مرهون بتلالا ثغرك

أخي الغالي عبد القادر خليل
رائعة جدا هذه القصيدة
و عذبة للغاية تلك الكلمات
لو أردت أن أحلل كل بيت على حده
لقلت الكثير
أو الأصح لقالت لي كلماتك الكثير الكثير

ما أروع قولك ..
مرهون أنا بتلألؤ ثغرك ..
فعلا من عادة النور البارق .. أنه يخطف الأبصار ..
فيشل حركة العقل لبرهة من الزمن ..
و لكنه أي العقل ما يفتأ يسيطر على نفسه و يدرك ما حدث و يتجاوزه ..
أما هنا فالنور الساطع من ثغر الحبيبة ..
جعل الشاعر مرهون .. مقيد .. سجين حبها ..
لماذا ؟ .. لأنه لم يخطف البصر و العقل فقط ..
بل تلالؤ ثغرها .. خطف القلب ..
فأسلم قياده لها دون مقاومة .. بل بغبطة و سعادة ..

و غير ذلك أيضا قولك ..
وغذوت تلميذ عيونك أنهل منها الغرام ..
لما يصبح الشاعر العاشق ..
تلميذ .. في مدرسة الحب ..
و تكون مدرسته الجميلة .. عيون حبيبته ..
فهذا رائع جدا ..
خاصة لما نعرف بعدها ..
أن العلم الذي يتلقاه .. هو الغرام ..
تصبح هذه المدرسة .. حلم كل عاشق ..

و أما قولك ..
فتلقيني كلهفة الأرض العطشى للمطر
وواهميني باني كائن مائي ..

فغاية في الروعة الشعرية ..
هنا عندما يطول الغياب ..
و يسيطر الحنين .. حتى النخاع ..
تستقبله الحبيبة .. و تشبيهها بالأرض .. رائع ..
فالأرض .. هي الأم و الوطن و الدفئ و الحنان و الأمان .. و هي الأصل الأصيل ..
و تزيد عذوبة المعنى .. عندما يكون اللقاء بلهفة ..
و أي لهفة .. ليتك تتخيل الأرض الجافة .. تصب عليها قطرات المطر الرقيقة الشفافة ..
هل تكفيك كلمة .. رواء .. لتدرك المعنى الرائع ..
إبقى معي أرجوك ..
و تتبع قول الشاعر ..
وواهميني باني كائن مائي ..
ما سبب الإيهام هنا ؟ ..
تخيل الشاعر من فرط حنينه لحبيبته ..
في لحظة اللقاء بعد طول غياب ..
صدمة روحية .. ذهول .. صمت ..
يتوه العاشق من فرط حبه
من سيوقظه .. الحبيبة طبعا ..
لكنه لا يريد أن يفيق من روعة اللحظة ..
هنا تأخذه لعالم الأحلام .. توهمه .. أنه ليس بشر ..
تحجزه الحدود بين الحبيب و حبيبته ..
إنه كائن مائي .. يسبح في فضاءت العشق الممتدة بلا حدود ..
ينساب في رقة و لطافة و تدفق ..

و غيرها الكثير ..
مثل .. إكسري قيود الصمت ..
أو .. اامتزجي بنبضي تغلغلي ببنيان قلبي
تدفقي كبركان في شرايني ..
و خاصة قولك ..
وأبني بك دولة أحلام بروعة همسك ..
هذه رائعة .. تعجز كلماتي عن التعبير عنها ..
فأترك لكل قارئ .. متعة تأملها على حسب ذوقه ..

أخي الغالي عبد القادر خليل ..
بإختصار .. شكرا على الإبداع ..
و لا تحرمنا المزيد ..