فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الحياة الاجتماعية > الاسرة والمجتمع

الاسرة والمجتمع الاسره و المجتمع , توطيد العلاقات الاسريه, التربيه و حل المشاكل الاسريه و المشاكل الاجتماعيه



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم April 12, 2018, 09:58 PM
 
ظاهرة تشغيل الأطفال

ظاهرة تشغيل الأطفال


كثيرون هم الناشطون في تفسير وتحليل الظواهر الطارئة على العالم والتي لم تكن تعرف من قبل بهذا الحجم وبهذا الشكل سواء ما كان منها من ظواهر كونية أو ظواهر اجتماعية أو اقتصادية..... الخ وأود في هذه العجالة أن أساهم ولو ببحث بسيط من التحليل والتفسير لظاهرة لا تزال تشغل الكثير من دور البحث الاجتماعية سواء على المستوى الدولي أو الإقليمي أو المحلي تلك هي ظاهرة تشغيل الأطفال .

إن من العادة قبل الدخول في بحث هذه الظاهرة أو أي ظاهره أخرى أن نبحث عن الأسباب التي أوجدتها وجعلت منها مشكلة يحسب لها حساب فقد قامت دور البحث المختلفة في العالم في تحليلها وتفسيرها فوجدت أن على الرغم من اختلاف أسباب انتشارها من دولة إلى أخرى سواء من دول ما يسمى بالنامية والفقيرة أو في الدول المتقدمة والمتطورة علما بأن النصيب الأكبر في هذه المشكلة في الدول الفقيرة والنامية ومن هذه الأسباب:

1- الفقر المدقع التي تعاني منه الأسرة أو أسر هؤلاء الأطفال
2- أن تشغيل الأطفال يعطي أصحاب الأعمال الصغيرة في البلدان النامية إيرادا ودخلا أفضل مما لو كان الأجير أو العامل عندهم شابا كبيرا، وذلك من خلال تقليل الأجور وتخفيضها
3- تفكك الأسرة وعدم وجود الرعاية الصحيحة للأبناء مما يضطر الأطفال إلى البحث عن سبل كسب قوتهم اليومي .

4-الهجرة أو النزوح من الأرياف أو المدن الصغيرة في الدولة أو البلد الواحد إلى مدن أخرى أو دول أخرى من قبل الشباب وترك مجالات العمل التي يستغل بها الأطفال .
5-العولمة ونتائجها غير المباشرة على الدول والمجتمعات بحيث يقوم أصحاب رؤوس الأموال العالمية بالتفتيش والبحث عن اليد العاملة الرخيصة فيكون الأطفال هم الفريسة الحقيقية لهذا الجشع .

6-إنجاب أعداد كبيرة من المواليد بحيث يصعب على رب الأسرة تأمين احتياجاتهم ما يؤدي أن يرسل بعض الآباء بعضا من أبنائهم للدراسة والآخرون للعمل من أجل تأمين حاجات الأسرة .

7-السياسات العالمية والتي تفرض على الدول الفقيرة والمغلوب على أمرها من قبل الدول الغنية والتي تتمثل بما يفرضه البنك الدولي وصندوق النقد الدولي من أنظمة اقتصادية وتغير في برامج الإصلاح الاقتصادي للدولة ما يؤدي إلى تخفيض دعم الدولة لقطاعات الصحة والتعليم والسكن مثلا، فيلجأ المجتمع إلى زج أطفاله إلى سوق العمل.
8- ما ذكره البعض من النظرة إلى حملة الشهادات العليا وما يعاملون به من عدم توفر فرص العمل لتخصصاتهم ما يجعل بعض الناس تنظر إلى عدم تعليم أبنائهم الأطفال بما أن حالهم سيصبح مثل هؤلاء، مما يتبع ذلك من تحويل الأبناء الصغار إلى سوق العمل .

وقد تختلف الأسباب كما ذكرنا من بلد إلى آخر فلو أخذنا العراق وفلسطين لوجدنا أن هناك زيادة على هذه الأسباب مثل الاحتلال ونتائجه من سجن الكثير من الأيدي العاملة الشابة والإصابات المؤدية إلى الإعاقة الدائمة للشباب والمعوقة لهم عن العمل والجدار العنصري ما يجعل الأطفال أسهل وصولا إلى ورشات العمل والمصانع في بعض المستوطنات أو البيع في الطرقات أو على حواف الأرصفة.

وأود أن الفت الانتباه إلى أن هذه الآفة تصيب واحدا من كل ستة من أطفال العالم أي ما يعادل 16% من أطفال العالم واسمحوا لي أن أسميها (سوق العبيد للقرن الحادي والعشرين) وبالعودة إلى تحليل هذه الظاهرة هناك بعض البيانات والتي من خلالها يتبين حجم المشكلة فقد ذكرت منظمة العمل الدولية في تقريرها 2006 أن الفئات العمرية لهذه الظاهرة تبدأ من 5-14 سنة = 217 مليون طفل
من 5-17 سنة = 317 مليون طفل
وأن الذين يعملون في الأعمال الخطرة = 126 مليون طفل .
من بينهم 87% ذكور 13 % إناث
وإن طبيعة هذه الأعمال قائمة على- الزراعة 69% - الصناعة 22% - التجارة 9% . وتتمثل الأعمال التي يقوم بها الأطفال - أعمال ورش الصيانة الخاصة بالسيارات والأدوات الثقيلة - الخردة - .
- تنظيف البيوت والمؤسسات.
- أعمال الزراعة .
- أعمال الاستغلال الجنسي وما يسمى بالسياحة الجنسية .

والحقيقة المرة لهذه الظاهرة أن لها توابع ونتائج (سنذكرها) ما دفع البعض بالقول بعدم القدرة على حل مثل هذه الظاهرة فقال ( أن الأسباب الناتجة وغير المحدودة والمتطورة والمتنامية لهذه الظاهرة يبين عدم وضوحها) ومن نتائج هذه الظاهرة الخطيرة:

1- الانحدارات الاجتماعية للأطفال في قضايا المخدرات والمسكرات وما يتبعها من جريمة
2- الاستغلال الجنسي والانتهاكات الشخصية للحقوق
3- الأبعاد الأخلاقية والإنسانية والاقتصادية
4- الضرر النفسي والجسدي من عدم تناسب إمكانيات الأطفال مع الأعمال التي يزاولونها والتي يقومون بها .
ومع كل هذا فقد قامت مؤسسات ومراكز علمية متخصصة لحل هذه الظاهرة أو للإسهام في حلها وعقدت المؤتمرات والمحاضرات والندوات ومن بين هذه المراكز:
- مكاتب الأمم المتحدة واليونيسيف
- المركز العربي لإدارة العمل والتشغيل ( تونس )
- منظمة العمل العربية
- منظمة العمل الدولية
- النقابة الفرنسية UNSA
- وزارات العمل الخاصة بالدول
وقد اجتمعت هذه المؤسسات والمراكز من أجل تضافر الجهود للمساهمة في الحل وخرجت ببعض الحلول والتوصيات:
1- النصوص القانونية
2- ربط هذه الظاهرة بالعادات والتقاليد
3- المحاضرات والمدونات والندوات للتعريف بهذه الظاهرة
4- متابعة الأسرة وتقليل مما تعانيه من فقر وبطالة
5- حظر ومنع بعض الأنشطة
إلا أنه ومع وضع هذه الحلول فإننا نجد أن هذه المشكلة في تنامٍ مستمر يوما بعد يوم حتى لم تسلم منها بعض الدول المتقدمة مثل ألمانيا رغم ما فيها من قوانين صارمة فقد وجد أن هناك أطفالا تتراوح أعمارهم بين 13-16 سنة يعملون في المجتمع الألماني بالأعمال البسيطة مثل توزيع الجرائد وبعض الأعمال الأخرى حتى وصل عدد الذين يعيلون أسرهم في ألمانيا إلى حوالي 700 ألف طفل وذلك وفقا لبيانات جمعية حماية الأطفال الألمانية، وينسحب ذلك على بعض الدول العربية مثل المغرب والتي تؤكد بعض الإحصائيات أن قرابة 600 ألف طفل مغربي تتراوح أعمارهم بين 5-14 سنة يزاولون أعمالا لإعالة أسرهم ومن أخطر أشكال هذه الظاهرة ما يتنامى الآن في بعض الدول الفقيرة جدا وهو الاتّجار بالأطفال مع أن هناك بعض القوانين والاتفاقات الدولية التي تحرم وتجرم ذلك مثل الاتفاقية الدولية رقم 182 والتي لا تجيز الاتجار بالأطفال والعمل العنصري والخدمة في البيوت إلا أنه قد تم تسجيل 1,200 مليون طفل في العالم وقعوا ضحية الاتجار سنة 2002 م –( المرجع سفارة فرنسا لدى البحرين ) .

وفي النهاية إن كل ما تحدثت به المراكز المختصة من حلول لا يمكن أن تعطي الحل الصحيح الذي يضمن للإنسان كرامته وحقوقه ويجعل للطفولة براءتها وصحتها وعافيتها لأنها ترقيعات لفتوق كبيرة، ولا يتحقق إزالة الخوف والتعب والشقاء من أذهان الأطفال إلا بتجفيف منابع أسبابها ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلا بالعودة إلى قوانين السماء وعدم الإعراض عن شريعة الله وطريقة محمد صلى الله عليه وسلم حتى تعيش البشرية والإنسانية ومنهم الأطفال في طمأنينة وسعادة وراحة وهناء في كل مجالات الحياة بأن تتوفر الحاجات الأساسية لكل الناس فردا فردا وأن تشبع لكل الناس إشباعا كليا تجعله مطمئنا على نفسه وعلى أسرته ومن يعول . ويكون ذلك بإشباع الحاجات الأساسية من مأكل ومشرب ومسكن وصحة وتعليم. وتوفير الحاجات الأخرى ما استدعت الضرورة إلى ذلك حيث يعم الخير ليس على الأطفال فقط وإنما على الشباب والشيوخ وتحل مشاكل وظواهر ليست ظاهرة تشغيل الأطفال فقط وإنما مشاكل اجتماعية واقتصادية وسياسية، وأعيد وأقول ما لم يقض على منابع الأسباب التي ذكرت في إيجاد هذه الظاهرة والعودة إلى قانون السماء لتطبيق أحكام الله من خلال دولة الإسلام دولة الخلافة ستبقى كل الحلول ترقيعات في ثوب مهترئ

إن الجشع والطمع والاستغلال هي المسيطرة على حياة الناس وبالأخص أصحاب رؤوس الأموال في الدول الغنية والتي تسمي نفسها بالمتقدمة حيث من صالحها أن تبقى هذه الظاهرة وظواهر أخرى ومشاكل في العالم حتى تستنزف خيرات الناس وتجعلهم عبيدا عندها مهما تشدقوا بعلمهم وتحدثوا عن حريتهم ونادوا بديمقراطيتهم ولو لم يذكروا أن من صالحهم بقاء الحرائق في كل جنبات الأرض




رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ظاهرة النشاط الزائد عند الأطفال بقلم: محمد عباس عرابي(عضو اتحادكتاب مصر –عضو الجمعية المص محمس عربي مقالات الكُتّاب 0 May 16, 2014 05:38 PM
المشاكل النفسية للأبناء.كيف نتخلص من ظاهرة العنف.ظاهرة العنف الأسري RiiFi الاسرة والمجتمع 0 February 12, 2013 09:40 AM
رسوم الأطفال وتحليلها , دراسة فنون الأطفال امبراطورة الابتسامة امومة و طفولة 9 June 2, 2012 08:29 PM
شلل الأطفال , اسباب شلل الأطفال , علاج شلل الأطفال ألاء ياقوت مقالات طبية - الصحة العامة 0 November 1, 2010 02:03 AM


الساعة الآن 05:36 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر