أنا مسلم و لن أفرق ديني

الى كل من يغار على دينه الى الراغبين في معالجة ظاهرة التحزب الفكري والتعصب السياسي و التخريب الاجتماعي ؛الى محبي جمع صف المسلمين الى صانعي المعروف و الباحثين عن الصدقة الجارية اليكم أيها السادة هذه الدعوة المتواضعة من غيور على وحدة الكلمة و لم شمل المسلمين للمساهمة في ايصال هذه الرسالة الى المسلمين كافة:
هنالك أيها الأحبة حقيقة ربما تكون مؤلمة لبعض منا و لكننا يجب أن نواجهها بشجاعة و نغير ما بأنفسنا من أخطاء قبل فوات الأوان،الحقيقة التي نعلمها جميعا و لطالما أغمضنا أعيننا عنها و أعرضنا تمسكا برواسب التاريخ و هي أن الله سبحانه و تعالى لم يوجد لنا أو يشرع لنا شيء اسمه السنة و الشيعة و أن ديننا تبرأ من هذه المسميات وممن تبعها والدليل الأقوى لذلك و الذي لا دليل بعده هو كتاب الله تعالى ،فتأملوا اخوتي بالله هذه الآية من سورة الروم ص 407(فأقم وجهك للدين حنيفافطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم و لكن أكثر الناس لايعلمون¤ منيبين اليه و اتقوه و أقيموا الصلاة و لا تكونوا من المشركين¤ من الذين فرقوا دينهم و كانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون).
فماذا تريدون اخوتي أوضح من هذه الآية المخيفة و التي يعتبر من خلالها الخالق عز و جل كل من اختار حزبا دينيا لينتمي اليه بغية تفريق الدين بأنه مشرك و العياذ بالله . فكفاكم تبريرات لن تنفعكم يوم الحساب يوم تعرضون على الله و تعرض أعمالكم على رسوله و على كل البشر،عندها ماذا ستقولون؟ هل ستتمسكون بمذهب؟ أم حينها سوف تتشبثون بذيل أحد من اتبعتموهم؟هل هنالك سوف يكون يوم القيامة باب يدخل منه السنة و آخر للشيعة ؟ هل سيرضى الله عنكم حينها و رسوله؟ أم هل سيتوسط لكم علي أم عمر؟ كفوا بالله عليكم و انظروا حولكم و لا تشمتوا بنا الأعداء.
لقد اختلف السلف الصالح رضوان الله عليهم لكن اختلافهم في الرأي لم يكن سببا لافتراقهم أو لافتزاز بعضهم البعض بكلمات و ألقاب تغضب الله و تحزن رسوله الكريم صلوات الله عليه و على آله ،كتسمية الشيعة بالرافضة و أهل السنة بالناصية والصوفية بالمبتدعة ،ومن المعروف ان من السنة ان يدعو الأخ أخاه بأحب الأسماء اليه ، و المؤمن الحقيقي هو ستر لأخيه حريص على حرمته و ماله و دمه ،قال رسول الله (ص)"اياكم و الظن فان الظن أكذب الحديث ،ولا تجسسوا ولاتنافسوا ولاتحاسدوا ولاتباغضوا وكونوا عباد الله اخوانا".
بل ازداد الشطط عند بعض الفرق في تجريح رموز الفرق المخالفة كمن أساء لآل البيت عليهم السلام و من أساء الى الصحابة الكرام رضوان الله عليهم الذين توفى الرسول و هو راض عنهم.
فلا يمكن أن تأتلف القلوب طالما هناك فئات تعتمد استفزاز الآخرين بالعبارات المثيرة التي تثير الأحقاد و تزيد الفتنة فكيف تنتمي هذه الفئات للاسلام؟ وكيف سيرضى عنهم الله و رسوله؟ وكيف سيقابلون ربهم يوم القيامة؟
هؤلاء الذين يتداولون الكلمات و العبارات و الصور و حتى الأفلام التي تزيد الحقد و الفتن و يرمون بالنفط على النار ليزيدوا ديننا اشتعالا و ليعمقوا الأحقاد ،هؤلاء الذين تبرأ منهم الرسول عليه صلوات الله و على آله ،فتأملوا اخواني قوله تعالى في سورة الأنعام (ان الذين فرقوا دينهم و كانوا شيعا لست منهم في شيء انما أمرهم الى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون) آية 159
الله سبحانه و تعالى يخاطب رسوله خطابا واضحا و يأمره أن يتبرأ من الذين فرقوا دينهم و أصبحوا فرق و جماعات .
فكيف لكم أن تعتبروا أنفسكم غيورين على دينكم و انتم تتداولون ما يثير الفرق و يزيد الفتنة و تنطق ألسنتكم بما لا يليق بالآخرين،كيف لكم أن تنالوا رضا الله و شفاعة رسوله؟ أتنتظرون أن تحضوا بشربة ماء من يده الكريمة؟ تأملوا ما تصنعون و تألموا ! تألموا !
ان عالمية الأمة الاسلامية تتوقف على التخلى عن كل ما يؤدي الى التحزب و التعصب فوحدة المسلمين حقيقة عقائدية و تشريعية و تأريخية و أرى أن التمسك برواسب التاريخ عند غالبية الفرق من شأنه أن يبقي الباب مفتوحا لأهل الفتن فكفاكم نبش التراب عما أهيل عليه و عيشوا واقعكم لا تاريخكم.
اعلموا أن الخلاف في الفروع و الجزئيات أمر واقع لا محالة لأنه من طبائع البشر و لا يمكن للناس أن يلتقوا في الفهم و الآراء و الأفكار على نمط واحد،و عليكم أن تعلموا أن التنوع في المدارس و المذاهب أمر طبيعي أثرى الثقافة الاسلامية و لكن المذموم في ذلك هو التعصب لأي من هذه المذاهب دون فهم للرأي الآخر و التشبث بما وجدتم آباءكم عليه دون توسيع للافق فلستم ملزمين بالتمسك بمذهب معين دون آخر و لستم ملزمين باتباع عالم دون آخر فديننا واحد و كتابنا واحد و الله خالقنا واحد و رسولنا الكريم واحد فلماذا هذا الفكر المغلق؟ المذاهب جاءت نتيجة اجتهادات سمح بها الاسلام فعلينا أن نجعلها سبلا لرضى الله جل علاه وكم من العلماء ممن درس و كتب و عاش في خدمة الاسلام و مات ولم يعرف له مذهب ! كسيد سابق و جمال الدين الأفغاني رحمهم الله .
و رحم الله يونس صاحب الامام الشافعي اذ يقول ما رأيت أعقل من الشافعي ناظرته يوما في مسألة ثم افترقنا و لقيته فأخذ بيدي ثم قال يا أبا موسى ألا يستقيم أن نكون اخوانا وان لم نتفق في مسألة.
ففي مجال العلم فهذا أبو حنيفة النعمان و مالك بن أنس يتتلمذان على يد عبد الله بن الحسين بن علي و يكون بينهما و بين الامام جعفر الصادق من العلاقة الوثيقة ما تذكره كتب المساند و في القرن الخامس اشتهر من بين علماء الأمة أبو جعفر محمد بن علي الطوسي المتوفى عام 460 ه و هو من كبار علماء الشيعة في عصره بمنهجه المتوازن و الموضوعي و العادل في عرض المسائل و مناقشتها و نقدها ،حتى ان الخليفة العباسي فوض اليه أهم كرسي علمي يومئذ يجتمع اليه طلبة العلم من جميع المذاهب . ولعله أول من ألف في الفقه المبسوط على الطريقة الاستدلالية التفريعية المشابهة لما كان معروفا في المذهب الحنفي.ولقد تتلمذ الفخر الرازي الذي توفى عام 606ه و هو من علماء السنة على أشهر فقهاء الشيعة في عصره سديد الدين الحلي .بينما تتلمذ محمد بن مكي العاملي "الشهيد" من أكابر علماء الشيعة على أكثر من أربعين شيخا من العلماء السنة.ولقد ظهر في القرن التاسع عشر جمال الدين الأفغاني و تناقضت الأقوال في انتسابه الى الشيعة أو السنة و انتقاله من مذهب الى آخر ،لكن الذي لا خلاف عليه أنه كان داعية للوحدة الاسلامية التي تتجاوز الانتماءات جميعاً،وتبعه في منهجه التوحيدي التقريبي تلميذه الامام محمد عبده .أما محمد رشيد رضا ، فقد كانت مجلته (المنار) هي مجلة اسلامية بمذاهبها كافة.
و من القائل ،اخي المسلم، انك اذا احتجت لفتوى بمسألة معينة وعدت فيها لأي من هؤلاء الأفاضل ممن أفنى عمره من أجل الاسلام كدين واحد سواء كان هذا العالم سمي بسني أو شيعي أياً كانت التسمية، ما الذي يرغمك بأن تعود لنفس المفتي و بنفس المذهب في فتوى اخرى؟ ماذا لو أردت أن تستفتي عالم من مذهب آخر و اتبعته فماذا في ذلك؟ أخي نحن مسلمون و لا يوجد شيء أو نص أو شخص يرغمنا على اتباع مذهب دون آخر بل بالعكس أمرنا الله كما ذكرنا آنفا أن نوحد ديننا لا نفرقه ،أي أن ديننا لا يعترف بالفرق و الشيع و المذاهب ، أخي المسلم أنت ان كنت من فرقة و تعصبت لها تكون في دوامة لا نهاية لها و يغضب عليك الله و رسوله و ان سببت مذهب آخر تكون قد سببت كل من ادعى انتسابه اليه و فنى عمره في دراسته ،هل باستطاعتك احتمال هذا الوزر؟ وهل سيقابلك رسول الله مبتسما؟ أم سيعرض وجهه عنك و العياذ بالله؟
اخوتي كفاكم سباً،كفاكم نعتا بألفاظ يرفضها الله و رسوله كفاكم تعصباً فالخلاف التفريقي مذموم و يعود سببه بالدرجة الأولى الى الجهل و عدم فهم مقاصد الشريعة و تقديم الولاء للحركة على الولاء للاسلام تأملوا اخوتي ذلك و فكروا جيداً بولائكم،هل يعود ولاؤكم بالدرجة الاولى للاسلام؟اذا أجبتم بنعم فما موقفكم من الآيات البينات التي قرأتموها قبل قليل؟ ماذا عن تفريقكم لدينكم؟ماذا عن زيادة الفتنة و صب الأحقاد على الآخرين؟ أليست هذه أكبر اساءة لدينكم؟!
فبفضلكم و الحمد لله و بفضل تعصبكم الأعمى غاب الحلم عن واقعنا و رفضنا الاستماع لرأي غير رأينا و غلبتنا نوازع النفس و المصالح الشخصية و ساد الهرج و المرج و الجدل و حتى السب و التكفير و العياذ بالله .و كان الأصل أن نلتقي على ما اتفقنا عليه و هو كثير و أن ندع ما اختلفنا عليه و هو قليل و قال رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم "مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم،مثل الجسد .اذا اشتكى منه عضو،تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى" كما قال عليه أفضل الصلاة و السلام "لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض".
لعلي بذلك قد أديت أمانتي أمام الله و دمتم للاسلام ذخراً هداكم الله أجمعين.

__________________

مشكوره أختي على هذا الموضوع الذي على قلة سطوره يقاوم السياسه الأمريكيه واليهوديه كامله وأرجوا وضعه في كل المواقع التي تشتركين بها.

__________________