فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > اقسام الحياة العامه > النصح و التوعيه

النصح و التوعيه مقالات , إرشادات , نصح , توعيه , فتاوي , احاديث , احكام فقهيه



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم June 1, 2017, 04:56 PM
 
المِحنَة و الاختبار

المِحنَة و الاختبار


المحنة:هي الخبرة، و قد امتحنه يعني اختبره، و الامتحان: الاختبار،و امتحن القول:نظر فيه و دبّره.
و أصل المحن: هو الضرب بالسوط، و المِحَن واحدتها مِحنة ، هي البَلِيّة التي يُختَبر بها الإنسان.
و امتحنت الذهب و الفضة:إذا أذبتهما لِتختبرهما، حتى خلّصت الذهب و الفضة.

و في الحديث عن عُتبة بن عبد السّلَمي ، وهو صحابي حدث أنّ رسول الله - صلى الله عليه و سلّم - قال: (القتلى ثلاثة: رجلٌ مؤمن جاهد بنفسه و مالِه في سبيل الله حتى إذا لقي العِدوّ قاتلهم حتى يُقتَل،فذلك الشهيد المُمتحَن في جنّة الله تحت عرشه لا يَفضُله النبيّون إلا بدرجة النبوّة).

و قول الله -عزّ و جلّ- : (أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى )(الحجرات: من الآية3) أي شَرح قلوبهم و وسّعها للتقوى. وقد وصف الله- سبحانه و تعالى- مادحاً يوسف - عليه السلام- فقال( إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ)(يوسف: من الآية24)...... المُمتَحن و المُخلَص: هو المُصفّى المُهذّب.

..........................................
يتبيّن لنا من المعاني اللغوية أنّ المِحنة هي الاختبار و التنقية و التهذيب، حتى يَخلُص المؤمِن فلا تبقى فيه شوائب و لا رواسب، اقرأ معي قول الحق- سبحانه و تعالى -) مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ )(آل عمران: من الآية179)
رُوي عن الشعبيّ قال......... دخل خبّاب بن الأرَت على عمر بن الخطّاب - رضي الله عنهما- فأجلسه على مُتّكئه ، فقال: ما على الأرض أحدٌ أحقّ بهذا المجلس من هذا إلا رجلُ واحد ، قال له خبّاب مَن هو يا أمير المؤمنين؟ قال:بلال ، فقال خبّاب ما هو بأحق منّي. إنّ بلالاً كان له في المشركين مَن يمنعه الله به...... و لم يكن لي أحد يمنعني .... فلقد رأيتني يوماً أخذوني فأوقدوا لي ناراً ثمّ سلقوني فيها........ ثم وضع رجلٌ رجله على صدري فما اتّقيت الأرض - أو قال بعد الأرض- إلا بظهري ثمّ كشف عن ظهره فإذا هو قد بَرِص ) و في رواية( أوقدوا لي ناراً فما أطفأها إلا ودك ظهري).
إنّ خلوص القلب لله تعالى لا يتأتى بأمنية و لا تَمَنٍ ، فهو ليس كالاعتقاد من ناحية أنّ الاعتقاد يلزمه تصديق فقط، و لكن خلوص القلب هو نتيجةٌ و نهايةٌ لِطريق سلكه المُعتَقد ، وهو يعلم أنّ طريقه هذا محفوف بالأشواك و المخاطر و الابتلاءات، وأنواع من الإختبارات من الله تعالى يصبر عليها ، و يطلب من الله الإعانة و التّثبيت.

وأوّل هذه الطريق رسوخ العقيدة في القلب ، و صحّة ما تحمل من فكر ، فإن كان في البناء العقائدي خلل يظهر عند أول اختبار.

و يسبق اطمئنان القلب ، قلق و تردد يعتري الإنسان حال شروعه في دحض فكر بفكره ، يشبهه أو يخالفه بالكلّية . و هذا لا يأتي بجَرّة قلم أو بتغيير لفظ و إنما يحتاج إلى وقت و فترة معيّنة تختلف باختلاف الأشخاص.

و مرحلة القلق هذه تنتهي عند المُنصف عادةً باستقرار القلب و هدوء النفس . فهي أشبه بعملية التفاعل الكيميائي بين مادتين ، فإن العمليّة تحتاج إلى وقتٍ ثمّ تنتهي و تستقر المادة الجديدة.
و ربّما مرّ القلب في مرحلة القلق بين التردد و اليقين فالتردد هو الشك ، و خلوص القلب هو اليقين.

ثمّ تأتي بعد مرحلة القلق أول الاختبارات، وهو الاختلاف الفكري بين ما تحمل من أفكار و بين ما يحمله النّاس ، وبين قناعاتك و قناعات النّاس ، و هذه أوّل مِحنة.
فالذين كانوا يصِفون الرّسول - صلّى الله عليه و سلّم- بالصادق الأمين هم الذين وصفوه بعد ذلك بالشاعر و الكاهن و الساحر.
التقى الأخنس بن شُريق و أبو جهل، فقال الأخنس لأبي جهل: أخبرني عن محمّد أصادق هو أم كاذب؟ فليس ها هنا أحد يسمع كلامك غيري. فقال أبو جهل: و اللهِ إنّ محمّداً لصادقٌ، و ما كذب قَط، و لكن إذا ذهب بنو قُصيّ باللواء و السقاية و الحجابة و الندوة و النبوّة، فماذا يكون لسائر قريش....؟؟!

و اختلاف الأفكار و القناعات بين الداعي و قومه لم تحدث بين الرسول - صلّى الله عليه و سلّم- و بين قومه فقط،بل هي متكرّرة حدثت مع جميع الأنبياء - صلوات الله عليهم أجمعين- و مع الذين اتّبعوهم، يقول الحقّ سبحانه و تعالى: (وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَأِ الْمُرْسَلِينَ)(الأنعام:34)

إنّ المتتبّع لأحول الدُعاة، يجد أنّ مَن جاء بفكرٍ جديد لا بُدّ من أن تحصل له المِحنة و الاختبار، و النّقد بِغضّ النظر عن فكره أو ما جاء به أخطأٌ أم صحيح، أحقٌّ أم باطلٌ، فالقضيّة هي أنّه أتى بفكر جديد فحصلت له المحنة و الاختبار.

ثم بعد ذلك تأتي المرحلة الثانية من المحنة و الاختبار، وهي أنّه بعد المواجهة الأولى و استمرارها يكون أمام اختيار: إما أن يتنصَّل مما حمل و يَكِنَّ فيكُفوا، أو أن يثبت و يستمرّ بالحمل بغضّ النظر عمّا يحدث له من محنة و اختبار.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم June 4, 2017, 03:33 PM
 
رد: المِحنَة و الاختبار

فإن كان ضعيفاً في حمله تهاوى من أول اختبار و امتحان و أما إن كان قوياً فيما يحمل - و لا أقصد هنا القوّة الجسديّة- فما تزيده هذه الاختبارات و الإمتحانات إلا صلابة بل تصقل فكره و تشحذ ذهنه ، و تعلو بهمّته . و الأمثلة على ذلك كثيرة في السيرة ، فقد خَطَبَ عُتبة بن غزوان - رضي الله عنه - و هو أمير على البصرة ، فكان مِمّا قال و لقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله - صلّى الله عليه و سلّم- ما لنا طعام إلا ورق الشجر، حتى قرحت أشداقنا، فالتقطتُ بردة فشققتها بيني و بين سعد بن مالك فاتّزرت بنصفها، و اتّزر سعد بالنصف الآخر، فما أصبح اليوم منّا واحدٌ إلا أصبح أميراً على مَصر من الأمصار، و أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيماً و عند الله صغيراً) رواه مسلم.

فالذين آمنوا بِصحة الفكر الذي يحملون ، لم يُخضعوا هذا الفكر لِمنطق الربح و الخسارة، ولا لقاعدة النفع و الأذى، فهم قد حملوا فكراً و اجتهدوا في أن يجعلوه فكراً لِغيرهم، يحملونه كحملهم له، فهم الذين علّمهم الرسول، و أخذوا منه و عنّه، و كان لهم الأسوة الحسنة رُغم الأحوال التي مرّت بهم من ضيق و ضعف و فقر، لم تكن هذه الأحوال عوامل تساعد إيجاباً أو سلباً على فكرهم.

و أما مَن كان ضعيفاً في حمله فإنه يتهاوى تبعاً لهذه الأحوال، بل يجعل منها عند نفسه أعذاراً أو قناعات ليتنصّل مِمّا يحمل و يعود لسابق جاهليّته، و صدق الله العظيم (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً .يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً .لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولاً)(الفرقان:27-2)

و المحنة نوعان من حيث و قوعها على المسلم:-
ابتلاء و محنة و اختبار من الله - عزّ و جلّ-.
ابتلاء و محنة و اختبار من النّاس.

أولاً:-أما الابتلاءات و المِحن من الله فقد قال ربّنا- عزّ و جلّ- (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ، وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)(العنكبوت:3,2) . و قوله تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)(البقرة:214).و سبب نزول آية العنكبوت كما يقول ابن عبّاس و غيره: يريد بالنّاس قوماً من المؤمنين كانوا بمكة ، و كان الكفار من قريش يُؤذونهم و يُعذّبونهم على الإسلام، مثل عمّار بن ياسر و ياسر أبوه و سُمَيّة و غيرهم. فكانت صدورهم تضيق لذلك، و ربّما استُنكِر أن يُمكّن الله الكفار من المؤمنين.

قال مُجاهد:فنزلت هذه الآية مسلّية و معلّمة أنّ هذه هي سنّة الله في عباده اختبارٌ للمؤمنين و فتنة.
و قال ابن عطيّة: هذه الآية و إن كانت نزلت بهذا السبب، أو في معناه فهي باقية في أمة محمّد - صلّى الله عليه و سلّم - ، موجود حكمها بقيّة الدهر. و ذلك أنّ الفتنة من الله باقية في ثغور المسلمين بالأسر، و نكاية العدو،و في كل موضع مثل الأمراض و الزلازل و أنواع المحَن.

و قال مقاتل: نزلت في مِهجَع مولى عمر بن الخطّاب كان أوّل قتيل من المسلمين يوم بدر، رماه عامر بن الخضرمي بسهم فقتله. فقال النبي- صلّى الله عليه و سلّم- (سيّد الشهداء مِهجَع، وهو أوّل مَن يُدعى إلى باب الجنّة من هذه الأمة).

إنّ الابتلاءات و المِحَن و الاختبار من الله بالنسبة للمسلم هي للتّنقية و لزيادة الأجر، فقد روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، قالدخلت على النّبي - صلّى الله عليه و سلّم- و هو يوعك فوضعت يدي عليه، فوجدت حرّه بين يديّ فوق اللحاف، فقلت يا رسول الله: ما أشدّها عليك؟
قال أنا كذلك يُضعّف لنا البلاء و يُضعّف لنا الأجر. قلت يا رسول الله: أيّ النّاس أشدّ بلاءً؟ قال الأنبياء. وقلت ثمّ مَن؟ قال: ثمّ الصالحون أن كان أحدهم ليُبتلى بالفقر حتى ما يجد إلا العباءة يحويها. و إن كان أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالرخاء).

و روى سعد بن أبي وقّاص - رضي الله عنه - قال: قلت يا رسول الله أيّ النّاس أشدّ بلاءً ؟؟ قال الأنبياء ثمّ الأمثل فالأمثل يُبتلى الرّجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صُلباً؛ اشتدّ بلاؤه، وإن كان في دينه رقّة ابتُلِي على حسَب دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض و ما عليه من خطيئة).
فنظرتنا للبلاء و المِحنة و الاختبار حتى تكون هي النّظرة الصّحيحة يجب أن تكون من زاوية العقيدة، و من خلالها، و ليس من زاوية الهوى و الشهوة أو اشباع الجوعة.

فالمسلم المريض الصابر الحامد الله على كلّ شيء و في كل الأحوال هو مسلم مُمتَحَن مُبتلى و صابر يُضاعَف له الأجر، إن ضاعَف الله عليه البلاء.

فالفقر و المرض و التّعذيب و التّضييق بكل أشكاله، و النّفي و الحرمان من الوظيفة كلّها حالات ينظر إليها المسلم بعين عقيدته على أنّها مِحن و ابتلاءات من الله. و الصبر عليها واجب عليه لأنّه مأجور على صبره الجميل عليها، لاستقباله هذه المِحن و الابتلاءات بالرضى، و لم يحصل عنده السخط.

و الرضى هو حالة من أحوال القلب، و هو اطمئنان القلب لقضاء الله، و قضاء الله الواقع علينا في الدائرة التي لا دخل لنا بها، بل لا نسأل لماذا، و لا نُعلّل وقوعها أو رفعها بل نستقبلها بقلبٍ مُطمئنٍ مُعتقِدٍ أنّها اختبار و ابتلاء من الله للتنقية، أو باباً من أبواب الأجر العظيم.

وقد أخبرنا ربّنا - عزّ و جلّ - بأننا سوف نُبتلى و نُمتَحن بوصفنا مسلمين، و بشّرنا بعد البلاء و المحنة إن نحن صبرنا بأن تنزل علينا رحمته و يشملنا بها ، و من شملته رحمة الله فلا خوف عليهم و لا هم يحزنون، و صدق الله العظيم: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ. الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (البقرة:155, 156, 157)

و هذا بالنسبة لِمَن اطمأنّ قلبه و رضي، و لكن مَن جعل الدنيا همّه ، فقوله غير هذا ، و قلبه على غير هذا و العياذ بالله ، فيكون لسان حاله إن حلّ به بلاء: يا رب قد أسلمنا فلماذا هذا البلاء، فقوله هذا هو خلل في عقيدته و فساد فيها.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
جاء وقت الاختبار نسيت كل شي بنت محد قدهه افتح قلبك 10 March 20, 2011 06:54 PM
هل أنت على قدر الاختبار؟ إبن آدم قصص البرمجة اللغوية العصبية 13 March 3, 2011 02:49 AM
معك ي الاختبار وم نهى عبدالعزيز المواضيع العامه 0 June 18, 2009 10:19 PM
الاختبار صغيور معلومات ثقافيه عامه 4 June 6, 2009 03:09 AM


الساعة الآن 06:57 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر