فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > اقسام الحياة العامه > مقالات الكُتّاب

مقالات الكُتّاب مقالات وكتابات من الجرائد اليوميه و المجلات.



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم November 22, 2017, 06:15 PM
 
دولة ريادة الأعمال


الدافع الحقيقي للجوء إلى تقنية وفلسفة ريادة الأعمال هي الحاجة إلى التنمية الاقتصادية، والعمل على استحداث قنوات اقتصادية تعمل على ضخّ موارد مالية بالنسبة للاقتصاد الداخلي للدول؛ الأمر الذي يؤدِّي بالتبعية إلى استقطاب استثمار أجنبي مُباشر في تلك الشركات الناشئة، والتي هيَّأتها منظومة الحاضنات التي أصبحت أداة رئيسة في التنمية داخل الدول؛ كيف لا وهي لغة العصر التي لا تقل أهمية عن اكتشاف الحواسب الآلية.


بقلم: يحيى السيد عمر




إن الفقر والبطالة من أخطر أضلاع انهيار أيِّ أُمَّةٍ، وبالتالي كان لا بد مِن استحداث أنظمةٍ غير نَمَطية لمواجهتهما، علاوة على استدامة التنمية من أجل القضاء عليهما أو تخفيف معدلاتهما.
دول الريادة:
أخذت الدراسات والأبحاث طريقها في اكتشاف عالم ريادة الأعمال؛ فقد أُجريت دراسة موسَّعة حول دول الريادة في العالم قامت بإجرائها مجموعة الشبكات التجارية البريطانية المؤشِّر المعتمد “Approved Index” ؛ حيث حصلت الولايات المتحدة على المرتبة 41 عالمياً من حيث عدد رواد
الأعمال لديها؛ حيث يمثلون 4.3% من البالغين، بينما جاءت بريطانيا في المرتبة 37 بنسبة 4.6%، ويتم حساب الرقم المذكور من النسبة المئوية للسكان البالغين الذين يمتلكون أو يشتركون في تملُّك أعمال تجارية جديدة، ودفعوا رواتب أو أجوراً لثلاثة أشهر أو أكثر .
كما شملت الدراسات أيضاً البرازيل التي جاءت في مرتبة متقدمة من ريادة الأعمال بعدما كانت على شفا الإفلاس الحقيقي؛ حيث وصل مُعدل التضخم لديها إلى أكثر من 250%، ولكن قامت بالفعل بوضع برنامج إصلاحي اقتصادي، ونجحت في جذب الكثير من الاستثمارات الأجنبية.


وهكذا تفوقت عدة دول في مجالات ريادية شتى، فنجحت لوكسمبورغ في مجال بدء المشاريع والأعمال، وفرنسا في مجال النفوذ الثقافي، وألمانيا في مجال ريادة الأعمال، وكندا في مجال الحصول على جودة الحياة، وإيطاليا كبلد التراث، والهند كبلد الاقتصاد الصاعد والقادم، وفي النهاية، سجلت ألمانيا المركز الأول بشكل عام بين جميع دول العالم.
ويعتمد الترتيب على الدراسات الاستقصائية لـ16248شخصاً من 36 بلداً في الأمريكتين وآسيا وأوروبا وإفريقيا، ومن بين هؤلاء، أكثر من 8000 مما يسمى “النُّخَب المستنيرة” (أفراد تلقوا تعليماً جامعياً، من الطبقة الوسطى أو الطبقة العليا)، وأكثر من 4500 كانوا قادة أعمال، يُعْرَفُونَ بأنهم من كبار القادة في منظمات أو أفراد يملكون شركات توظِّف الآخرين، والبقية كانت تنتمي لعامة الناس.
فالدول الفقيرة هي أكثر الدول التي يلجأ مواطنوها إلى الاستثمار في المشروعات المتوسطة والصغيرة من أجل تنشيط الحركة التجارية الداخلية؛ حيث تأتي أوغندا في المرتبة الأولى في الدول الإفريقية بنسبة 27%؛ حيث إن أوغندا تقوم بتوفير كل الوسائل الأولية ووسائل الاتصال والإنترنت التي تسهِّل عمل المستثمرين.
وتحتل تايلاند المرتبة الثانية بعد أوغندا بواقع 16.72% من إجمالي السكان؛ حيث يلجأ معظم سكانها إلى إنشاء أعمالهم الخاصة، ويُعَدُّ النقل من أكبر القطاعات في تايلاند؛ حيث تُعَدُّ عربات التوكتوك من الوسائل الأساسية للتنقل حول المدينة، ويمكن أن تحقِّق أجراً لائقاً في المناطق السياحية .


وتأتي دولة البرازيل في المرتبة الثالثة؛ حيث يلاحظ أن 13.8% من السكان رجال أعمال، وهم في الغالب من البائعين المستقلين، ونصفهم من النساء .
أما المركز الرابع فحصلت عليه دولة الكاميرون؛ حيث إن 13.7% من السكان يمتلكون عملهم الخاص، بما في ذلك العديد من عمال الخدمات وقطاع الصناعات الغذائية.
وتأتي فيتنام في المركز الخامس بواقع 13.3% من إجمالي السكان يعملون لحسابهم الخاص، وتشتهر فيتنام بوصف “حلاقي الشوارع”.
أما أنجولا فقد استطاعت أن تحتل المركز السادس؛ حيث بلغت نسبة السكان الذين يعملون في مجال ريادة الأعمال حوالي 12.4% من إجمالي السكان المحليين؛ حيث يعملون لحسابهم الخاص؛ فيمثل بائعو الشوارع النسبة الأكبر من مالكي الأعمال، وتساعد الاختناقات المرورية هؤلاء العاملين بالترويج لبضائعهم، وبيعها .


وتأتي جامايكا في المركز السابع عالمياً؛ حيث إن 11.9% من إجمالي السكان يمتلكون عملهم الخاص، والكثير منهم باعة جائلون؛ كما شجَّعت الحكومة لزيادة تبنِّي الأفكار الريادية عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا .
وتحتل بوتسوانا المركز الثامن بنسبة 11.1% من إجمالي عدد سكانها؛ حيث ينشئون أكشاكاً على مساحات لدعم تجارتهم .
وبالرغم من أنها من أكثر البلدان استقراراً وازدهاراً في أمريكا الجنوبية؛ إلا أنها احتلت المركز التاسع، وكانت في مؤخرة الصفوف، وهي دولة تشيلي؛ بنسبة لا تتعدى 11% من إجمالي سكانها، والذين اختاروا ريادة الأعمال.
وبالتالي أصبحت اللغة المستحدثة الآن في العالم هي لغة ريادة الأعمال، والاستثمار في المشروعات المتوسطة والصغيرة التي تُعَدُّ هي أساس الاستثمار والتنمية داخل الدول.


دولة ريادة الأعمال .. حلم عربي:



لم تكتفِ الدول المتقدمة التي حقَّقت نجاحات اقتصادية بارزة في مجال ريادة الأعمال باحتضان وتنمية قدرات ومهارات رواد الأعمال لديها فقط، بل سعت سعياً حثيثاً إلى تكوين مجتمع ريادة الأعمال في دولها، وتشجيع العمل الحر والإبداع والابتكار والمشروعات الصغيرة، مع الاستفادة من اقتصاد المعرفة في توليد عشرات الأفكار والمبتكرات والمنتجات والخدمات والمشروعات التي تلبِّي الاحتياجات وتنمِّي المجتمعات.
وانطلاقًا من هذه النجاحات فإن المأمول أن يتم تعميم هذه التجارب الرائدة على سائر الدول العربية، لتصبح الدول العربية دولاً لريادة الأعمال بمؤسساتها التنفيذية ووزاراتها وأجهزتها، ومؤسساتها مع قطاعها الخاص ومجتمعها المدني.. دول رائدة ومُبْتَكِرَةٌ ومُبْدِعَةٌ في قوانينها ونُظُمِهَا وأدائها وفكرها وتخطيطها وباستراتيجياتها وسياساتها وعدلها وأمنها.


دولة ريادة الأعمال هي الدولة التي ستنشر وترعى ثقافة وفكر ريادة الأعمال.. وتحتضن وتنمي وتساند رواد الأعمال، وتبني وتكون وتشجع مجتمعات ريادة الأعمال في الريف والحضر والبادية.. هي الدولة التي سَتُطَوِّرُ وتَبْنِي منظومة التعلم بالتوازي مع منظومة التعليم ومنظومة التدريب..

وهي الدولة التي ستبني وتساند اقتصاد المعرفة والاقتصاد الأخضر بالتوازي مع التنمية المستدامة، والاقتصاد التقليدي (الصناعة، الزراعة، البترول، التعدين، التشييد، السياحة…) والاقتصاد المالي والنقدي.
دولة ريادة الأعمال هي التي ستعيد صياغة علاقاتها الخارجية والعربية والدبلوماسية على أسس استراتيجية، وتحالفات خَلَّاقَةٍ، وتعاون مُبْدِعٍ، وتبادل مصالح، وقيم إنسانية فوق أيِّ خلاف.
دولة ريادة الأعمال هي التي ستتمكن وتمتلك مقومات حمل الأمانة.. ومسؤولية الإعمار في الأرض وإسعاد البشر وحماية البيئة، وحفظ السلام العالمي، وحقوق الإنسان، وتحقيق العدالة والكرامة الإنسانية والتنمية المستدامة.
وستظل النواة الصلبة هي الفرد.. الرائد والرواد ثم الأسرة، والمجتمع والقرية والمدينة.. إلا أن دولة ريادة الأعمال ستظل هدفاً استراتيجياً، يمكن أن يميز رؤيتنا للمستقبل.. التميز.. هو الطموح.

لتحميل المقال بصيغة PDF أنقر هنا










رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلة الأفكار الذكية, المجتمع الوظيفي, يحيى السيد عمر, ريادة الأعمال, رواد الأعمال



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أساسيات ريادة الأعمال والتسويق نورا باسم علم الإدارة والاتصال و إدارة التسويق و المبيعات 0 August 29, 2016 04:50 PM
ورشة عمل الإرشاد التطوعي في ريادة الأعمال بجامعة طيبة طموح ونجاح قناة الاخبار اليومية 0 November 7, 2012 11:09 AM


الساعة الآن 11:35 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر