فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم August 21, 2018, 03:31 PM
 
Smile صلاح منتصر يكتب شهادته عن عصر عبد الناصر


صلاح منتصر يكتب شهادته عن عصر عبد الناصر




كتب - خالد بيومى

قدم الكاتب الصحفى صلاح منتصر (84 عاما) شهادته على عصر عبد الناصر فى كتابه الصادر مؤخراً ضمن سلسلة «كتاب اليوم» تحت عنوان: (شهادتى على عصر عبد الناصر.. سنوات الانتصار والانكسار) وينفى عن نفسه أن تكون شهادته مجروحة لأنه ليس من جرحى أو ضحايا ثورة يوليو 52 ،حيث لم يأخذوا منه شبر أرض ولم يوضع تحت الحراسة، ولم يوقف عن عمله بالصحافة التى بدأ مشواره فى دار أخبار اليوم فى يناير 1953 بعد ستة أشهر فقط من قيام الثورة.
ويشير منتصر إلى أن الصدفة لعبت دوراً كبيراً فى نجاح حركة الضباط الأحرار، حيث كانت الخطة الأصلية تقوم على تحرك الضباط الأحرار، يوم 5 أغسطس ،حتى يكون الضباط قد قبضوا رواتبهم وسلموها لعائلاتهم ،وبذلك يكفون لهم الأمان.لكن الملك فاروق تلقى قائمة بالضباط الذين يفكرون فى عمل انقلاب عسكرى فأمر بالقبض عليهم فوراً، ولكن الضباط عندما علموا بانكشاف أمرهم قرروا بدء حركتهم مساء 22 يوليو ،لكن التوفيق الأكبر جاء فى تحرك الوحدة العسكرية التى كان يقودها البكباشى يوسف منصور صديق ،وكان مقرراُ لها أن تتحرك الساعة الثانية عشرة عند منتصف الليل ،لكن بغلطة من صديق وتوفيق من الله تحركت فى الحادية عشرة قبل ساعة من الموعد ،متجهة إلى مقر قيادة الجيش فى كوبرى القبة للاستيلاء عليه،وكانت المفاجأة أن قادة الجيش الذين كلفهم لملك فاروق بالقبض على ضباط الانقلاب كانوا على وشك إنهاء اجتماعهم والتفرق لتنفيذ إجراءات القبض المطلوبة، لكن صديق قبض عليهم، وبذلك سيطر الضباط الأحرار- بخبطة قدرية – على القوات المسلحة دون مقاومة تذكر.
وكان لا بد أن يكون للحركة وجه مقبول من ذوى السمعة الحسنة بدرجة لواء يلقى قبول الجيش والمواطنين أيضا وكانت رتبة بكباشي مقدم أكبر رتبة بين الضباط الأحرار، تم اختيار اللواء محمد نجيب الذى أسقط مرشح الملك فى انتخابات مجلس إدارة نادى الضباط الأحرار، ودوره الباسل فى حرب فلسطين 1948 التى جرح فيها مرتين وكان هذا الاختيار موفقا لأنه لاقى قبولا من جميع الأطراف.
وتنازل فاروق لابنه أحمد فؤاد عن العرش بهدوء وبدون مقاومة . وفى السادسة مساء السبت 26 يوليو غادرت الباخرة المحروسة ميناء رأس التين فى الإسكندرية حالة فاروق وزوجته ناريمان وابنه ولى العهد أحمد فؤاد، وبعد أقل من عام وبالتحديد يوم 18 يونيو 1952 تم إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية.
وتشكلت اللجنة التأسيسية للضباط الأحرار برئاسة جمال عبد الناصر التى اتخذت أول إجراءين ثوريين يوم 9 سبتمبر بعد 47 يوما من قيام الحركة الأول قانون الإصلاح الزراعى والثانى قانون تنظيم الأحزاب، وقد صدرا فى يوم واحد.
بعد ذلك خاض ناصر مع زملائه أعضاء مجلس قيادة الثورة معركة ضد الرئيس نجيب الذى اتهموه بالاستئثار بالسلطة .كما تم اتهامه بأنه كان على صلة بمؤامرة الإخوان فى حادث المنشية ،فتم إعفاؤه من رئاسة الجمهورية يوم 14 نوفمبر 1954.
وهكذا أصبح عبد الناصر رئيس السلطة فدخل معركة التفاوض مع الإنجليز الذين كانوا يحتلون منطقة القناة، وتوصل إلى معاهدة جلاء الإنجليز عن مصر وخروج آخر جندى بريطانى يوم 18 يونيو 1956، ثم كانت معركته ضد ضغوط أمريكا لدخول مصر حلف بغداد بحجة حماية المنطقة من الخطر الشيوعى.
واعتمد عبد الناصر فى حكمه على القوى الشعبية فكانت البداية هيئة التحرير، ثم الاتحاد القومى الذى تغير إلى الاتحاد الاشتراكى بمفهوم جمع فئات الشعب فى إطار واحد يؤيد الحاكم وهم من ذلك يحارب أعداء الثورة.
ونتيجة لذلك اتجه العمل السياسى إلى دعم الفلاحين والعمال على حساب الأفندية والمثقفين ،مما أدى إلى تدهور الطبقة الوسطى التى تولت على مر السنين حماية قيم وفنون وآداب مصر.
وكان أول ظهور عالمى لعبد الناصر فى مؤتمر باندونج فى أندونيسيا عام 1955 الذى حضره قادة 29 دولة من آسيا وأفريقيا وكان فرصة لعبد الناصر للالتقاء بزعامات مشهورة مثل الزعيم الهندى نهرو ورئيس وزراء الصين شوان لاى والأندونيسى سوكارنو.وكان المشاركون فى المؤتمر يمثلون أكثر من نصف سكان العالم ويمثل يقظة شعوب القارتين آسيا وأفريقيا وتعاونهم كقوة فى مواجهة عالم تسيطر عليه القوتان الأعظم أمريكا والاتحاد السوفياتي.
ويرى منتصر أن المؤتمر كان فرصة للترويج لثورة يوليو، التى لم يثبت ظهورها قبل المؤتمر،من خلال أهداف ستة تسعى لتحقيقها وهي:القضاء على الاستعمار،القضاء على الاحتكار وسيطرة رأس المال،والقضاء على الإقطاع،وإقامة جيش وطني،وإقامة عدالة اجتماعية، وإقامة حياة ديمقراطية.
ومن يراجع التاريخ يجد أن الطريق إلى هزيمة يونيو بدأ من العدوان الثلاثى على مصر 1956 ثم الوحدة مع سوريا 1958، التى لم تفد مصروعطلتها عن مشروع التنمية ثم الانفصال عام 1961،فحرب اليمن 1962 .
واتخذ عبد الناصر قرار تأميم قناة السويس فى يوليو 56 رداً على رفض أمريكا والبنك الدولى تمويل السد العالى أعطى عبد الناصر شهادة تقدير من الملايين على حسن القرار فرغم ما قيل أن قرار التأميم لم يكن له داع وأن القناة كانت ستعود لمصر بعد 12 عاماً طبقا للاتفاقية الخاصة بها ،لكن التأميم كان انتصاراً أدبياً ومعنوياً ونفسيا لملايين المصريين فى مواجهة الدولة الأعظم.
ويرى منتصر أن عقدة سوريا كانت وراء قرار تورط مصر فى حرب اليمن لمدة خمس سنوات حيث استشهد عدد كبير من قواتنا المسلحة، فى أرض جبلية وحرب عصابات ،كما تبدد رصيد مصر الذهبى وبسبب حرب اليمن تأجلت مشاريع التنمية وتراجعت مناورات الجيش المصرى وانخفضت ميزانية الصرف على القوات المسلحة ودخلت مصر حرب يونيو دون ملاجيء مبنية تحمى الطائرات المصرية التى كانت تقف عارية فى المطارات لعدم وجود الأموال اللازمة لذلك.وكان سبب حرب يونيو لهفتنا على استرضاء شعب سوريا وتمكنت إسرائيل يوم 5 يونيو خلال 3 ساعات من تدمير 85% من سلاحنا الجوى، وما أن جاءنا خبر حشد إسرائيل قواتها على الجبهة السورية وهو ما تأكد عدم صحته بعد 24 ساعة، لكن القيادة السياسية بدافع عقدة سوريا قررت دفع البقية الباقى من قواتنا الموجودة فى مصر وكأننا دولة عظمى، لتعبر القناة إلى سيناء دون أن يكون لديها مهمة واضحة أساسها هل تهاجم أم تدافع ولكل من الطريقتين خطط ومهام لم تكن موجودة. وهكذا دخلت مصر حرباً افترضتها إسرائيل وأيدتها أمريكا بأننا أعلناها بينما لم نكن مستعدين لها، وغيرت نتيجتها تاريخ الصراع، ورغم حرب أكتوبر لكن المنطقة ما زالت تدفع الثمن.
ورغم رغبة الثورة فى الإصلاح، لكنها كانت تشكك فى غير العسكريين وأصبح الاعتماد عليهم «أهل الثقة» فى مقابل التقليل من أهل الخبرة.
كان عبد الناصر يرى أن العمل السياسى وتعدد الرأى يعطل مشروع عدالته الاجتماعية لذلك لم يشجع التفكير الحر وأطلق أوصاف أعداء الثورة والرجعية وغير ذلك من الصفات التى تركت تأثيراً فى فكر الملايين الصاعدين حتى بدا لهم أن من يكسب مالا فهو حرامى يمص دم الشعب وهو تفكير ظل تقريباً حتى اليوم.
ومع ذلك يسجل لعبد الناصر أنه واجه هزيمة يونيو بعمل جاد فى إعادة بناء القوات المسلحة التى حققت نصر أكتوبر فيما بعد. كما أنه لم يعش لبلده فقد ساعد الدول الأخرى فى حربها المشروعة ضد الاستعمار. وشهدت معظم الدول الأفريقية بدور عبد الناصر فى تحريرها.كما يسجل له قوة شخصيته من خلال الكاريزما الخاصة التى أحاطت به وهى كاريزما جعلت كل زملائه يسلمون له بالقيادة.ويوم جنازته يوم 28 سبتمبر 1970 شهد جنازته الملايين الذين لم يتصوروا أنه بشر يمكن أن يموت ككل البشر وتصوروا أن الحياة انتهت بينما هى باقية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.




__________________
الحمد لله في السراء والضراء .. الحمد لله في المنع والعطاء .. الحمد لله في اليسر والبلاء


Save
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
يكتب, صلاح منتصر, شهادته, عبد الناصر, عن عصر

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مجموعه كتب قيمه عن الناصر صلاح الدين الأيوبى chetos alsawy كتب التاريخ و الاجتماعيات 2 May 15, 2017 03:12 PM
معلومات تاريخية هامة عن الناصر صلاح الدين Yaqot معلومات ثقافيه عامه 0 January 17, 2014 02:47 PM
رساله الى اى شاب......صلاح منتصر kindmiro كتب الادب العربي و الغربي 2 December 18, 2010 12:13 AM
الناصر صلاح الدين che_guevara مقالات الكُتّاب 1 April 13, 2010 01:30 PM
الذين غيروا القرن العشرين - صلاح منتصر advocate كتب الادب العربي و الغربي 6 November 17, 2009 09:30 AM


الساعة الآن 05:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر