فيسبوك تويتر RSS


  #7  
قديم March 13, 2017, 01:56 AM
 
رد: معا فوق النجوم " من روايات (احلام) الكاتبه: جوليا جيمس

رمقها رافايللو بنظرة ساخرة مكتفياً برفع أحد حاجبيه الداكنين المقوسين .
_ لا بد أن سيارة الأجرة تنتظرك بالخارج عزيزتي حان وقت ذهابك .
للحظة وقفت المرأة في مكانها وهي تشعر بالذهول فيما الغضب يغلي في داخلها ثم شدت عضلات وجهها وسارت بتصميم نحو الباب الرئيسي مبعدة ماغي عن طريقها قبل أن تفتح الباب .
صاحت ماغي بحدة : انتظري !
وحاولت أن تلحق بها بسرعة .
ما الذي يدفع مالك المنزل إلى سؤالها إذا كانت متزوجة أم لا ؟ ما تفكر به ليس سبباً جيداً على الإطلاق .. ما خطر ببالها هو أمر سيئ |إلى أبعد الحدود لطالما سمعت قصصاً روتها عاملات التنظيف عن أثرياء يجبرونهن على القيام بأعمال وضيعة غير لائقة .
انفجرت المرأة الأخرى في وجهها قائلة : ابتعدي عني أيتها المخلوقة المثيرة للاشمئزاز .
حاولت ماغي بيأس أن تمسك الباب الخارجي إلا أن المرأة أبعدتها عنه بقوة وخشونة .
عاد الصوت ذو اللكنة المميزة ليقول بنبرة هازئة لا تخلو من الغضب : قلت لك أن لدي عرض عمل لك ألا يمكنك التحلي باللباقة الكافية لكي تصغي إلي ؟ إنه عرض سخي وسوف يوفر لك مبلغاً محترماً من المال .
سددت ماغي إليه نظرة ملؤها الرعب يا إلهي ! إنها على حق إنه على وشك أن يقترح عليها أمراً مشيناً .
_ كلا .. شكراً لك .. لا أريد هذا النوع من العمل .
ثم إذا صوتها أكثر حدة : أرجوك دعني أذهب .. أرجوك لقد قمت بواجبي وهذا كل شيء .
فجأة تغيرت تعابير الرجل وكأنه أدرك سبب خوفها الكبير هذا فقال بنبرة صوت جليدية : لقد أسأت فهمي ما أود اقتراحه ليس عملاً شائناً ولا يسيء إليك مطلقاً .
حدقت ماغي إليه وقد بهرتها وسامته الفائقة عادت أفكارها إلى الأرض الواقع من المؤكد أن رجلاً بمثل هذه الوسامة لن يقترح على امرأة مثلها إقامة علاقة عاطفية معه بعد أن رأت نفسها من خلال عينيه المليئتين بالازدراء
شعرت بقامتها تتقلص وملأها شعور غامر بالخجل .
فجأة أحست بأن ثقل الصندوق الذي يحتوي على مواد التنظيف قد خف عنها .
_ تعالي إلى المطبخ وسوف أشرح الأمر لك .
جلست ماغي على أحد الكراسي المرتفعة الموزعة على جوانب طاولة الطعام في المطبخ وقد شعرت بأوصالها تتجمد لحسن الحظ أن بنجي ما زال نائماً في كرسيه الخاص الذي وضعته على الأرض .
قالت بنبرة مترددة : كرر ما قلته مرة أخرى .
راح الرجل يعيد ما قاله بنبرته المميزة مشدداً على كل كلمة يقولها :
_ سوف أدفع لك مبلغاً من المال قدره مائة ألف جنيه مقابل أن تتزوجي بي زواجاً شرعياً لمدة ستة أشهر وبعد هذه المدة سنقوم بإجراءات الطلاق بموجب اتفاق مبرم بيننا كل ما عليك القيام به هو أن ترافقيني إلى إيطاليا لأسباب .. قانونية وبعدئذ يمكنك العودة إلى هنا وسوف أتكفل أنا بكافة مصاريف معيشتك وبعد أن يتم الطلاق بيننا سوف تحصلين على مائة ألف جنيه لا أكثر هل فهمت الآن جيداً ؟
كلا ! هذا ما فكرت به ماغي لم أفهم شيئاً كل ما فهمته هو أنك شخص مخبول !
لكن ما بدا لها أن ليس من الحكمة في شيء أن تقول ذلك للرجل الذي يجلس قبالتها إلى الناحية الأخرى من الطاولة فهي تشعر بعدم الارتياح ويخطر لا تفهم كنهه ليس مرد ذلك فقط إلى ذلك الاقتراح الغريب الذي قدمه لها الرجل لتوه بل لأنه هو نفسه أكثر الرجال وسامة بين الذين رأتهم على الإطلاق سواء كان ذلك وجهاً لوحه أو عن طريق المجلات وبين صفحاتها .. إنه نحيف القامة ذو مظهر جذاب بسماته الإيطالية الواضحة التي تحيط به هالة من القوة تمنع ظهور الرقة في ملامحه حسناً ! إنه يتمتع بجمال رجولي أخاذ كما أن رموشه الطويلة المحيطة بعينيه ذات اللون الأسود البركاني تضفي على وسامته جاذبية خطيرة .
_ أنت لا تصدقين ما أقوله أليس كذلك ؟
حشرها سؤاله في الزاوية ولم تعرف بما عليها أن تجيبه كل ما استطاعت القيام به هو فتح فمها ثم اقفاله ثانية .
التوى فمه بابتسامة مشدودة فتغيرت تعابير وجهه شعرت ماغي بشيء ما يتفجر بداخلها لكنها لا تملك الوقت الآن لتعيره انتباهها عاد الرجل ليتحدث إليها مرة أخرى : أنا نفسي أعرف أن ما أقوله هو .. غاية في الغرابة لكن مع ذلك …
بسط يديه فوق الطاولة ما جعل ماغي تلاحظ كم هما جميلتان فهما طويلتان وهما تتميزان بالقوة على رغم من تلك الأظافر التي تمت العناية بها جيداً تابع يقول : هذا ما أفعله علي أن أجد زوجة لي في أقرب وقت ممكن وذلك لأسباب خاصة جداً .
حتى صوته لم يكن يخلو من الأناقة والجاذبية ما جعل ماغي تشعر بالخجل لافتقارها إلى تلك الجاذبية أمام هذا الرجل الذي يبدوا في منتهى الجاذبية عاد الرجل يقول موضحاً : ربما يجدر بي إيضاح نقطة هامة هذا الزواج سيكون اسمياً فقط أخبريني هل تملكين زواج سفر ؟
__________________
محن الحياة تنضج الإنسان علي نار الألم.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم March 13, 2017, 01:56 AM
 
رد: معا فوق النجوم " من روايات (احلام) الكاتبه: جوليا جيمس

هزت ماغي رأسها نفياً فظهرت على وجه الرجل لمحة من الاستياء إلا أنه ما لبث أن حرك يده بلا اهتمام قائلاً : هذا لا يهم يمكن ترتيب مثل هذه الأمور بسرعة والآن ماذا بشأن والد طفلك ؟ هل ما زال موجوداً في حياتك ؟
بحق الجحيم ما الذي يمكنها أن تقوله ؟ فكرت ماغي بقول شيء ما إلا أنها فشلت فشلاً ذريعاً .
_ لا أظن ذلك .
قال رافايللو هذا وكأنه قد فهم الأمر من صمتها وعدم قدرتها على الرد عن سؤاله ثم تابع : هذا أمر جيد فهكذا لن يستطيع التدخل بمشروعنا هذا .
شملها بنظراته القاتمة وكأنه اتخذ قراراً نهائياً بهذا الأمر وعاد يقول : إذاً لست أرى أي عوائق تمنعك من الموافقة على اقتراحي .. من الواضح أنك مناسبة تماماً .
تملك الذعر ماغي إنه يتحدث عنها وكأنها ليست سوى علبة فارغة من العصير تتدحرج على الأرض عليها أن توقف هذا الهراء في الحال إنه جنون !
_ أرجوك …
توقفت قليلاً عن الكلام ثم تابعت القول : أنا لست مناسبة البتة .. حقاً .. أنا آسفة لكن علي أن أغادر الآن لأني تأخرت لدي منازل أخرى بحاجة لتنظيف .
لم يكن ذلك صحيحاً بالطبع فهذا المنزل كان الأخير لكن لا داعي لأن يعرف ذلك .
جاء صوته ناعماً كالحرير حين قال : إذا وافقت على عرضي هذا فلن تضطري إلى تنظيف المزيد من المنازل بعد اليوم بالنسبة إلى امرأة لها خلفيتك الاجتماعية ذلك سوف يوفر لك ظروف عيش مريحة تماماً إذا كنت حريصة في الإنفاق فسوف تعيشين لعدة سنوات في بحبوحة تامة مقابل ما سأدفعه لك خلال ستة أشهر من حياتك .
قفزت الكلمات إلى ذهنها ! ما الذي قاله هذا الرجل بحق الجحيم ؟ تحدث عن مائة ألف جنيه .. لا يمكن أن يكون ذلك صحيحاً إن التفكير بمثل هذا المبلغ أقوى من طاقتها مع هذا المبلغ سوف تتمكن من مغادرة لندن يمكنها أن تشتري شقة بل منزلاً صغيراً .. أن تستغني عن الدعم المالي الذي يوفره لها مكتب الشؤون الاجتماعية
أن تتوقف عن العمل .. أنم تجد الوقت الكافي لرعاية بنجي كما يجب .. يمكنها القيام بمشاريع للمستقبل .
في الجهة المقابلة من الطاولة ضاقت عينا رافايللو وهو يفكر أنها ابتلعت الطعم كما أراد تماماً بإمكانه أن يرى ذلك لقد عمل جاهداً كي يصل إلى تلك النقطة .. بذل جهداً اكثر مما كان يتصور لكنها بدأت تتجاوب أخيراً .
يا إلهي ! قد يصاب والده بذبحة قلبية عندما يعرف أن ابنه تزوج من امرأة لديها طفل في سنته الثانية وهي تعمل في تنظيف المراحيض وتبدو أقذر من مؤخرة حافلة ركاب لكن ذلك سيلقنه درساً قاسياً . .
رأت ماغي بريق الانتصار في عينيه السوداوين مما جعلها تتراجع لا بد أن تكون مجنونة لتقتنع بمجرد التفكير بما يعرضه عليها مائة ألف جنيه .. إن الأمر غير معقول إنه جنوني ! جنوني بقدر ما هي مسألة زواج امرأة مثلها من رجل مثله ..
قالت بسرعة : يجب علي الذهاب حقاً .
ووقفت على قدميها لكن يبدوا أن بحركتها هذه اصطدمت بكرسي بنجي لأن هذا الأخير استيقظ وبدأ بالبكاء انحنت ماغي وراحت تدغدغ خديه قائلة : لا بأس يا بنجي أمك هنا.
توقف الطفل عن البكاء ومد يده نحوها يتلمس وجهها وسرعان ما راح يتحرك متململاً محاولاً التملص من الأربطة التي تثبته في كرسيه .
_ انتظر يا صغيري نحن ذاهبان في الحال .
قالت ماغي له ذلك وهي ترفع الكرسي لتحملها على ذراعها ثم لوت ساقها لتحافظ على توازنها وهي تلتقط الصندوق لتحمله في يدها الأخرى ثم قالت بارتباك : سوف .. سوف أخرج الآن .
قالت ذلك للرجل الذي طلب منها لتوه الزواج به والذي ما زال جالساً إلى الجهة الأخرى من الطاولة وهو يراقبها بعينين أشبه بعيني قناص .
__________________
محن الحياة تنضج الإنسان علي نار الألم.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم March 13, 2017, 01:57 AM
 
رد: معا فوق النجوم " من روايات (احلام) الكاتبه: جوليا جيمس

_ مائة ألف جنيه ! لا مزيد من التنظيف .. لا مزيد من حمل طفلك إلى هنا وهناك على هذا النحو .. إنها ليست حياة ملائمة له .
نزلت كلماته كالحجارة على مسامعها فدمرت ما تبقى من رباطة جأشها فجأة قالت بصوت أجش : هذا ليس صحيحاً لا يمكن |أن يكون كذلك إنه مجر هراء هذا الأمر برمته .
التوى فمه بتلك الابتسامة غير المرحة مرة أخرى وقال : لدي الشعور نفسه إن كان ذلك يريحك …
النبرة التي رافقت كلماته جعلتها ترتجف لكن ما الذي يمكنها قوله ؟ لا شيء يمكنها فقط غادرة المكان خرجت من ذلك المنزل كأنها خفاش يخرج من نار جهنم .
كان صوت الموسيقى يصدح عاليا ً مسبباً الارتجاج في الجدران الغرفة الصغيرة الضيقة أما ماغي فراح ضجيج الموسيقى يضج في رأسها ما سبب لها الصداع طيلة النهار وذلك منذ مغادرتها منزل ذلك الرجل المجنون .
مائة ألف جنيه .. ظلت تلك العبارة تضج في أذنيها تماماً كما يضج صوت الموسيقى الصاخبة الآتية من الشقة المجاورة مذكراً إياها بقسوة بحياتها المليئة بالفقر والكدح والمصاعب .
هل ستتمكن يوماً من الحصول على منزل يخصها وجدها ؟ لقد أدرج مجلس الولاية اسمها على لائحة الذين يحتاجون إلى مأوى خاص بهم وأثناء ذلك ستبقى ملتصقة بهذا المكان الكئيب القذر لم يكن الأمر بهذا السوء
عندما كان بنجي صغيراً لكنه الآن بات بحاجة إلى مكان أكثر اتساعاً .. إنه بحاجة إلى بيت حقيقي هذه الغرفة ليست منزلاً حقيقياً ولا يمكن اعتبارها كذلك إنها مجر مكان يأويان إليه فقط .
مع أن موظف الرعاية قد لمح لها ذات يوم قائلاً : من الصعب جداً من ان تتمكني من تربية الطفل بنفسك آنسة جونز على الرغم من المساعدة التي تتلقينها من الأفضل لك ان تتخلصي من هذا العبء وهكذا تتمكنين من الاعتناء بنفسك .
__________________
محن الحياة تنضج الإنسان علي نار الألم.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تحميل تعال نقطف النجوم , كارا كولتر , روايات أحلام 407 , نسخة معالجة , pdf معرفتي سلاسل روائية ( عبير- أحلام- زهور ) 1 March 1, 2017 09:34 PM
تحميل روايات احلام كامله كلام العرب سلاسل روائية ( عبير- أحلام- زهور ) 26 February 25, 2017 10:50 PM
لمحبي احلام مستغانمي الكاتبه الرائعة اهم كتابتها asdsamm الروايات والقصص العربية 7 September 27, 2011 07:25 PM
أبحث عن تحميل روايات احلام om mayar أرشيف طلبات الكتب 2 February 17, 2011 05:55 PM
روايات الكاتبة احلام مستغانمي عصام 1957 كتب الادب العربي و الغربي 16 April 17, 2010 09:41 PM


الساعة الآن 03:42 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر