فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم February 25, 2018, 09:24 PM
 
Smile الإعلام وغاز إسرائيل.. وجناية المنافقين على السلطة بقلم د. عمار علي حسن

الإعلام وغاز إسرائيل.. وجناية المنافقين على السلطة
بقلم
د. عمار علي حسن


الخميس 22-02-2018

( 1 )

كلما سأل الناس السلطة الحالية فى بلادنا، وهم على حق فى سؤالهم لأنهم أصحاب الأرض والتاريخ والمال والسيادة والشرعية، جاءتهم الردود ليلا عبر برامج «التوك شو» التى عهدنا أغلب من فيها يكذبون كما يتنفسون، مخلصين لمبدأ الدعاية السوداء: اكذب اكذب حتى يصدقك الناس. والحقيقة فإن هذه اللعبة لا تصلح مع كل الأسئلة، فمثلا لا يصح أن يلح المصريون فى السؤال عن صفقة استيراد الغاز من إسرائيل بقيمة 15 مليار دولار على مدار عشر سنوات، لمن؟
وكيف؟ وإلى أين؟ فلا يجدون إلا ردا لم يقنع أحدا على ألسنة بعض المذيعين الموجهين. إن هذه المسألة أعقد وأخطر وأعمق فى تأثيرها السياسى من أن تترك هكذا للثرثرة الفارغة، لا سيما أن مثل هذا الإعلام فقد مصداقيته، وانصرف أغلب الناس عنه، ويبدو أن السلطة لا تعلم هذا.
( 2 )
اقترح «رأفت الهجان» على ضابط المخابرات المصرية الذى يوجهه أن يجند كاتبة إسرائيلية تعارض بشدة سياسات حكومتها لتعمل لحساب مصر، فنهره الضابط وقال له: هذه تحب بلدها، ولهذا تنتقد الأوضاع بحثا عن الأفضل، أما الصيد السهل بالنسبة لنا فمن بين المنافقين، لأن هؤلاء يحبون أنفسهم فقط، وبالتالى يسهل شراؤهم.
( 3 )
التاريخ منبع أو منهل للرواية بما فيه من حكايات غريبة وساحرة وموجعة ومدهشة وعادية ومكرورة، وهو يتوسل بالسرد مثلها، وكما هى الرواية فإن التاريخ سردية وبنية ومسارات وشخصيات وصراعات، وليس بالضرورة كتابة الرواية التاريخية هى هروب من مواجهة الواقع، خوفا أو حذرا أو تقية، إنما أحيانا يستدعى التاريخ روائيا لفضح الواقع وتجريسه وإفهام الناس فداحة ما يواجهونه حاليا، أو إيصال رسائل إلى من بيدهم الأمر.
( 4 )
التصوف ليس انسحابا من الحياة، ولا انسحاقا أمامها، إنما هو ترفع عما يقود كثيرين إلى التنازل والذل والانسحاق، فالزهد فيما يلهث وراءه كثيرون يعطى الزاهدين قوة ومنعة. وهناك متصوفة لم يمنعهم الإغراق فى الروحانية من أن ينتصروا للعدل، ويمدوا أيديهم لمساعدة الناس، والوقوف فى وجه السلاطين الجائرين.
وإذا كان هناك من يعتبر أن القوة يلزمها الحركة والكلام، فإن هناك من يجعل من الصمت قوة أكبر.
( 5 )
فى كل زمان كانت هناك كتابات تجارية، لكنها لم تبق، لأنها تلبى شروط اللحظة الآنية، التى سرعان ما تنقضى، وليس بوسعها أن تمتلك قدرة دائمة على تأويلات متتابعة، وإدهاش لا ينقطع، وإجابة عن أسئلة متجددة، وإعطاء أمثولة يتم استدعاؤها، سواء كانت حكاية أو فكرة أو شخصية، كى تفيد الأزمنة المتغيرة. وهذا لا يمنع أن بعض الأعمال الجيدة تجد من يأخذ بيدها فى سبيل الذيوع والرواج، وإن كان هذا لا يمثل القاعدة.
( 6 )
جدلية الموت والحياة، إنها الثنائية الأكثر تأثيرا فينا، لكنها ليست متعاقبة بالضرورة، فهناك موتى وهم أحياء، من بين من يفقدون إرادتهم وكرامتهم وحريتهم وإنسانيتهم ودورهم فى الحياة. وهناك أحياء وهم موتى، بعضهم أنجز وأضاف إلى الحياة وقت عيشه إضافات قوية ومبهرة وقادرة على الاستمرار لأنها تفيد البشر، أو هناك من يستدعيها لتخدمه فى حياته، فى إطار الصراع الاجتماعى.
عموما الموت هو الحقيقة التى نراها أمامنا، ولا مراء فيها، ولا اختلاف عليها، والحياة هى الهبة التى قد نضيعها إن لم ندرك جوهرها ومعناها ومغزاها. والعجيب أن هناك من يتصرف وكأنه لن يموت وسيكون حسابه أمام الله والتاريخ، إنه الحاكم المتجبر فى كل زمان ومكان.
أنا ممن يؤمنون بأن الموت ليس نهاية المطاف، وإلا صار كل شىء عبثا، إنما هناك حياة أخرى تنتظر الإنسان، الذى إن لم يكن أزليا، كما هو الله، فإنه أبدى مثله، وتلك إرادة الله سبحانه وتعالى فى خلقه.
( 7 )
صراخنا أكلته الريح
عمر انقضى فى المداولة
لا شيء أتى
وليس أمامنا من سبيل
سوى أن نقول لأنفسنا
كى نستريح
يكفينا شرف المحاولة
أيتها المحاولة المراوغة البغيضة
الآن أخبرك بأنى أكرهك
وآن لك أن ترحلى
فقد مللت الهبوط والصعود
سيزيف مات
والحجر صار أثقل
فى رحلة القيام والقعود
أنا الآن ذلك الذى يتمنى أن يقول للشىء:
كن، فيكون
لست إلها
ولا نبيا
ولا وليا
ولا قديسا
إنما بشر فاته الزمن
يريد أن يقطع المسافات
التى هربت
ويعيد إلى الحياة
بهجتها الغاربة
شهوتها الراغبة
ويصل ذلك الهتاف الذى كان يهتف:
أخرجونى من حساباتكم
أنا خارج هذه المقاولة
وحين يصير صوتى جهورا قهورا
لا يكف عن الصياح
حتى يزيج النور الظلام
ويقتل النصر الهزيمة
سأطلق أحلامى
وأعلن استئناف المزاولة.

نقلا عن جريدة المصري اليوم
__________________
الحمد لله في السراء والضراء .. الحمد لله في المنع والعطاء .. الحمد لله في اليسر والبلاء


Save
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
للتحميل كتاب السلطة على فراش الحب ، بقلم نبيل عمر .. حصريا مايا شوقي كتب السياسة و العلاقات الدوليه 497 September 9, 2019 09:14 PM
حُمّى «الضنك» تكشف غياب الدولة وعبثها بقلم عمار علي حسن معرفتي مقالات الكُتّاب 0 November 24, 2017 01:41 AM
التفكير الإبداعى والخيال المنطقى الخلاق بقلم عمار علي حسن معرفتي مقالات الكُتّاب 0 November 24, 2017 01:29 AM
احترموا عقولنا فنحن لسنا حميراً أو نعاجاً بقلم عمار علي حسن معرفتي مقالات الكُتّاب 0 November 24, 2017 01:26 AM
رِدّة سياسية وتهرب من الديمقراطية بقلم عمار علي حسن معرفتي مقالات الكُتّاب 0 August 18, 2017 04:02 AM


الساعة الآن 06:41 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر