فرج الله هم من ردت عليا

__________________
أدعولي عندي هموم أثقلت كاهلي جدا
أدعو لي بتفريج همومي.وتحقيق أمنياتي.واستجابة دعواتي
امانة كل واحد او واحدة تقرا موضوعي تدعيلي يمكن تكون لحظة اجابة ارجوووكم

أختي وحبيبتي الغالية، لقد قرأت مشكلتك وقد أثرت في كثيرا، أدعو الله أن يخرجك مما أنت فيه بقدرته ورحمته، ولكن دعي العواطف جانبا لفترة معينة من الزمن ولنناقش الموضوع من وجهة نظر دينية، اجتماعية ولا ننسى طبعا التقاليد، تذكري أننا لا نعيش لوحدنا فقط فهناك المجتمع الذي يؤثر فينا بنسبة كبيرة لا نستطيع حتما تجاهلها، هناك أيضا الأهل وهؤلاء من نعيش معهم أومن سنعيش معهم، " الحب" وحده ليس دافعا لبناء أسرة متوازنة و مستقرة، الحب هو شعور جميل جدا خلقه الله فينا لنعيش به ونتبادله بيننا، و ليس لنا سلطة على مشاعرنا أبدا، ولكن الإنسان عليه بالصبر، وعدم اليأس والدعاء، ألم تري صبر سيدنا أيوب والدود ينخر لحمه، ولكن كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يغضب الرب"، فأول نصيحة يمكنني أن أسديها لك أختي الحبيبة هي الصبر والصبر الشديد، فالله إذا أحب عبدا ابتلاه، ومن يقول إن المحب غير مبتلى، نعم إن المحب والعاشق انسان مبتلى كغيره بهذا الشعور الذي لا يستطيع أن يقاومه، هو كغيره ممن ابتلاهم الله بالأمراض أو غيرها من المصائب، ولو كان يعلم المبتلى ماهو أجر الصابر العابد،لقالى لربه ابتلني اللهم كما تشاء، فإني أحب أن أصبر لأنال رضاك وأجرك العظيم، إن الله يحبنا جميعا ويبتلينا جميعا ليرى الغثّ من السمين فينا، وما يحدث لك حبيبتي ما أراه إلا ابتلاء من عنده، فاصبري صبرا جميلا، والله المستعان.
ثانيا أريد أن أقول لك أن ما تريدين فعله مع هذا الشخص من وجهة نظري خطأ، أليس من شروط الزواج الإعلان، وكيف تريدين أن تفرحي بنفسك دون أن يعلم الناس، وما ذا يقولون إن رأوك معه، من يعلم بأنه زوجك الحقيقي، فهذا يقول إنها صديقته، وهذا يقول رأيتها معه في المكان الفلاني، وهذا يقول رأيتها بأم عيني تخرج معه من المكان الفلاني، وهذا يقول قيل إنها متزوجة معه في السر، والأخر يقول إنها متزوجة عرفيا وغيرها من الأقاويل التي تجعل حياتك وحياة أهلك جحيما، وعندما يسمع أهله ألن يغضبوا منه، لو كنت مكانه أتحبين فعل ما لا يرضي أهلك، أليس هم من ربونا وتعبوا علينا، ويجب علينا أن نحترمهم، حتى وإن كانوا مخطئين معنا، وأن نصبر حتى نقنعهم، وتأكدي إن كان شيء من المكتوب لا ينزعه أحد حتى وإن كانوا أهله، وإن لم يكن لك فلن تأخذيه حتى وإن قبلوا، والله يرانا، ويحاسبنا على تصرفاتنا.

حبيبتي، سامحيني إن كنت قاسية في كلامي معك، إن الحب يجعلنا نتجاهل كل شيئ أنفسنا أولا، أهلنا ثانيا، ومجتمعنا ثالثا،لكن لا أنا لست شابة ولا زلت لم أتزوج ولكن الحياة علمتني أن أضع اعتبار لكل شيء، خصوصا ديني، وأهلي، نعم الحياة ليست سهلة، وإذا كنا نحس بأننا نفعل شيئا خطأ من وجهة نظر الدين، فتأكدي إذن بأنه فعلا خطأ، كما أن مجتمعنا العربي محافظ جدا، ستقولين لي أنا لا أبه بالمجتمع، المهم هو الحب الذي يجمع بيننا، وما دمنا نحب بعضنا فلن يحدث لنا مكروه، ولكن أنا أقول لك أين ستعيشين مع هذا الشخص إذا تزوجت به، إن كنت سترحلين معه إلى المريخ أو القمر أو أي مكان أخر غير الكرة الأرضية(عفوا لم أقل هذا بدافع الإستهزاء)، فأنا موافقة على ما تقولين، ولكن تعيشين في هذا العالم، أظن أنك ستندمين يوماما، عندما تخرجين وتلتقين بالناس، وتحسين أمامهم أنك فعلت شيئا خطأ، حينما تخرجين في المناسبات وتقابلين هذا الحشد الضخم من الناس يسألونك، تحسين أنهم يتكلمون عنك، وتصبحين حساسة لكل حركة ولكل تنهيدة، أهذا هو الحب الذي سيعيشك فيما بعد في جحيم ودوامة لا تنتهي، حينما يرزقك الله بأطفال كيف ستحكين لهم قصة زواجك، وكيف ستطالبينهم بعد ذلك بالإحترام ، وكيف سيطالبهم أبوهم بالإحترام والطاعة، وهو " القدوة "الذي عصى في يوم من الأيام والديه، فكري أختي جيدا، فكري، أنا لست ضد هذا الحب، ولكن لا أوافقك الرأي فقط على طريقة إنجازهذا الزواج.
فكري حبيبتي جيدا جدا في كل شيء، أنظري لهذا الأمر من عدة زوايا متعددة، وحاولي بشتى الطرق أن تقنعي أهله، وصراحة لا أحد منا يعرف أين هي سعادته الحقيقية، وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم و عسى أن تحبوه وهو شر لكم، فكري في الأمر جيدا واستخيري مولاك دائما.
أحيانا تكون نتائج الاستخارة كالتالي، إذا عزمت على الأمر وارتاحت نفسك إليه كثيرا، فهو ما أراده الله، وإن شعرت بضيق شديد وكأن الأمر لا يعجبك وأحسست شعورا ما بأنه خطأ أو أنك لست راضية من ناحية ما ولم ينشرح صدرك، فابتعدي والله خير المستعان.
و أخيرا أقول لك من ترك شيئا طاعة لله عوضه الله بأحسن منه، ومن نكون نحن من الرسل والأنبياء وصبرهم على كل البلاء المهم طاعة المولى عز وجل.
أدعو الله لك من كل قلبي أن يجمعك بهذا الإنسان برضا أهله، يارب، والله يرى و يعلم ما لا نراه ولا نعلمه، فليدفع عنك الله الأذى يا رب وليفرج همك وليشرح صدرك.