فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الموسوعة العلمية > تحميل كتب مجانية > كتب الادب العربي و الغربي

كتب الادب العربي و الغربي تحميل كتب القصة و الرواية العربية و الاجنبية



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم August 24, 2008, 12:14 AM
 
Smile قنديل ام هاشم - يحي حقي




قنديل ام هاشم

يحي حقي



ملف مرفق



لفتت هذه الرواية القصيرة، المركزّة، المشحونة، انتباه النقّاد والقرّاء منذ صدورها وزادها شهرة نقلها إلى السينما وتقديمها في فيلم حقق نجاحاً جماهيرياً حتى باتت كما يقال موضع التركيز عند الحديث عن الكاتب الكبير يحيى حقي، وهو ما كان يضايقه، فهذا المبدع الكبير، القاص، الناقد، كاتب السيرة، صاحب المقال الأنيق المعطّر الجذّاب، المترجم، متعدد المواهب، رأى أنه يتّم الغّض من قيمة منجزاته بالتركيز على قنديل أم هاشم
وأم هاشم هي السيّدة زينب، ابنة الإمام علي، شقيقة سيدنا الحسين، ولها مسجد وميدان في القاهرة يعرفه كل من زارها، حيث يرى هناك حركة الحياة اليومية الشعبية، ومدى انجذاب البسطاء من عامة الشعب المصري، قاهريين وريفيين، الوافدين لزيارة السيدة والتبرك بمقامها، والصلاة في مسجدها.‏

يروي (أم هاشم) حفيد للجد رجب عبد الله، التقي المؤمن البسيط، الذي يحضر من الريف لزيارة السيدة صحبة والده، ينتقل الجد رجب بأسرته إلى القاهرة، ويقيم على مقربة من مقام (أم هاشم) بحيث تكون (الميضئة) قبالة البيت. يفتتح له دكّاناً يسترزق منه
هذا مفتتح الرواية، والمدخل إلى عالمها البسيط، فالأحداث فيها محدودة، والشخصية المركزية هو إسماعيل الذي تدور (الحكاية) حوله، والد إسماعيل والأم، والفتاة فاطمة النبوية ابنة العم التي تعاني من رمد العيون
إسماعيل هو الوحيد الذي أفلح في الدراسة، ولذا أراد والده له أن يتعلم وأن يكون طبيباً، ولكن علامات إسماعيل عند نجاحه في (الثانوية) كانت ضعيفة ممّا يعني عدم قبوله في الجامعة المصرية كدارس للطب.‏

أحد أصدقاء الشيخ رجب ينصحه بإرسال ابنه إلى بلاد برّه، إلى أوربة، فهناك في بريطانيا سيتمكن من دراسة الطب. الفكرة تدور في رأس الرجل، يقلبها وتقلب على نارها فيقرر، مع معرفته بمدى التضحية المطلوبة من الأسرة، أن يرسل إسماعيل إلى بلاد برّه لدراسة الطب.‏

سيحتاج إسماعيل إلى خمسة عشر جنيهاً في الشهر تكاليف دراسة ومعيشة، وهذا يعني أن تعيش الأسرة على الخبز الحاف، أو الخبز والفجل، وهو ما تتحمله الأسرة عن طيب خاطر.‏

يسافر إسماعيل إلى بريطانيا، وهناك يدخل الجامعة، وبعد سبعة أعوام يتخرج طبيباً مختصاً في علاج العيون، يلمع إسماعيل، وتعرض عليه الجامعة العمل ولكنه يقرر العودة إلى الوطن.‏
ولأن بلاده بحاجة إليه فقد عاد، ولكن العودة لم تكن بسهولة السفر، فالبداية هي بداية شاب (خام) بريء، سليل أسرة صعيدية قاهرية متدينة، والعائد هو طبيب عاش لسبع سنوات في بريطانيا.‏

عرف إسماعيل النساء، وقع في قصّة حب مع (ماري) زميلته في الجامعة، التي علّمته فنون الجسد، وهزّت مفاهيمه عن الشرف، وسخرت من عواطفه المبالغ بها. ماري التي أعادت صقله تتمرّد على العادة والروتين، ولذا تتركه وتنشئ علاقة مع واحد من بني جنسها، كأنها أنهت مهمتها في تبديله وتغييره.‏

عاد إسماعيل إلى مصر، إلى القاهرة، إلى بيته في السيدة زينت حيث والده ووالدته وفاطمة النبوية، فهاله ما يرى من فقر هو الغائب في أوربة والذي قضى سبعة أعوام (سمان) أنسته واقع الحال، سبع سنوات مكتنزات بالعلم والمعرفة، والمتعة، وراحة البال، وتلقن عادات وثقافة مجتمع آخر قطع شوطاً بعيداً على درب الحضارة والعلم، مجتمع مختلف تماماً، يمنح الفرد حريّته، ويصون حقوقه، ويجعل من العلم دينه الجديد

ابنة العم المنتظرة، الخطيبة التي عقد له الأب عليها قبل سفره لتكون زوجته عند عودته، هاله ليلة وصوله رؤيته لأمه وهي تقطر في عينيها زيت قنديل أم هاشم، هو طبيب العيون المتفوّق القادم من لندن، الذي يؤمن بما يقدمه العلم لا الهبل والسذاجة والجهالة. يخطف الزجاجة من يد أمه ويلقي بها بعيداً وهو في ثورة كاسحة تدفعه للخروج إلى مقام السيدة القريب من البيت، ليقتحم المقام، ويمسك بالزيت المبارك فيرميه، وإلى الشموع المنذورة فيطفئها، صارخاً بكلمة واحدة لم يكملها: أنا.. أنا.. أنا.. أنا ماذا؟ لم يقل...
يصدم والده ووالدته من سلوكه ويتمنون لو أنه لم يعد، أو لم يسافر لطلب هكذا علم أفقده دينه وعقله، وتلوذ الخطيبة فاطمة بحزنها هي المتعلّقة به، ويبدأ في معالجتها بالأدوية والقطرات والأساليب التي تعلمها وأبدع في تطبيقها هناك في لندن، ولكن حالة فاطمة تتفاقم وهو ما يدفعه لليأس ومغادرة البيت والإقامة في (بانسيون
البانسيون قريب من ساحة أم هاشم، وهو يدور يومياً حول المقام، وفي ليلة (القدر) وكل شيء مشعشع بالأنوار، تطمئن نفس إسماعيل فيدخل المقام ويلتقي بالشيخ الدرديري، ويطلب منه زيتاً مباركاً.‏
ويخرج إسماعيل وبيده الزجاجة وهو يقول في نفسه للميدان وأهله:‏

تعالوا جميعاً إلي! فيكم من آذاني، ومن كذب علي، ومن غشّني، ولكني رغم هذا لا يزال في قلبي مكان لقذارتكم وجهلكم وانحطاطك، فأنتم منّي وأنا منكم. أنا ابن هذا الحي، أنا ابن هذا الميدان لقد جار عليكم الزمان، وكلّما جار واستبّد، كان إعزازي لكم أقوى وأشدّ. (ص55)‏

يأخذ الزيت ويتوجه إلى بيت العائلة، ينادي على فاطمة:‏

تعالي يا فاطمة! لا تيأسي من الشفاء. لقد جئتك ببركة أم هاشم، ستجلي عنك الداء، وتزيح الأذى، وترّد إليك بصرك فإذا هو جديد...‏
يبدأ الدكتور إسماعيل ابن حارة السيدة زينب (أم هاشم) رحلة علاج فاطمة التي تحبّه ونثق به، والتي انتظرته. عاد من جديد إلى علمه وطبّه يسنده بالإيمان... عالج فاطمة بالزيت المبارك وبالأدوية الحديثة معاً، مشفيت، وتزوج منها، وأنجب.‏

افتتح عيادة في حارة (البغّالة) الشعبية، وأخذ يعالج فيها الفقراء بقرش واحد بالأدوية الحديثة وزيت أم هاشم...‏

الدكتور إسماعيل فهم السر، فمناطحة المعتقدات، ومحاولة تغيير المجتمع بضربة ساحر، تؤدي إلى الفشل، إلى الانفصام والانفصال والفراق بين المتعلّم المستنير ومجتمعه.‏

بالعلم والإيمان، بالفهم والحب، بالتواضع والصبر وطول النفس يمكن أن يؤدي (المتعلم المثقف) دوره في إعادة البصر لمرضاه ليروا، لبصيرتهم لتتقد، ليصيروا من بعد (من بني آدم).‏

مثقفون كثيرون سقطوا في الامتحان، عادوا متفوقين من (الغرب) ولكنهم اندفعوا دون ترو في الاصطدام مع ما يرونه جهلاً وتخلّفاً، وإلى الغرب عادوا وهناك اندمجوا وانتهى أمرهم
إسماعيل في ختام (أم هاشم) هو المثقف المتصالح وليس المناطح، وهو بالتأكيد ليس المهادن، ولكنه صاحب الرسالة الذي لا يبحث عن المال، ولذا فهو يعالج ويعيش في حي فقير متواضع، ويقبل بالقروش القليلة، ويسعد بشفاء زواره الذين بلغتهم شهرته وصيته فصاروا يفدون إليه من خارج القاهرة.‏

هذه الرواية القصيرة، المتقنة، التي كتبت بدون زوائد، بلغة مقتصدة فصيحة سلسبيل، بقليل من المفردات الشعبية التي يتقنها يحيى حقي، تضع المثقف أمام الخيار: يا إسماعيل أمامك أن تقفل عائداً إلى الغرب وتعيش (حياتك) الشخصية، وتحقق خلاصك الفردي هناك.. أو أن تتعامل مع مجتمعك بمعرفتك وعلمك و.. دون أن تصطدم بمعتقدات الناس وتحقّرها، بل تحوّلها إلى عامل مساعد في شفائهم بحيث ترى عيونهم وتبصر، أي تختار لنفسك أن تكون صاحب رسالة و(دور)!.‏

(أم هاشم) برأيي ليست عن صراع الشرق والغرب، ولكنها رواية المثقف المتعلّم في لحظة الاختيار، ولهذا قفز يحيى حقي عن تصوير الحياة في لندن، وجعل بعض جوانبها عناصر مؤججة للصراع الداخلي في نفس إسماعيل. إسماعيل مرّ في (التجربة) ونجا منها. كاد يفقد حياته، وأوشك أن يفقد عقله، وانعزل، وتأسف الذين ضحّوا وأكلوا الفجل والخبز الحاف ليعود من غربته بعلم ينفعهم.‏

في (قنديل أم هاشم) وفي (البوسطجي) لم يبتعد يحيى حقي كثيراً عن فن القصة القصيرة، فهو يعرف إلى أين يذهب، موظّفاً كل كلمة، ولفتة، وشخصية مهما ضؤل دورها، ليصل إلى غرضه.‏

وهو كاتب لا يغيب عن باله أنه يكتب أدباً، وأنه قاص وحكّاء، وأن ما يكتبه يجب أن يمتع، وأن يكون عميقاً وإن بدا سهلاً قريباً.‏

يحتفى بيحيى حقي هذه الأيام ولد عام 1905، وتوفي عام 1992 بمرور مائة عام على ولادته، وهو واحد برأيي من أكبر الكتّاب العرب الجديرين بالحفاوة عربياً لا إقليمياً مصريّاً.


الملفات المرفقة
نوع الملف: zip قنديل_أم_هاشم.zip‏ (1.84 ميجابايت, المشاهدات 714)
__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم August 24, 2008, 11:17 AM
 
رد: قنديل ام هاشم - يحي حقي

مشكووووووووووور اخي المقدام
بارك الله بك
رد مع اقتباس
  #3  
قديم August 26, 2008, 06:11 PM
 
رد: قنديل ام هاشم - يحي حقي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عصام 1957 مشاهدة المشاركة
مشكووووووووووور اخي المقدام
بارك الله بك
الاخ العزيز عصام 1957

شكرا لك ولكلماتك وبارك الله فيك

كل عام وانت بخير ورمضان كريم

__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
حدد, يقي, هاشم, قنديل



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قنديل ام هاشم ليحيى حقي المقدام أرشيف طلبات الكتب 5 October 24, 2010 08:20 PM
قصة مدينة غزة - هارون هاشم راشد advocate كتب التاريخ و الاجتماعيات 2 March 26, 2009 06:12 AM
تلخيص رواية "قنديل أم هاشم" - يحيى حقي بو راكان روايات و قصص منشورة ومنقولة 5 October 15, 2007 11:02 PM


الساعة الآن 04:31 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر