فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > سلاسل روائية ( عبير- أحلام- زهور )

سلاسل روائية ( عبير- أحلام- زهور ) روايات عبير , روايات أحلام , روايات زهور



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #13  
قديم March 13, 2017, 01:20 AM
 
رد: رواية الخائن 79 - أحلام القديمة ( كتابة / كاملة )

في هذه المره لم يكن هناك انتهاء للزمان او وصول الي عالم اخر .. بل كان هناك عذوبه مميزه يتشاركان فيها وساده واحده ... رن جرس الهاتف مجددا بعد نصف ساعه ولم يسمعه اي منهما.
كانت الغرفه تشع بأشعه الشمس حين استيقظت اورسولا مجددا .. كان الوقت متأخرا ، متأخرا جدا .. وفيدل مازال غارقا في سبات عميق .. تسللت من الفراش ، وارتدت فستان نومها الذي وجدت صعوبه في ايجاده ، وخرجت الي الشرفه ، فاغره فاها مذهوله امام المنظر الساحر الذي كان ينتظرها .. سماء صافيه بحيره زرقاء ، وجبال واسعه . تناهت اليها اجراس كنائس الاحد خفيفه بعيده .. غامضه وكأن لا زمان لها ..
جذبت حركه ما علي الشرفه السفلي اهتمامها .شخص ما يحضر الفطور لشخصين .. فتسللت الي الطرف الاخر من الشرفه لانها تخجل ان يراها احد بثياب النوم .. ولكن عليها ان تعتاد علي ما يحيط بها من خدم كما عليها ان تتعرف اليهم وعليها ان تتعلم كيف تدير منزل فيدل ..
عاد الهاتف الي الرنين وادركت اورسولا انها تقف خارج ابواب غرفه فيدل الخشبيه .. لو استمر الرنين لاوقظه .. انفتحت الابواب بسهوله وتسللت الي الغرفه البارده المظلمه الا من شعاع ينفذ من الفتحه التي دخلت منها . امسكت بالسماعه ، وقبل ان تقول شئا سمعت امراءه تقول بالايطاليه بصوت عميق مثير .
-فيدلو .. كارا .. حبيبي..
ثم ضاعت كل الكلمات المثيره الايطاليه عن فهم اورسولا .
قالت بصوت متوتر:
-اوه مومنتو .. لحظه واحده.
تمكنت اخيرا من استخدام الكلمهتين الايطاليتين اللتين تعرفهما . وضعت السماعه من يدها ودخلت الي غرفه الملابس الي حيث كان فيدل يتحرك في نومه . شاهدت يده تمتد بحثا عنها .. فحاولت الا تظهر اهتمام .. ولكنها تذكرت ما معني كلمه كارا.
-هناك مخابره لك.
لقد نادته فيدلو.. ولم تكن تتكلم الالمانيه كأهل هذه المنطقه .. اهي المرأه التي كانت في روما؟
دخلت الي حمامها تقفل الباب وراءها ، تلتقط منشفتها وروبه عن الارض و تفتح الحنفيه لانها لاتريد ان تسمع شيئا
عندما خرجت وجدته يتابع كلامه الهاتفي .التقطت فستانا صيفيا اخضر اللون كانت ترتديه في اليوم الاول الذي تقابلا فيه في اللوفر ..بدا لها الوقت الذي مر بها عمرا كاملا .. لكن .. ماذا كان فعلا ؟ مجرد شهرين .. من الواضح ان زمنا سيمر قبل ان تكتشف كل النساء في حياته انه لم يعد متوفرا لهن.
حين عاد الي غرفتها كانت تجلس امام طاوله الزينه تدلك كتفيها بواق من اشعه الشمس .. ووقف بالباب لحظه ، طويلا فخورا . في الشهرين اللذين عرفته فيهما كان اسمراره قد اصبح بورنزيا ذهبيا . وتذكرت انه قال لها : اتتني السمره من روما . التوت معدتها بألم من نوع جديد . مع ذلك ،كانت عيناها في المراه تستمتعان بطوله ورجولته .. تقدم ليقف خلفها ،متناولا الانبوب من يدها وراح يدلك ظهرها .
قال وفي صوته بعض الخشونه :
-انها صديقه .. تقول انه كان عليك الانتظار قليلا ،فهي تتقن الانكليزيه.
نظرت اليه في المراه ، ولكن عينيه لم تبارحا ظهرها : لم اكن اعرف .
-لقد جاءت الي الجبل لقضاء الصيف ، فروما حاره جدا.
تقاصت معدتها مجددا :روما ؟
-سي ..
مازال ماخوذا باللغه الذي تكلم بها منذ قليل . التقطت اورسولا احمر الشفاه :
-الم تتأخر في ترك روما ؟ اننا في اخر تموز .
هز كتفيه : اه رونا تسافر الي المكان الذي تريده .. لقد عادت لتوها من سويسرا.
-رونا .. اسم جميل.
- لديها فيلا قرب مورانو علي بعد نصف ساعه من منزلنا.
قالت بخفه : اذن اتوقع رؤيتها عما قريب .
اعاد فيدل غطاء الانبوب الي مكانه بشده ، ثم وضعه علي الطاوله هازا رأسه هزه مشدوده غير راضيه ، ثم اتجه الي الحمام استعدادا لارتداء ملابسه.
لكن المخابره تلاشت من ذهنها في الاسبوع التالي الرائع .. الاسبوع الذي استطاع فيدل فيه البقاء حرا ..قاما برحلات تحت ضوء القمر في يخته الكبير . واستلقيا علي الصخور الملساء الدافئه حول شاطئهما الخاص .. وأراها الجزيره ، وقضياء طوال عصر احد الايام وهما يكتشفان أعماقها الخضراء البارده .. ووجدت انه ليس هناك ما تبقي من القلعه العتيقه .. ولم يخبرها ما حدث لها ، وهي لم تسأله ..
سبحا معا في كهوف تغمرها المياه ،حيث لا يزيد ارتفاع المباه عن بضع اقدام . ولكنه حذرها من السباحه في مكان اخر لان المياه عميقه الغور في كل حدب وصوب .سارا بين الاشجار في ممرات تحف بها الشلالات .. وراقبا النسور تطوف فوق رأسيهما في كبد السماء .. كان اسبوعا جميلا ستبقي ذكراه الي الابد ، غنيا بأماكن جديده ، وبتجارب جديده .. وفيدل وليالي حبه وغزله .ولكن ماسرع ماعاد الاحد .. ثم جاء صباح الاثنين.
استيقظت اورسولا ببطء تتدحرج فوق السرير وتمد يدها اليه . لكن السرير كان خاويا ..يالهي .. انظري كم الساعه .. لقد تجاوزت التاسعه انها تزداد كسلا .. ثم وهي تكافح لتقف شاهدت مذكره قرب المصباح .. لقد سافر فيدل الي ميلانو . ولم يشأ ان يوقظها .. ولا يعرف متي يعود ..
تناولت فطورها وحيده ، تحس بالشوق اليه .. كانت علي الشرفه تتناول فطورها عندما جاء ديلغي حاملا الهاتف ورفع لها السماعه ، وقال بابتسامه دافئه:
-الكونتيسه رونا دوراليس.
احست بالراحه لان احد الخدم يتكلم شيئا من الانكليزيه.
شكرته اورسولا ، واحست بقلبها فجأه بين قدميها .. الكونتيسه .. يالله .. لماذا لم يقل فيدل لها هذا ولماذا هو ليس هنا ؟ انتظرت حتي ابتعد ديلغي .. كيف يخاطب المرء كونتيسه ياتري.
قالت بهدوء بارد ،ياللعجب:
-انا اورسولا زاراكوتشي.
تناهي اليها الصوت الدافئ العميق:
-انا رونا دوراليس .. ماأروع التحدث اليك اخيرا عزيزتي اورسولا .. هل اخرجتك من فراشك؟
-لا ابدا .. ماألطفك ايتها الكونتيسه لانك اتصلت بي.
-رونا ..ارجوك..
- رونا اذن .. لقد سافر فيدل الي ميلانو.
- هذا عظيم ..لا ؟ فنحن لا نرغب في الرجال حولنا دائما؟
ياله من حديث غريب . نقلت اورسولا السماعه الي الاذن الاخري :
- اعتقد هذا .. أهناك ماستطيع القيام به من اجلك رونا ؟
- في الواقع انا من سيعرض عليك المساعده ..فأنا وفيدل صديقان حميمين واعرف انه يود لو نصبح صديقتين ايضا .
ضحكت قليلا : انا اعرفه . هل شرح لك كل شئ عن الفيلا.. وعن الموظفين؟ أتكلمين الالمانيه أم الايطاليه؟
- اخشي اني لااعرف اي منهما.
ظهر التعاطف في صوت الكونتيسه :
-اذن ، يجب ان نتكلم بمفردنا .فالرجال لا يرغبون في ازعاج انفسهم بمثل هذه الامور .. سأزورك اليوم؟ اجل ؟ للغذاء ربما ؟عندها سنتحدث قليلا ...
صمت قليلا تفكر في الكلمه المناسبه:
-حديث فتاه الي الاخري. وسأسعدك في تحضير الحفله.
-حفله ؟ ايه حفله؟
- اوه .. هذا مؤسف جدا .. الرجال لا يفكرون .. انها حفله لاستقبال العروس الجديده .
-لكن لاحاجه بنا بها .. انا لا احتاج الي حفله ..
ظهر شئ من التوبيخ في صوتها وهي تقاطعها:
- لكنها حدث متوقع عزيزتي اورسولا .. لا تقلقي .. سأسعدك في تنظيم امورها . اراك لاحقا ..اجل ؟ حوالي الساعه الواحده.
تمتمت اورسولا : اجل ، جيد.
ودعتها ، واعادت السماعه ببطء .. في الواقع يجب ان تكون ممتنه لوحود امراءه اخري تتحدث اليها، وتشرح لها الامور. هل هذه الكونتيسه التي كانت مع فيدل حين اتصل بها في باريس ؟ لكن روما مليئه بأمثالها .. ولا شك انه لديه صديقات عديدات.
نادت ديلغي واخبرته ان الكونتيسه قادمه للغداء.
في هذا الوقت وصلت زوجه ديلغي التي سمعت ماقالته اورسولا عن قدوم الكونتيسه فقالت شئ بالالمانيه ، واسرع ديلغي يترجم ماقالته زوجته:
-تقول زوجتي انها تعرف ما يعجب الكونتيسه من اطعمه وهي مستعده لتحضير وجبه ابيوم حتي تعتادي..
تنفست اورسولا الصعداء ،ولكنها لاحظت مما جري من حديث ان الكونتيسه زائره دائمه.
اضاف ديلغي:
- ترغب زوجتي ايضا في معرفه موعد وصول خادمتك الخاصه .
تساءلت في نفسها : وهل يجب ان يكون لها خادمه خاصه؟ ولكن لماذا ؟ سحبت نفسا عميقا .. هذا منزلها ، وهذه حياتها ، ويجب ان يعتاد الجميع علي اداره الامور علي طريقتها .
ابتسمت لديلغي : هلا قلت لزوجتك انه ليس عندي خادمه خاصه ولا احتاج اليها . ثم اشكرها نيابه عني لانها ستقوم باعداد الطعام.
ثم ابتسمت لهما فانصرفا.
__________________
محن الحياة تنضج الإنسان علي نار الألم.
رد مع اقتباس
  #14  
قديم March 13, 2017, 01:22 AM
 
رد: رواية الخائن 79 - أحلام القديمة ( كتابة / كاملة )

امضت اورسولا الصباح في رسم تخطيط حدود الجبال وحدود البحيره.
حمل لها ديلغي ابريقا من الليموناضه البارده وارتشفت قليلا من كوبها الذي وضعه لها علي طاوله صغيره ثم وقف وراءها ينظر بانتقاد الي اللوحه.
-هل ورثت الموهبه عن والدتك؟
دهشت اورسولا واستدارت تنظر اليه ، تمسك بقبعتها:
-وكيف عرفت ؟ هل اخبرك فيدل شيئا ؟
-هز كتفيه قائلا: الموهبه لابد ان تاتي من شخص ما.
ثم قفل راجعا الي المنزل فنظرت اليه اورسولا حائره. من الواضح ان فيدل اخبره فماا العيب في ذلك ؟

عادت الي رسمها ،لقد وعدت نفسها ان تعود الي المنزل بعد الثانيه عشر .. ولكنها نسيت الوقت ولم تتنتبه حتي سمعت اخيرا وقع اكعاب رفيعه تتقدم منها .
قفزت واقفه وعيناها متسعتان .. النساء الايطاليات مشهورات بـأناقتهن .. ولم تكن رونا دوراليس شاذه عن هذه القاعده . كان فستانها من الحرير الاحمر . رونا امراءه جميله قوامها رائع ، شعرها اسود .جعلها جسمها تشعر بأنها مجرد تلميذه امامها.
احمر وجهها ، وكرهت نفسها .. قامت بجهد فائق للقاء رونا دوراليس بأبتسامه مشرقه:
- يالله كونتيسه .. لم يكن لدي فكره عن الوقت اسفه لانني لم استقبلك علي رصيف المرفأ.
ومدت يدها ، لكنها وعت متأخره ، ان يدها ملطخه بالدهان .
لم يفت الكونتيسه شيئا ولم يغب عن عينيها السوداوين الدعجاوين الجسد الطويل النحيل والشعر الاشقر او الشورت القصير والتي شيرت ، وقبعه القش القديمه.
افترت شفتاها ببطء عن ابتسامه راضيه .. وتظاهرت انها لم تر اليد الممدوده ،وتقدمت لتقبل اورسولا علي وجنتيها .
-الان اجبت علي اسئلتنا ، تساءلنا جميعا عن سبب عجله فيدلو الحبيب للزواج ..فأنت فاتنه وصغيره .
كان في صوتها لمسه .. ماذا؟ تسليه ام ضغينه؟
- ماروع اللقاء بك اخيرا .. واثقه انا من اننا سنصبح صديقتين .. حبيبي فيدل رجل محظوظ جدا .
تمتمت اورسولا قائله :
-ارجو ان تطلبي من ديلغي ان يحضر لك شراب ريثما ابدل ملابسي .
ثم توجهت الي المنزل ولكن قلبها كان في أثناء الطريق يبرد اكثر فأكثر فهي ليست بحاجه لمحلله نفسيه لتقرأ مابين السطور .. او لتفهم تلك النظره الخاصه في عيني رونا دوراليس ، وهي تلفظ اسم فيدل.
وفيما كانت تبدل ملابسها توضحت لها معالم الوضع الجديد .. لابد ان الكونتيسه وفيدل كانا عاشقين.. والكونتيسه والمرأه في روما شخص واحد.
فأيهما ياتري انهي العلاقه .. ومتي؟
__________________
محن الحياة تنضج الإنسان علي نار الألم.
رد مع اقتباس
  #15  
قديم March 13, 2017, 01:23 AM
 
رد: رواية الخائن 79 - أحلام القديمة ( كتابة / كاملة )

6 -زوجي ليس لي


بقيت الكونتيسه هناك طوال العصر، بدا جمالها في غير مكانه في جبال وبحيرات التواريغو.
قالت رونا وعيناها السوداوان الدعجاوين تبديان عدم الرضي عن ثياب اورسولا البسيطه:
-سأقدم لك ان سمحت نصائح بشأن ملابسك واختيارها . ارجو ان يؤمن لك فيدل نفقات كافيه.
امضتا العصر في مناقشه امر الحفله وقالت تقترح:
-ساكتب لك لائحه بأسماء المدعوين .. ولكن عليك ان تقرري ان كنت تريدين ان يحضروا جميعا.
ثم تحدثت عن الملابس مجددا ذاكره ان علي اورسولا اختيار ثوب مميز للحفله .. كانت اورسولا طوال الوقت تبتسم وتهز رأسها موافقه مع ضيفتها الانيقه ،فلا مجال للانكار انها قد تساعدها ففيدل يتوقع من زوجته ان تحسن التصرف كما يتوقع ان تختار مصصي الازياء المعروفين وتدعو الناس المناسبين ... ويجب ان تكون ممتنه ولكنها لم تستطع تخلص نفسها من الاحساس بعدم الثقه .. امن الطبيعي ان تناقش العشيقه السابقه الامور مع الزوجه الجديده بكل هذه السعاده ؟ هذا يعني ان رونا أما لاتمانع في خساره فيدل وأما انها لم تخسره حتي الان.
لم يمض وقت علي ذهاب الكونتيسه حتي اتصل فيدل قائلا انه مضطرا للبقاء في ميلانو ثم سألها كيف قضت يومها فضحكت بأشراق مبالغ فيه واخبرته انها استقبلت ضيفه.
-من ؟
رنت الكلمه كالسوط في الهاتف وحين اخبرته قال بحيره :
-وماذا تريد ؟ هل قلت لها انني مسافر؟
لماذا غضب ؟ الا يريد ان تري احد؟
ام انه لايريد منها ان تقابل هذه المرأه بالذات؟


سارت علي طول الشاطئ المفروش بالحصي. كانت الجبال المحيطه بها تنعكس صورتها علي مياه البحيره الزرقاء.قعدت علي صخره كبيره تراقب المراكب الشراعيه فلفت نظرها يخت صغير،ذو اشرعه بيضاء وزرقاء راح يتجه نحوها ...راقبته وهو يقترب ..كان في الواقع مركب صغير علي متنه رجل واحد .. ولم تمض برهه حتي اتضح انه يوشك ان يرسو ..الم يشاهد لوحه التحذير بالابتعاد؟
توجه المركب الصغير مباشره الي الشاطئ،لاشك ان مالكه يظن المكان له وحده ..فلا مجال لرؤيه الفيلا من هنا.. وتساءلت عما اذا كان عليها ان تقددم لتقول له انها املاك خاصه ...ولكن مالداعي .. انها جزيره كبيره وهناك مجال كبير لكليهما وفي الواقع ما اروع ماسيكون التحدث الي شخص ما .
فجأه قفز الرجل الي المياه الضحله يدفع المركب الشراعي الصغير الي الشاطئ.
بدا لطيفا شابا في الخامسه او السادسه والعشرين اسمر اللون اسود الشعر.كان يرتدي ثوب سباحه ابيض يبرز رشاقه جسمه الطويل.
راقبته وهو يمد ويلوي ذراعيه ناظرا الي ماحوله بكسل ، ثم رأته يرمق الفيلا بنظره سريعه .. هذا يعني انه يعرف طريقه جيدا ؟ ثم عاد الي المركب متناولا منشفه وسله للنزهات انتظرت اورسولا حتي حضر كل شئ ثم تسللت من مخبئها وتقدمت اليه .
التفت اليها بحده ودهشه ثم ببهجه . بدا سيلا من الكلمات الايطاليه فهمت منه انه يعتذر لتطفله ويسألها الغفران . نظرت الي عينيه السوداوين الجميلتين وقالت:
-اتتكلم الانكليزيه؟
شعرت انها رأته من قبل ،ورمي يديه في الهواء غبطه:
- سي .. اجل .. الن تطريديني ؟اريد فقط ان استلقي تحت اشعه الشمس ثم اتناول الغذاء .. ربما ترغبين في الانضمام الي؟
هزت رأسها ولكنها تذكرت انها زوجه فيدل ،وهذا يعني ان عليها الا تشجع متطفلا .
-يستحسن ان تغادر ما ان تنهي وجبتك وسأتظاهر بأنني لم اشاهدك.
احتج بعينين حزينتين .. ومع انها ضحكت لحزنه المفتعل ،الا انها لاحظت مرحا خبيثا في صوته وقررت انه قد يكون بالفعل مرحا ورفيقا جيدا .. ولكنها بعد تردد بسيط تركته .
لم تفكر اورسولا بالحدث حتي صباح اليوم التالي عندما كانت تتناول الفطور علي الشرفه . في هذا الوقت اتصل بها فيدل ثانيه ليقول انه سيغيب بضعه ايام اخري بسبب بعض الاعمال المتراكمه . بدا لها الفراش الكبير فارغا بدونه ولكنها الان وفيما كانت تحتسي العصير ، شاهدت المركب مجددا ثم شاهدت شراعا صغيرا لونه ازرق وابيض.
قررت السباحه فاندفعت الي غرفتها لترتدي ثوب السباحه اخذت قبعه شمس ومنشفه وواقيا من اشعه الشمس . عليها الاتفعل ذلك طبعا لان فيدل لن يوافق ولكن ماذا عنه ؟ كم من النساء الجذابات سيلتقي بهن في ميلانو و فيينا ؟ فكرت فجأه في الكونتيسه فشعرت بالسرور لانها هنا في الجبل عوضا ان تكون حره في مكان ما مع فيدل .
كان المركب يرسو علي الشاطئ عندما وصلت اورسولا الي هناك . في البدايه تظاهرت بالدهشه والغضب لغزوه شاطئها الخاص مجددا ولكنه ابتسم لها ،ومد يده يعرفها بنفسه فقال ان اسمه ريكو دوريانو.
قالت له اورسولا بدون ان تذكر اسمها :
-هذا المكان الوحيد في الجزيره الذي استطيع السباحه فيه فالمياه عميقه الغور في ما سواه.

وعدها الا يكلمها او يقترب منها وابعد منشفته وسله طعامه الي الناحيه الاخري من الكهف الصغير ، وهذا لم يكن بالضبط ما خططت له اورسولا .. لكنها لم تستطع فعل شئ.
بعدما سبحت لبعض الوقت تقدم منها ريكو يعرض زجاجه مرطبات بارده .. وكانت مسروره بقبولها ، هكذا وضعا منشفتيهما في الظل وراحا يرتشفان العصير.
راح ريكو يحدثها عن نفسه قائلا انه هنا في عطله يقوم بالسباق في القوارب السريعه والمراكب قويه المحرك.
- للماذا لاتسابق الان؟
نظر الي البحيره ثم ابتسم :
- اصيب مركبي بحادث .. واحتاج الي مركب جديد .. ومن المعروف ان شراء مركب جديد امر باهظ الثمن.
ران صمت غريب ولم تجد اورسولا ما تجيب عنه . اضاف بعد دقائق يسألها:
- المكان موحش . وزوجك مسافر ؟
احست بالذنب ولكنها سارعت تقول له انها رسامه تقضي وقتها بالرسم.
دعاها مجددا لتشاركه غداءه وكادت توافق ولكنها تذكرت فجأه ان الخدم سيقلقون عليها ان لم تظهر بعد قليل فقالت:
- ولكن اذا كنت قادما غدا فسأتناول معك الطعام . ساطلب من الطاهيه تحضير الغداء.
ولكنه لم يكن قادرا علي المجئ في الغد واتفقا علي يوم الجمعه .. ابتسم وعيناه تطوفان بقدها الرشيق .
- اذا كان الزوج في المنزل فسأبتعد عن الطريق.
غضبت اورسولا وقالت وهي تجمع منشفتها وأغرضها :
- وقد لا اتمكن من المجئ علي اي حال.
كان اليوم حارا حقا .. حضر ديلغي لها الغذا في غرفه الطعام التي كان فيها مكيف فسر اورسولا دقه ديلغي في مراعاه مشاعرها وحاجاتها .. يجب عليها حقا ان تطلب من فيدل وضع مكيف في المطبخ.
تناولت وجبتها ببطء تفكر في ريكو كيف عرف انها متزوجه مع العلم انها خلعت خواتمها قبل التوجه للسباحه.
ماكان عليها الاتفاق مع البحار المتطفل علي موعد للغداء، فصباح يوم الخميس اتصلت الكونتيسه لتقول ان لائحه المدعوين جاهزه . سألتها ان كانت تريد رؤيتها في وقت ما في هذا اليوم.
قالت اورسولا : هل انت واثقه انني لا ازعجك كثيرا ؟ اتريدين ان اذهب ان اليك؟ صباح الغد ربما ؟
وهذا سيمنحها عذرا لئلا تلتقي ريكو .. ردت رونا بسرعه:
- لا ..لا .. سأتناول غدا الغداء مع .. صديق..
اي صديق ؟ فيدل ؟ ابعدت اورسولا الافكار المزعجه :
- سأتي اليوم .. وسنقرر معا ما ستقدمينه من طعام في الحفله .. اعلمي انك ستضطرين الي استئجار خدم اضافيين.
وكان ان جاءت الكونتيسه بعد الظهر ، فتناولت الشاي علي الشرفه . بدت اكثر جاذبيه اليوم في فستانها العاري الظهر الذي يظهر حنايا جسدها بالتفصيل.
- لدي اللائحه هنا.
فتحت ورقه كبيره ، اخرجتها من حقيبه صغيره فحاولت اورسولا الا تظهر صدمتها .. وسألت :
- كم عددهم ؟
- مئه .. مئه وعشرون ..لا اذكر بالظبط.
- انه عدد كبير ولكن ألن يأتي زوجك؟
ردت المرأه: مات دو******************************** منذ ثلاثه أشهر.
لماذا لا اتعلم اقفال فمي ؟
- اوه .. ماأشد اسفي .
- لايهم .. كان موته متوقعا منذ مده .. فقد كان زوجي اكبر مني سنا .. زواجنا كان زواج مصلحه.
- اجل .. وهل لديك اولاد ؟
- وهل ابدو لك اما ؟ لكن هناك من يعوض هذا كله .
ردت اورسولا بصوت جليدي ادهشها هي نفسها : لا اظنني فهمت قصدك.
ابتسمت الكونتيسه بلؤم،ولمعت عيناها بالحقد:
- اتظنين ان هذا كله سيدوم لك ؟ الحب .. وشهر العسل .. اتتصورين ان حياتك ستبقي عسلا الي الابد ؟
- لا .. بالطبع لا .. اعرف ان الامور تتغير ..
-لا تكوني قاسيه علي نفسك . انت شابه صحيحه الجسم .. وهذا طبيعي ..لا ؟ تستمتعين بزوج في فراشك .. وفيدلو رائع .. خبير .زكيف تقولين ؟ مفعم حيويه.
احست اورسولا بحمره الخجل تغزو وجنتيها : انا لا اضن ..
لكن الكونتيسه كانت مصممه:
- عزيزتي اورسولا .. سامحيني .. ولكنني اعتقدتك تعرفين انني وفيدلو ..
وتركت ما تبقي من الجمله الساخنه الحمراء في الهواء.. تنحنحت اورسولا التي جفت حنجرتها فجأه : شعرت بأنك وزوجي ..
- اه .. عظيم .. هذا ما ظننته .. ولكنني لا اظنك تتوقعين من رجل مثله ان يكون ..؟
- ناسكا ؟
- سي .. ناسكا ؟
وضحكت عاليا من الفكره ثم اردفت:
- وبما ان زوجي لم يكن .. قادرا علي المجامله فقد اصبح من السهل التوصل الي اتفاق كهذا .
ارتشفت اورسولا شايها:
- منذ متي وانت تعريفين فيدل ؟ كم دامت علاقتكما؟
- التقينا حين كان يسكن في روما قبل وفاه والده .. في ذلك الوقت كنت عروسا شابه تشعر بخيبه الامل . تزوجت لارضي عائلتي ولارضي نفسي بطريقه ما .. ولكنني سرعان ماعرفت ان المراءه بحاجه الي اكثر من اللقب والثراء ,, وفيدلو كان .. متعاطفا .. ولكنه تغير كثيرا في السنوات العشر المنصرمه بل فل نقل تغير كلانا .
- اتقولين انك كنت عشيقته طوال هذه المده؟
اتسعت عينا اورسولا الخضروان ذهولا وخوفا ..
-وماذا توقعت؟
- اعني حتي الان .. حتي الصيف هذا .. حتي بعد موت زوجك ؟
- ولماذا نتوقف بعد موت دو********************************؟
سألت اورسولا بصوت مخنوق :حتي حين كان فيدل في باريس؟
اخفت عينا الكونتيسه ابتسامه سريه .
- هناك في باريس التقاك .. وكان علي حق . ستكونين الام المثاليه لاولاده ..
وتحول قلب اورسولا فجأه الي قطعه ثلج. اما لاولاده ؟ .. انه الكلام نفسه الذي استخدمه فيدل .. وكأنهما خططا لهذا معا ..
اردفت رونا : لهذا لا اريد لك ان تتألمي . انت شابه لم تدعكك الحياه . وانا متأكده انك كنت عذراء قبل زواجك من فيدلوا ...صديقيني ، فيدلو يحترم مسؤولياته ويقدسها.
لاحظت شيئا في عين اورسولا فصمتت ، ثم اضافت:
- سيكافئك كونك زوجته وام اولاده مدي الحياه.
واشارت الي الفيلا ثم الي البحيره والجبال:
- ولكنك تخطئين ان خلت نفسك قادره علي الاحتفاظ بفيدلو لنفسك . فبعدما تمر بهجته الجديده بك فسيتطلع الي مكان اخر .. عندها يحين وقت تدبير امر علاقه غراميه خاصه بك.
صمتت اخيرا لان اورسولا ضربت فنجانها بالصحن فوق الطاوله .. واحترق الغضب الاحمر في عينهيها :
- وستكونين بلا ريب سعيده عندما يحصل ذلك لتستردي علاقتك مع زوجي ؟ سيدتي الكونتيسه من الافضل ان ترحلي.
- يا ابنتي العزيزه .. هل قلت شيئا كهذا ؟ هدئي روعك .. قد لا يشرد فيدل قبل سنه او سنتين .. واؤكد لك انني لست علي استعداد للانتظار طويلا .. تعالي .ز لقد اضعنا وقتا طويلا .. اين هي لائحه الضيوف؟ سأخبرك بعض المعلومات عنهم.
احست اورسولا بحواسها مخدره فاعطتها اللائحه ، لتصغي الي ماتقوله .ز اخيرا وبعد طول انتظار ، جاء ديلغي يقول ان اليخت جاهز ليقل الكونتيسه الي البر .ز
- ولم نناقش امر الطعام بعد او امر ملابسك .. ولكننا اتفقنا علي الموعد.
ردت اورسولا تذكرها: ان كان يناسب فيدل.
ضحكت رونا : يجب ان يكون كل شي بالطبع مناسبا لفيدلو.
حضنت اورسولا مودعه وقالت انها امضت وقتا جميلا وهذا ما لم تشعر به اورسولا البته.
__________________
محن الحياة تنضج الإنسان علي نار الألم.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية الاعمى والحب - أن جيبكوفسكى - روايات عبير الجديدة المركز الدولى (كتابة/كاملة هلا 78 سلاسل روائية ( عبير- أحلام- زهور ) 34 February 28, 2017 01:36 AM
رواية اميلي برونتي مرتفعات ويذرنج ، اعظم رواية انجليزية مترجمة كاملة jalil sama الروايات والقصص المترجمة 7 October 30, 2016 09:36 PM
رواية عفتك وعفت قلوب ممشاك كامله- رواية حزينه ورمنسية كاملة 2011 ألاء ياقوت روايات و قصص منشورة ومنقولة 2 August 24, 2011 03:48 AM
رواية اوعدك تشوف موتي قبل لا انوي اخونك كاملة رواية رومنسية حزينة ألاء ياقوت كتب الادب العربي و الغربي 0 November 2, 2010 06:55 PM
رواية ( ذاكرة الجسد ) .رواية رائعة للكاتبه أحلام مستغانمي ...كاملة !! قلب حائر روايات و قصص منشورة ومنقولة 101 August 13, 2010 04:31 PM


الساعة الآن 08:28 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر