فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم February 4, 2017, 04:05 PM
 
Smile عمار علي حسن.. الإبداع أنقذني من التطرف

عمار علي حسن..
الإبداع أنقذني من التطرف



عاطف محمد عبدالمجيد

على الرغم من أنه يمتلك كل الوسائل التى تجعله يُعاملك بكل "تناكة" وكِبْر، إلا أنه يتصرف معك ببساطة الريفى الراقى الجميل، الذى حرقت حرارة الشمس جسده وهو يعمل مع والده فى الحقل، وتَسَاوى كل ما فى الحياة لديه، لا فرق عنده بين تبْر وتراب، يتصرف ببساطة لأنه يمتلك عقلًا وفكرًا يُعْلى من شأن الإنسان، بعيدًا عن أصله ومنصبه وماله، حين تقابله، للمرة الأولى، يُشْعرك بدفء أَخويّ، وكأنه يعرفكَ منذ عشرات السنين، مستخدمًا معك كل المفردات التى تشير إلى أنك تتحدث مع "حَدّ ابن أصول فعلًا"، إنه إنسان بسيط للغاية، يئن جسده تحت ثقل أحلامه، كما يقول عن نفسه، وهو دائمًا مشغول بأن يهش تجّار السياسة عن الوطن، وتجار الدين عن الورع، والأدعياء عن الجلوس فوق رؤوس الموهوبين، مشروبه المفضل هو الشاى ويُسميه ويسكى الغلابة الحلال، مثلما يُقدس الباذنجان فى كل حالاته، ويتمنى أن تحقق الثورة المصرية كل أهدافها من العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، الكرامة الإنسانية والكفاية، ويرى الحياة مجرد رحلة، السعيدُ فيها مَن لا يظلم أحدًا، ويترك عليها علامة.





تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

نجم فى سماء الأدب
فى قرية الإسماعيلية العزلاء المنسية، كما يسميها، النائمة فى أحضان عروس الصعيد محافظة المنيا، ولد وعاش حياةَ الفلاحين البسطاء، الحياة التى منحته، بعد ذلك، إرادة أنْ يتفوق فى تعليمه ليدخل بعد ذلك كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ثم يُكمل دراسته العليا، ليحصل على شهادة الدكتوراه فى العلوم السياسية، تُرى هل كانت أمه التى تعلّم منها السماح، وأبوه ذلك الفلاح البسيط، الذى علّمه الزهد والمثابرة، والمُغرم بسيرة بنى هلال، يدريان وقتذاك، أن ابنهما هذا سيصبح ذات يوم نجمًا فى سماء الأدب والسياسة والإعلام؟..أم كان يرسم له حياة تشبه حياته هو، كفلاح يحصل على قوت يومه من العمل فى الحقول؟ وهل كان مُدرسه للغة العربية فى المرحلة الإعدادية، والذى كان يريد أن يعاقبه على موضوع تعبير كتبه هو، وظن المدرس أن عمّار نقله من أحد الكتب، يتصور أن يصبح رصيد تلميذه هذا، بعد عدة سنوات، أكثر من أربعة وثلاثين كتابًا، ما بين رواية ومجموعة قصصية وكتاب فكرى سياسي، إلى جانب اثنى عشر جائزة وتكريم من جهات شتى؟

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها


حكى لى صديقى عنه قائلًا إنه عندما انتقل إلى شقته الجديدة، وكانت كتبه مرصوصة فى كراتين، دق صباح أول يوم له فيها، على باب الشقة المجاورة قائلًا لأصحابها: هل لديكم شيء أقرؤه؟..إنه عمار على حسن الروائى والكاتب السياسى الذى يحب القراءة حبه للحياة، ويقول إنه بلا قراءة وكتابة سيموت، إنه يُوْليهما أهمية لا تصل إليها أهمية شيء آخر بالنسبة له، ويرى أنه من دون كتابته ما كان ليكون هذا الذى يراه الناس، وربما ظلَّ فلاحًا أجيرًا أو عاملَ تراحيل يلتقط رزْقه من فوق خرائط الغُربة، أو موظفًا بائسًا يدفن رأسه بين أكداس الملفات المتربة، أو عضوًا تائهًا فى جماعة دينية متطرفة.حينما يريد أن يكتب يغوص فى نفسه ليصنع بهجته العابرة وسط حزنه المقيم، سواء بالتأمل أو الاستماع للموسيقى أو مشاكسة الحياة.عمار على حسن يسكن مع مكتبته وتسكن هى معه، ولا يبخل بأى كتاب منها على صديق أو تلميذ إن أراده فى مهمة علمية، فى الوقت الذى ربما يضن هو فى رد كتاب حصل عليه من شخص ما، وهناك بعض الكتب التى يُعيد قراءتها أكثر من مرة، منها أصداء السيرة الذاتية لنجيب محفوظ، الأيام لطه حسين، نهج البلاغة للإمام علي، أرخص ليال ليوسف إدريس، والأعمال الكاملة لعلاء الديب، السيرتان الذاتيتان لغاندى ومانديلا، هكذا تحدث زرادشت لنيتشه، الأبطال لكارليل.
لقد قرأ عمار كل أعمال نجيب محفوظ، كل المجموعات القصصية ليوسف إدريس وكذلك رواياته وبعض مسرحياته وكثير من أعمال بهاء طاهر وجمال الغيطانى وإبراهيم أصلان، والأعمال الكاملة للطيب صالح ومحمد المخزنجي، وأغلب كتب الفيلسوف الكبير زكى نجيب محفوظ، وكتب المفكر الجزائرى مالك بن نبي، وأغلب كتب الشيخ محمد الغزالي، وكثير من كتب نصر حامد أبو زيد، وأغلب كتب جمال البنا وجلال أمين وعلى الوردى وحامد ربيع وحسن حنفى ورضوان السيد، والأعمال الكاملة لأمل دنقل ومحمود درويش.عمار ينصح بقراءة الكتب التى لا تزيد من المعلومات، بل التى توسُّع المدارك وتمنح قارءها نهجًا فى التفكير، وتُثرى خياله.

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها


الجوائز لا تصنع كاتبًا
عمار على حسن الذى بدأ حياته بكتابة الشعر، وجد فى لحظة ما أنَّ بداخله كَمًّا لا نهائيًّا من الحكايات, كان لابد من أن يكتب, فإذا به ينطلق فى عالم كتابة السرد حتى صار اليوم روائيًّا وكاتبًا كبيرًا، له العديد من الروايات والكتب، أقربها إلى نفسه روايتى " شجرة العابد " و" جبل الطير " ومجموعتى " أحلام منسية " و"حكايات الحب الأول "، وكُتبه " فرسان العشق الإلهى " و" التنشئة السياسية للطرق الصوفية " و" التغيير الآمن " و" النص والسلطة والمجتمع ".عمار على حسن يرى أن الرواية جاذبة، ليس فقط لأنها الجنس الأدبى الذى يُقْبل عليه القراء الآن، وبالتالى تتحمس دور النشر له، لكنْ لأن بوسع الرواية أن تضم فى ثناياها وحناياها الأنواعَ الأدبية كافة: دفقة القصة القصيرة، مفارقة الشعر وبلاغته وصوره الفاتنة، حوار المسرح وحجيته، علاوة على التفاصيل التى تحتفى بها الرواية، ويرى أنه لا يكذب حين يقول إن الرواية باتت تُغْنى عند بعض القراء عن قراءة كتب فى علوم إنسانية وعلمية عدة، وذلك فى حال الرواية المعرفية أو الفلسفية أو السياسية أو التاريخية، وكذلك أدب الخيال العلمي، ورغم حصوله على جوائز عديدة إلا أنه يقول إن الجوائر لا تصنع كاتبًا من عدم، لكنها تعطي، من دون شك، دفْعةً للكاتب، لأنها تقول له ببساطة: هناك مَن يتابعك ويقدر ما تفعل، لكن تبقى الجائزة الأكبر والأهم والأرسخ وهى رأى الناس فيما يُكتب.عمار على حسن يرى أنه لا يُضنى الكاتب أن يكتب رواية طويلة أو قصيرة، لكن يضنيه أن يكتب عملًا ويشعر أنه ناقص، أو كان يحتاج إلى مزيد من التجويد، ولذا لا يجب عليه أن يكف عن إعْمال قلمه فى نصَّه، حتى يشعر برضاء عنه إلى حد ما، لكنه عليه ألا يفقد الطموح فى كتابة نص أفضل، وأن يجعل الخط البيانى لإبداعه يسير فى اتجاه متصاعد، ففى الكتابة لا تنفع القناعة ولا الزهد كما هو الحال فى الثروات والجاه والشهوات.

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

الأب وسيدة الحافلة
ورغم مقولة إننا فى زمن الرواية، إلا أن عمار ما زال يتعامل مع فن القصة القصيرة بولع وتقدير، معلنًا أنه لن يكف عن كتابة القصة حتى نهاية مشواره الإبداعي، وعن تجربته فى كتابة الرواية يقول إنه فى كل مرة يبدأ كتابة رواية جديدة يَرِدُ على ذهنه شخصان، أبوه وهو فى حقله، وسيدة الحافلة.الأب كان يرفع أول ضربة فأس فى أرض قاحلة ممتدة أمامه، لكنه لا ييأس بل يواصل الضربات، والفأس تقضم التربة فى نَهم، فإذا بالبوار يرحل ويزدهى الطمى تحت قدميه وخلفهما، مشتاقًا إلى البذور لينبت الزرع البهي.ضربة وراء ضربة يتغير الحال من الفراغ إلى الامتلاء، ومن العدم إلى الوجود، أو على الأقل من اليباب إلى العمار.
أما السيدة فهى تلك التى رآها ذات يوم فى حافلة ركبها من جامعة القاهرة إلى ميدان التحرير، كان طالب دراسات عليا يعدّ أطروحته للماجستير، وقد جمع مادته العلمية حتى وصل إلى حد التشبع، لكنْ أصابه كسل فتوانَى أسابيع عن البدء فى الكتابة، إلى أن رآها تجلس على مقعد أمامي، وفى يدها إبرة تريكو وخيوط ذات ألوان أربعة، تدور بينها حتى تصنع عقدة، وتتبعها بأخرى، وهكذا حتى يصبح خطًّا منسوجًا بإحكام.وقف يتابع دأبها فى شغف عميق، وتعلّم منها أن تراكُم القليل يصبح كثيرًا، وتتَابُع الصغير يجعله كبيرًا، وقال لنفسه وهو واقف أمامها مشدوهًا: حرْف وراء حرف، تولد كلمة، وكلمات تصنع جملة، وعبارات تصبح فقرة، وفقرات تصبح صفحة، وصفحات تصير فصلًا، وفصول تتتابع تخلق كتابًا، ومن يومها كلما بدأ فى كتابة رواية تأتيه صورة هذه السيدة، ممتزجة بصورة أبيه مع فأسه أمام الأرض اليباب.عمار يقول دوما: لو أن الأدب يكفى ما أتعيش به حتى عند حد الكفاف ما كتبت غيره، لكنه منح كتابتى السياسية والعلمية حيوية وخصوبة، ومنح كتابتى الأدبية أفقًا وعمقًا لا أنكره، لأنه ساهم كثيرًا فى فهمى للمجتمع والعالم، ولا يجب أن ننسى ما قاله نجيب محفوظ: " لا يوجد حدث فني، إنما هو حدث سياسى فى ثوب فنى " أو كلام تونى موريسون: " السياسة كامنة فى كل نصوصنا شئنا أم أبينا "، ولا يجب أن ننسى أن يوسا البيروفى الحائز على جائزة نوبل يعرّف نفسه بأنه "ناشط سياسى وصحفى وأديب"، وقد ترشح للرئاسة فى بلاده وخسر، وفاتسلاف هافيل المسرحى التشيكى صار رئيس جمهورية فى تشيكيا.لا أحتاج إلى الأدب لأختبئ فيه وأبث آرائى السياسية، إذ أكتبها وأقولها جهارًا نهارًا، ولم أتهيب أو أتحسب يومًا، ومقالاتى أيام مبارك والإخوان شاهدة على ذلك، ظنى أن الأدب هو الأبقى، لذا أنحاز إليه بكل كياني، وأعطيه من وقتى الكثير والكثير، دون أن أتخلى عن دورى فى الحياة العامة، رغم أنه يُحْدث جلبة تثير غبارًا كثيفًا يُغطى أمام أعين البعض على كتاباتى الأدبية أو هكذا يريدون، ويجلب أحيانًا على متاعب من كتاب ونقاد يختلفون معى فى توجهى السياسي، فيعاقبوننى بهذا فى حديثهم أو تقييمهم لأعمالى الروائية والقصصية، سواء أفصحوا عن ذلك أو كتموه، وإن كنت لا أعدم كثيرين من العدول الذى يحتفون بأعمالى الإبداعية، فيتحدثون ويكتبون عنها، وهم غاية فى الاقتناع والامتنان، الأدب كان خيارى الأول، وهو خيارى الأخير، وما بين البداية والنهاية هناك أشياء كثيرة أتمنى ألا تذهب سدى، وتروح بلا جدوى.الكتابة عندى هى الحياة، ولو مر وقت طويل دون أن أكتب نصًّا أدبيًّا أشعر بتوتر شديد، ولذا فهى أيضًا الشفاء.
عمار يرى أن هناك تنوعًا فى اهتماماته الأدبية، وأن قضية "الإسلام السياسي" لم تظهر بكثافة سوى فى روايته " السلفى " وهناك فقط شخصية من تنظيم " الجماعة الإسلامية " فى روايته " جدران المدى ".



الاستبداد والتنوير الديني
أما عمار على حسن الكاتب السياسى فيرى أن مصر الآن لا تزال بعيدة عن تلك التى حَلُم بها كل مناضل وثائر ضد الفساد والاستبداد والاستعباد، قائلا فى أحد مقالاته: لم يُخلق على هذه الأرض شر مستطير أكبر وأكثر من الاستبداد، فما إن يطل برأسه حتى ينهش جسد المجتمع وروحه بلا هوادة، ليهز البنيان، ويقوّض الأركان، ويترك وراءه خرابًا فادحًا، وعِوزًا قاهرًا، وقهرًا متغلبًا، وهِممًا فاترة ونفوسًا حائرة، وحزنًا دفينًا، ويرى أن الاستبداد هو السرطان السياسى، محذّرًا الجميع من تصديق المُستبد حتى لو حدثنا عن أنه سيصنع لنا حياة أفضل، فهو سيجعلنا نخسر أعمارنا نحن ليزيد هو من عمر بقائه فى الحكم، جاثمًا فوق صدورنا.وعن رأيه فى قضية تجديد الخطاب الدينى يقول إنه لا يمكن أن نسير، ولو خطوات قليلة، نحو التنوير من دون أن نُقرّ بخمسة أمور أساسية.

أولها: الإيمان مسألة فردية: وهذا يعنى عدم وجود أى وسيط بين العبد وربه، وألا يحق لأحد أن يحكم على إيمان أحد، أو يتحكم فيه، أو يتدخل من أجل تحديده إلا بتذكير ووعظ لا تتبعه وصاية ولا سيطرة ولا إجبار لإنسان على إعلان الإيمان، وهذا التصور فضلًا عن أنه يتطابق مع مضمون "النص القرآني" فإنه يتوافق مع العقل الطبيعي، وأى تصرف عكس هذا يُفسد حقيقة الإيمان، ويحوّل الدين إلى مصدر للشقاء، وينشر النفاق، ويفتح بابًا لقلّةٍ أن ترتزق أو تحوز مكانة أو تنحت لنفسها دورًا حياتيًّا عبر استغلال الدين استغلالًا بشعًا.
ثانيها: أن العقل يكمل مسيرة الوحي: فالأطروحات الدينية التقليدية تتعامل مع العقل إما بوصفه خصمًا للوحي، أو ساعيًا إلى الافتئات والجور عليه، أو تنظر إليه بوصفه قاصرًا عن فهم الوحي، أو ليس عليه سوى أن يتبع ما أوحى به كالأعمى، مرة تحت لافتة "لا اجتهاد مع نص صريح" خاصة إن كان هذا النص "قطعى الثبوت وقطعى الدلالة" ومرة تحت تصور أن الأولين كانوا أكثر فهمًا للدين من الآخرين.
وثالثها: أن الوعى الأخلاقي، والذى تعانى الرؤى الدينية المطروحة من فقر شديد فيه، رغم أن الانشغال به، والسؤال عنه، قديم فى الثقافة العربية الإسلامية، فما جرى من غلبة الفقه على الفلسفة، والشريعة على الأخلاق والضمير الإنسانى المستقل، والتدين على الدين، لم تسعف فى انبثاق علم أخلاق إسلامى يتصف بالانضباط والاتساق الذاتي، وقابلية التعميم.فغياب الجانب الأخلاقي، المرتبط إلى حد عميق وبعيد بالروحانيات ويقظة الضمير، حوّل العبادات إلى مجموعة من الطقوس الجوفاء، وجعل المعاملات تقوم على النفعية سواء بتحصيل مكاسب دنيوية عاجلة أو السعى إلى الفوز بمكاسب آخروية آجلة عبر جمع الحسنات فى عملية حسابية جافة، يظن صاحبها أن بوسعه أن يربح إن تعاملَ مع عدل الله وليس رحمته وفضله، تطبيقًا لفقه وتفاسير تتحدث له فى هذا الاتجاه الذى يميل إلى ظاهر النصوص.
ورابعها: التمييز بين الدين والسلطة السياسية: فالربط بينهما حوَّل الدين إلى أيديولوجيا أو إطار يبشر بالسلطة باعتبارها غاية، أو يبرر لها مسلكها بعد تحصيلها وحيازتها، أو يجند لها الأنصار والأتباع ليقوى شوكتها، ويسعى إلى تثبيت أركانها بتحريم الخروج عليها، أو يرد عنها معارضيها بتكفيرهم وتجهيلهم (من الجاهلية) ونعتهم بالبغي، وخبرة التاريخ تبين لنا أن السعى إلى السلطة السياسية كان الخنجر المسموم الذى طعن كل الأديان، من دون استثناء، ولذا فإن مصلحة الدين تقتضى التمييز بينه وبينها قبل مصلحة الساسة، وكل من يطرح الدين باعتباره مشروعًا للسلطة، أو يتذرع بأن الوصول إلى السلطة ضرورى لحراسة الدين ونشره، هو فى حقيقة الأمر يتلاعب بالدين، ويوظفه بلا ورع ولا تحسب فى سبيل منفعة دنيوية، طالما ارتبطت بالمخاتلة والزيف والخداع والمكر والمراوغة.
وخامسها: تحديث المجتمع، فقد ظن كثيرون أن ضآلة جهود العقلانيين واضطهاد التنويريين هى التى منعت وجود تنوير وإصلاح دينى حقيقى لدى العرب المحدثين والمعاصرين، لكن هذا يمثل جانبًا من المعضلة وليس كلها، وهو جانب أخف وزنًا وأقل وطأة إنْ قِيسَ بجانب آخر يتمثل فى ضرورة تحقيق التحديث بشتى أبعاده.

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
__________________
الحمد لله في السراء والضراء .. الحمد لله في المنع والعطاء .. الحمد لله في اليسر والبلاء


Save

التعديل الأخير تم بواسطة معرفتي ; February 4, 2017 الساعة 05:24 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الإبداع أنقذني من التطرف, عمار علي حسن

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مستويات الإبداع و علاقة الإبداع بالذكاء و بالتفكير amar 2 علم البرمجة اللغوية والعصبية NLP وإدارة الذات 2 November 17, 2011 09:51 PM
فتاه الله أنقذني منها محمد الواصل روايات و قصص منشورة ومنقولة 2 February 26, 2010 08:36 AM


الساعة الآن 11:49 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر