فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الموسوعة العلمية > معلومات ثقافيه عامه

معلومات ثقافيه عامه نافذتك لعالم من المعلومات الوفيره في مجالات الثقافة و التقنيات والصحة و المعلومات العامه



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم October 27, 2015, 01:19 PM
 
مع الإنترنت - التاريخ إلى أين ؟

من يطّلع على كتب التاريخ سيجد بلا شك أنها كنوز إنسانية دفينة رقرقت العقل والوجدان العربي عبر العصور ..فهي عمل مفضل قام بسرده المؤرخون .. هذه الكتب تغمرنا بالسعادة حيث الحنين إلى الماضي .. ولحسن الحظ أن هناك عناصر تجذبنا نحو الماضي وتحثنا على دراسة التاريخ .. حيث لم يكن الناس يعيشون كما نعيش نحن الآن.
لسنا فقط في حاجة لتقديم الماضي .. بل أيضاً لشرحه وتفسيره .. لنخرجه من ظلام عباءة الماضي إلى ضياء الحاضر والمستقبل لنتعظ به في كثير من المواقف .. التاريخ بالنسبة للمجتمع بمنزلة الذاكرة وتطور مهارة الإنسان في التاريخ للماضي هي "المحك"لرغبة هذا الإنسان في الإستفادة من هذا المخزون المتراكم والخبرة الإنسانية.
التاريخ يخلق الشعور بالحيرة لأن الماضي ليس قصة تروى وحسب يكتنفه التشويش والتعقيد كالحياة التي نحياها تماماً.
أتساءل إذا كان التاريخ قد تغيّر عبر العصور؟ فلماذا لا يتغير الآن مرة أخرى؟ لكي نعرف هذا لا بد أن ندرك أن الطباعة غيرت حياة البشر فالصحيفة والكتاب المطبوع والمنشور وغيرها من أنواع المطبوعات خلقت مجتمعات مغايرة عن مجتمعات ما قبل الطباعة .. فالإنسان صار قارئاً ومثقفاً، كائناً اتصالياً واجتماعياً بكل معنى الكلمة ..كما غيّر التلغراف من طبيعة الإتصال بين المجتمعات والدول، والإذاعة صارت في كل ركن من أركان حياة الإنسان اليومية في البيت والسيارة والمكتب ..وكذلك التلفزيون الذي صار دوره نقل الوقائع والأحداث ومشاهدة للناس في أماكنهم البعيدة .. بل إن هذه الأدوات صارت مرجعاً تاريخياً نعود إليه لنشاهد التاريخ حياً أو مقروءاً من مصادره الأصلية ..ومع ظهور الأفلام الوثائقية وخاصة أفلام الحربين العالميتين الأولى والثانية ..صارت هذه الأفلام وسيلة ممتازة لرواية التاريخ .. بل مادة خصبة تجذب الكثيرين للتاريخ .. وصارت الصورة الحية والسيناريو المحكم والراوي هما أداة التأثير الرئيسية للأحداث التاريخية.
مع "عصر الإنترنت" المذهل فإن مستقبل التاريخ سيعتمد على نوع جديد من الكتب التاريخية لن يكون في كتب تعتمد على النصوص فقط بل سيعتمد على نوع من الكتب التاريخية تقوم بالأساسا على الصورة والرسومات "الجرافيك" .. وهذا النوع يُعرف بكتب القهوة Coffee Books لأن الفرد يتصفحها للتسلية والمعرفة في أوقات الفراغ ..وهذه منافس حقيقي لشاشات التلفاز والإنترنت في جذب القاريء لمشاهدتها وقراءتها .. وأحياناً يلحق بهذا النوع من الكتب CD أو DVD موجود عليه فيلم أو مقابلة أو لقاء لحدث معين.
أما الكتب التاريخية المحققة كالمخطوطات فسيكون موضعها المكتبات الرقمية على شبكة الإنترنت لذا سيكون دور المؤرخ تقديم المادة التاريخية على شبكة الإنترنت بالإضافة لدوره في تفسير التاريخ والبحث عن ثغراته.
ومع هذا التغيير المذهل في تقديم التاريخ ودراسته فلن تكون هناك أمة ليس لديها موقع تاريخي شامل على شبكة الإنترنت ..والعلم يتجه الآن إلى ما هو أوسع من ذلك وهو إقامة مواقع إلكترونية أو مكتبات رقمية أو ذاكرة تاريخية على شبكة الإنترنت لكل دولة ..فصارت الحاجة ملحة لهذه المواقع نظراً لإقبال الأجيال الجديدة على تكوين ثقافتها عبر الوسيط الرقمي ونظراً لتعدد المواد والمصادر التاريخية وكذلك ما يميز برامج الحاسب الآلي ميزة كبيرة في ربط هذه المواد مع بعضها البعض لتعطي من مدخلات متعددة نتائج كاملة للشيء المطلوب البحث عنه .. وكذلك توفير للوقت والجهد.
فمن المصادر التاريخية الجديدة المواد الإذاعية والمواد التلفزيونية، أرشيف الإنترنت، الصحافة والصور الفوتوغرافية، الأفلام السينمائية، والأفلام التسجيلية، إضافة إلى المصادر التقليدية كالكتب والوثائق والعملات وطوابع البريد .. والآثار يتفاعل مستخدم المكتبة أو الموقع التاريخي مع جمهوره سواء عبر البريد الإلكتروني أو عبر فتح نقاش حول مسائل أو قضايا تاريخية محددة، يشارك في النقاش علماء تاريخ مع الجمهور، خاصة في قضايا تاريخية خلافية ..
تظل المكتبة الرقمية التاريخية هي بمنزلة سجل وطني يحفظ كل ما يتعلق بتاريخ الوطن في ذاكرة لا تختفي ولا تحترق بمرور الزمن.
فالوثائق لدى دار الوثائق القومية ومركز التوفيق، والمواد التلفزيونية لدى محطة التلفاز .. والنقود لدى البنك المركزي .. والصحف لدى المؤسسات التي تصدرها وهكذا ..
لكن المكتبة الرقمية هي "الوعاء الزاخر" الذي يجمع كل هذه المواد التي لها علاقة بذاكرة الوطن .. ضمن قالب تشكل مرجعية لاستعادة المادة عبر البحث على شاشة الحاسب الآلي ..وهناك مداخل متعددة لتصميم الصفحة الرئيسية للموقع الرئيسي منها : مداخل تتبع موضوع البحث مثل : الحكام، الوزراء، الموضوعات كالحياة السياسية والاقتصادية، والإجتماعية، والثقافية، والفنية، والحياة العلمية، إضافة إلى الأحداث المهمة فضلاً عن الشخصيات العامة في مقابل البحث بالموضوع ..وهناك أيضاً البحث من خلال المواد مثل الصور، الوثائق، التسجيلات الصوتية، الخطب، الخرائط، النقود، طوابع البريد، الأوسمة والنياشين، طوابع البريد والملصقات وغير ذلك.
فقديماً بالنسبة للتاريخ كانت كل دولة تحتفظ بوثائقها داخل الوثائق القومية أما الآن فتسعى كل دولة إلى إتاحة هذه الوثائق والتعريف بها عبر شبكة الإنترنت ..فلن تكون هناك أمة ليس لديها موقع تاريخي شامل على شبكة الإنترنت تُقدم أفضل ما لديها من مواد تاريخية وأرشيفية ووثائقية ..فالكل يتمنى ويريد موطيء قدم له على هذه الشبكة العملاقة إثباتاً لهويته وشخصيته .. فالذاكرة الرقمية التاريخية أشبه بالشريط أو الفيلم السينمائي التي سرعان ما تتحول إلى ذاكرة الإنسان ..بعضها مشاهد ينساها وبعضها يتذكرها في موقف ما.
وهكذا سيكون مستقبل التاريخ صورة من الماضي تبعث عن شاشة الكمبيوتر كي تقرأها الأجيال القادمة دون عناء.
__________________
سأكون هنا بعيداً عن ضوضاء العالم
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تحميل كتاب فلسفة التاريخ الفكر الإستراتيجي في فهم التاريخ وردة الثلج كتب الادب العربي و الغربي 1 August 27, 2013 04:07 AM
التاريخ الهجري و التاريخ الميلادي دراسة شرعية منبع الحنان معلومات ثقافيه عامه 14 March 2, 2011 01:10 AM
اختصارات الإنترنت LAMOUR11 معلومات ثقافيه عامه 2 December 5, 2009 08:45 PM
رسالة لاعضاء ركن التاريخ الذين لايهمهم من التاريخ الى الاسم رؤوف23 مقالات حادّه , مواضيع نقاش 3 August 22, 2009 10:06 PM


الساعة الآن 08:22 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر