فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > تقنيات السعادة الشخصية و التفوق البشري > علم البرمجة اللغوية والعصبية NLP وإدارة الذات

علم البرمجة اللغوية والعصبية NLP وإدارة الذات Neuro-linguistic programming قسم يهتم بالعلم الحديث , علم البرمجة اللغوية والعصبية NLP وإدارة الذات ونظره شمله حول العلاج بـ خط الزمن TLT و علم التنويم الإيحائي



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم July 2, 2016, 12:47 AM
 
السعادة المفقودة بقلم الدكتور عدنان القوتلي هدية الكاتبة سلام الحاج رمضان كريم

Paradise Lost
السعادة المفقودة

بسم الله الرحمن الرحيم
صحب الناس ذا قبلنا الزمانا وعناهم من امره ما عنانا
وتولو كلهم بغصة منه وان سرّ بعضهم احيانا
ربما تحسن الصنع لياليه ولكن تكدر الاحسانا
كلما انبت الزمان قناة ركب المرء في القناة سنانا
يتمنى جميع الناس السعادة في هذه الدنيا . وحاول المفكرون والعلماء واصحاب المبادىء وضع الاسس والتعليمات التي قد تساعد الناس على اكتساب السعادة والراحة والاطمئنان ولكن دون جدوى. فرغم ازدياد الامكانات المادية ورفاهية الناس الا انهم ازدادوا تعاسة وشقاء . فكثرت امراض الضغط والقلب والسكري وامتلأت قلوب الناس بالحقد والحسد والبغض. ولله در الحسد ما اعدله بدا بصاحبه فقتله . ولم يعد احد يرضى بمدخوله مهما كان ذلك . يموت حقدا وحسدا حتى على اخوته واخواته واصدقائه وزملائه ان تمكنوا من ان يجمعوا من المال اكثر مما جمع او ان اصابهم خير في مركز او منصب . ومن ناحية اخرى لا يتورع عن الاحتيال والنصب والرشوة والسرقة كلما سنحت له الفرصة بذلك. وقد شمل ذلك معظم الناس . حتى انه لو تولى احدهم منصبا حكوميا ولم يسرق فانهم ينعتونه بالغبي. اما الرحمة والشعور مع المساكين والفقراء والايتام فانها لا تجد الى قلبه سبيلا ولو كانوا اولي قربى . فالبخل والشح وخوف الفقر هو ما يملأ قلبه . وهو دائم الخوف على امواله ومركزه ووظيفته وتجارته ... الخ فالدنيا لا امان لها اطلاقا ، وهي اكبر همه ومبلغ علمه .
اما الاعلام الهادف ، فانه يهدف الى اظهار كل صفة ضارة على انها الحرية والمدنية والرقي والتقدم . فعلى سبيل المثال ، فان هيفاء وهبي ومثيلاتها اصبحن قدوة المجتمع . واصبحت النساء يحلمن بتقليدها في كل شيء . واصبح الرجال يفتنون بمناظر هيفاء ومثيلاتها عن نسائهم . فيقومون بمصاحبة نساء غير نسائهم وتقوم النساء بمصاحبة رجال آخرين . وتضيع الانساب وتقوم المتاعب والمشاكل في كل بيت مما يؤثر تأثيرا مضرا على الاولاد الذين يحتاجون الى المحبة والحنان .
ونتيجة لذلك فان نسبة الطلاق اصبحت مرتفعة ارتفاعا كبيرا ويكون الاطفال هم الضحية . وقد بلغ من وقاحة بعض وسائل الاعلام ان يعدوا برامج للواطيين يحاورونهم ويناقشونهم محاولين من خلال ذلك اقناع المشاهدين بان هذا امرا طبيعيا على امل ان يأتي يوم " يكتفي به الرجال بالرجال والنساء بالنساء ". هي مخططات خبيثة ترمي الى هدم السعادة الزوجية والاسرية . لا تعتبروا كلامي مبالغ فيه ، يكفي ان تعلموا انه في بعض دول اوروبية يتناقص عدد السكان لاعراضهم عن الزواج والتناسل.
اما المسلسلات التلفزيونية فان معظمها يظهر للمشاهد ان الزنى والحمل الغير الشرعي هو امر طبيعي جدا وان شرب الخمور يكون دائما على الموائد وان الخيانات الزوجية هي أمر مشروع قد يجلب السعادة لفاعله.
ومن ناحية اخرى فقد عدلوا البرامج التعليمية بان اضعفوا تعليم اللغة العربية حتى ان الناشئة اصبحوا يتكلمون ويقرأون اللغات الاجنبية افضل بكثير مما يقرأون اللغة العربية البسيطة. وبذلك لم يعد الناشئة باستطاعتهم قراءة القرآن ولا فهم معانيه. اضف الى ذلك ان معظم المدارس منعت التدريس الديني لطلابها ، وبذلك لم يعد لديهم اي قيم او معلومات تؤدي الى الاخلاق الحميدة التي قد تصلح المجتمع . وبذلك تستفرد بهم المعلومات التلفزيونية السابقة التي تفسد المجتمع .
واذا كان الانسان بطبعه عدوا لما يجهل ، فما ننتظر اذا من الناشئة ان يقبلوا على الدين.
ولم يكتف اعداء الاسلام بما سبق . بل عمدوا الى تشويه سمعة الاسلام في العالم اجمع. فكم من المجازر ترتكب بأسم الاسلام . وكم من العلماء المزيفون المأجورون يصدرون فتاوى ما انزل الله بها من سلطان. ويكتبون المقالات والاحاديث التلفزيونية والتي لا صلة لها بالدين ، والتي تؤدي الى تفرقة المسلمين والتي يكفر بها بعضهم بعضا . لا اعني فقط بين المذاهب ، لا بل بين الناس في المذهب الواحد والبلدة والقرية والعائلة وحتى اصبح الاخ يكره اخاه.
واصبح المسلمون لعبة بيد القوى العظمى . يأخذون خيراتهم ويحاربون بهم . وصدق رسول الله حين قال : " توشك ان تداعى عليكم الامم كما تداعى الاكلة الى قصعتها ". قالوا امن قلة نحن يؤمئذ يا رسول الله . قال :" انتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل".
يحاول بعض الناس طلب الراحة والسعادة في التدخين والاركيلة السليمة منها والملغومة وآخرون يطلبونها في التحشيش والمخدرات وغيرهم بأقامة الحفلات الصاخبة وشرب المسكرات حتى الثمالة. ولكن ما ان ينقضي وقت هذه التصرفات حتى يعودوا الى حالتهم النفسية المتوترة والخائفة والحاقدة والناقمة على الناس وعلى الحياة برمتها . ولا يبقى في اجسادهم الا السموم التي تناولوها . فهم يعتقدون انه لن ينجدهم ولن يعينهم احد على مشاكلهم. وتبعا لما تقدم ، فانهم نسوا او لا يعلمون ان لهم ربا يجيب دعوة الداعي اذا دعاه ، وان بيده مقاليد الامور وهو على كل شيء قدير.
كوني مسلما فاني اصف ما يعانيه المسلمون من المؤامرات والدسائس . ولكن الامر اكبر من ذلك ، لان المفسدون في الارض يستهدفون جميع الديانات السماوية وجميع الشعوب . اذ انهم كلما افسدوا الناس سهل عليهم استغلالهم والسيطرة عليهم والتحكم باموالهم ودمائهم .
قوم بلا عقيدة هباء تذروه الرياح
فتمسكوا بالدين الحنيف وخذوا باسباب الكفاح
وهكذا ، فان اعداء البشرية عرفوا من اين تؤكل الكتف . واصبح المسلمون لا يعرفون من الاسلام الا اسمه ومن القرآن الا رسمه . حتى ان معظم الذين يصلون لا يفقهون من صلاتهم شيئا . ولا يدركون معنى الكلمات التي يقرؤنها. ويؤدونها بسرعة فائقة كنقر الديكة . وبالتالي لا تؤدي الفائدة المرجوة منها وهي الراحة النفسية وتذكر رب العالمين وحسن الخلق والاحسان الى الاخرين وشحن القلوب بالرحمة وحب الخير لجميع المخلوقات . فاذا فرغوا من صلاتهم انطلقوا الى اعمالهم وكسب قوتهم غير مبالين من حرام او من حلال . فلا مانع عندهم الرشوة والسرقة والغش والخداع والنصب والاحتيال . وبذلك يكونون المثل السيء عن الاسلام. وهكذا فقد حصل لباقي العبادات ما حصل لصلاة اي انها اصبحت فارغة وخاوية من مضمونها وليست سوى فلكلور يقوم به بعض المسلمون .
هذا حال امتنا جمعاء . وقد وصلنا الى اقصى درجات الذل والهوان والشقاء . ولكن ، ورغم هذا الوضع التعيس ، فانه لا يجب علينا ان نيأس . فان كنا عاجزين عن انقاذ الامة بين ليلة وضحاها ، فلا أقل من ان يحاول كل واحد منا انقاذ نفسه . فيصلحها ويبحث عن الخطوات التي تجعله سعيدا في الدنيا والاخرة . اعلم ان الامر لن يكون سهلا . فان النفس امارة بالسوء الا ما رحم ربي . ولكن علينا عقد العزم بشدة والاستعانة بالله على ذلك.
ان الانسان خلق ضعيفا واعداءه اقوياء . وهم نفس امّارة بالسوء وشيطان رجيم ووسواس خناس يملك القدرة على الوصول الى عمق النفس البشرية يحبب اليها كل سوء ومنكر . وتكثر وسوسته خاصة في الصلاة . فكلنا يشعر بوسوسته القوية عندما يبدأ بالصلاة . عندها يجعله يستحضر كل امور حياته ومشاكلها بدل مناجاة رب العالمين . ودنيا مليئة بالفتن والمفاتن . اذن لا مجال للهداية الا بالاستعانة بأصرار برب العالمين الذي يعين عبده عليهم ويرد كيدهم الى نحرهم.
ان على الانسان المسلم ان يؤمن ايمانا راسخا قولا وعملا بان الله موجود وانه لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء وانه القادر على كل شيء وانه نظم الحياة على الارض بحكمته . فوزع الثروات والاعمال والمناصب والمسؤليات على خلقه حتى يتم التعاون فيما بينهم على اعمار الارض والحياة عليها. وعلى المؤمن التسليم التام بما قسم الله له . فالدنيا ليست بدار قرار ولكنها دار امتحان واختبار . وهي زائلة لا محالة . فلو جعل الله جميع البشر مترفين لما عمرت الارض.
واذا كان المسلم يعتقد اعتقادا راسخا بأن الله يراه ، فهل يجرؤ على معصيته او مخالفة امره او التهاون في طاعته. ان الله يعلم كل شيء وسيحاسب عباده على كل اقوالهم واعمالهم.
وانطلاقا من هذا الاعتقاد يبدأ اصلاح المجتمع والفرد . اعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك . وحاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا .
تذكروا الله دائما وحاولوا قراءة القرآن وتعلم الاسلام حتى تتمكنوا من تطبيق تعاليم الدين على الوجه الصحيح . تلك التعاليم التي تضمن لهم سعادتهم في الدنيا والاخرة . ان الله لا طاعتنا تنفعه ولا معصيتنا تضره . ولكن الله الذي خلقنا وهو الخبير بأحوالنا وانفسنا وهو الخبير بما يصلحنا وما هو صالح لنا . تذكروا ايضا ان علاقتنا مع الله هي علاقة محبة ورحمة ومغفرة وعفو وتسامح من الله . وان بابه مفتوح ليلا ونهارا لكل من يلجىء اليه . ولو بلغت ذنوب العبد عنان السماء وزبد البحر ولو اتى الله بقراب الدنيا معصية ثم استغفره وندم وتاب توبة نصوحا لاتاه الله بقرابها مغفرة وان استمر بالعمل والقول الصالح فقد يبدل الله سيئاته حسنات.
كم يكون الانسان سعيدا اذا كان ملكا من ملوك الارض يحبه ويسمح له بمقابلته في اي وقت يشاء ويلبي له جميع طلباته ورغباته . فما رأيكم اذا كان هذا الامر مع ملك الملوك الذي له ملك السماوات والارض والذي امره بين الكاف والنون.
يقول تعالى في الحديث القدسي : " ولا يزال عبدي يتقرب اليّ بالنوافل حتى احبه . فمتى احببته كنت سمعه الذي يسمع به وعينه التي يبصر بها ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن دعاني لاجيبنه ولئن استعاذني لاعيذنه . وما تقرب اليّ عبدي شبرا تقربت اليه ذراعا وما تقرب الي ذراعا تقربت اليه باعا . ولئن اتاني يمشي اتيته هرولة.
بالله عليك اذا كان الله معك فمن يكون عليك. صدقوني ان اجمل ما في الوجود ، والذي يجعل الانسان في قمة السعادة والاطمئنان والراحة النفسية والتي لا يستطيع الحصول عليها ملوك الارض ولا اعني الاغنياء هو ركعتين في جوف الليل تؤديان بأتقان . تحسن ركوعهما وتطيل سجودهما وتكون فاهما" لكل كلمة تناجي بها رب العالمين . تطلب منه كل ما يسعدك من امور الدين والدنيا , وتشعر انه معك يغمرك بمحبته ورعايته وعنايته وتوفيقك ونصرتك والطافه وعونه فهو القادر على كل شيء . وبتوجهك اليه والمناجاة والخضوع التام بين يديه تأوي الى ركن متين . وعندها يقدم لك الله ما هو خيرك في الدنيا والاخرة وهو الخبير بخلقه وبما يسعدهم في الدنيا والاخرة.
وكما قلت سابقا يجب ان تؤدى الصلاة بتمهل واتقان . فقد اخبرني احد الصالحين بان ركعتي الليل تستغرق معه حوالي خمسون دقيقة . اما الامام السجاد فقد سجد ذات مرة سجدة بعد صلاة العشاء دامت حتى قبيل صلاة الفجر . وهو غارق بالاستمتاع بما فتحه الله عليه من الدعاء والتذلل والتضرع والمناجاة والخشوع بين يدي رب العالمين.
وكمثال على مقدار ما قد يصل اليه المؤمن من الاطمئنان والرضى والسعادة والصبر حتى في اصعب الظروف ، هو ما حصل لأحد اخواننا الصالحين . فقد حصل معه حادث سير ذهب ضحيته ستة من اطفاله وزوجته . وقطعت يده وفقد احدى عينيه .
وذهب بعض الاخوة لزيارته في المستشفى . واخذ كبيرهم بالحديث محاولا ان يخفف عنه . ولكنه اجابه بنفسية المؤمن الراضي بقضاء الله وقدره فقال : كفى يا ابا عمر فان لله ما اعطى ولله ما اخذ.
اما الامام علي عليه السلام فقد لخص سر السعادة بتعريف وتفسير لكلمة التقوى ، فقال: "
1- الخوف من الجليل . اي من الله . فأنت عندما توقن بأن الله دائما يراقبك ويجزيك على عملك خيره وشره ، فانك لا ترضى لنفسك الا ان تكون اداة خير لك وللناس اجمعين لا بل وجميع خلقه.
2- العمل بالتنزيل : اي العمل بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله . وعليه ، عليك التعلم بما هو واجب عليك من علوم الدين . حتى تعبد الله على الوجه الصحيح . وبذلك تؤتي العبادة الخير المرجو منها والسعادة للفرد والمجتمع.
3- الرضى بالقليل : هو ان ترضى بما قسم الله لك من الرزق . ترضى كل الرضى دون ان تمد عينيك الى من هم اكثر منك مالا . وبذلك تطمئن نفسك لان الله هو الذي قسم له ذلك المال . ولا اعتراض اطلاقا على امر الله . وبذلك تشفى نفس المؤمن من الغل والحسد والحقد والبغضاء . وهذه الصفات هي سبب تعاسة كثير من الناس.
4- التأهب ليوم المسير : لا احد يستطيع ان ينكر ان الموت حق . واننا سنغادر هذه الدنيا شئنا ام ابينا . وما العمر الا زمن يسير وايام معدودة . ننتقل بعدها الى حياة البرزخ . ويبدأ الحساب بعد الموت مباشرة . وعندها ، اما حياة سعيدة دائمة ، واما حياة شقية دائمة . والعاقل من يكثر من العبادات والاعمال والاقوال الصالحة ويكثر من الانفاق في سبيل الله طلبا لرضاه. وبذلك يفوز بالجنة ويزحزح عن النار . ويقال انه عندما يموت الانسان يصحبه الى قبره ثلاث : 1- اهله 2- ماله 3- عمله . فيرجع اهله ويتقاسمون ماله ولا يبقى معه الا عمله . اذن تزودوا فان خير الزاد التقوى.
ولئن ايقنت بما اقول ، فستجد نفسك حريصا على مكارم الاخلاق وان تكون صالحا لنفسك ولمجتمعك وان تحب للناس ما تحبه لنفسك . وتكون ممن يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون . واذا كان المسلمون بهذه النفسية فسيعيشون جميعا في سعادة متبادله .
هذا ما بينته بأختصار شديد . الا ان الدين الاسلامي هو اوسع من ذلك بكثير . فانه دلنا بالتفصيل على الطريق والاسباب التي توصلنا الى السعادة . ومن اراد تفصيل ذلك فليقرأ مقالي السابق بعنوان : " الصحة والمرونة النفسية والاجتماعية في الاسلام ". وبينت فيه التعليمات والارشادات التي هي من صلب الدين والتي تؤدي الى السعادة الدينية والدنيوية.
اريد ان اضرب مثلا على ما قلت سابقا . اقول ، اذا كان رجلا عبقريا اخترع آلة جديدة ، اليس هو افضل من يعمل بها ويقوم بصيانتها . وما ضربت هذا المثل الا لتوضيح ما قلت سابقا . والا فلله المثل الاعلى . وكذلك فان الله الذي خلقنا هو وحده الخبير بما يسعد البشر في الدنيا والاخرة . وهذا هو هدف الاسلام وتعاليمه . وكما قلت ، فان الله لا تنفعه عبادتنا ولا تضره معصيتنا.
وقبل ان اختم مقالي هذا فانني اشدد عليكم ان تنقذوا ابنائكم منذ نعومة اظفارهم بايجاد من يعلمهم قراءة القرآن والدين الحنيف قبل ان يكبروا ويفوت الاوان.
موضوع آخر لا علاقة له بمقالي هذا اود ان اقوله للذين ينكرون وجود الله .من الغريب انهم يقولون ما يقولون دون اي دليل او برهان . ويطالبوننا بالدليل والبرهان على وجود الله. فاذا اعطيناهم الادلة والبراهين الكثيرة ، صموا آذانهم واغمضوا اعينهم وتولوا واستكبروا استكبارا . وجحدوا بها رغم انها استيقنتها انفسهم وعقولهم. كفاكم استكبارا وتعنتا وجحودا . واستخدموا عقولكم بتجرد . وتعرفوا على الدين قبل ان تهاجموه وانتم جاهلون . اما ترون انه يوجد في اللغة العربية فقط الشعر والنثر والقرآن . بينما في اللغات الاخرى يوجد فقط شعر ونثر . فاذا لم تستطيعوا رؤية الله حتى تؤمنوا به فانكم تستطيعون رؤية كتابه وآياته التي هي اسلوب خاص لرب العالمين لا يمكن لاي بشر ان يقلده . لا بل ان يقلد اصغر سورة وردت في كتابه . لقد هاجم اعداء الاسلام هذا الدين بكل وقاحة واستهزؤا برسوله بغير وجه حق وحاولوا تقليد اصغر سورة فيه ولكنهم بائوا بالفشل الذريع ولم يجرأ احد على الادعاء انه نجح بذلك . ولو نجحوا لكان لهم الدليل القوي على ان هذا القرآن من صنع البشر. ولكن ،
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد
وينكر الفم طعم الماء من سقم
لن اتطرق الى الادلة الكثيرة في هذا المجال . ولكن سأعرض آية واحدة يتحدى بها رب العالمين جميع البشر الى يوم القيامة ان يقلدوا ، ولا اقول بأن يأتوا بأفضل ، اصغر سورة في القرآن الكريم .
يقول الباري عز وجل :" وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهدائكم من دون الله ان كنتم صادقين . فان لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة اعدت للكافرين".
ان هذا التحدي قائم الى يوم القيامة . ويدعو من يحاول ذلك الى استشارة اصدقائه وعلماء اللغة الذين هم بجانبه ان يشهدوا له ان ما كتبه يشبه القرآن ونحن نقر لهم بشهادتهم . حاول بعضهم ذلك فسخر منهم اصدقائهم واقاربهم .
يقول اعرابي قبل الاسلام : اذا كانت القدم تدل على المسير والبعرة تدل على البعير ، فسماء ذات ابراج ، وارض ذات افجاج وبحار ذات امواج ، الا يدل ذلك على العلي القدير
ربنا هب لنا نفوسا مطمئنة ترضى بقضائك وتقنع بعطائك وتؤمن بلقائك وتصبر على طاعتك وتصبر عن معصيتك .
ربنا انلنا رضاك ولا تشغلنا بسواك وفرحنا يوم لقاك . وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
الدكتور عدنان القوتلي
مستشفى الزهراء الجامعي
بيروت في الثلاثاء 14-6-2016
__________________
سلام الحاج
كاتبة واعلامية وعاملة اجتماعية من لبنان
صاحبة العديد من المؤلفات في الصحة والحياة
متأهلة من الدكتور محمد علي الموسوي
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
التفكر بمعاني سورة الفاتحة بقلم الدكتور عدنان القوتلي من لبنان سلام الحاج النصح و التوعيه 3 May 18, 2013 11:13 PM
مفاتيح السعادة / جديد بقلم الكاتبة سلام الحاج أهداء الى تركي وكل الاحبة في مجلة الابتسامة سلام الحاج علم البرمجة اللغوية والعصبية NLP وإدارة الذات 4 August 22, 2012 01:31 PM
دموع الاشواق والاحساس بالفراق بقلم الكاتبة سلام الحاج مع هدية الى كل الاحبة في المجلة سلام الحاج بوح الاعضاء 6 June 21, 2012 08:25 PM
سر الحب وقدرته العجيبة على منح السعادة للقلب / الحلقة الثالثة هدية من الكاتبة سلام الحاج سلام الحاج كلام من القلب للقلب 1 August 28, 2011 03:30 PM
حبيبي الغالي ساكن قلبي وبالي بقلم الكاتبة والاعلامية سلام الحاج هدية الى زوجي الدكتور محمد سلام الحاج بوح الاعضاء 5 August 28, 2011 03:13 PM


الساعة الآن 12:37 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر