فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم December 4, 2017, 12:12 AM
 
Smile أسواق النخاسة تعود من جديد بقلم نصار عبد الله

أسواق النخاسة تعود من جديد
بقلم
نصار عبد الله


من بين المآثر التى سيذكرها التاريخ للملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، هو مبادرته الجريئة التى حلَّت الماضى ذكراها الخامسة والخمسون، حينما أصدر قراراً وزارياً (لم يكن قد تولى الملك بعد).. وبمقتضى ذلك القرار فإن كل شخص مملوك يعد حراً بدءاً من لحظة إعلان القرار، ويتنبه عليه بالتوجه إلى أقرب محكمة شرعية للحصول على شهادة تثبت تحرره من الرق دون توقف على رضاء مالكه أو موافقته!!، كما يعاقب بأفدح العقوبات (التى لم يذكر القرار نوعها على وجه التحديد) كل من عمل على عرقلة تنفيذه، وكذلك كل من قام بعد صدوره بعرض ذكر أو أنثى للبيع فى سوق النخاسة!!.. قبل ذلك التاريخ كان من المألوف فى سوق الدكة الشهيرة، القائم بالقرب من الحرم الشريف، أن يُعرض الأرقاء: رجالاً، ونساء، وصبيان، وصبايا، أمام الراغبين فى الشراء، حيث كان المشترى يقوم بمعاينة المعروض وفحصه جيداً للتأكد من خلوه من أى عيوب قبل أن يُقدم على الشراء!!، وكان قوام هذه التجارة البشعة يعتمد على ما تقوم به بعض الجماعات التى احترفت جريمة اختطاف البشر وجلبهم من بقاع العالم المختلفة، وبوجه خاص من البلاد الأفريقية ذات البشرة السوداء، التى كان ينظر إلى أبنائها على أنهم عبيد بالفطرة!!، ثم بيع أولئك التعساء فى بلاد الحجاز ونجد التى ظلت على مدى العصور الإسلامية المختلفة، بل وحتى قبل ظهور الإسلام، سوقاً رائجة لتلك التجارة، شأنها فى ذلك شأن بقاع عديدة من العالم، لكنها انفردت عن الكثير من المناطق المجاورة لها، وعن الكثير من مناطق العالم الأخرى، بتأخر تحرير الرقيق فيها حتى حلول النصف الثانى من القرن العشرين، وتحديداً حتى مبادرة الملك فيصل سالفة الذكر.. وقد ساعد على ذلك التأخر سيادة مذاهب فقهية سلفية متشددة تذهب إلى أن الرق هو من بين ما أقره الإسلام، وأن إلغاءه- من ثم- خروج على صحيح الدين والعقيدة!!. ومن خلف ذلك الفهم الظلامى كانت هناك
- كما هى الحال دائماً- القوى المستفيدة من توظيف العقيدة توظيفاً ضالاً ومضللاً لصالحها، وفى مقدمتها بطبيعة الحال مافيا القراصنة والتجار وقطاع الطرق، الذين بلغ بهم الأمر فى وقائع معينة إلى حد اختطاف الحجاج أنفسهم أثناء توجههم لأداء الفريضة المقدسة، ثم بيعهم بعد ذلك بعد أن أصبحوا رقيقاً!!.. ولقد بدا لفترة معينة أن قرار فيصل بن عبدالعزيز قد وضع حداً نهائياً لتلك التجارة الآثمة التى كانت السعودية واحداً من آخر معاقلها.. ولم يدر فى ذهن أحد أن القرن الواحد والعشرين سوف يطلع على العالم بتنظيم جديد مشبوه لا يعرف أحد كيف نشأ على وجه التحديد، وإن كان من شبه المؤكد أن وراءه قوى لا تستهدف سوى تشويه وجه العقيدة الإسلامية التى كان من علاماتها الأساسية الحض الدائم على عتق الرق، وتأكيدها الدائم على المساواة بين البشر، وبأنه لا فضل لعربى على أعجمى إلا بالتقوى، هذا التنظيم الذى عُرف اختصاراً باسم «داعش»، بدأ من جديد يطرح الرؤى الظلامية للإسلام، وفى مقدمتها جواز بل وجوب استرقاق غير المؤمنين إذا ما وقعوا فى قبضة المؤمنين!.. وفى الشهر «نوفمبر» الماضى وبعد خمسة وخمسين عاماً من صدور القرار التاريخى، طالعتنا الأخبار الكئيبة بأن داعش قد بدأ يقيم من جديد أسواقاً للنخاسة، بعضها على مقربة من تخومنا الغربية فى ليبيا، وأن الضحايا فى هذه المرة هم المهاجرون الأفريقيون، فهل سوف يتحرك العالم، وهل سوف تتحرك مصر؟.
[email protected]


نقلا عن جريدة المصري اليوم

__________________
الحمد لله في السراء والضراء .. الحمد لله في المنع والعطاء .. الحمد لله في اليسر والبلاء


Save
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أشواق, من جديد, النخاسة, تعني, بقلم, عبد الله, نزار

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أقوال نزار قباني الكفرية\ الجزء الأول\ ادخل يا عاشق نزار لترى حقيقة نزار مُصعب النصح و التوعيه 26 September 29, 2013 11:47 PM
تلاميذ غزة / بقلم: نزار قباني سفيرة الانوثة شعر و نثر 4 September 23, 2010 08:05 PM
الإسلام والعودة إلى عصر النخاسة والرقيق الآبيض كنز العلوم مقالات حادّه , مواضيع نقاش 1 December 24, 2009 09:04 PM
حين تعود الى الله العزم10 النصح و التوعيه 5 November 17, 2009 01:06 AM


الساعة الآن 12:02 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر