فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > العيادة الالكترونية > مقالات طبية - الصحة العامة



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم June 9, 2015, 12:56 PM
 
هل تكفي خبرة الطبيب لقيادة مستشفى بغض النظر عن المهارات الإدارية ؟



ان المشكلة الحقيقية التي تواجه المؤسسات الصحية بشكل عام والمستشفيات بشكل خاص هي مشكله إدارية أكثر منها مشكله امكانات وموارد. وقد نما هذا الاهتمام بموضوع الإدارة الصحية في كثير من الدول المتقدمة وخاصه أمريكا. وأصبح يدرس من قبل الجامعات كتخصص إداري شأنه شأن التخصصات الإدارية الاخرى كما أصبحت مهنه معترف بها وذات أهميه كبيره شأنها شأن المهن الاخرى كالطب والهندسة.

تتعامل المستشفيات عادة مع حالات مرضيّة عاجلة و طارئة خاصة وقت الكوارث والحروب التي يكون فيها الوقت ودقة العمل عاملاً حاسماً في إنقاذ حياتهم، وهو الأمر الذي يتطلب توافر المؤهلات العلمية والعملية والمهنية على مواجهة الكوارث والحوادث والإصابات والآثار الصحية السلبية المؤثرة على المجتمع التي تتعرض لها المستشفيات وأقسامها وكذلك المجتمع الذي تخدمه من جراء سوء الإدارة وحدوث العدوى فضلاً عن تدني معالجة النفايات الطبية والتخلص منها، وعدم مطابقة الهياكل والوحدات مع المعايير العالمية، سواء تعلق الأمر بالبنايات والتجهيزات وبيئة المستشفى ككل.

وإذا أردنا التعامل بدقة مع ذلك فلابد من إدارة جميع الموارد النادرة والمحدودة من موارد بشرية ومادية بطريقة لائقة وباتباع الأساليب المنهجية التي تعتمد الطرائق الحديثة في إدارة المستشفيات كمنظمة معقدة، وضرورة وجود تنسيق بين جميع أقسامها الطبية وشبه الطبية والإدارية و الخدماتية، ومن جهة أخرى إحداث تكامل بين وزارة الصحة والوزارات التي لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بصحة المواطن، لأنه يخطئ من يقول بأن مشكلة الصحة في أي بلد هي مشكلة وزارة الصحة فقط. المستشفيات هي منظمات مفتوحة وفي حالة تفاعل مستمر مع متغيرات البيئة المختلفة سواء الداخلية أو الخارجية، ومن جهة أخرى تعتبر المستشفيات من أبرز المؤشرات الأساسية لقياس مستوى التطور الحضاري لأي بلد.

أما في الدول العربية ورغم أهميه الدور الذي يمكن للإدارة القيام به في مجال التخطيط وتقديم خدمات الرعاية الصحية باطار من الكفاءة والفعالية فلم تحفظ الإدارة الصحية بعد ما تستحقه من الاهتمام اذ لا تزال تسند الى الاطباء مهمه اداره أنظمتها ومؤسساتها الصحية . وأحيانًا يساعد هؤلاء الأطباء إداريون غير متخصصون بالإدارة الصحية مما يحد من فعالية الانظمة الصحية ومؤسساتها ومن قدراتها على توفير خدمات جيده وبشكل يحافظ على مواردها الصحية المحدودة والمرتفعة التكلفة .



* ما هي الإدارة الصحية ؟

أهميه دور الإدارة الصحية الجيدة في اداره النظام الصحي ومؤسساته يقول أحد الكتاب "ان الإدارة الصحية الجيدة للمؤسسة هي بمثابه الصحة للجسم فكلاهما يعني الأداء السلس والكفؤ لجميع الأجزاء " فالإدارة الجيدة تُبرز الأولويات وتوائم الخدمة حسب الإحتياجات المتغيرة وتستخدم الموارد المحدودة، بأقصى الكفاءة الممكنة وترفع مستوى الخدمة ونوعيتها .وينهي الكاتب تعليقه على هذا الموضوع بالقول أن الإدارة الصحية الجيدة تعني خدمات صحيه جيده والعكس صحيح.

* طبيعة الإدارة الصحية :

تعتبر فرعًا متخصصًا من العلوم الإدارية والصحية المتميزة وهي علم تطبيقي اجتماعي , يضم مزيج من علوم إداره الأعمال والإدارة العامة والعلوم الطبية والصحة العامة والوبائيات والسياسات الصحية وعلم الأنظمة الصحية وعلوم أخرى متخصصة في الإدارة الصحية كالبحوث الصحية أو أنظمه البحوث العلمية والتخطيط الصحي والثقافة الصحية وتقويم البرامج الصحية.

الإدارة الصحية شأنها شأن الإدارة في المؤسسات الأخرى تقوم بتحديد الأهداف وتنسيق النشاطات القوى العاملة الإدارية والمهنية والطبية من أجل تحقيق الأهداف المرجوة والمتوقعة في المؤسسة الصحية.

* الإدارة الصحية علم أم فن ؟

تعتبر الإدارة الصحية فناً لأنها تستخدم الكثير من المهارات الإنسانية والإجتماعية , والتي لا يمكن قياسُها كمياً كما هو الحال في العلوم التطبيقي الأخرى كالكيمياء الحيوية الطبية والفيزياء الطبية والعلوم الطبية . فالإدارة الصحية في جوهرها ذات طبيعة إنسانية، فالإنسان هو الوسيلة والهدف . فهي أيضًا علم متخصص له أصوله وقواعده، ويتطلب توظيف أساليب كميّة ومنطقية في حل المشكلات واتخاذ القرارات . كما أصبحت الإدارة الصحية مهنه معترف بها شأنها شأن المهن التقليدية كالطب والهندسة والتمريض نظرًا لارتكازها على بناء نظري ومعرفي محدد ومعروف يدرس في الجامعات للمستشفيات. الإدارة الصحية "هي تخطيط وتنظيم وتوجيه ورقابة وتنسيق الموارد والاجراءات والطرق التي بواسطتها يتم تلبيه الحاجات والطلب على خدمات الرعاية الصحية والطبية .وتوفير البيئة الصحية وذلك من خلال تقديم خدمات الرعاية الصحية للمستهلكين كأفراد وجماعات وللمجتمع ككل"

* الفرق بين الإدارات الصحية والأخرى :

1- محدودية الموارد المتاحة وكلفتها العالية وبالمقابل الطلب الكبير على هذه الموارد مما يعني أن المدير الصحي يقدم الكثير بالقليل المتوفر لديه.

2- التوقعات العالية لمستهلك الخدمات الصحية فيتوقع المعجزات من الطب وغير راضي عن جوده ما يستهلك وعن كلفه هذه الخدمات .

3- التصاعد المستمر في كلفه الخدمة وما يصاحبه من عدم الرضا من جانب ممول الخدمات من أي جهة.

4- تذمر وعدم رضى من جانب مقدم الخدمات الصحية وبشكل خاص الأطباء والممرضات فهنالك عدم رضا بسبب ضغط العمل وزياده الطلب على الخدمة وتدني الاجور مما ينعكس سلبًا على المعنويات .

5- الإعتبارات الإنسانية والأخلاقيات الإجتماعية والمهنية والتي تضع قيودًا أمام التركيز على الكفاءة وإن مجمل هذه القيود تضع المدير الصحي في وضع صعب.

* خصوصية الإدارة الصحية :

1- الطبيعة الفردية للخدمة الصحية بمعنى أنه لابد من تكييفها وتخطيطها وتقديمها وفقا لحاجه كل فرد على حده.

2- إن الطبيعة الشخصية والفردية للخدمة الصحية تجعل العمل اليومي للمؤسسة الصحية مختلف ومتشعب إضافةً إلى أن الجزء الأعظم من العمل في المؤسسة الصحية يتم بواسطه الإنسان وليس الآلة.

3- الدرجة العالية من التمهن والتخصص في القطاع الصحي .

4- تعدد المؤسسات الصحية والجهات التي تقدم خدمات الرعاية الصحية داخل البلد الواحد حيث تتراوح هذه المؤسسات من مؤسسات الرعاية الصحية كالمراكز الصغيرة الى مستشفيات ومراكز طبيه كبيره.

5- إن الطلب على الخدمة الصحية والحاجه لها يزداد بزياده درجة التطور الحضاري فكلما زادت درجة التحضر والتقدم زاد الطلب على الخدمة الصحية .

6- عدم خضوع الخدمة الصحية لقانون العرض والطلب.

* إن هذه الخصائص المميزة للقطاع الصحي عن غيرها تجعل الإدارة الصحية متميزة في ادائها ودورها لذا يجب الالتزام بــ :

1- الاستجابة Responsiveness لحاجات وطلبات مستعملي ومستهلكي الخدمات الصحية .

2- المسؤولية عن وظائف التخطيط والتنظيم والرقابة والتنسيق الخدمات .

3- الإصلاح والتوفيق Reconciliation بين المعارف المتعددة والضخمة والمواقف والمهارات التي تتفاعل في تشغيل النظام الحي ومؤسساته.

على الرغم من وجود بعض المحاولات لتحسين جودة الرعاية الصحية و الأنظمة الإدارية الصحية و إيجاد بدائل حقيقية إلا أن هذه العقبات دائما ما تقف في طريق الحل أو ما يسمى بتحقيق المعادلة الصعبة (خدمة جيدة بمقابل مادي مناسب للجميع) و بخاصة مع الظروف التي تمر بها البلدان العربية في الوقت الحالي من الثورات السياسية و ما صاحبها من تدهور في الأوضاع الاقتصادية، الذي أثّر على جميع النواحي و منها الجانب الصحي ، مما يستدعي البحث عن حلول غير تقليدية من الحكومات لمحاولة التغلب على تلك المشكلات و البحث عن بدائل جديدة من خلال بروتوكولات تعاون بين القطاعين العام و الخاص أو الحكومي و الأهلي.

تحسين جودة الخدمات الصحية لن يتحقق إلا بوجود إرادة سياسية و مجتمعية للنهوض بمستوى المنظومة الصحية إلى المستوى الذي يحقق رضا المريض من خلال تطبيق أعلى مستويات الجودة المتاحة في ظل الإمكانيات المتوافرة و بذلك تتحقق الإدارة الصحية السليمة و معها تتحقق أهدافها أيضاً.


* لقراءة المزيد .. المصدر -->> [ إضغط هنا ]
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
إدارة المستشفيات،الصحية




الساعة الآن 09:10 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر