلة ؟! إني كعراقي أشعر بالمهانة حين يوصف أي عراقي بهذا الوصف من أي قومية كان أو طائفة , لكننا نتذكر ونحتفظ بصور
كثيرة تغاير هذه الصورة المهينة تماما , فمثلا حين كان العراق يخضع للخليفة العثماني وهو (حاكم سني حقيقي)
ثم جاء البريطانيون لينهوا هذا الحكم وليستعمروا العراق انتفض الشيعة والسنة يدا بيد في ( ثورة العشرين) , وفشلت كل
محاولات البريطانيين لإثارة أي فتنة طائفية وهذا يحمل دلالات كثيرة ينبغي أن يفخر بها العراقيون , ولكن ربما يقال إن الأمور
تغيرت بعد عشرات السنين من الظلم والحرمان , ولكن ما حصل في حرب الثماني سنوات جدد تلك الصورة حيث وقف الجيش
العراقي بسنته وشيعته ولم تحدث أي حالة واضحة من التخلخل مع أن الحكم في إيران كان حكما دينيا (شيعيا) لكن شيعة العراق
استبسلوا في الدفاع عن عراقهم في مواجهة طويلة عريضة , وليس من المعقول أن ينسب هذا الصمود والتلاحم إلى القبضة
الأمنية فمئات الألوف الذين يقفون على خط النار ومئات الطيارين الذين يتوغلون في العمق الإيراني لا يمكن أن نتصورهم يسطرون
كل تلك الملاحم بدافع الخوف من رجال الشرطة والأمن !!
ثالثا :إننا حينما نتكلم عن ( المذاهب الدينية) فان مقاييسها للربح والخسارة تختلف عن ( الأحزاب السياسية) فقوة المذهب
بمصداقيته وثبات مبادئه وليس بعدد الحقائب الوزارية , وفي كثير من الأحيان تنقلب المكاسب السياسية إلى وبال على المذهب
نفسه , ف(المعتزلة) مثلا حينما تقربوا من الخلفاء العباسيين ونالوا حظوة ووجاهة دفعتهم إلى ازدراء الآخرين واستضعافهم
صار( الاعتزال ) كله في مهب الريح بعد أول تغيير في قصر الخلافة ولم يشفع لهذا المذهب منهجه العقلاني والمنطقي ,
ومثل هذا حصل للمذهب ( الفاطمي) الذي حكم في مصر لعقود طويلة لكنه حكم على نفسه بالموت من حيث كان يريد البقاء!!
ولو قارنا بين المكاسب التي حصل عليها( الشمر) في واقعة الطف والفاجعة التي حلت بالمسلمين باستشهاد ( الحسين) لكان لنا درس
كبير في هذا المجال , فمن هو الرابح ؟ ومن هو الخاسر؟ ألشمر الذي كان يفكر بنفسية انتهازية مريضة لينال حظوة أو سطوة أو
ولاية أو وزارة؟ أم الإمام الحسين الذي فضل أن يستشهد هو وأهل بيته دون أن يبعث بسطر واحد إلى جيوش الروم يستنجد
بهم على الشمر؟! كلاهما ذهبا إلى الله لكن أين هذا من هذا في الدنيا قبل الآخرة؟! ولو تساءلنا اليوم ترى أي الموقفين أقرب
إلى موقف الحسين ؟ موقف المقاومة التي تواجه طاغوت العصر وتقدم أجسادها قرابين في سبيل دينها وكرامتها ؟ أم تلك
الطوابير من المتسكعين على أبواب ( بريمر) و(نيجروبونتي) و( زلماي زادة)؟!!
لقد حاول ( الطوسي) و(ابن العلقمي) أن يخدما ( المذهب ) بزعمهما فاصطفا مع ( المغول) القوة الصاعدة الجبارة!!
فسقطت بغداد وكانت الكارثة , ولا يعنينا مصير الطوسي وابن العلقمي ولكن لنتذكر حقيقة كبيرة أن المغول لما هزموا على
يد( المقاومة الباسلة) في عين جالوت وقرروا بعدها أن يدخلوا في الإسلام , ترى على أي مذهب دخلوا ؟ على مذهب
( العز بن عبد السلام) بطل عين جالوت أم على مذهب ( ابن العلقمي) ؟!! إن الخائن لا يؤذي نفسه فحسب وإنما يؤذي
أهله ومذهبه أيضا!!
ج- ومن أجل أن تكتمل الدائرة يحاول الاحتلال أن يصور المقاومة نفسها بأنها( مقاومة طائفية) !! تستهدف تصفية مخالفيها من
الديانات والمذاهب الأخرى , وذلك لتخويف تلك المذاهب أو الأديان لترتمي في الحضن الأمريكي بدافع الخوف إن لم ينجح
معها الطمع!! وقد اعتمد في هذا على حزمة من الكذب والتلفيق والخداع ومن ذلك:
1- الترويج لبيانات وتعليمات ومواقف لحد الآن لم يثبت نسبة شيء منها للمقاومة ومنها ما يمكن القول أنه تم بسذاجة بالغة بحيث
لا تحتاج في تكذيبه إلى نظر وتفكير!! فقد أشاع الاحتلال وأعوانه أن متطرفين أو سلفيين في منطقة اللطيفية أجبروا الشيعة
على مسبة الإمام علي عليه السلام !!! وأستطيع أن أترك الأمر لعقل القارئ ورأيه إذا كان سمع بأي مذهب من مذاهب أهل السنة
يجيز الانتقاص من أحد الخلفاء الراشدين وزوج بنت رسول الله والمبشر بالجنة , ولكن لنسأل أولئك المفترين عن أسماء
(علي والحسن والحسين) المنتشرة عند السلفيين وغيرهم في الجزيرة والخليج ومشرق الأرض ومغربها أهؤلاء كلهم يجاملون
الشيعة ويستخدمون ( التقية) أم هو الحب والاعتزاز بهؤلاء الأئمة العظام؟؟
2- استخدام التوصيف الطائفي بكثرة وبلا مبرر موضوعي في كل حادثة ينتج عنها ضحايا , فإذا حصل اشتباك بين قوات
الاحتلال والحرس الوطني من جهة وبين أهالي الفلوجة أو الموصل مثلا وربما تسقط ضحايا من الجميع ولكن الخبر يخرج على
أن أهل الموصل قتلوا عشرة من الشيعة !! على اعتبار أن الذين سقطوا من الحرس الوطني هم من الشيعة ! ولكن الحرس الوطني
لم يعلن على أنه يمثل طائفة معينة , وأهل الموصل دافعوا عن أنفسهم ولم يعرفوا أن الذي هاجمهم كان سنيا أو شيعيا أو عربيا أو
كرديا, وربما يكون بالفعل كل هؤلاء في تشكيلة الحرس الوطني .
3- أن يقوم المحتل نفسه باستهداف بعض( الحسينيات) والتجمعات الشيعية كما سمعنا عن مجلس العزاء في الموصل في
حسينية( الصدرين) والذي استهدف أقرب التيارات الشيعية للمقاومة وهو التيار الصدري !!فلماذا تستهدف المقاومة أقرب
الناس لها ولمصلحة من؟!!
4- ولإعطاء نوع من المصداقية لكل تلك الادعاءات يحاول المحتل أن يقلل أو يخفي ما يمكن إخفاؤه من خسائره الحقيقة – وهنا
نفهم إبعاد قناة الجزيرة من الساحة وقتل الكثير من الصحفيين المحايدين- في مقابل التركيز على الحوادث التي يذهب ضحيتها
عراقيون , ولكن يواجه الاحتلال صعوبة في تحقيق هذا حيث تتسرب الكثير من المعلومات قبل ( مقص الرقابة ) ومن ذلك
التقرير الأمريكي الأخير الذي اعترف بإحصائية تقريبية بحوالي سبعة وعشرين ألف عملية استهدفت قوات الاحتلال في
السنتين الماضيتين !! وهذا الرقم لوحده يكفي لإقناع المراقبين بحقيقة أن المقاومة تهدف إلى انتزاع السيادة الوطنية وطرد الغزاة
, أما الضحايا من العراقيين فلم يتقدم الاحتلال - وهو المسؤول قانونيا عن حياة الناس وأمنهم - بأي إثبات أو محاكمة علنية لمن
يصفهم بالإرهابيين أو المتطرفين وهذا ما يجعله في دائرة الاتهام خصوصا بعد ما أبدى من استعداد نفسي كبير لقتل العجزة
والنساء والأطفال وتعذيبهم جسديا وجنسيا وما فضائح( أبي غريب) ببعيد!!
وأخيرا فان على كل عراقي أن يتذكر:
أولا : أن مكونات الشعب العراقي هذه حقيقة واقعة مثل طبيعة أرضه جبال وسهول وأهوار وكما أن الجبال لا يمكن أن ترحل
وأن دجلة لا يمكن أن يفارق الفرات فان الشيعة لا يعيشون بمعزل عن السنة ولا السنة بمعزل عن الشيعة , وأن نبرات الكراهية
وإثارة الأحقاد لا تخدم إلا أعداء هذا الشعب بكل مكوناته ولن تجلب الخير والاستقرار لنا ولأجيالنا القادمة .
ثانيا : انه مع وجود المحتل ليس هناك رابح وخاسر لأن الاحتلال سيمرر مشاريعه فقط , وسيستخدم اللاهثين وراءه أدوات
مرحلية ثم يتخلى عنها في التوقيت الذي يراه مناسبا وربما تكون شراسة المقاومة هي التي تدفعه لهذه المناورات التكتيكية
ولكن لو قدر له ما يريد -لا سمح الله- فالله وحده هو الذي يعلم ما الذي ستنقلب إليه الأمور.
ثالثا : إن الهدف الوحيد الذي يرفع بكل العراقيين عن مستوى المنافسات الانتهازية والخلافات الطائفية هو ( سيادة العراقيين
على أرضهم وسمائهم) والتي ينبغي أن تكون في قلب وعين كل عراقي رجل أو امرأة صغير أو كبير, وعندها فقط سنكتشف أن
( التوتر الطائفي) و( المحاصصة الطائفية) و( القوائم الطائفية) وما إلى ذلك كله (رجس من عمل الشيطان الأمريكي ) ولن يقبل الله
منا صلاة ولا صياما ولا زكاة ولا حجا ما لم نطهر قلوبنا وألسنتنا وثيابنا من هذا الرجس الأثيم
رد مع اقتباس
  #2  
قديم August 26, 2008, 10:35 PM
 
رد: المقاومة العراقية والورقة الطائفية

لله در من كتب ... والله من وراء القصد
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المقاومة, العراقية, الطائفية, والورقة



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رحيل شاعر المقاومة محمود درويش نور16 قناة الاخبار اليومية 4 December 25, 2008 11:39 PM
رحيل شاعر المقاومة الفلسطينية enasahmed شعر و نثر 1 August 10, 2008 03:15 PM
نصرالله:الهوية الحقيقية لشعوب المنطقة هي هوية المقاومة القدس العتيقة قناة الاخبار اليومية 0 July 16, 2008 11:29 PM
ال ق لم رجل والورقة أن ث ىآ }‏} MiDDo المواضيع العامه 12 May 28, 2008 06:19 PM
5 سنوات أدخلت العراق في نفق مظلم وأشعلت الحرب الطائفية الاستاذ سيف قناة الاخبار اليومية 1 March 19, 2008 07:51 AM


الساعة الآن 12:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر