فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم March 31, 2020, 11:18 PM
 
Present اللعبة الخطرة ، برانسلاف نوشيتش ، المسرحيات العالمية 64 ، حصريات مجلة الابتسامة

اللعبة الخطرة ، برانسلاف نوشيتش ، المسرحيات العالمية 64 ، حصريات مجلة الابتسامة



اللعبة الخطرة
برانسلاف نوشيتش

ترجمة وتقديم / د. حسين عبد اللطيف
جمال الدين سيد
مراجعة / د. كامل البوهي
المسرحيات العالمية - العدد 64
دار الكاتب العربي للطباعة والنشر , 1969

جزيل الشكر لأخي معرفتي

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

برانسلاف نوشيتش كاتب مسرحي يوغسلافي، ولد في بلجراد عام 1864، واشتغل دبلوماسيًّا ومديرًا لبعض المسارح، بعد أن حصل على إجازة الحقوق. وله عدة مسرحيات منها:
- نائب الشعب
- عاش حياته
- الملكة الصغيرة
- إمرأة بلا قلب
ـ الواسطة
ـ المريب
ـ حرم جناب الوزير
ـ المرحوم
ـ إنسان عادي
ـ كلام الناس
ـ مستر دولار
ـ الهامسون
ـ الشيطان داخل القرية
ـ رجل من الشعب
ـ اللعبة الخطرة
- في عرض البحر
- الأسرة الحزينة
- المتوفي
- الوظيفة
- الدكتور
- شباب اليوم
- الدوامة
- المحتوم
- الأميرة
وغيرها كثير. وكانت آخر مسرحية كتبها هي “السلطة”، لكنه لم يستطع إكمالها، فقد عاجله الموت، وتوفي عام 1938.
ويعتبر نوشيتش من أشهر الأدباء اليوغسلاف الذين خدموا المسرح، وقد ناضل من أجل تطهير المجتمع، وبناء الحياة الحرة الكريمة فيه. وهو من كتاب الملهاة الساخرة التي تنتقد المجتمع من مختلف جوانبه، وقد برَّز في هذا المجال بصورة واضحة.
اللعبة الخطرة إحدى مسرحياته النفسية العميقة، التي استطاع فيها أن يبرِز شخصياته بأطر واضحة وبسيطة، رغم عمق التناقضات التي تعتمل في داخلها.
تدور حوادث المسرحية في منزل الدكتور مونل، وهو طبيب هجر الطب بعد أن أثرى وتقدمت به السن، وها هو يقيم في فيلا وثيرة، فيها مكتبة ضخمة، ويتابع فيها دراساته وبحوثه. وتعيش معه في المنزل نانيتا، ابنته بالتبني، كما يقول. يحاول الدكتور مونل أن يطبق على نانيتا نظريةً، يدعي أنه يحاول إثباتها، ومفاد تلك النظرية، كما يشرحها:
“العلاقاتُ الاجتماعية ما تنفكُّ تزدادُ تعقيدًا على مرِّ الأيامْ. فالمرأةُ يزدادُ دخولُها في دائرةِ الحياةِ العامةِ وتغلغلُها فيها، وممارستُها لأعمالِها، حتى أصبحت مساويةً للرجلِ تمامَ المساواة.. وعلى الرغم من هذه الظاهرةِ التي تنمو بسرعةٍ فائقةٍ، فإن علاقةَ الرجلِ والمرأةِ، لا تزالُ في وضعِها الذي كانت عليه في أولِ عصورِ البشرية. وأكثرُ من ذلك، فقد نمت هذه العلاقةُ، وأصبحَ لها أهميةٌ كبرى في مجتمعنا. ولا شك أن ذلك من شأنِه أن يقضيَ على الميولِ النبيلةِ متى تغش في مجتمع من المجتمعات. وإلى أن يُفلحَ الرجلُ والمرأةُ في الهبوطِ بأمرِ عبادةِ الذكرَ والأنثى إلى أدنى درجاتِ اهتمامِهما، لا يمكن لهما أن يتلاقِيا في عملٍ مشتركٍ، وأن تتحققَ بينهما المساواة”.
والدكتور مونل يعمل منذ مدة على إقناع نانيتا بعدم وجود العاطفة والحب، وهو يحاول أن يميت فيها طبيعة المرأة.. ويسلك لذلك سبلًا منها الإقناع، والتأثير الشخصي. وقد أثر مونل في نانيتا إلى حد بدأت تشعر معه بانعدام الفرق بين الرجل والمرأة، وبأن الرجل لا يثير فيها أية نزعة، وبدأت تمتنع على الزواج، وتنكر عواطفها ومشاعرها كامرأة، وتظهر عدم الاهتمام بأي شاب يتقدم لخطبتها.. بل ولا ترى في سلوك المرأة مع الرجل إلا نوعًا من الحيوانية، وهو سلوك تجب محاربته بنظرها. ويرجع كل ذلك إلى سيطرة مونل عليها، فهو منذ صغرها لم يحدثها إلا عن قوة الطبيعة ونظريات العلم، ويحاول أن ينسج حولها قفصًا محكمًا مسلحًا بالمنطق وانعدام الرغبة. ويصل مونل إلى حد القناعة بأن ما وصل إليه مع نانيتا نظرية علمية ممكنة.. ويستدعي إلى بيته صديقه الدكتور أومسكي، أستاذ الجامعة ومساعده الدكتور ألن، ولكن الدكتور اومسكي يحضر صديقًا له يدعى أوفن، وهو رسام معروف وفنان فذ.
وفي فيلا الدكتور مونل تحدث أمور غريبة. فبعد أن يتولى الدكتور مونيل شرح نظريته لأصدقائه، ويثبت لهم بالوقائع سلوك نانيتا ما وصل إليه من نتائج، تثور ثائرة الفنان أوفن على هذه الطريقة في النظر إلى الطبيعة وإلى الإنسان. إنه يعتبر الطبيعة أساسًا ثابتًا، حتى الفن تقدمه الطبيعة للإنسان، ولذا يثور على نظرة العلماء للطبيعة: “الطبيعةُ هي التي تخلقُ الجمالَ وتقدمُه للفنِ وليس الفنُّ هو الذي يخلقْ الجمالَ، لكي يفرضَه على الطبيعة، الطبيعةُ هي التي تخلقُ قوانينَ الكونِ ثم يستمدُّ العلم منها مبادئه، وليس العلم هو الذي يشيدُ قوانين الكون ومبادئه ويفرضُها على الطبيعة. تنكرون يا سيدي الدكتور، أو على الأقل تحاولون أن تنكروا، أن اجتماعكم بأكمله الذي كان منذُ قليل، ليس إلا إنكارًا لهذه الحقيقة. حقًّا إنني سمعتُ حديثكم هذا بأذنِ واحدة فقط، ولكني مع هذا فهمت أن مشكلتكم أو نظريتكم أو نزوتكم العلمية، هي بالذات هذا الكفاحُ ضد الطبيعةِ. وكما أوحيت لنفسك عن طريق ذوقِ البستاني إن تشذبَ تيجانَ الأشجارِ هناك في الحديقةِ، أوحيت لنفسكَ، عن طريقِ أوراقِ البردي المصرية والأساطيرِ البوذية وتلك الكتبِ الضخمةِ هناك، أن تسارع إلى قتلِ الطبيعةِ في فتاةٍ صغيرةٍ شابة.
مونل: ولكن التجارب مسموحٌ بها دائمًا.
اوفن: على الضفادع، وعلى الفيرانِ البيضاءِ، ولكن ليس على مخلوقٍ له الحقُّ في الحياةِ، والحقُّ في الشبابِ. لا تنس شيئًا واحدًا فقط يا دكتور أنها لعبةٌ خطرة أن تغالبَ الطبيعة. إن الطبيعة طيبةٌ، ووديعةٌ، ومانحةٌ، ولكنها تعرفُ كيف تنتقمُ انتقامًا شديدًا.
مونل: مني؟
اوفن: من ذلك الذي يريد أن يخضعها للنظريات”.
ويتحدى مونل أيًّا من الموجودين أن يحاول إثبات فشل نظريته، بأن يتعرض للفتاة نانيتا. ويتصدى لهذه المهمة مساعد الدكتور أومسكي الشاب، ولكنه يفشل، ويحاول أوفن أن يرسمها ولكن دون جدوى. ويفكر أوفن فيرسل خلف شاب جميل، فيه طفولة وسذاجة، يعمل في مرسمه.. ويحضر الشاب، وتكون المفاجأة، فقد بدأت نانيتا تلعب لعبًا بريئًا مع هذا الشاب الجديد دانيل. لقد شعرت بأنها تعود إلى طفولتها، وتذكرت أنها متعطشة لتلك المرحلة من حياتها، مرحلة اللعب، فقد حُرمت من اللعب كلية، إذ إن الدكتور مونل لم يكن يسمح لها باللعب، وكان يرافقها في نزهات جادة، يحدثها خلالها أحاديث عالم وطبيب. وتنساق نانيتا خلف مشاعرها التي بدأت تستيقظ، فتلعب مع دانيل، وتضحك، وتعود إلى الاخضرار، إن صح التعبير. ويلاحظ الدكتور مونل هذا التغير، ولكن صديقه الدكتور أومسكي يضطر إلى الذهاب مع مساعده، ويبقى أوفن ليتابع عملية تحول نانيتا مع الفتى دانيل، وهو واثق من أنها لا بد أن تستيقظ فيها مشاعر الحب.
وتعود نانيتا إلى طبيعتها الإنسانية، طبيعة المرأة.. وتشعر بالحب، ويستيقظ في أعماقها الشعور بالحياة ومباهجها وأبعادها، وتكتشف أنها كانت بعيدة عن طبيعتها. وتصارح الدكتور مونل بالتحول الذي طرأ عليها، وبالأحاسيس التي بدأت تنتابها. ولكن الدكتور مونل يبدأ بالمعاناة من أحاسيس ومشاعر أخرى، وهو بهذا يكشف عن أهدافه الأساسية التي حاول أن يموهها، إذ تتجلى فيه الطبيعة الإنسانية التي حاول أن يطمسها، أو أن يغلفها بالنظريات العلمية، ويخاطب نانيتا بطريقة أخرى وبمنطق آخر.
مونل: أعتقد أننا معشر البشر من دمٍ ولحم، وأننا معشرَ المخلوقات الصغيرةِ التي يبلغُ طولُها مترًا وسبعين ليست لدينا القدرةُ لأن نقفَ في وجه عملاقٍ كالطبيعةِ. ويقولون إنه من الأفضل أن تترك العملاقَ يستيقظَ، لا أن توقظَه فجأةً من النومِ، لأنه عندئذ سيكون ثائرًا ومجنونًا ولا يمكنك مقاومتُه. ونحن نفعلُ ذلك، أنا لأنني في خُرافةٍ، وأنتِ لأنك تستسلمين لخرافتي.
أجل نحن في خُرافة. يمكن أن تُقطعَ الأصبعُ، وأن تقطعُ الذراعُ، وأن تقطعَ الساقُ أيضًا، ويبقى الجسمُ كلّه مع ذلك سليمًا.. ولكن لا يمكن استئصالُ الرئتين اللتين تعنيانِ الحياة. ونحن قد أردنا ذلك، أردنا أن نخمدَ إحساسًا هو منبع السرورِ والسعادةِ والحياة. ولم نقنعْ فقط بتقليلِ اهتمامِنا بهذا الإحساس، ذلك التقليلُ الذي ما زلتُ أدافعُ عنه باعتباره نظريتي، بل خطونا إلى الأمام أكثرَ من المسموحِ لنا به. لقد حاولنا أن ننكرَ ما تطلبُه الطبيعةُ منا. أنا لا أفعلُ الآن شيئًا آخر سوى أن أعترفَ بوجود الإحساسِ بالحب، وأنه لا يمكن إخماده”.
إن مونل يتراجع، ومع تراجعه يتكشف عن حب يكنه نحو نانيتا، وعن غيرة تشعل روحه وتلهب جوانحه، وقد تحول كل ذلك بصورة عكسية.. أي عبر عن ذاته بأسلوب هو أقرب إلى تملك من نوع قتال، إذا أنه لم يحاول أن يواجه طبيعته بصراحة ويقتنع بأنه يحب نانيتا الابنة المتبناة، ولم يستطع أيضًا أن يتخلي عنها.. ولذلك بدأ يقنعها، ويقنع نفسه، بأن لا وجود للحب ولا للأحاسيس والمشاعر التي يكنها كل من الرجل والمرأة أحدهما للآخر. ولكن عندما رأى علاقة نانيتا بدانيل تنمو، وعندما بدأ شعر بتحولها، وباستيقاظ مشاعر المرأة الأنثى لديها، وبأنها بدأت ترغب بدانيل، كما ترغب المرأة بالرجل.. استيقظت في نفسه الغيرة، وبدت الطبيعة كما هي، واضحة جلية صارخة في تعبيرها.
وقد صارح أوفن بهذه الحقيقة، إنه يحب نانيتا، وقد سار هذا الإحساس بطريقة غير طبيعية. وعبر مونيل عن حبه وعن غيرته بطريقة غير طبيعية أيضًا. ولكن أول صدمة واقعية حقيقية، “لقاء نانيتا مع دانيل”، أخرجت كلًّا من مونل ونانيتا من جو الخرافة، ووضعتهما أمام حقيقة الحياة وحقائق الطبيعة.
إن مسرحية اللعبة الخطرة مسرحية جيدة البناء، عالج فيها المؤلف موضوعه بدقة، وبأسلوب فني يمتاز بخفة الظل، وعمق الفكرة، وجودة المعالجة.
ولا بد من الإشارة هنا إلى تشابه واقع بين هذه الملهاة لبرانيسلاف نوشيتش وملهاة موليير المسماة مدرسة الزوجات. فبطل موليير رجل مسن، غيور، حجر فتاة في بيت من صغرها، وأبعدها عن الناس بدافع الغيرة ـ شبه التملك – ليربِّيها تربية زوجية صالحة كما يرى، خوفًا من الشباب والخديعة. ووصل في النهاية إلى اكتشاف واضح أنه اتبع طريقًا غير صحيحة، وأن السِّنَّ والطبيعةَ البشرية لهما أحكامهما التي لا يمكن تناسيها أو تجاوزها. وربما تأثر برانيسلاف نوشيتش بالفكرة، ولكن معالجته لها تحمل خصوصية وجدة، وذات أبعاد نفسية أعمق.. وأسلوبه في الطرح يختلف عن أسلوب موليير، كما أن النتائج التي خرج بها، والأهداف التي قصد إليها، تختلف عن تلك التي في مسرحية موليير.
وتبقى مسرحية اللعبة الخطرة من المسرحيات الجيدة فكرًا، وإطارًا دراميًّا. وتعتبر من الملاهي العميقة والرشيقة في الوقت ذاته.



ملحوظة قبل التحميل / ما تزال جعبتنا ملئ بالمسرحيات الرائعة الحصرية والتي لا تتوفر على النت ، أرجو التفاعل لأكمل رفع ما لديّ ..


التحميل
__________________

رد مع اقتباس
  #2  
قديم April 1, 2020, 09:44 AM
 
رد: اللعبة الخطرة ، برانسلاف نوشيتش ، المسرحيات العالمية 64 ، حصريات مجلة الابتسامة

الف الف شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مسرح ، مسرحيات مترجمة ، مسرح عالمي ، pdf ، برانسلاف نوشيتش

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مسرحية ليالي الغضب ، آرمان سلاكرو ، روائع المسرحيات العالمية 44 ، حصريات مجلة الابتسامة عصير الكتب كتب المسرحيات الأجنبية والمترجمة 3 March 11, 2020 01:55 PM
تحميل الثقافة العالمية , العدد 179 , سبتمبر وأكتوبر , 2015 , حصريات مجلة الابتسامة معرفتي كتب المجلات 7 September 15, 2019 10:02 AM
تحميل مجلة ميكي جيب ، العدد 114 - يناير 2014 ، حصريات مجلة الابتسامة ، pdf مايا شوقي كتب أدب الأطفال والناشئين والكوميكس 2 July 18, 2019 01:47 AM
تحميل مجلة ميكي ,9 أغسطس 2012 , حصريات مجلة الابتسامة , pdf مايا شوقي كتب أدب الأطفال والناشئين والكوميكس 5 June 5, 2016 02:44 PM
حصريات مجلة الابتسامة من الروايات والقصص العالمية معرفتي الروايات والقصص المترجمة 0 May 17, 2012 10:51 PM


الساعة الآن 11:55 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر