فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم December 25, 2006, 08:11 PM
 
زواج ذوي الاحتياجات الخاصة سعادة تتحدى الإعاقة

مرحبا



زواج ذوي الاحتياجات سعادة تتحدى الإعاقة





تقول أحدث الإحصاءات إن هناك 600 مليون شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة في العالم، 80% منهم في الدول النامية، ودفع هذا العدد الكبير العديد من المنظمات العالمية للمطالبة بإدماج هذه الفئات في المجتمع، منبهة إلى ضرورة معاملتهم معاملة سوية وغض النظر عن الإعاقة، ويعتبر الزواج وتكوين الأسرة احد أهم بنود هذا الاندماج إلى جانب حصولهم على حقوقهم الإنسانية والمعيشية ومراعاة ظروفهم الصحية بقدر الإمكان، ورغم إيمان الكثير بهذا الهدف وتطبيق البعض له إلا أن هناك فئة مازالت تعتبر المعاق إنساناً غير مكتمل، ولا يحق له الزواج والإنجاب إما خوفا من فشل التجربة أو من رفض الآخرين للنتائج المتوقعة في حال وقوع مشاكل، وتبدو نقطة الخلاف في هذا الموضوع على من تقبل أو يقبل الارتباط بشخص معاق وما الشروط التي تحكم الطرفين، وهل هناك بنود يجب إضافتها لعقد زواج المعاقين غير موجودة بالعقد الأصلي على اعتبار ان العقد شريعة المتعاقدين. التحقيق التالي يرصد بعض التجارب الناجحة وأخرى لم يكتب لها النجاح.

تحقيق: شيرين فاروق

علي عبدالله بن سفيان صاحب تجربة زواج ناجحة ويعمل بالتجارة قال: وقع لي حادث أليم أصبت من بعده بشلل رباعي أقعدني عن الحركة وجعلني رهين كرسي متحرك منذ عام ،1987 اثر الحادث كثيرا في حالتي النفسية وجعلني أغير مجرى حياتي وأبدأ رسم مستقبل جديد يتناسب مع الوضع القائم وبالفعل بدأت العمل في التجارة على قدر استطاعتي وكل أصدقائي يتزوجون وينجبون وينعمون بحياة طبيعية، وهو ما جعل أهلي يلحون علي بضرورة الزواج ليكون لي شريكة في الحياة ولحظتها لم أخف أنني خفت كثيرا وكنت أطلب من الله زوجة صالحة تقدر حالتي وتعينني من دون أن أسبب لها أذى في مشاعرها أو اقصر في حقوقها، وأول من عرضت عليه الموضع كان احد الأصدقاء القريبين مني لسببين أولهما انه يعرف أخلاقي جيدا والثاني لأن له أختاً كنت أتمنى الارتباط بها، وبالفعل عرض صديقي الأمر على أخته وسط رفض عارم من الأهل الذين كانوا يخشون فشل التجربة وعدم القدرة على الصمود.

ورغم أن حالتي ظاهرة للعيان إلا أنني شرحت لها ولأهلها الحياة بعد الزواج كاملة، خاصة أنها كانت متزوجة من قبل وتعاني من زوجها السابق ووجدت معي على حد قولها الدفء والحنان الذي افتقدته في زيجتها السابقة.

وعن الحياة بعد مرور خمس سنوات على هذا الزواج الناجح يؤكد بن سيفان أن الحياة لا تخلو من المشاكل لكنها مشاكل عادية موجودة في كل بيت فالحمد لله زوجتي لم تشعرني يوما بأي تقصير من جانبي ناحيتها، وحتى تكون حياتنا أفضل نقوم الآن بتربية ابنة شقيقها إلى أن يرزقنا الله بالخلف الصالح.

أما الزوجة وتدعى تغريد رشاد عبدالله فقالت: عندما تقدم لي عارض أهلي هذا الارتباط وخافوا عليَّ من التجربة وبالفعل أعطيت لنفسي مهلة امتدت إلى عامين ولكنني في النهاية قررت الارتباط به نظرا لتمسكه الشديد بي ولمعرفتي بحالته كاملة فهو لم يخف عليَّ شيئا منذ البداية، ووقتها كان كل همي إسعاده ومعاونته فتركت عملي وتفرغت له ومرت الحياة بحلوها ومرها وها نحن اليوم أكملنا عامنا الخامس في هذا الزواج.

وعن الصفات التي يجب أن تتحلى بها من تقدم على مثل هذه التجربة تشير تغريد إلى أن الإعاقة تحتاج لرعاية وتفهم لطبيعة الشخص وحالته كذلك تحتاج إلى مزيد من الصبر والاحتمال فدائما ما يكون المعاق حساساً جدا لأقل كلمة تصدر من الطرف الأخر، وعن تقييمها لهذه التجربة تؤكد تغريد أنها لم تندم يوما على خوضها على الرغم من وجود مشاكل عديدة إلا أنها تعود وتؤكد أن هذه المشاكل موجودة في كل بيت وتعتمد على شخصية الإنسان وأسلوبه في مواجهتها.

الحالة التالية لزوجين من ذوي الاحتياجات الخاصة أنجبا أربعة أطفال في عمر الزهور لا يعانون الإعاقة، وعن تفاصيل الحالة يقول الزوج عبيد الدهماني الموظف بالشرطة: أصبت في عامي الثاني بمرض شلل الأطفال وكنت أعاني من صعوبة التنقل لدرجة أنني تركت المدرسة منذ الصغر لأن الكرسي المتحرك الذي كنت اجلس عليه انكسر لأننا من سكان إحدى المناطق الجبلية، وكان من الصعب أن أتحرك من دونه، وقصة زواجي كانت من أصعب التجارب فعندما قررت الارتباط ترددت كثيرا خاصة وأنني بحثت كثيرا عن الإنسانة المناسبة ولم أجدها إلا بعد بحث طويل بعد ما قوبل طلبي من العائلات بالرفض القاطع، وذات مرة وفي إحدى الدورات التدريبية تعرفت الى زوجتي فاطمة وارتحت لها نفسيا، خاصة ان حالتها مثل حالتي وبالفعل اتفقنا على الزواج بمباركة وخوف في الوقت نفسه من رفض الأهل، وكان ذلك منذ 8 سنوات عشنا خلالها أحلى الأيام بحلوها ومرها ورزقنا الله بولدين وبنتين لا يعانون من أي مشاكل صحية بل بالعكس فهم سند لي ولامهم فكثيرا ما يساعدوننا في البيت على الرغم من صغر سنهم.

وعن الصعوبات التي واجهتهما في الحياة يؤكد عبيد أن الحياة صعبة على الإنسان العادي وأصعب على الإنسان المعاق إلا أن الإيمان بالله والرضى بما هو يجعل الإنسان قنوعاً لا يعاني.

وتشبهه في القوة العزيمة والصبر والتحدي الزوجة فاطمة سالم سالمين التي تعمل في الشرطة على الرغم من إعاقتها فهي تعاني من شلل أطفال، وتقول: لقد كان قرار الزواج من أصعب القرارات في حياتي، خاصة أن هذا الأمر رفضه والدي وأهلي الذين كانت لديهم قناعة بأنه من الصعب إيجاد رجل يقبل بي خاصة في ظل ارتفاع نسبة العنوسة للأصحاء ولكن الله أهدانا بالتفكير في الموضوع بعدما تعرفت الى عبيد وأحسست أننا متوافقان حتى في الإعاقة، وعن الصعوبات التي تواجهها كزوجة وأم تؤكد فاطمة أن زوجها يتعاون معها ويساندها في كل الأشياء التي تتعلق بالبيت والأولاد حتى في المطبخ.

وتستطرد: تطورت أساليب المعيشة وساعدت المعاق كثيرا في أن يحيا عيشة مريحة من دون أن يحتاج لمساعدة الآخرين، كذلك تغيرت الآن النظرة إلى الإنسان المعاق فبعدما كان الأهل يخبئون المعاق عن عيون المجتمع وكأنه عار أصابهم أصبحت هناك مدارس خاصة وأساليب حديثة أفرزت العديد من المواهب والطاقات التي كانت حبيسة الجدران.
وتؤكد فاطمة أن المعاق في يده أن يغير نظرة المجتمع له بإظهار مواهبه والتي غالبا ما يعوضه الله بها عن إعاقته.

وردا على سؤال حول إقدامها على الإنجاب وعدم الخوف من أن يصاب المولود بالمرض نفسه تؤكد فاطمة أن الله يفعل ما يريد وأنها تركت له تقرير مصير أولادها سواء أكانوا معاقين أم لا وبالفعل لم يخذلها وأعطاها أربعة أبناء أصحاء كانوا بمثابة عون لها ولزوجها.

أما ميرفت ذات التسعة والعشرين ربيعا فهي قصة إنسانية لا يمكن أن نغض النظر عنها، فهي فتاة مرحة وتتمتع بقدر كبير من الجمال الداخلي والخارجي إلا أنها أصيبت بشلل أطفال من الصغر وقام أهلها بإجراء أكثر من 20 عملية جراحية لها لاستعادة قوتها الجسمانية إلا أن الأمر لم يفلح إلا في إحدى أرجلها دون الأخرى، وكانت مثالاً للطالبة الذكية النجيبة التي تسعى إلى استكمال دراستها راسمة في مخيلتها كلية الطب كهدف لا بديل عنه، وبالفعل أكملت دراستها الثانوية بتفوق إلا أنها لم تستطع الالتحاق بكلية الطب بسبب إعاقتها والتحقت بكلية الآداب على اعتبار أن الدراسة فيها لا تحتاج لمجهود في الحركة بل الاعتماد الكلي سيكون على الدراسة النظرية، كانت عيون الناس تلاحقها أينما ذهبت وكانت تعليقات العيون تحمل عبارة واحدة “يا خسارة” والتي تعني أن هذا الجمال ناقص وأن ذلك الوجه لا يكفي ولا يقنع الشباب للارتباط بها.

عاشت ميرفت طوال سنوات الدراسة صديقة حميمة للكثيرين وشهدت على العديد من قصص الزواج الذي حرمت من التفكير فيه، وبعد انتهاء الدراسة عادت أدراجها إلى أفراد العائلة الذين استقبلوها ببرود وكأنها أصبحت عارا عليهم فحتى القوى العاملة لم ترحم سنوات شبابها ولم تملأ وقت فراغها، فلم تجد وظيفة في أي مؤسسة حكومية أو خاصة، ولكن القدر كان يخبئ لها تجربة قاسية تتذكرها والدموع في عينيها، إذ تقدم لها شاب أراد الارتباط بها وطلب منها أن تسمح له بزيارة أهلها الذين استقبلوه بعبارات الاستهزاء والرفض في آن واحد وكأنه أجرم في حقهم وفي النهاية رفض طلبه رفضا قاطعا وقوبلت هي بوابل من عبارات التحقير التي كان كل حرف من حروفها بمثابة سكين يطعن في قلبها وحاولت الانتحار إلا أن الله أراد لها الحياة ولكنها تعيش الآن عيشة الأسيرات فلا يسمح لها بالخروج إلا نادرا وما يزيد من حزنها زواج أختيها وتركهما البيت لتبقى وحيدة مع أبوين يعملان ليل نهار من دون إحساس بابنة فقدت كل شيء.
د. علي سنجل مقدم برامج على تلفزيون دبي يقول: لا يمكن تعميم نجاح أو فشل زواج ذوي الاحتياجات الخاصة، فكل حالة تختلف عن الأخرى، ولكن ينصح بضرورة التفكير كثيرا في هذا الزواج إذا كانت الإعاقة شديدة ويصعب معها إقامة حياة طبيعية من حيث تلبية الاحتياجات المادية والنفسية والجسدية، فغالبا ما تكون الزوجة متأثرة بالحالة ويمتزج عندها قرار الزواج بالشفقة أو الرعاية أو لمجرد الزواج، خاصة إذا كان الشخص المعاق ميسور الحال، وعلى النقيض لا يمكن إنكار أن هناك كثيراً من الحالات الناجحة والتي كان طرفاها من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وعن الأمور التي يجب حسمها قبل الإقدام على الارتباط بشخص معاق وإمكانية ضمان زواج صحيح يشير د. سنجل إلى أن تحكيم العقل قبل القلب مطلوب، بالإضافة الى دراسة الهدف من الزواج بطريقة أكثر واقعية من الطرفين، والأهم من ذلك علم كل طرف من الطرفين بحال الآخر.
ويؤكد د. سنجل أن نظرة المجتمع تغيرت كثيرا عن السابق إلى ذوي الاحتياجات الخاصة بعد انتشار التعليم ودعوة المؤسسات إلى نشر الوعي بضرورة دمجهم في المجتمع.

ويتفق معه في الرأي ناصر بن عزيز مشرف عام مراكز تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة في وزارة الداخلية الذي قال: فكرة زواج ذوي الاحتياجات الخاصة جيدة تسهم إلى حد كبير في إدماج الآلاف من هذه الفئات في المجتمع وتحويلهم من أشخاص في حاجة إلى عائل إلى عائلين لأسرهم وهو ما يخلق لهم شخصيات أكثر صلابة، ويؤكد بن عزيز وجود شروط خاصة لهذا الزواج أهمها وجود العاطفة الصادقة والحب بين الطرفين وليس الشفقة، وسيكون هذا الزواج أكثر ميلا للنجاح إذا كان الطرفان من ذوي الاحتياجات الخاصة فلا يحس بالمعاق إلا المعاق وحتى لا تكون هناك حساسية في التعامل بينهما وسط مواقف الحياة التي لا تنتهي.
ومن جانبه يشير الشيخ الجنابي الواعظ الديني بالقوات المسلحة في أبوظبي الى ان الاصل في الزواج هو الدوام والاستمرار ويجوز للفتاة أو الفتى السليم أن يتزوج معاقا إذا رضي أحد الطرفين بذلك، وكان كل منهما عالما بعيب الآخر؛ لأن الرضا بين الزوجين من أهم الضوابط الشرعية، فضلا عن توافر شرط القدرة على الإنفاق للزوج المعاق، سواء من خلال عمل يعمل به أو من خلال ولي أمره، لأنه لا يعقل أن يتزوج وهو لا يستطيع الإنفاق على أسرته، وهذا الشرط ينطبق على الأصحاء أيضا.

وعن إجازة تعقيم الأنثى المعاقة يقول الشيخ الجنابي: “يجوز التعقيم إذا أثبتت الأبحاث أو الاختبارات الوراثية أن الأولاد سيكونون معاقين، ففي هذه الحالة يباح التعقيم، لأن الموازنة تكون بين أمرين هما إنجاب أطفال معاقين، أو عدم إنجاب أطفال من الأساس ولكل منهما ضرره، والقاعدة الشرعية تقول إذا تعرض الإنسان لأمرين في كليهما ضرر، يتم الأخذ بأخفهما ضررا لدفع الضرر الأعظم منه، والأعظم في هذه الحالة إنجاب أطفال معاقين، لأنهم يسببون آلاما شديدة لأهلهم طوال حياتهم، فضلا عن تعرض الأطفال أنفسهم لآلام نفسية شديدة جراء إعاقتهم”.
ويؤكد الشيخ الجنابي أن الإنسان الذي يقرر الارتباط بفتاة أو شاب من المعاقين يكون له أجران عند الله ولكن بشرط الرضا وبدافع الشفقة والرحمة من دون النظر إلى أي مكاسب أخرى.



وعلى الخير نلتقي
رد مع اقتباس
  #2  
قديم December 25, 2006, 10:35 PM
 
رد: زواج ذوي الاحتياجات الخاصة سعادة تتحدى الإعاقة

مشكوره اختي فرح على الموضوع ويعطيك الف عافيه ....
__________________
تتحكم قوة رغباتنا في دوافعنا و بالتالي تتحكم في تصرفاتنا......
رد مع اقتباس
  #3  
قديم December 26, 2006, 01:37 AM
 
رد: زواج ذوي الاحتياجات الخاصة سعادة تتحدى الإعاقة

مشكوره اختي على طرحك للموضوع
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الاحتياجات, الحاسب, الإعاقة, ذوي, تتجدد, سعادة, زواج

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع



الساعة الآن 03:41 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر