فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم March 6, 2017, 01:37 AM
 
Sad عش واقعك و لاتعلق الامال




من مقالات نبيل جلهوم وقع اختيارى على مقال رائع اتمنى ان ينال اعجابكم


لا توهم نفسك وعِشْ واقعك

بكل مصداقيَّة وواقعيَّة، إن واقع مجتمعاتنا العربيَّة اليوم صار - للأسف! - يفرضُ مفاهيمَ وواقعًا مُريبَيْنِ، ويعلنُ بلسان حالِه وواقعِه، وبوضوح:
ألا تُعلِّق سعادتَك على أحدٍ أيًّا كان هذا الأحد؛ فريدًا ومميَّزًا في زمانه ومكانه وموقعه، حتى لو جمع كلَّ المعارف والعلوم، والمحبَّة والدين والفضيلة في حقيبتِه، وتصدَّر المجالسَ، وصدَّر المفاهيم والرؤى - لا تُعلِّق سعادتَك ومستقبلَك على أحدٍ، حتى لو ظهر وبدا لك في البداية كالبُستان المُذهل في رَوْعته، أو المصنع المتكامل الشامل لكل منتجات السعادة والأمل من الروح، والحب، والتقدير، والوفاء، والأمان، والدِّين، والإلهام، وغيرها.

سيدي لا تُوهِمْ نفسك، وعِشْ واقعك:
لو صنعتَ أنت السعادة لأحد، فوالله لن يحفظَ لك إخلاصَك، ولن يَصدُقَ معك مثلما أنت صدقت، ولن يُقدِّر خوفَك عليه وعلى مصلحته، والتجارب في مجتمعاتنا مريرة.

ولو كنت تبحث عن السعادة، فاعلم أنها بداخلك، نعم بداخلك أنت، ليست عند غيرك.

سيدي، لا تُوهِم نفسك، وعِشْ واقعك:
لو كنت تظنُّ أن أحدًا من الممكن أن يصنَعَ لك سعادة دائمة، تَنقُلُك إلى عالم الأمل، وتقف بك على أبواب سماء الطمأنينة والأمان، وارتياح النفس، والنظر بعين الرضا نحو مستقبل آمن - فاعلم أنك ستكونُ بذلك قد أسأتَ الظنَّ تمامًا.

سيدي، لا توهم نفسك وعِشْ واقعك:
الوهمُ والخيال والأحلام هي ما أرجعتنا إلى الوراء، وخسرنا بسببها أنفسَنا قبل خسارة أي شيء آخر؛ لأن مَنْ بادلتَهم الصدقَ لم يكونوا معك من الصادقين، مَن فضَّلتهم على نفسك لم يصنعوا لك شيئًا، سوى أن غدروا بك، وتوجَّهوا إلى غيرك، ثم باعوك بثمن بَخْس!

سيدي، لا تُوهِم نفسك، وعِشْ واقعك:
لا تبالغ في حبِّك لأحد، أو اهتمامك به، أو خوفِك عليه، لدرجة نسيان مصلحتِك ونفسِك، ولا ترفَعْ سقفَ توقُّعاتك وآمالك وأحلامك من أي أحد؛ طالما أنه شريحة من شرائح بني آدم.

سيدي، لا تُوهِم نفسك، وعِشْ واقعك:
فواللهِ لو مَنحْتَ أحدًا تُحبُّه كلَّ شيء: رُوحَك، وصدقك، وإخلاصك، واهتمامك - فلن يَمْنحك سوى خيبةِ الأمل والتجاهل، والإهمال وعدم الاعتناء، بل والاهتمام بغيرك، ثم الخروج عن كلِّ ما ليس مألوفًا أو متوقَّعًا.

سيدي، لا تُوهِمْ نفسَك، وعِشْ واقعك:
فمهما كنت رائعًا، وصادقًا، ومضحِّيًا، وباذلاً، وكريمًا، ووفيًّا لأحد، فلن يحبَّك كما تتمنى، ولن يصدق معك كما صدقت معه، ولن يعطيك من اهتمامه كما أعطيته، ولن يتفقَّدك كما تتفقَّده كلَّ لحظة، ولن يكون وفيًّا مثلما كنت له، بل وستحتار كثيرًا في معرفة السبب الذي غيّره من ناحيتك، خاصة حين تجد أنه يملك كل الأسباب، وسلك كل المسالك التي جعلتك أنت تراجع نفسك وتعيد حساباتك من جديد.

ستحتار حين تجده قد أخطأ في حقك بما قد يصعب عليك أن تنساه أو تمسحه، خاصة بعدما ترك فيك جرحًا، أو أطاح بحلم، أو سوّد أملاً.

أليس هذا هو واقعَنا المعاصر؟!
سيدي، لا تُوهِمْ نفسَك، وعِشْ واقعَك:
فقد نَدُرَ الوفاء بالعهود، والوعود، والمواثيق!

أقول لك بكل صدق وعقلانية مصدرها الحقيقة والواقعيَّة: لو صنَع السعادةَ لك اليومَ أحدٌ، فلن تكون ذاتَ مصداقيَّة تامة، كن على يقينٍ أنها في الغالب ستكون وقتيَّة، فقد يَبنيها لك ومعك على أساس المنفعةِ أو المصلحة، أو يربطُها بحدثٍ ما، أو موقف صعب يمرُّ به، وحين تنتهي مصلحتُه، أو يجد غيرَك بديلاً، سيلفظُك بلا خجلٍ! سيختلق أسبابًا، وسيبحث عن كل وسيلةٍ، وكأنك قد صرتَ عليه قيدًا يريد أن ينفكَّ منه! ووقتَها، سيكون ولن يكونَ سوى بابٍ لجحيمٍ نفسيٍّ عليك، قد يطول بك جرحُه.

سيدي، لا تُوهِمْ نفسك، وعِشْ واقعك:
كن على يقين بأن السعادة بجوارك، بداخلك، أمامَ عينك، معك.

السعادة أنت وليست غيرك!
سيدي، تلك حقيقةٌ، فلا تغضب من صراحتي، ومكاشفتي؛ فذاك واقعٌ نعيشُه، تعايش مع خاطرتي حتى لا تنصدمَ في أحد، وقد يقول البعض: إنني أسوِّدُ الواقعَ، أو مشهد الناس!

لكن ووالله ما هي إلا حقيقة، وواقعٌ ماثل بوضوح في مجتمعاتنا العربيَّة والمسلمة!

سيدي، أخيرًا:
لله أقولُها لك، مخلصًا ومحبًّا: ثِقْ أنه لا يوجد مَن يصنع لك سعادةً تدوم إلا الله وحدَه، أما إذا اعتقدتَ السعادة مع غيره، أو بحثتَ عنها مع غيره، أو طلبتَها من غيره - فاعلم أنك ستكون بذلك غير واقعيٍّ، ولا منطقيٍّ، بل واهمًا، ولن تجنيَ سوى خيبة الأمل!

حقيقة ربانية:
مع الله فقط لا خيبةَ أملٍ
بل أجمل أمل، والأمل كلُّه
مع الله فقط سعادةٌ أبدية، تدوم لا تزول
لن يحرصَ عليك، ولن يصدقَ في حبِّه لك إلا خالقُك
أما مع غير الله، فلا صدقَ، ولا حرصَ، ولا حياةَ،
ولا سعادة!

خاتمة:
ما دمتَ تطلبُ السعادةَ من الله وحدَه لا من أحد غيره، فثِقْ أنك ستكون سعيدًا، ستعيش سعيدًا، ستكون آمنًا، مطمئنَّ القلب، قريرَ العَيْن، مرتاحَ الضمير.

وسلامًا على الصادقين إلى يوم الدين!



__________________
محن الحياة تنضج الإنسان علي نار الألم.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
معلومات عن الالام المهبل ، الوقاية من الالام المهبلية ReeMi مقالات طبية - الصحة العامة 0 April 17, 2013 05:05 PM
4 أسئلة تغير واقعك splender علم البرمجة اللغوية والعصبية NLP وإدارة الذات 30 June 29, 2011 02:46 PM
انت تصنع واقعك محمد الطيارة صوتيات ومرئيات البرمجة اللغوية العصبية 4 June 13, 2011 07:34 AM
مناقب الامام ابي حنيفة - الامام الحافظ الذهبي advocate كتب اسلاميه 6 May 17, 2011 09:27 PM
لا تحزن وعش واقعك سـمــوري كلام من القلب للقلب 25 July 10, 2010 11:32 AM


الساعة الآن 09:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر