الحكايات وتنشئة الأطفال محمد عباس عرابي -

محمس عربي · #1 February 22, 2016, 09:52 AM

الحكايات وتنشئة الأطفال

محمد عباس عرابي - مجلة الوعي الإسلامي العدد608

لم تعد جلسات الحكايات والقصص وروايتها للأطفال قاصرة على الأمسيات المنزلية، بل أصبحت قاسما مشتركا لكل تجمعات الأطفال، بداية من الحضانات ورياض الأطفال مرورا بالمكتبات والرحلات الخلوية.

ومع تطور القصص والخدمات في المكتبات، تطورت أيضا أساليب رواية الحكايات والقصص داخلها، فلم يعد الأمر مقصورا على أمناء المكتبات، بل تعدى إلى استضافة المتخصصين والمشاهير لمشاركة الأطفال يومهم في المكتبة، ورواية القصص لهم، حتى وإن كانت قصصا شخصية عن تجارب حياتية (1).

ولقد كشفت الدراسات الحديثة أهمية جلسات الحكايات والقصص وروايتها للأطفال في تنمية عدد من مهاراتهم وقدراتهم وخبراتهم، وأيضا في تحقيق توازنهم النفسي، وخلق الإحساس بالأمن والأمان. كما أن جلسات الحكايات والقصص تنمي لدى الأطفال مهارات التواصل، كالقدرة على الحديث والإنصات وإدراك المعاني.

وتعد الحكايات والقصص ذات تأثير كبير في طريقة تفكير أطفالنا وتصرفاتهم ؛ لأن الأطفال يحبون تكرار الاستماع إلى القصة الواحدة، أو قراءتها أكثر من مرة، وتكرار القصة الممتزج بتصورات الأطفال مضافا إليه وجود أحد الوالدين -الذي لا يُقدر بثمن- يجعل القصص إحدى أفضل الطرق للتأثير على تفكير الطفل (2).

إن رواية القصص تعلم أطفالنا مهارات الحياة، فهم يرون الأسد يسلم على النمر، قائلا: السلام عليكم. ويرون القرد الصغير يقوم لوالده ليجلسه مكانه. والبنت ترى الغزالة تساعد والدتها في إعداد الطعام، والفيل الكبير يساعد الحيوانات في رفع غصن الشجرة وبدورهم يشكرون قائلين: جزاك الله خير الجزاء. والنحلة ذهبت لشراء زهرة من الحقل، وسألت صاحب الحقل عن الثمن، وطلبت منه تخفيض السعر لو أمكن، واختارت زهرة جيدة فشكرتها أمها عندما عادت حاملة الزهرة الجميلة، ودعت لها بالخير. حتى فكرة الصراع بين الحق والباطل والخير والشر، يكتسبها الطفل من خلال قصة الأرنب الطيب والثعلب الشرير.. وهكذا يتعلم الطفل مهارات الحياة من خلال القصة (3).

إن للحكايات والقصص قبل النوم أهمية خاصة لدى الطفل الذي يعيش بخياله أكثر من الواقع، فهو كثيرا ما يسرح ويتأمل ويتصور الأشياء، ويضيف إلى ما هو واقعي ملموس شيئا من الخيال، وفق ما يتراءى له، ووفق حالته المعنوية وأحاسيسه الوجدانية، فالطفل يحلم أثناء يقظته، ويتعامل مع اللعبة وكأنها حقيقة، فقد يكلمها ويأمرها، وهذا التلاعب بالخيال هو سمة من سمات الطفولة، وله أهمية في إثراء فكر الطفل، وتنمية موهبته نحو التعبير عن نفسه (4).

وتحقيقا لمزيد من الفوائد من جلسات الحكايات والقصص في تنشئة الأطفال؛ فإنه يجب على المربين سؤال الأطفال في نهاية الحكايات والقصص عما استفادوه من قيم وفوائد قد تساعد في حسن تربيتهم وتنشئتهم.

الهوامش

1- كمال الدين حسين، فن رواية القصة، جامعة القاهرة، كلية رياض الأطفال، 2003م.

2- إ-شابيرو- ف ز د، كيف تنشئ طفلا يتمتع بذكاء عاطفي، ترجمة ونشر مكتبة جرير، الرياض، ص:127-132 (بتصرف).

3- عبدالله عبدالمعطي وسيد الجندي، 50 قصة تحكيها لطفلك في البيت والروضة والمدرسة، القاهرة، دار الأندلس الجديدة للنشر والتوزيع، 1429هـ، ص:25.

4- محمد سعيد مرسي، فن تربية الأولاد في الإسلام، دار التوزيع والنشر الإسلامية، د ت، ص:121.

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
علاقة أدب الأطفال بالتربية اختيار محمد عباس عرابي	محمس عربي	شعر و نثر	1	July 25, 2010 04:11 PM
تخريب الأطفال ليس تخريبا للباحث التربوي محمد عباس محمد عرابي	محمس عربي	علم النفس	1	June 29, 2010 07:08 AM
علاقة أدب الأطفال بالتربية للدكتور محمد شاكراختيار البحث محمد عباس محمد عرابي	محمس عربي	بحوث علمية	1	June 29, 2010 07:06 AM
تدريب الأطفال على كتابة القصة تقديم محمد عباس عرابي	محمس عربي	شعر و نثر	1	May 12, 2010 03:05 PM
دور ادب الأطفال في غرس القيم التربوية تقديم محمد عباس عرابي	محمس عربي	بحوث علمية	1	March 9, 2010 10:08 AM

الحكايات وتنشئة الأطفال محمد عباس عرابي -

الاسرة والمجتمع