هؤلاء يكرهون ثورة يناير بقلم ناصر عراق

**معرفتي** · #1 January 23, 2016, 06:58 PM

هؤلاء يكرهون ثورة يناير
ناصر عراق
2016-01-23

الفزع يستحوذ على عقول المسؤولين. المدرعات تنتشر في ميدان التحرير وحوله. الشرطة تفتش شقق وسط البلد بغلظة وتعتقل الشباب بتهمة (النية) في التظاهر. منافقو النظام من إعلاميين وصحفيين يشتمون ثورة يناير ليلَ نهار. الشعب ينكمش ويلعن في سريرته البطش والظلم، فهل لهذه الدرجة تخاف الحكومة من ذكرى الثورة، ولماذا؟ ومَنْ بالضبط يكره ثورة يناير؟

في ظني أن هناك خمس فئات رئيسية تكره ثورة يناير كرهًا شديدًا وتعمل دون هوادة على تشويهها وتسفيهها والانتقام منها، وهي:
الفئة الأولى تتكون من مبارك وأسرته ووزرائه وحزبه المنكوب، لأنهم خسروا السلطة والنفوذ وكثيرا من المال الحرام الذي كان يتدفق في جيوبهم بغير حساب. والفئة الثانية هم رجال الأعمال الذين ارتبطوا بوشائج عميقة مع آل مبارك، فعملوا على دعم عملية التوريث ليقفز الابن على كرسي الرئاسة خلفا لأبيه العجوز، فلما اقتلعت الملايين فكرة التوريث من جذورها اضطربت حساباتهم وارتبكت صفقاتهم المشبوهة.

أما الفئة الثالثة فتتمثل في بعض قيادات الأجهزة الأمنية الشرطية، لأنها تعرضت لأسوأ هزيمة لها على يد شعب مجروح قرر تحطيم قيوده والانقضاض على وحش الخوف الذي رعاه مبارك والعادلي وزبانيتهما. وقد عاد بعض هؤلاء -أو نوابهم- إلى مراكز القيادة مقتنعين تمامًا بضرورة (تأديب) الشعب الذي تجرأ على (أسياده)!

قادة الإعلام الرسمي والصحف الحكومية الذين طردوا شر طردة من مناصبهم بعد أن عملوا على تزييف وعي الناس، وبعد أن قرف منهم الشعب نظرًا لنفاقهم الرخيص (تذكر التليفزيون المصري في أثناء الثورة حيث كان يعلن باستمرار أنه لا يوجد أحد في ميدان التحرير، وتذكر مقالات رؤساء مجلس إدارة ورؤساء تحرير الأهرام والأخبار الذين دأبوا على كيل المديح لمبارك وابنه، ولم يتوقفوا عن لعن الثورة عندما اندلعت)، هؤلاء هم ممثلو الفئة الرابعة.

وأخيرًا نأتي إلى الفئة الخامسة التي تكره ثورة يناير، حيث تتكون من بسطاء البسطاء الذين يعيشون على الكفاف ومحرومين من الوعي الحقيقي... هؤلاء خسروا أعمالهم البسيطة في خضم الاضطرابات التي أعقبت الثورة، والفوضى التي عمت الشارع، فاعتبروا الثورة السبب الأول في قطع أرزاقهم، لأنهم لا يدركون أن سياسات مبارك هي السبب في جعلهم فقراء إلى هذا الحد.

أرأيت؟ هؤلاء إذن هم الذين يكرهون ثورة يناير ويشيعون الفزع من ذكراها، ومع ذلك فقد نجح هؤلاء الكارهون في الوصول إلى نقاط مؤثرة في صناعة القرار، وها هي الحكومة تؤكد رعبها من ذكرى الثورة رغم أن الشواهد كلها تؤكد أنه لن يعكر صفو النظام شيء، فلا الإخوان قادرون على الحشد، ولا الناس راغبة في التظاهر ضد الحكومة في الوقت الحالي، لذا يبدو الأمر مدعاة للسخرية في بعض جوانبه، لكن الحقيقة أن الحكومة تدرك تمامًا أنها تسير في خطوات سريعة لقتل الأحلام كلها التي راودت الشعب قبل خمس سنوات!

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
الرئيس الحرامي... الوصف الخالد لحسني مبارك! بقلم ناصر عراق	معرفتي	مقالات الكُتّاب	0	January 11, 2016 03:39 AM
تحميل رواية .. العاطل ، ناصر عراق ، نسخة معالجة وصفحات فردية حصرية	معرفتي	الكتب المعالجة والمخفضة	48	October 26, 2013 12:41 PM
تقسيم السودان.....وغباؤهم السياسي...ناصر عراق.	سلمى فاروق	مقالات الكُتّاب	2	February 10, 2011 02:14 PM

هؤلاء يكرهون ثورة يناير بقلم ناصر عراق

مقالات الكُتّاب