فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > روايات و قصص منشورة ومنقولة

روايات و قصص منشورة ومنقولة تحميل روايات و قصص منوعة لمجموعة مميزة من الكتاب و الكاتبات المنشورة إلكترونيا



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #4  
قديم April 14, 2015, 06:29 PM
 
رد: رواية بين الأمل و الألم أسطورة للكاتبة بسمة امل

سبحان الله

((( جزء اليوم سيكشف القليل من الأسرار ، آسفه على تأخري بإنزال الجزء فاعذروني )))

&< ~^((الجزء الثالث))^~ >&


~[( تائهة على طريق الأمل )]~


..../ ماما أبا حواوه
..../ طيب حبيبي إذا وصلنا البيت أعطيك إياها .
.../ تيب ..
ابتسمت وحملت طفلها بعد أن ارتدت عباءتها وعندما همت بالخروج نادتها مشرفة المشغل ..
المشرفة (ليلى) : أمل بكره تعالي بدري عشان تقابلين صاحبة المشغل .
ابتسمت لها أمل : إن شاء الله , مع السلامة .
ردت المشرفة الابتسامة : مع السلامة .
خرجت أمل من المشغل وصعدت درجات السلم المؤدي إلى السطح حيث غرفتها وطفلها وعندما
وصلت إلى الملحق المكون من غرفة صغيرة جداً وحمام (تكرمون) والتفتت إلى طفلها ووجدته
نائم على كتفها قبلته على جبينه بحب ووضعته على الفراش الوحيد في الغرفة والذي يقابله
من الجهة الأخرى موقد صغير والقليل من المئونة ..
صلت سنة الوتر وهي بعينين نصف مغمضة من الإرهاق الجسدي والنفسي ..
تمددت بجانب طفلها وحضنته وقبلته وأغمضت عينيها طلباً للراحة ولكن أنى لها أن ترتاح فقد
هاجمتها آلام الماضي وأقضت مضجعها فلم تتركها ليلة إلا وهاجمتها كيف لا وهي الآن تعيش
وحيدة مع ابنها ذو السنتين وهي مازالت في بداية الثامنة عشر من عمرها وليس لها مؤوى سوى
هذه الغرفة التي تقطنها منذ سنتين وقد تلفظها في أية لحظة ..تذكرت أبيها و أمها أو بالأصح
زوجة أبيها فهي لم تراهم منذ سنتين أما منزلها فقد فارقته منذ ما يقارب الأربع سنوات منذ تلك الليلة ..
********
قبل أربع سنوات ..

بعد أن وقعت على العقد بكت تلك الليلة كما لم تبك يوما, بكت خوف من المجهول ,
بكت ألم من الماضي , بكت أملاً أن يكون الغد أفضل ..
لم تنم تلك الليلة وتضرعت للمولى أن يفرج كربها ..
وفي اليوم التالي ..
ذهبت المدرسة فكانت على غير عادتها المشرقة والمبتسمة , بل كانت كالوردة الذابلة ..
وكان الحزن قد رُسم على وجهها باحتراف كأن له عقودا مضت ..
تعجب الجميع من أمرها إلا نهى فهي تعلم ما ألم بصديقتها ولم يكن بيدها إلا الدعاء لها
وشد أزرها في محنتها ..
*******************
يوم الأربعاء ..

كان ذلك اليوم يوم حزين على أمل حاولت أن تذهب إلى المدرسة ولكن لم تستطيع بسبب
قلة نومها وكذلك هزل جسمها .. فقد أضحت ذلك اليوم طريحة الفراش من الإرهاق و
الهم فقد انتشر خبر زواجها من سعود وقد تلقت يومي الاثنين والثلاثاء الكثير من نظرات
الشفقة من الطالبات والمعلمات وكذلك المستخدمات فكأنما زادت الطين بِله وزادت الهم همين ..
عندما قارب الوقت على العاشرة صباحاً نهضت من فراشها بوهن وخرجت من غرفتها متوجهة
إلى المطبخ سمعت همهمات وهمسات من غرفة والديها تعجبت !! فهي تعلم أن والدها في هذا
الوقت في عمله , تقدمت إلى الباب وطرقته ..
أمل : يمه .. يمه .. أحد عندك ؟
هدأت الهمسات انتظرت قليلاً وفتحت الباب وأطلت برأسها تمنت في تلك اللحظة أن تنشق
الأرض وتبلعها ولا ترى ما رأت ...
************************
غفت أمل على أفكارها وذكرياتها الأليمة ودمعة شقت خدها محملة بالأسى والأحزان ,
نامت أملاً بمولد يوم تشرق شمسه أملاً .
************************
صباح اليوم التالي ..


بعد أن صلت الفجر تمدد على فراشها لتكمل أذكار الصباح انقلبت لتنام على شقها الأيمن
موجهة وجهها لمكان نوم طفلها وأخذت تنظر إليه مبتسمة اقتربت منه وقبلته على خده
فحرك يده متضايقاً كأنه يذيب ذبابة فضحكت عليه فأمسكت بخده وقرصته بخفه فتحرك ..
أمل بابتسامة مشرقة : هيمو حبيبي يلا قوم
إبراهيم : أمممم
أمل : يلا قوم أعطيك ننه و حواوه
رفع إبراهيم رأسه بكسل : ماما أتيني حواوه (ماما تعطيني حلاوة) .
قبلته أمل على خده : أيوه بس بعد الننه .
قفز إبراهيم نشيطاً وفرحاً : تيب .
نهضت أمل وحملت طفلها وغسلت وجهه وحضرت له رضعته من الحليب الدافئ .
وقامت هي بتنظيف البيت وترتيبه لأنه لم يتبقى على الذهاب للمشغل سوى ساعة واحدة ..
إبراهيم : ماما ننه بح أبا حواوه
ضحكة أمل ومدت يدها لرف صغير به بعض الحلوى: ههههههه خذ واجلس لين أكمل طيب .
جلس إبراهيم : تيب .
****************************
الساعة السابعة والنصف صباحاً ...
أنهت التنظيف واغتسلت ولبست تنوره سوداء طويلة و قميص وردي اللون بأكمام طويلة
ومشطت شعرها الطويل الكستنائي وجدلته ولفت حجابها بإحكام ولبست عباءتها وحملت
طفلها ثم أغلقت الغرفة ونزلت وهي تتحدث مع ابنها ..
أمل : هيا نروح .
إبراهيم : لوح .
أمل : وين نروح ؟
إبراهيم بحماس : لوح لالا
ضحكت أمل : هههههههه قول ليلى
إبراهيم : لالا
في هذه الأثناء وصلا إلى المشغل وفتحت قفل الباب الذي تحمل نسخة من مفاتيحه ودلفت
إلى الداخل ودخلت إلى الغرفة المخصصة للراحة ووضعت طفلها أمام التلفاز وخلعت عباءتها
وبدأت بالتنظيف .
*************************
بعد نصف ساعة وصلت المشرفة (ليلى) و العاملات (أسماء) و (هيفاء) و (منار) وبدأ نشاط المشغل ..
********
(ليلى)[27] :متزوجة من 3سنوات لم تنجب بعد لذلك هي تحب إبراهيم الصغير
وساعدت أمل كثيراً بالاهتمام به , مشرفة على المشغل ,طيبة وخلوقه , تسكن في إحدى
الشقق التي بها المشغل .
(أسماء) [24] : مخطوبة لابن عمها , تعمل في المشغل منذ سنه , لها قلب كبيييير .
(هيفاء) [22] : أخت أسماء , تعمل في المشغل من عشرة أشهر منطوية لا تتكلم كثيراً .
(منار) [25] : تعمل في المشغل من سنتين ونصف , تحاول جذب الانتباه لها ولكن بسبب
سوء تصرفاتها تنفرهم منها , تغار من أمل بسبب حب الناس لها وأخلاقها الطيبة .
*********
تجمعن في غرفة الاستراحة بينما كانت أمل تكمل التنظيف والترتيب وعندما أكملت عملها
انضمت إليهن وتناولن القهوة وبعض الحلوى ..
ليلى : أخبارك أمول .
أمل ابتسمت بحب لهذه المرأة الطيبة : الحمد لله , وأنتي أخبارك وأخبار أخواتك .
ردت لها ليلى الابتسامة : الحمد لله كلهم طيبين .
التفتت أمل إلى البنات وحيتهن : أخباركم بنات .
ردود متفاوتة صدرت من البنات (الحمد لله)(بخير الله يسلمك)(طيبه الحمد لله)
أسماء : اليوم حتيجي (العنود) ؟ ..
ظهر الضيق على ليلى : إيوه لكن حسيت من كلامها فيه شيء الله أعلم .
منار بحماس : مثل إيش يعني .. وهي تنظر إلى أمل بشماتة ..
تضايقت أمل و تذكرت ما حدث قبل شهرين ..
********
أتت فتاة في العشرين في العمر ودخلت وطلبت من العاملة منار أن تنمص (تحف)
حواجبها فسمعتها أمل وهي تطلب ذالك الطلب المشين وكتمت ضيقها ولكنها لم تستطع
أن تسكت عن الأمر وذهبت لهما وتحدثت بهدوء..
أمل : يا أختي ما سمعتي بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم اللي يقول فيه :
[ لُعِنَت الواصلة والمستوصلة ‏و النامصة و المتنمصة والواشمة و المستوشمة من غير داء]
يعني اللي تسوينه صح بيزينك لكنه يخرجك من رحمة الله , ولو عملت من اليوم إلى أخر
يوم بعمرك ما يدخلك عملك الجنة إلا برحمة ربي وإنتي عشان كم شعره تخرجي من رحمة
ربي , إذا مره مضطرة سوي تشقير أو أخفيه بخافي العيوب (الكونسيلر) ..
البنت بغيره [وقد لاحظت حواجب أمل البنية المرسومة بدقة من إبداع الخالق - سبحانه -
فوق عينين واسعتين وناعسة بلون العسل وأهداب ظليلة حولها] : يعني حرام علي أحف
و أنتي حلال عليك .
أمل باستغراب وإنكار : أنا !! بس أنا ما حفيت .
البنت بلامبالاة : لا باين .. وأشارت إلى العاملة أن تبدأ في العمل ..
أمل بقوة : يا أختـــ ...
قاطع كلامها صرخة من صاحبة المشغل (العنود) قائلة : أمـــــــــــــل مالك دخل
بأحد أنتي هنا فراشه وبـــــــــــــــس ..
أنزلت أمل رأسها بهوان فقد جرحت كرامتها وسارت متجهة إلى خارج الغرفة بينما
أكملت العنود كلامها ..
العنود: شوفي هذي ما هي أول مره تسوين كذا وأنا ساكتة لك وكثير قالوا لي لكن طنشت
الموضوع لكن إني أشوفك بعيني هذا شيء ثاني .. و أنا لي تصرف معك ..
أمل : بس أنا قلت الحق .
العنود : إنتي هنا فراشة وبمعنى أصح خدامه عندي مالك شغل بأحد .. وبصراخ ..
فـــــــــااااهمة ..
هزت أمل رأسها إيجاباً فقد أهينت بما فيه الكفاية أمام النظرات الشامتة من العاملة
منار والبنت ونظرات الشفقة من المشرفة ليلى والعاملتان أسماء و هيفاء ..
******
تنبهت أمل من أفكارها على صوت لم تسمعه منذ شهرين يلقي التحية ..رفعت رأسها
ورأت ما تخشاه فقد كانت العنود بصحبة عاملة آسيوية ..
رد عليها الكل بــ (وعليكم السلام ) ..
جلست العنود بكبرياء : أخباركم ..
الكل : الحمد لله .
*********
(العنود) [38] : متزوجة من رجل أعمال ثري , وهي أيضاً سيدة أعمال تملك العمارة
كاملة مع المشغل , لديها (بنتين وولدين ) , تكره أمل لسبب ما (سنعرفه لاحقاً)
*********
بعد السؤال عن الأحوال الذي لا يخلو من المجاملات الكاذبة ..
بادرتها ليلى بالسؤال : كيف كانت السفرة الأخيرة ؟
العنود بغرور : حلووه مره ... التفتت إلى أمل وأشارت لها باحتقار وأكملت: قومي
يا أمل صبي لي قهوة .
أحست أمل بالذل من طريقتها المتعجرفة في الكلام ... تقدمت إلى ترمس القهوة الموضوع
على المنضدة الرخامية أمام العنود وصبت لها وأدنت منها صحن الحلوى .. ثم توجهت
إلى ابنها النائم بسلام على السجاد أمام التلفاز وحملته ثم جلست ووضعته في حجرها ..
العنود باستهزاء ووقاحة : أمممم ... أمل لساتك تلقين مواعظ وخطب على الزباين ولا
أعتزلتي الدعوة يــــا (بن باز) ... وضحكت بسخرية ...
كانت أمل مخفضة رأسها تنظر في ولدها حتى لا ترى نظرات الاحتقار من العنود فسمعت
كلامها ولمست أذناها نبرة الاستهزاء والسخرية اللاذعة في صوتها فرفعت رأسها بحدة
منافية لرقة أمل وجحظت عيناها بوسعها من صدمتها من الكلام التي نطقته هذه المرأة ..
حزنت بشدة على حال هذه المرأة وحال بعض الناس الذين يستهزؤون بالدعوة والدعاة
وكأنهم أعداء لهم ... وهم كذلك .... فهم أعداء لرغباتهم وقمع لملذاتهم حتى أنهم إذا
اختلفوا في إعطاء الأحكام أطلقوا على المحق منهم ومتحري الصواب (كـــاذب) و (متنطع) ..
وغفلوا أو تغافلوا حقيقة أن لحوم العلماء مسمومة ..
لم ترد عليها أمل إلا بكلمة قوية هزت كل الجالسات :حسبي الله ونعم الوكيل ..
ثارت العنود واستشاطت على أمل وصرخت بصوت عالي : إنتي تتحسبين عليّ أنا , أنا العنود الــ.. ,
ما جبته أمه اللي يتحسب عليّ تجي خدامة لا راحت ولا جات ترد عليه لكن لهنا وبــــــس
شلي ولدك هذا اللي ما أدري من وين جايبته وروحي شلي قشك و يلااااا براااااااااااااا ..
كل كلمة أطلقتها العنود كأنها وابل من الرصاص اخترق جسدها ومع كل كلمة تذوي إلى أن
أتهمتها بشرفها فكأنها القنبلة التي فجرت ما تبقى منها وحولته إلى أشلاء تناثرت في مهب
الريح .. ورفعت رأسها بقوة هبت واقفة وعزمت ألا ترد عليها إلا كالسابق فنطقتها بقوة الحق
وحرقة ألم الظلم : حسبي الله ونعم الوكيل ..
وخرجت من الغرفة بعد أن لبست عباءتها وحملت طفلها وألقت المفاتيح على الطاولة وخرجت ...
صعدت إلى غرفتها ووضعت طفلها النائم على الفراش وأخذت حقيبتها اليدوية المتوسطة
(الهاند باق) وفتحت خزانة الملابس بعنف وحملت ملابسها وطفلها ووضعتها بعشوائية وهي
لا ترى بسبب تكون طبقة ضبابية من الدموع على عينيها ..
بعد أن أكملت حزم حقيبتها انتبهت إلى طفلها الذي استيقظ بسبب ما أحدثته من جلبة في حمل
الأشياء وكأنها تفرغ غضبها في الجمادات .. اتجهت إليه ورأت هالت من البراءة تحيطه وهو ينظر
لها باستغراب تقدمت منه وجثت أمامه ولفت ذراعيها حوله وضمته بشدة وانفجرت في بكاء دامي ..
وعند الباب كانت ليلى واقفة مع أسماء وهن ينشجن من البكاء حزناً على حال هذه الفتاه
وما قاسته من ألم ..بعد أن فرغت حزنها وقفت ومسحت وجهها فوجدت إبنها يبكي بصمت
تأثراً من بكاء أمه , دنت عليه وحملته وغسلت وجهه و وهبته حلوى وأجلسته ولبست عباءتها
وجواربها السوداء وكذلك قفازاها الأسودان وأحكمت لف حجابها وشدت نقابها ورفعت عباءتها
على رأسها وجثت لتلبس إبنها حذاءه (تكرمون) وحملت الحقيبة ثم أمسكت بيد طفلها وخرجا
و تفاجأت من الجالسات بقرب الباب ..
أمل بفزع عند رؤيتهن بهذا الحال : بنات إيش صار .
نهضت ليلى وحضنت أمل فانفجرت باكيه : أمل الله يخليك لا تروحين أنا بكلمها تخليك معانا ..
أمل بعبرات مكتومة : ما أقدر سمعتيها كيف أهانتني وكفاية تحملتها سنتين..
أسماء بصوت مبحوح من أثر البكاء : طيب وين بتروحين الحين ..
أحست أمل بالذل لكنها تعلم أن أسماء لم تكن تقصد الإهانة : ربك يحلها .
أسماء بحماس : تعالي عندنا تدرين بيتنا ما فيه إلا أمي وهيفاء وأنا و ما عندنا رجال وأخوي مسافر ..
هزت أمل رأسها نفياً : لا بروح لأبوي يمكن يحن هذي المرة عليّ .
وعادت ذكرياتها لذلك اليوم قبل أربع سنوات ..
في يوم الأربعاء ...
في وقت الضحى الساعة العاشرة صباحاً ..
وقفت كالتمثال الإسمنتي مما رأته .. فقد رأت أمها مع رجل غريب في فراش أبيها فأحست
بعظم المصيبة الوقعة عليها وكأنها ضربت على رأسها بمطرقة من حديد , ولــــكــــــــن
أعظم من ذلك الأمر أن الرجل لم يكن سوى
/\
/\
/\
/\
/\
/\
/\
/\
/\
/\
/\
/\
/\
/\
/\
/\
(زوجـــــــــــــــــها سعـــــــــــود) ..

صرخت بقوة فيهما وقد سكبت دموعها كالأمطار: لييييييييييييش تسوون كذا ,
حراااااااااااام عليكم , إلتفتت لأمها يمه حرااام هذاااا (وهي تشير لسعود المذهول من
هذا الهجوم وهو في حالة سكر) زوج بنتـــــــــــــــــــك وأنت (تكلم سعود)ما تخاف
ربك سُكر وزنا فوضح النهار .. أمسكت رأسها بيديها من قوة الصداع الذي ألم بها
وانتبهت إلى صوت ضحكاتهم ..
سلمى : مين قال لك إني أمك ولا كذبت الكذبة وصدقتيها .. أنا يروح أمك زوجت أبوك
وبـــــــــس أمك ماتت بعد ولادتك بيوم .. ورفعت سبابتها بتهديد .. ولو وصل أبوك أي
شي من اللي يحصل لا تلومين إلا نفسك .
أحست بدوار في رأسها من الكم الهائل من المعلومات أو(المصائب) وتمسكت بالباب حتى
لا تسقط وفتحت الباب بعنف وخرجت تجري من الغرفة تاركة الباب خلفها مفتوحاً وكلمة
واحدة تتردد صداها في أذنيها (أمك ماتت) (أمك ماتت) حتى أحست أن رأسها على وشك
الانفجار فغطت أذنيها وصرخت : لااااااااااا
**********
بعد العصر ..
دخل عليها والدها الغرفة وهو يحمل عصا من الخيزران وكانت مازالت نائمة بعد أحداث
اليوم المتعبة فأحست بالضرب وقفزت من نومها كالملدوغ وسمعته يسب ويشتم
أبو أمل : أنا تستغفليني وتدخلين زوجك لبيتي من ورى ظهري أنا يالحقيرة لا وبعد مدخلته
غرفتك والله أعلم بالباقي وهو مازال مستمراً بالضرب والشتم ... علمت أن أمــ .. توقفت عند
هذه النقطة وتمنت بصدق أنها كذلك لما فعلت بها هكذا وقلبت الأمور عليها .. وانفجرت تبكي
من ألمها النفسي والجسدي ...وأكمل والدها كلامه بغضب عارم : خلاص اليوم بيجي سعود
وياخذك وما أبغى أشوف وجهك مره ثانيه أبداااااااااً.
قفزت رعباً من كلام ولدها واعترضت : لاااا يبه الله يخليك ما أبي أروح معه الله يخليك ..
وأمسكت يده وقبلتها .. أبوس يدك يبه لا تخليه ياخذني .. ومازال والدها مستمراً بالضرب
حتى كسر العصا عليها .. أكملت .. أبوس رجلك يبه أضربني موتني بس لا ياخذني.. انكبت
تقبل قدم والدها وتبكي .. فرفسها والدها عنه وخرج مسرعاً من الغرفة .. وأجهشت ببكاء مر
وهي ملقاة على الأرض ...وهي تكرر ( لا ياخذني ) ( لا ياخذني )
بعد دقائق ..
تساندت على الجدار بإرهاق ورأت العصا وقد انقسمت إلى أشلاء وقد تشققت ملابسها من أماكن
متفرقة .. تذكرت أنها لم تصلي العصر فتوجهت إلى خزانة ملابسها وحملت جلابية منزلية
قطنية ذات أكمام قصيرة ..
ارتدت جلابيتها و خرجت لتتوضأ ..
********
في مساء ذات اليوم ..

بعد صلاة العشاء ..

عند باب المنزل يقف إبراهيم وقد حمل حقيبة أمل الصغيرة ويقف موازيا أبو أمل الذي
كان يوصيه بالاهتمام بأمل ..
سعود : لا توصي إن شاء الله في عيوني ..
أبو أمل : تسلم ..و رفع صوته منادياً .. أمــــــل يلا الرجال ينتظر ..
وفي الداخل ..
حملت أمل حقيبة المدرسة وباقي الكتب في كيس آخر وخرجت بعد أن ألقت نظرة وداع على
غرفتها التي لا تعلم متى ستراها مرة أخرى ..
تقدمت فتوسطت الفناء الخارجي ورأت زوجة أبيها ..
أمل بعبرة تكاد تخنقها : يمه أقصد يا خالتي ليش سويتي فيني كذا ؟.
سلمى تصفق بيديها بسخرية :شاطره فهمتي الدرس بسرعة وعرفتي إني موب أمك وثانياً هذا
جزاءك عشان ما تدخلين في اللي ما يخصك ..
في هذه اللحظة سمعت نداء والدها .. وتحركت للخارج ..
أمل بحزن : رغم كل اللي حصل أحبكم ,, مع السلامة .
سلمى بشماتة واستهزاء : هه مع السلامة .
تقدمت أمل إلى الباب الخارجي فرأت والدها مع شخص آخر يتحدثان وأيقنت أنه زوجها ..
لم تلتفت إليه ..سمعت والدها يتحدث فرفعت رأسها ..
أبو أمل : هذي يا سعود أمل وصلتك ..
هز سعود رأسه ... وأتم والدها كلامه موجهاً لها الكلام .. وأنتي من اليوم ورايح مابي
أشوفك ولا حتى أسمع حسك زوجك هو أهلك وإنسي إن لك أبو..
هزت أمل رأسها بقلة حيلة ودموعها قد أغرقت غطائها ..
استغرب سعود طريقة والد أمل معها في الكلام ولم يعلق على الأمر وأمسك بيد أمل ومشى
معها إلى سيارته وهي ما تزال ملتفتة إلى والدها الواقف بصمت أمام الباب ورأت لمعة على
خده في الظلام فأيقنت أنها دمعة في اللحظة التي جلست في مقعد السيارة فانفجرت بالبكاء ...
************************
أسماء : أمل يا هو وين رحتي ..
أمل ابتسمت بحزن : ولا مكان سرحت شوي .. إيش كنتي تقولين .
أسماء : سلامتك بس خذي هذا رقمي إذا احتجتي أي شي أنا في الخدمة .
أمل بامتنان : تسلمين يا عمري ... والتفتت إلى ليلى وابتسمت لها .. ليلى ماني عارفه
كيف أشكرك على وقوفك معايه وأتمنى أرد لك جميلك ..
قاطعتها ليلى وقد هلت عبراتها : لا تقولي كذا إنتي أغلى من أخواتي على قلبي وخذي
...مدت بورقة بها أرقام .. أرقامي وأرقام أخواتي ,, لا تقطعينا ... وحضنتها وبكت الاثنتان ..
أسماء بدموع وقد رسمت ابتسامة مزيفة : إيش الفلم الهندي هذا ,, وضحكت ...
ضحكتا أمل و ليلى وسط الدموع ..
ودعتهما أمل ونزلت معهما إلى المشغل ومدت مفاتيح الملحق للعنود ..
أمل : مشكوره العنود وما قصرتي معي لسنتين كاملة .. جزاك الله خير.
تغير وجه العنود ولاحظت أمل وكل الموجودات ذلك ..
ودعت هيفاء التي بادلتها باحتضان حميم ..وصافحت منار التي مدت يدها من بعيد ..
ألقت نظرة أخيرة عليهم وتوجهت إلى ليلى التي كانت تحمل إبراهيم وأخذته منها
وخرجت قائلة بصوت سمعه الجميع : أستودعكن الله دينكم وأماناتكم وخواتيم أعمالكم ...
وسمعت بعض الأصوات يردون : استودعناك الله ..
**************************
عندما خرجت من المشغل مشت قليلا باتجاه الشارع العام مرت بجانبها سيارة فخمة عرفت
أنها سيارة زوج العنود وتذكرت كلمة قالتها العنود العام الماضي وهي تتحدث مع إحدى
العميلات : (أي مكان أبي أروحه يقولي روحي مع السواق إلا المشغل يصر أنه يوديني هو بنفسه) .
وجالت ذكراها لذلك اليوم ولم يمض على عملها لا أسبوعان عندما جاء إلى المشغل وطرق الباب
وبعلمها لن يطرق الباب إلا النساء وفتحت الباب وكانت بلا حجاب وعندما رأته أغلقت الباب
في وجهه ..تذكرت تعنيف العنود لها ذلك اليوم لأنها لم تتأكد من الشاشة التي أمام الباب
ومنذ ذلك اليوم وهي تكرهها رغم أنها بغير قصدها ..
*****
رأت أن السيارة عادت متوجهة إليها وابتعدت عن طرف الرصيف وما هي إلا لحظات
حتى أوقف سيارته بمحاذاتها وأنزل زجاج السيارة ..
زوج العنود (بدر) : أمل تعالي إركبي .
تفاجأت بأنه عرفها وردت عليه بصوت قوي : بأي صفه أركب معك .
أعجب بردها وكبرت في عينه : اعتبريني تاكسي واركبي .
أمل باعتراض : ومن قال لك إني باركب تاكسي , يلا توكل , الله يستر عليك .. أسرعت
في مشيها وهو مازال يلاحقها .. تأففت منه ووقفت ..
أمل بعصبية : نعم مالك نيه تبعد عني ياخي استح على شيبتك عيالك قدهم كبري وأنت
تلاحقني ما تخاف ربي يردها لبناتك .
صدم بدر من قولها فهو ليس بذلك الكبر أما أبنائه ليسو كبار مثلها : أنا ما في نيتي أي شر
وأنتي أكيد عمرك فوق العشرين يعني يناسب أتزوجك وبعدين عيالي أكبر واحد عمره تسعطش سنه .
ذهلت أمل من عرضه من جهة ومن كلامه من جهة أخرى وتكلمت بضعف: إبعد عني الله يخليك
إيش تبي بمطلقه ومعاها ولد ولساتها مادخلت الثمنطعش وأهلها ما يبونها .. وإبتعت عنه
هو تأثر من كلامها وأشفق عليها أنها مازالت صغيره على ما تعانيه ولكنه نصيبها وانطلق بعيد
عنها عائدا إلى حيث زوجته وأقسم ألا يفكر مرة أخرى بها ودعا لها بالفرج ..
بدر [43] : رجل أعمال وثري تزوج العنود منذ 20 عام .
********
أما هي فأكملت مسيرها وحيدة بلا مأوى .. تعددت الطرق أمامها فسلكت طريق البحث عن الأمل
ولكنه كان كالصحراء تتجمع فيها المخاطر من كل الجهات أملاً في الخروج فكلما خرجت من
طريق دخلت في الآخر ووجدت نفسها أخيراً (تائهة على طريق الأمل ) ..


مشـــيت وحدي في هآلدنيآ . . وأنآ كلي أمــــل مقتــــول
أعيش الحزن من صغري . . وأطير فـعآلمي المجهول
أحــب ألعب على العــآلمـ . . وأخبي جــرحي المجنـــون
أخـآف الناس تــدري بــهـ . . وبــكرهـ تصير تحــكي بــهـ


نشيد مشيت وحدي ** للمنشد عبد الله الزاهرني

*****************************
نهايــــــــــــــــ الجزء الثالث ـــــــــــــــــــــة
******************************


لا تشغلكم الرواية عن (( الصلاة)) فهي أول ما يحاسب عليه المرء يوم القيامة


تابعونيــ ~
رد مع اقتباس
  #5  
قديم April 14, 2015, 06:30 PM
 
رد: رواية بين الأمل و الألم أسطورة للكاتبة بسمة امل

سبحان الله وبحمده

في هذا الجزء ستنكشف بعض الأسرار بالإضافة إلى الكثير من الذكريات


&< ~^((الجزء الرابع))^~ >&



~[(ذكريات جسدها الألم)]~



تقدمت إلى الباب الحديدي ذو الصباغ الجديد وهي
مترددة تقدم رجل وتأخر أخرى خاآآئفة من أن
يعيد التاريخ نفسه ويحدث لها ما حدث في
الماضي رفعت رأسها إلى المنزل ولاحظت التغير
الملحوظ في المنزل الذي سكنته أربعة عشر عاماً
فأصبح كأنه ليس هو من حيث البناء أو الأصباغ ولو
لم تسأل لما تمكنت من معرفته .. تلفتت إلى
الشوارع المرصوفة والأبنية المجددة وكأنها ليست
القرية التي زارتها منذ سنتين فقط ..

تنهدت بحرقه ولا تعلم ما ينتظرها خلف الباب
ألقت نظرة على طفلها الذي تحمله ووجدته يلعب
بكرته الصغيرة .. انتبهت لصوت فتح قفل البابورفعت
رأسها و ارتجفت مما تراه .. الرجل الماثل أمامها
ليس والدها بل شبح والدها وتذكرت أنه كان
أفضل حالاً قبل ما يقارب السنتين ..

*****

قبل سنتين ..

عندما طردت من منزلها أمام أعين الناس تناقلوا
ما حدث وعندما رجعت لمنزل والدها الذي
أحتضنها رضيعة ثم طفلة ثم مراهقة وأبعدت عن
عنوه وهاهي تعود له ولا تعلم أيرحب بها أم لا ..
طرقت الباب بيد مرتجفة وبعد دقائق فتح الباب
وكان الواقف أمامها والدها أصبح هزيلاً شاحب
الوجه ..ألقت التحية فعرفها ..

أبو أمل : خير إيش جابك بعد سواد وجهك ..
أمل بعبرة مكتومة : يبه والله ظلم , ظلم .. وبكت ..
أبو أمل بغضب : أقول أنا ما قلتلك إنسي إن لك أبو ..

في هذه اللحظة ظهرت سلمى من خلف الباب ..

سلمى بحقد : خير تبلين روحك وتجين ترمين
بلاك علينا روحي دوري عن إللي غلطتي معه و
روحي عنده , وقالها إبراهيم قبل إنسي إن لك أبو
يلااا بلي ما يحفظك..

تفجرت عبرات أمل و أغرقت غطائها وتمسكت
بيدي والدها : الله يخليك يبه أنا بنتك تربيتك
مستحيل أسوي كذا ..يبه لا تظلمني والله حرام
أنا مظلومة .. يبه وين أروح مالي أحد في الدنيا
غيرك تخليني لمين ... استمرت تنشج ببكاء يقطع
نياط القلب ..سحب والدها يديه وجرته سلمى
للداخل وأغلقا الباب تاركا خلفه فتاة لم تبلغ
السادسة عشر من عمرها تواجه الحياة وحيدة
وتحمل في أحشائها جنيناً لا تعلم ما مصيره في الحياة ..

****

سمعت صوت والدها يسأل باستغراب عن
هويتها .. فكشفت الغطاء عن وجهها فرأت في
الحال قد تغير وجهه وامتقع لونه وبدا عليه الضيق
الشديد..

أمل ببحة من أثر كتم العبرات : يبه أنا أمل .

أبو أمل بصوت حاد لا يخلوا من نبرة الضعف : نــــــــــعم ليش رجعتي
أنا ما قلت لك لا ترجعين مره ثانيه ..

أمل بتردد : يـ..بــ..ـه وين أروح .

أبو أمل : اللي كنتي عنده السنين هاذي روحي عنده .

أمل : بســ

أبو أمل بقسوة : لا بس ولا شي يلا إنقلعي ..

أمل بترجي : يبه شوف هذا ولدي إبراهيم شوف يبه ياخذ من شكل أبوه ..

توجه أبو أمل بنظره إلى إبراهيم الذي يلعب ولا
يعلم ما يجري حوله .. وانفرجت أساريره للحظة
لكنه ما إن تذكر أم الطفل كشر بوجهه وأعرض
عنها مولياً إياها ظهره وأمسك بيد الباب يريد
إغلاقه ولكنها أسرعت وأمسكت يده ..

أمل ببكاء : الله يخليك يبه لا ترميني لكلاب البشر
مره ثانيه .. يبه أنا عشت فالشارع سته شهور
بدون بيت .. فشهقت بألم لمرور تلك الذكرى
المؤلمة من حياتها .. يبه تخيل .. شهقت مرة
أخرى .. تخيل آكل من الزبايل وأعيش في العماير
المهجورة وأنا خايفه من ذياب البشر .. مسحت
دموعها المنهمرة من خديها وعادت مرة أخرى ..
يبه أمشي بين الناس وأنا حامل في الشهور
الأخيرة واسمع الناس تقذفني وتسبني و تتكلم
في شرفي يرضيك يبه هذا الشيء .. جلست فلم
تعد تقوى على الوقوف من كبر الهم في صدرها
ووضعت يديها على وجهها وأكملت نحيبها
وسمعت في هذه اللحظة صوت إقفال الباب
ونهضت لتكمل مسيرها ولكن لا تعلم إلى أين ..

وفي داخل المنزل ..

جلس أبو أمل في ركن الصالة يبكي وينتحب
كالأطفال لا يعلم سبباً لذلك سوى أنه يريد إبنته
ولكنه لا يستطيع أن يتحمل وجودها .. وطبع في
ذاكرته صورة إبراهيم الصغير وابتسم بين دموعه ..

كل هذا حدث أمام نظر سلمى وهي تحمد الله
في سرها على نعمة العقل و ابتسمت بانتصار
عندما تذكرت ما دار بين أمل وأبيها .

عند أمـــــل ~

سارت بصمت بين المنازل وقد تعبت من المسير
وقد تكالبت عليها الأمور فهي منذ الليلة الفائتة
وهي تمشي حتى تصل لمنزل والدها وهي لم
تذق طعم النوم بالإضافة إلى أنها جائعة وكذلك
طفلها أرهق من حمله تارة ومشيه على الأقدام
تارة أخرى وقد لاحظت التعب على وجهه .. تلفتت
يمنة ويسره لترى مكاناً تأوي إليه من حرارة
شمس الظهيرة فوجدت إحدى العمائر المبنية
حديثاً .. تقدمت منها بتردد من أن يكون بها
عمال .. دخلت وتلفتت فلم ترى أحدا فجلست
وفتحت حقيبتها وأخرجت مفرش قطني وفرشته
وأجلست ابنها عليه ومدت له بعلبة من العصير
بعد أن أدخلت الماصة بها فشربها وهو بعينين
نصف مغمضتين ضحكت على شكله ..

بعد أن ارتوى مد لها الباقي : ماما ألاس .

أمل : شبعت .

هز إبراهيم رأسه إيجابا وقد غلبه النعاس فنام ..

أما هي شربت الباقي وحمدت الله على نعمته
وتذكرت أن في إفريقيا قد يمضي على الشخص
ثلاثة أيام ولم يذق طعم الأكل ولا الشراب .. ومن
خير من سيد البشر صلى الله عليه وسلم الذي
ربط الحجر على بطنه من شدة الجوع .. سالت
دمعتها وغفت على أفكارها ..

استيقظت على صوت أذان العصر وسمعت أصوات
رجال يقتربون فنهضت مسرعة وحملت طفلها
وكذلك حقيبتها وخرجت من الجهة الأخرى ولا
تعلم أين يسيرها قدرها ..

******

دخلت مسجد النساء بعد أن أخفت حقيبتها
وتوضأت ثم صلت وجلست لتكمل أذكارها وكان
ولدها يلعب بالكرة ويتحدث مع نفسه كعادة
الصغار وضحكت عليه وتذكرة كلمة واحدة دائما
تتردد عليها [ما شاء الله ولدك عاقل] نعم هو كذلك
عند الناس فهي عودته أن يكون هادئ أما أمامها
تخرج كل مواهبه وشقاوته في اللعب .. تذكرت
ليلى وأسماء السهرات التي يقضينها وتمنت أن
تعود تلك الأيام .. تنهدت في نفسها واستغفرت
وحدثت نفسها "الحين وين أروح قبل سنتين
ساعدتني نهى وأمها الله يذكرهم بالخير" وغرقت
مرة أخرى بأفكارها وذكرياتها ..

*****

بعد ولادتها بإبراهيم لم تجد من يساعدها ويحمل
عنها همها فلم تجد سبيل إلا أن تتصل بنهى ..

اتصلت أمل على نهى من تلفون المستشفى : ألو السلام عليكم .

نهى بحذر : وعليكم السلام .. مين معي .

أمل بوهن : معك أمل ولا نسيتيني .. قالت الأخيره بمرح مصطنع .

نهى بفرحة غامره : أمل حياتي وينك كذا مره
اختفيتي وما سمعت عنك أي شي .. بكت ..والله
سألت عنك جيرانكم وقالوا لي كلام ما صدقته
عنك دورت فكل مكان لكن ما عرفت لك أثر ..

أمل بكت هي الأخرى : والله ظروف صعبه مرت علي ما يعلم بها إلا الله .

نهي بصوت مبحوح من أثر البكاء : أمول عمري إيش فيه صوتك تعبان .

أمل : أنا في المستشفى ولــ

قاطعتها نهى بخوف : أمل قولي لي إيش فيك ؟
حصلك شي ؟ وأنتي فأي مستشفى الحين؟..

ضحكت أمل من كلام نهى السريع : الله كل هذي
أسئلة تبيني أجاوب عليها ..شوفي يا ستي أنا
ولدت وجبت هيمو صغنون أما المستشفى ما
اعرف أسمه لحظة .. مرت بالقرب من السرير
ممرضة آسيوية سألتها .. إيش إسم هذا مستشفى ؟..

الممرضة : مستشفى الـ....... , وذهبت .

فتحت عينيها أمل عندما سمعت اسم
المستشفى فهو من المستشفيات الكبيرة التي
تكلف الكثير من المال ونسيت التي تنتظر على
خط الهاتف وتذكرتها ..

أمل : سمعتيها إيش تقول , ياربي إيش جابني
لهذا المستشفى كيف بدفع التكاليف .. وبكت ..

حزنت نهى عليها : خلاص أنا باجي لك مع أمي ونطلعك ..

أمل : لالا , لا تكلفون على نفسكم باتصرف أنا .. وترددت .. بس

لاحظت نهى ترددها : قولي أمل أنا تستحين مني نسيتي أحنا خوات ..

أمل : الله لا يحرمني منك .. بس تقدرون تاخذوني
عندكم بس أرتاح يومين لين ألقى مكان لي.

نهي بمودة نابعة من القلب : يا شيخة العين أوسع لك من الدار .

أمل : تسلمين . . مع السلامة .

نهى : مع السلامة ..

*****

أحست بطفلها يشد لباسها وجهت نظرها له
ورأته يؤشر لها بأن الطفلة أخذت كرته إبتسمت
للطفلة ونادتها وقبلتها على خدها وسألتها ..

أمل بابتسامة حنونه : إيش اسمك ياحلوه .

الطفله بحياء : ساره ..

إختفت إبتسامتها وهيج هذا الاسم عواطفها
وانتبهت لولدها ينظر للطفلة بغيره ولاحظت أنها
مازالت ممسكة بها ..فكت يدها وأجلستهما ..

أمل : يلا إلعبوا مع بعض طيب .

رد الاثنان : تيب .

وعادت مرة أخرى لتسبح في ذكرياتها الأليمة
وتذكرت كلمة لسلمى سمعتها يوماً (حلفت
لأمحي بسمت أمك لكن ماتت قبل ما أحقق
حلفتي لكني بحققها فيك يا بنت سويره)

حدثت نفسها"حققتي كلامك يا سلمى لكن الله على الظالم وين ما راح"

سمعت أذان المغرب جددت وضوئها وأنتبهت أن
ولدها نام في مكانه محتضن كرته بعد أن غادرت الطفلة ..

**********************

سمعت صوت طالب علم يلقي محاضرة بعد أن
سلم الإمام من الصلاة وأنصتت لما يقول كان
حديثه عن الابتلاء وعظيم أجر من صبر عليه
ودمعت عيناها عندما ذكر قصة نبي الله أيوب وقوة
إيمانه وصبره على الابتلاء لثمانية عشر عاماً فلم
يبقى له مالاً ولا أولاداً وحتى الأصحاب هجروه ولم
يتبقى له من يجالسه إلا زوجته وصاحبان له ولما
طال بلائه تناقل الناس أن أيوب لم يبتليه الله إلا
لذنب أذنبه فذكر له صاحباه ذلك فقال : اللهم إن
كنت تعلم أني لم أبت ليلة قط شبعان وأنا أعلم
مكان جائع ,فصدقني , فصدق من السماء وهما
يسمعان ثم قال: اللهم إن كنت تعلم أني لم يكن
لي قميصان قط وأنا أعلم مكان عار, فصدقني ,
فصدق من السماء وهما يسمعان , ثم خر
ساجداً فقال: اللهم بعزتك لا أرفع رأسي أبداً
حتى تكشف عني فما رفع رأسه حتى كشف عنه.
وعرج على قصة يونس عليه السلام وصبره على
العيش في بطن الحوت لأربعين يوماً وقد أحاطت
به ثلاث ظلمات ومع هذا لم يتذمر بل كان من
المسبحين وكان يردد (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) ..

ومن أكثر ابتلاء من سيد الرسل محمد صلى الله
عليه وسلم فقد ابتلي وصبر وأكثر بلاء نزل به أن
أبعدوه عن أرضه التي يحب .. فالله در الصابرين ..

وأنشد طالب العلم بصوت شجي :

يا صاحب الهم إن الهم منفرج ........ابشر بخير فان الفارج الله

إذا بليت فثق بالله وارض به.......إن الذي يكشف البلوى هوالله

اليأس يقطع أحيانا بصاحبه ...........لا تيأسن فان الفارج الله

الله حسبك مما عذت منه به.........وأين امنع ممن حسبه الله

الله يحدث بعد العسر ميسرة..........لا تجزعن فان الكافي الله

والله مالك غير الله من احد .......فحسبك الله في كل لك الله

الحمد لله شكرا لا شريك له........ما سرع الخير جدا حين يشا الله

تأثرت أمل كثيرا بالكلام وعندما سمعت ما أنشده
انفجرت تبكي وتنشج وتحاول كتم بكائها عن
النساء الجالسات ولكن هيهات أن تخفى العبرات
وكانت شهقاتها ترتفع رغماً عنها اقتربت منها
امرأة مسنة وحضنها ومسحت على ظهرها بحنان
أمومي لم تتذوق له مثيلاً في حياتها ..

بعد لحظات هدأت ورفعت رأسها من حضن المرأة وابتسمت لها بامتنان ..

أمل بابتسامة ذابلة : مشكوره خالتي .. وقبلتها على رأسها ..

المرأة العجوز : الله يسلمتس يا بنيتي عسى ما شر تانسين شي يمه ..

أمل : لا يا خالتي بس تذكرت أمي اللي ماتت .. ودمعت عيناها ..

مسحت العجوز دموع أمل بحنان لا نظير له : الله يرحمها وكلنا على هذا الطريق يمتس ..

أمل : الله يطول بعمرك .. وأدارت رأسها فوجدت
طفلها متمسك بها وخائف من بكائها ..إيش فيك
حبيبي يلا قوم سلم على جده على راسها ..

قام الصغير متردد وهو ينظر لأمه تارة وتارة ينظر
لوجه المرأة العجوز الذي يشع نوراً وحناناً .. وقف
أمامها وسلم على رأسها وقامت العجوز بلف
ذراعيها على الصغير وحضنته بحنان وأجلسته في حجرها ..

المرأة العجوز : هذا ولدتس يمه .

أمل : إيه يا خالتي .

المرأة العجوز : طيب يمكن أبوه ينتظركم برا ..

أنزلت أمل رأسها بحزن : لا يا خالتي أبوه مطلقني .

العجوز بفزع : أووه عسى ما شر والله إنتس زينت البنات .

أمل : ظلمني و أتهمني بشرفي يا خالتي .

أمسكت المرأة العجوز بيد أمل : يا بنتي قولي سالفتس لي وطلعي الهم اللي بقلبتس .

أمل باحترام : طيب يا خالتي بس نصلي العشاء شوي ويقيم و أقول لك قصتي .

المرأة العجوز : قومي نتجدد .

نهضت أمل بسرعة وأمسكت بيد العجوز وقادتها
إلى الحمام (تكرمون ) وتوضأتا ثم صليا العشاء مع
الإمام وبعد انتهائهما من الأذكار جلسا في زاوية
المسجد ولم يتبقى من النساء إلا اثنتين كانتا
على وشك الخروج بعد أن تأكدت من خروجهما
بدأت أمل في الكلام ..

أمل : يا خالتي سالفتي يمكن ما حد يصدقها لكن صدقيني والله إنها حصلت لي ..

المرأة العجوز :قولي والله إني مصدقتس قبل ما تتكلمين .

أمل بعبرة مخنوقة : يا خالتي أنا أبوي زوجني وأنا
لسه ما دخلت أربعطعش سنه لواحد حق شراب
وبنات والله العالم بالمستور ولما زوجني موب كره
فيني لكنه يقول ما يقدر يستحمل يشوف
وجهي..تنهدت ثم أكمل .. قالي لما يخرج برا
يتمنى يجلس ويسولف معي ولما يشوف وجهي يكرهني ..

المرأة العجوز بذعر : والله إن أبوتس مفرق عنتس بسحر .

أمل باستغراب : كيف يعني ..

المرأة العجوز : يعني حد سحره عشان يفرقتس عنه .

أمل بذهول لحظتها تذكرت حب أبوها الشديد
لزوجته وربطت الأمر : كيييف؟ يعني عشان كذا
يكرهني ..بتردد ..طيب هو يحب زوجته مرره ولا يخالف شورها أبد .

فهمت العجوز ما حصل : أها والله العالم يابنتي إنها فرقته عنتس و جلبته لها ..

أمل بحزن : الله على الظالم يا خالتي الله على الظالم ..

المرأة العجوز : لا تدعين يا بنتي ما يصير هذي زوجة أبوتس بحسبة أمتس.

أمل باعتراض : لا يا خالتي عمري ما شفت منها
اهتمام أو حب .. حتى طليقي يصير ولد خالها وأبوي ما رفضه عشانها ..

تنهدت العجوز : استغفر الله .. طيب كملي وإيش صار لتس بعدها ..

أمل بحزن : آآآآهـ يا خالتي , لما جا ياخذني أبوي
قالي خلاص ما أرجع البيت ولا يشوف وجهي
أبد .. ودمعت عيناها .. وأخذني معه وعشت عنده
ياخالتي سنه وثلاث شهور وأنا أسمع أصوات
السكارى في الليل والنهار وما كنت أشوفه أبد
من المدرسة لين غرفتي أقفل على نفسي ولا
أخرج من الغرفة لا في الليل ولا في النهار أبد لأن
السكارى يدورون في البيت وخفت بالذات أنا كنت
صغيره لين جاء ذاك اليوم ..

تذكرت ذلك اليوم حيث تجسد الألم وتكون في
أبهى حلله واكتسى رداء السواد والظلم ..

قبل سنتين ونصف ..

الساعة الثالثة بعد منتصف الليل ..

كانت جائعة وظمأى فهي اليوم لم تأكل بسبب
المذاكرة لاختبار الفترة الثانية وغدا يكون آخر
اختبار في المرحلة الأولى من الثانوية عندما
وصلت بتفكيرها لهذه النقطة ابتسمت وتلاشت
ابتسامتها عندما أصدر بطنها صوتاً يدل على
الجوع وحدثت نفسها "ياربي مررره
جوعانه ..وضعت أذنها على الباب فلم تسمع
أصوات الموسيقى الصاخبة ولا صوت أحد يتجول
فأكملت تحدث نفسها ..الظاهر اليوم سهرتهم في
الاستراحة يا الله أتوكل على الله وبروح آكل يعني
إيش بيصير " تقدمت بثقة مصطنعة أمام الباب
فتحت القفل وتلاشت ثقتها عندما خطت خارج
الغرفة كانت تريد أن تعود إلى الغرفة ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان

/\

/\

/\

رأت سعود وقد كان ثملاً يترنح ويضحك وقف أمامها
مباشرة ثم أمسكا بقميصها وأصبح يتحدث بصوت خامل من أثر المسكر ..

سعود : اللاااااه عندي هنا كيكه حلوووووووووه مين إنتي ها .

حاولت أن تفلت من يده ولكنه كان ممسكاً بها
بإحكام بل أمسك بيده الأخرى ذراعها وشد بقوة .

أمل بخوف وبهمس : بعد عني .

اقترب منها سعود وقرب أذنه من فمها : إيش تقولين يا حلوه ..

أبعدت رأسها كردة فعل عندما اقترب منها ووضعت
يدها على أنفها من رائحته النتنة وصرخت : أقولك
ابعععععد عني .. وحاولت أن تحرر يدها منه ولكن
هيهات مع بُنيت سعود الضخمة مقارنة بضآلة أمل
وضعفها كفتاه .. وبكت .. الله يخليك ابعدددددد ..

سعود بخبث : أووووه الحلو يبكي ليش حرام
هاذي العيون تبكي .. واقترب أكثر وحاول شدها
إليه فنفرت منه بشدة فغضب منها وصرخ بها ..
اثبتي مكانك مانيب ماكلك ..

ولكنها استمرت في الهرب والنفور وصورته
وسلمى عندما كانا على سرير والدها تتجسد
أمامها فصرخت بصوت عالي عندما رأته يمزق ثيابها ..

وأسدل الظلم ستار أسود على مشهد تجسد
فيه الألم يمثل بحرفية على مسرح الحياة واختبأ
الأمل بعيداً عن الأنظار في أحد زوايا المسرح بعد
أن وُهن وأصابه العجز ولم يقوى على الحراك ..

********

بعد ثلاثة أشهر ...

في العصر

تقدمت إلى الهاتف وضغطت على الأرقام
وسمعت عبر الأثير صوت نهى المرحب : هلا والله.

أمل بابتسامة : السلام عليكم .. أخبارك نهو ..

نهى : عليكم السلام .. الحمد لله بخير أخبارك إنتي .

أمل وهي تتلفت تخاف أن ترى سعود وتتكلم
بسرعة : الحمد لله ,أخبار أمك و سهى ولودي.

نهى : الحمد لله كلهم بخير أسمعك مستعجلة إيش فيك ..

أمل : لا ما فيه شيء بس أخاف يجي سعود في
أي لحظة ..أمم نهى ..ترددت .. ولا أقول خلاص خلاص .

نهى بجدية : أمل إيش فيك أذاك سعود مره ثانية ..

امل بسرعة : لا لا بس ..

قاطعتها نهى : قولي أنا تحت أمرك باللي تبغين ..

أمل : مشكورة حبيبتي بس أنا من شهرين أحس
بتعب وخمول وأنام كثير ما أعرف إيش صار لي ..

نهى بذعر :أوووه أمل لا يكون حامل .

أمل والخوف استقر في قلبها : لااااا الله يخليك لا
تتقولي يمكن فيني مرض ولا شي .. وبكت ..
خايفه نهى مررررره خايفه .

بكت نهى : خلاص أمول راح أسأل أمي بس لحظة ..

وبعد لحظات سمعت صوت معلمتها الحبيبة التي
شملتها بحنانها , صوتها المحبب الذي يملأ النفس هدوءً : السلام عليكم

أمل بهدوء وبحة صوتها زادت من البكاء : عليكم السلام .

أم نهى : أخبارك أمل .

أمل : الحمد لله .

أم نهى : إيش فيك حبيبتي من متى تعبانه .

بكت أمل : يمكن من شهرين وأنا أحس نفس
تعبانه وأنام كثير وكرهت الأكل وبس أستفرغ .

أم نهى بتفهم : أمممممم أهدي حبيتي أنا أرسل
لك مع السواق والشغالة اختبار الحمل المنزلي .

استمرت أمل تنشج بحرقة تكلمت بين شهقاتها :
بس ..وشهقت.. بس هو كان ســ..ــكــ..ــران يوم كــ .. وانفجرت تبكي ..

إنصدمت أم نهى وأخفت صدمتها : وكلي أمرك لله حبيبتي والله ما بيضيعك .

أمل : إن شاء الله .. مع السلامه

أم نهى : مع السلامة .

وبعد نصف ساعة وصلت السيارة وأتت الشغالة
بكيس صغير مدت لها به وغادرت ..

صعدت لغرفتها وقرأت التعليمات ثم جربته وكانت النتيجة ..

/\

/\

/\

خطان كاملان ..عندما رأت النتيجة بكت ودخلت
غرفتها وغرقت في دموعها التي لا يمسحها سوى وسادتها ..

في صباح اليوم التالي ..

خرجت بعد صلاة الفجر وجلست في الصالة تنتظر
خروج سعود لدوامه فانتظرت وطال الانتظار حتى
وصلت الساعة التاسعة إلا ربع وخرج من غرفته
وقد لبس وتهندم وقف أمامها ..

سعود بسخرية : مين إنتي .. أوووه أمل غريبة أول مره أشوفك من سنه ونص .

خافت أمل من كلمته فحدثت نفسها "يا ربي
أخاف ينكر أنه" أغمضت عينيها من ألم تلك
الذكرى وفتحت عينيها على صوت حاد يسألها ..

سعود بحدة : خير جايه عندي تستعرضين ولا
إيش تكلمي إيش عندك مستعجل .

حركت أمل رأسها نفياً على كلامه وتكلمت بتردد :
إجلس أبي أقول لك شيء.

جلس وهو ينظر لساعته حتى يبعد نظره عنها
وقد لاحظت توتره وتعجبت وهي لا تعلم أن سبب
توتره هي بشكلها البريء في جلابيتها الوردية ..

سعود : طيب بس بسرعة .

ازدردت أمل ريقها بخوف : أممم .. ونظر لها يحثها
على الكلام ولكنها لما رأت نظراته سكتت .

سعود باستهزاء : مطوله .

..على بغضها لسعود إلا أنه زاد بغضه أضعاف في قلبها من سخريته بها ..

أخفضت أمل عينيها وتكلمت : أحم أحم , قبل
ثلاث شهور جيت الساعة ثلاثة سكــ...ـــران ووو

سعود وقد غضب : وبعديـــن بتحكين قصة حياتك , إيوه إيش صار ..

غرقت عينا أمل بالدموع : يعني ما تذكر إيش صار ..

سعود بإنكار واستغراب: إيش صار يعني ..

بكت أمل : حاول تتذكر إيش صار ..

سعود يتذكر : عادي كل يوم أجي كذا إيش الجديد .

نشجت بصوت عالي وانهمرت دموعها :الله يخليك تذكر لازم ..لازم .

سعود وقد سأم : وبعدين من ذا البكا تكلمي زين
ولا بروح .. هم بالنهوض فاستوقفته عندما فجرت الكلمة








..((أنا حــــامل)) ..

أدار رأسه لها وقد لمعت عيناه من الغضب وكادت
تطلق شراراً : إيش حـــــامل ومن مين حامل إن
شاء الله وأنا هذي أول مره أشوفك من يوم جبتك من بيت أبوك ..

صرخت فيه أمل : حراااااام لا تظلمني .

تقدم منها سعود وامسكها من كتفيها وهزها
بعنف : تكلمي من أبو اللي فبطنك .. صرخ .. من أبــــــــــــــــــــــووووه

أتفجرت تبكي بحرقة المظلوم : أنـــــــــــــــــــت أبوه .

سعود بغضب هآآآدر : كـــــــذابه .

وأمسكها من يديها وأخرجها من الباب وغاب
لحظات وعاد ورمى عباءتها وجرها إلى الباب
الخارجي وقذفها خارجا أمام الناس الذين
تجمهروا ورفسها على ظهرها حتى صرخت من الألم وصرخ بها .

سعود بصراخ : روحي دوري على أبو إلي في
بطنك موب تبليني أنا بوه وأنتـــــــــــــي




((طااااااااااااالق طااااااااااااالق طاااااااااااااااالق))



صفق الجمهور وتعالت الهتافات بعد أن أسدل
الستار على المسرح في نهاية الذكريات وقد
تفوق الألم على أقرانه في تجسيد هذه الذكريات
وفي الختام أعلن الأمل بصوت المهزوم أمام
الجمهور أن الــ ((ذكريات جسدها الألم))

******************************

نهايــــــــــــــــ الجزء الرابع ـــــــــــــــــــــة


******************************

لا حول ولا قوة إلا بالله ( كنز من كنوز الجنة )

نلتقي في الجزء القادم

يوم الخميس

وآآآآآسفة على التأخير

تابعونيــ ~
رد مع اقتباس
  #6  
قديم April 14, 2015, 06:32 PM
 
رد: رواية بين الأمل و الألم أسطورة للكاتبة بسمة امل


سبحان الله وبحمده

&< ~^((الجزء الخامس))^~ >&

~[(وانطفأت شعلة الأمل)]~

مسحت دمعاتها المتساقطة والتي بللت خديها بيدين مرتجفة وفتحت العجوز ذراعيها وألقت نفسها وانتحبت بشدة .. أخذت العجوز تمسح على ظهرها بيد واليد الأخرى تمسح ما تساقط منها من عبرات وقد أحزنها وضيق صدرها ما ألم بهذه الفتاه من ضيق وهي في عمر الزهور ..
المرأة العجوز تهدئها : خلاص يا بنتي ربي بياخذ حقتس من كل ظالم .. يا بنيتي أصبري والله بيعوضك .
أمل وقد بُح صوتها وتوهج وجهها الأبيض الصافي بحمرة من البكاء وقد تورمت عيناها : بس المشكلة يا خالتي أن أبوي طردني ولا صدقني ..
المرأة العجوز : خلاص اللي فات مات يلا حبيبتي أختي تنتظرني تأخرت عليها وأنتي روحي بيتتس ..
كتمت أمل ألمها فقد آلمت المرأة وحملتها همها بما فيه الكفاية حدثت نفسها "أي بيت أروح له بيتي الشارع الله يصبرني "
أمل بابتسامة باهته : مشكوره خالتي و جزاك الله كل خير .. وسألتها ..إنتي تسكنين عند أختك .
المرأة العجوز بحزن : إيه يا بنيتي .
أمل باستغراب واستفهام : ليش ؟ .. ما عندك عيال يا خاله .
المرأة العجوز وقد دمعت عيناها : عندي لكن كل واحد فمكان ..وأكملت توضح .. ولدي الكبير سالم مهاجر ولا أعرف له أرض من سماء من عشرين سنه وبنتي الثانية سلمى متزوجة ولا تسأل عني أبد من سبعطش سنه والثالثة أحن وحده علي ماتت من سنه الله يرحمها .
حزنت أمل بشدة على حالها وخمنت أنها أم (زوجة والدها ) وكتمت ما عرفت ونهضت حتى تصرف الموضوع : الله يعينك يا خاله .. يلا أوصلك للباب..فقد لاحظت أنها ضعيفة النظر من تلمسها للجدار, ساعدتها أمل في النهوض وودعتها عند الباب وغادرت العجوز ووقفت تنظر لها حتى غابت عن نظرها وتعجبت أن تكون والدة سلمى وعمة سعود لها قلب من أطيب القلوب وهما يحملان قلوب لا تعرف إلا الحقد والكره ..
******************
خرجت من المسجد بعد أن جاء الحارس ليقفل الأبواب وحملت طفلها و حقيبتها وأخذت تمشي بالطرقات ولا تعلم أين تذهب ومازالت تمشي حتى خفت حركت الناس في الشوارع تلفتت تبحث عن محل للتموينات الغذائية فوجدت في طرف الشارع واحداً ولكنه به عدد من الرجال فوقفة قريب من تنتظر أن يقل الزحام فخرج طفل يبدو في التاسعة من عمره نادته وأدار رأسه جهتها :تناديني أنا .. وهو يشير بسبابته إلى صدره .
هزت رأسها إيجاباً : إيوه تعال ..
تقدم منها الولد ووقف أمامها وذهلت .. كان يشبه صديقتها نهى كثيرا ..وحدثت نفسها "سبحان الله بعد السنين هذي شفته لا زم أسأل عن أسمه".
أمل : اسمك يا بطل .
الولد : وليد ..
ابتسمت بعد أن تأكدت من هويته : أممم ممكن تشتري لي , تشوف كيف الرجال كثيرين ما أقدر أدخل .
وليد برجولة رغم صغر سنه : هاتي فلوسك ولا يهمك إيش تبغي .. ونظر إلى إبراهيم الذي يراقبهم بصمت وابتسم له وليد وأشار له بطفولة .. هذا ولدك ..
ضحكت أمل على تقلبه مرة رجل ومرة طفل ومدت له بالمال : إيوه ولدي واسمه إبراهيم .. خذ جيب لي خبز وجبن وعصير وحليب ومويه وكراسه وقلم ..
أخذ وليد المال وهز رأسه إيجاباً ودخل ليشتري ..
أما أمل فرؤية وليد هيجت ذكرياتها و أشعلت الشوق إلى صديقتها الغالية نهى ..
**************
قبل عامين ...
كانت ممدة على السرير في غرفتها الخاصة في منزل نهى وتضحك على نهى وإخوتها الذين ينظرون إلى الطفل وكأنه مخلوق فضائي ويبتسمون لأي حركة يصدرها أدارت رأسها إلى أم نهى الجالسة بمحاذاتها ..
أمل مبتسمة : خالتي جيبي لهم نونو يتسلو فيه ذبحو ولدي من كثر ما يطالعوه .
ضحكت أم نهى : هههههههههه لا خلاص راحت علينا كبرنا إن شاء الله نهى تتزوج وتملا البيت عيال .
صرخت نهى : لااااااا أمي نبي واحد صغنون زي هيمو .
فزع الطفل وبكى من صراخ نهى التي أُحرجت عندما نهرتها أمها قائلة :بنت جننتي الولد حسبي الله على إبليسك .
ضحكت نهى بإحراج : هههههههه خليه البكاء يوسع الصدر .
أمل بغيض مصطنع : لا والله وأنا أروح فيها .
نهى بحماس : أمي لا تضيعين الموضوع , نبي نونو الله يخليك .
سهى بنفس الحماس : جد ماما نبي بيبي صغنون فبيتنا .
أم نهى بتصريف : إن شاء الله , يصير خير ..
ضحكت أمل بخفة من تصريف أم نهى للموضوع وأدارت رأسها ونظرت إلى وليد الذي كان ينظر لإبراهيم بعينين تلمعان من البراءة وسألته : ها ولودي أعجبك هيمو .
هز وليد رأسه بحماس : مررررره يجنن .
إبتسمت له أمل : إنت اللي تجنن يا عمري .
*****
الساعة 12.30 بعد منتصف الليل ..
بعد أن انصرف الجميع ولم يتبقى عند أمل سوى نهى و سهى ..
جلسن الفتيات يتسامرن ويضحكن ..
سهى : تصدقون بنات أن زميلاتي يقولون يتجمعون ويشغلون أغاني ويتعلمون الرقص .. وأكملت بحماس .. حتى وحدة تقولي حافظه كلمات كل الأغاني الجديدة ..
عجبت أمل من حال هؤلاء الفتيات الصغيرات والمستوى الذي وصل إليه :بس سهى حبيبتي تدرين إن الأغاني حرام نسمعها ..
سهى : إيوه أدري أنا قلت لهم بس هم قالوا عادي ماما وبابا يسمعون وأنا أسوي مثلهم .
زال عجب أمل وحل مكانه الحزن والمرارة : إذا كان الكبار كذا كيف بيكون الصغار يعني .. الله يصلحهم عيالهم أمانه ليش ما يحافظون عليها ..
نهى بجديه : ولا المشكلة اللي حاطين برامج للأطفال يغنون فيها حبني وأحبك وهم ما يعرفون معناها لا والمشكلة أهاليهم يحفظونهم الأغاني ..
أمل : لا حول ولا قوة إلا بالله .. كيف بينصر الله الأمة وحالها كذا .و التفتت إلى سهى المنصتة للحديث .. سهى حبيبتي إذا وحده قالت لك أسمع أغاني قولي لها تقدر تولع عود كبريت وتدخله أذنها .. حتقدر تصبر على الألم ما أضن هذا وهي نار الدنيا لكن في الآخرة يصب الله الرصاص المذاب في أذن اللي يسمع أغاني ..
سهى بفزع : ياربييي الحمد لله إني ما أسمع أغاني إن شاء الله أقول لهم ..
نهى : خلاص سهى روحي نامي يالله .
ردت سهى باعتراض : لا والله وإنتي حضرتك تسهرين لوحدك مع أمل وأنا أنخمد ..
نهى بغيض : روحي نامي أحسن لك أمل تبي ترتاح وأنا بنام عندها ..
سهى : لاوالله وأنام بروحي فالغرفة .
نهى بغضب : سهىآآآ وبعدين البنت بترتاح .
سهى نهضت بخوف : خلااص بروح ..وكلمت أمل ..بكره أربعاء بنام عندك..ورجعت تكلم نهى .. نهى بكره بتداومين ..
نهى : لااا ..وريني عرض أكتافك .. وصرخت .. يلااااااااا ..
ضحكت أمل حتى أدمعت عيناها على شكل سهى الفزع ونهى الغاضب : ههههههههههههههه والله أنكم تحفه ..وأكملت بجديه .. روحي نامي عشان تداومين ثاني ثانوي تراكمي لا تضيعين درجاتك ..
نهى بلامبالاة : عااادي كلمت أمي وأبوي ووافقوا ..وأكملت بحماس .. يلاااا قولي كل شي من طقطق للسلام عليكم ..
رجعت أمل إلى أحزانها وتنهدت وحكت لنهى كل ما حصل لها خلال ستة أشهر ..
نهى : طيب كلمتي أبوك يجيب أوراقك للمستشفى عشان يطلعونك ..
أمل : كلمته ورفض قال أنا ما عندي بنت ودقيت على رقم سعود لكن رد علي وهو سكران إنتظرت كم ساعة ورد علي وطلبت منه يجيب على الأقل صوره من عقد الزواج رفض وقلت له طيب صك الطلاق قال لي ما طلعه من المحكمة ترجيته يجي يطلعني على الأقل وقفل الخط فوجهي ..
بكت أمل وحضنتها نهى حتى هدأت ..
نهى باستغراب : طيب كيف طلعوك ؟ وتدرين أنه ممنوع يطلعونك بدون أوراق ثبوتيه .
أمل : أدري بس كذا جو عندي و قالوا لي إطلعي وأنا قبلها قلت لهم طلعوني رفضوا ..
نهى : شي غريب .. وأكملت بحماس ..يمكن اللي دخلك هو نفسه إلي خرجك.
أمل : يمكن ..
وأكملوا سهرتهم وناموا في أماكنهم ..
جلست ثلاثة أسابيع عند عائلة نهى وهي مرتاحة ومرحب بها .. إلى أن أتى ذلك اليوم ..
جاءت جدة نهى في زيارة لهم ومكثت النهار بطوله عندهم وعندما خرجوا إلى الحديقة في المساء رأت الملحق مضاء المصابيح فدخلت عند أمل التي كانت ترضع ابنها .. تفاجأت أمل بالعجوز التي دخلت عليها .. وكذلك العجوز تعجبت من الفتاة الجالسة أمامها و سألتها باستغراب : مين إنتي ؟
تلعثمت أمل ولم تعرف كيف ترد عليها حتى أنقذها دخول نهى
ردت نهى بحذر :هذي صديقتي جات عندي زيارة .
الجدة :أها طيب من بنته ..
خافتا أمل ونهى ولم يردان .
تكلمت الجدة بحدة : قولي مين أبوك ؟
ردت أمل بخوف وصوت متقطع : بنت إبـ..ــراهـ..يــم الــ........ .
ضربت العجوز على صدرها بقوة وغضب وصرخت : كييييف تدخلون هذي الفــ.... بيتكم بيت ولدي ما يدخله هذي الأشكال ..
تجمع الكل عند أمل التي تبكي وتنتحب ..
أم نهى : تعوذي من إبليس يا عمتي البنت مظلومة ..
قاطعتها الجدة : مظلومة ولا مي مظلومة ما تقعد في بيت ولدي ساعة ثانية.
وخرجت الجدة مسرعة ولحقت بها أم نهى بعد أن طلبت من أمل أن تتمهل ولا تخرج الآن ..
نهضت أمل مسرعة وأخذت حقيبتها الصغيرة ووضعت بها ما لديها هي وطفلها من ملابس معدودة ولبست عباءتها ولفت صغيرها وخرجت مسرعة من المنزل على صوت الرجاء من نهى وسهى بأن تتريث ولكن لا تقبل الذل أكثر من ذلك ..
*********
انتبهت لليد الصغيرة الممدودة بكيس به ما طلبت ..
أمل بامتنان : مشكووور وليد .
وليد بتقليده المتقن للكبار : لا شكر على واجب .. مع السلامة ..
أمل بسرعة : لااا وليد إنتظر بعطيك شي لأختك نهى ..
وليد بتعجب : إنتي تعرفين نهى أختي ..
أمل بحنين : إيوه أعرفها أنا صديقتها تذكرني أنا أمل ..
وليد بفرح : والله إنتي أمل وين رحتي دورنالك فكل مكان ما لقيناك حتى نهى تعبت مررره ..
حزنت على نهى وحنت كثيراً لتلك الأيام : بالله طيب إنتظر بعطيك شيء لها ..أوكي .
وليد بإصرار : لا لا أنتي تعالي معايه نهى بتفرح فيك ..
أمل : لا حبيبي ما أقدر لكن أعطها هذي الورقة .. وكتبت بعض الكلمات وطوتها وسلمتها إياه وودعته ..
أمل : مع السلامة و سلم على أمك وأخواتك .
وليد : إن شاء الله . مع السلامة .
تتبعته بنظرها حتى دخل أحد البيوت القريبة ودققت جيداً في المنزل فعرفته ودارت مولية ظهرها للمنزل وسارت بها قدماها إلى اللامكان ...
***********************
دخل وليد إلى المنزل وجرى بسرعة إلى نهى ووقف يلهث أمامها وهي مستغربة تصرفه ..
نهى : خير إيش فيك كأن حد طاردك بعصا ..
وليد ومازال يلهث من الجري : أ مــ..ل ..ازدرد لعابه وأكمل .. أمل شفتها..
وقفت مذهوله من قول أخيها وأمسكت يده بشده : قول وييين شفتاها .. بسرعه ..
وليد : الحين شفتها عند السوبرماركت وأعطتني هذي..
ومد لها بورقة فتحتها بسرعة وقرأت محتواها وجلست وقد تساقطت عبراتها و بعد لحظات مسحت وجهها ونهضت قائلة قوم نجيبها ..
وليد : أنا قلت لها تعالي هي رفضت ..
نهى بإصرار :لا لازم تجي موب كيفها ..وأرتدت عباءتها بعجلة وأمسكت بيد أخيها وجرت باتجاه الباب الخارجي وتوقفت عندما نادتها أمها وأدارت رأسها : نعم أمي .
أم نهى : وين رايحة هذا الوقت ..
نهى بحماس : وليد الحين شاف أمل عند السوبر ماركت برمج أجيبها..
توجهت نظرات أم نهى المستفسرة إلى وليد فهز رأسه موافقا وأكمل
وليد : إيوه شفتها حتى معاها ولد أسمه إبراهيم وقالت لي أممم إيوه قالت سلم لي على أمك وأخواتك .. تلفت بعفويه وبراءة يبحث عن سهى ..وين سهى بقول لها أمل تسلم عليها .
جرته نهى من يده : مطول أمش ندور عليها ..وخرجا ..
أم نهى بخوف : لا حول ولا قوة إلا بالله ..يا رب تلقاها الله يستر ما تتعب زي المرة اللي فاتت
.....: منهي إلي تتعب .
أم نهى : أختك نهى الحين جاء وليد يقول شاف أمل وخرجو يدورونها .
سهى بفرحة : بالله ليه ما علموني أدور لها معهم .. يارب يلقونها ..
لم تستغرب أم نهى تعلق أبنائها بأمل فهي تعلم أن أمل ذات قلب مخموم لا يحمل إلا الحب الذي لم تحصل عليه أبداً ..
بعد نصف ساعة عادت نهى بصحبة وليد وهما صامتان جلسا ولم تمضي سوى ثوانٍ حتى انفجرت في بكاء مرير لفقدها أمل مرة أخرى ولا تعلم متى ستلتقيها .. استمرت تبكي حتى شعرت بضيق شديد كتم أنفاسها أصبحت كأنها تتنفس من ثقب إبره .. أسرعت والدتها بإحضار الماء بينما هرولت سهى وأتت بالدواء .. وبعد لحظات عصيبة مرت بها الأسرة ساعدتها أمها وسهى في إدخالها لغرفة نومها ووضعتاها على السرير بعد أن خلعتا عنها العباءة ..طلبت منهم إطفاء النور وتركها وحيده فلبيتا طلبها ..وسالت دموعها ورفعت جسمها وتساندت على طرف السرير وأصبحت نصف ممددة وأخرجت الورقة وأضاءت الأباجورة وقرأت الورقة مرة أخرى ودموعها تنساب على خديها ..
وكان محتوى الرسالة <<<<< ((نهى : مالك دخل بالرسالة ..
أنا : لييش القراء يمكن يبون يعرفون إيش كتبت لك
نهى : خلاص عشان القراء بقولها أنا .
أنا : لا إنتي تعبانه وأنا بقولها عنك .
نهى : أقول طسي ما أحد يقراها غيري
أنا : خلاص على راحتك بعدين موب تقولين تعبانه وما تقدرين تكملين .
نهى : مانيب قايله يلا تقلعي بقراها
أنا : طيييييب ما بقابلك بأمل عشان بعدين تعرفين تسبين هع هع هع <<< فيس شرير
نهى : لا حرااام خلاص أقريها أنتي <<< فيس حزين
أنا: خلاص حنيت عليك إقريها هذي المرة بس ما فيه غيرها ok
نهى : ok <<< فيس خايف ))>>> حوار بين الكاتبة ونهى
*************************
في صباح اليوم التالي ..
غفت أمل بعد صلاة الفجر بإرهاق بعد سهر ليلتين متواصلتين فقد كانت الليلة الماضية تبحث عن مكان تؤوي إليه وطفلها حتى وجدت منزل بعيييد عن أعين الناس قد هجره ساكنوه وأصبح مخيف لدرجة أن الأشباح تخاف منه ولكن لا مناص منه فلا يوجد مكان غيره تذهب له بالرغم من توفر المال لديها إلا أنها لا تستطيع أن تستأجر شقة أو فندق بسبب عدم توفر أوراق هويتهما .. سمت بالله واستعاذت به من الشيطان الرجيم وتقدمت وهي تتمتم بما تحفظه من أذكار وهي خائفة وكذلك ابنها تدور عينيه من الخوف وهو متمسك بأمه التي لا تقل عن خوفه بل تزيد أضعاف ..ودلفت إلى الداخل فلم تجد أثاثاً في الصالة وتقدمت فوجدت غرفة في اليمين يضيء فيها القمر من خلال النافذة دخلت إليها فلم تجد بها سوى صوفا طويلة ولكنها مكتسية بالغبار..أنزلت ولدها و تلفتت تبحث عن قماش لتزيل الغبار عن المقعد فلم تجد وأخرجت من حقيبتها إحدى ملابسها ونفضت الغبار وانتشر مخلفاً سحابة من الأتربة في الغرفة فانتابتها نوبة من العطس ..
إبراهيم : ماما عنوني أح .
أمل : طيب حبيبي خلــ آآآآآتتششششووووــصت ..الحمد لله .
وضعت ابنها بعد أن تأكدت من نظافة المقعد .. وتمددت هي بجانبه ..
إبراهيم : ماما حايف ..
أمل تهدئه وهي أحق بمن يهدئها : لا تخاف حبيبي الله معنا بس قول بسم الله .. بهذه الكلمات التي قالتها هدّأت ابنها وكذلك هدأت هي الأخرى ..
إبراهيم : بسم الله ..
ظلت تتقلب طول الليل لم يغمض لها جفن من الخوف واستمرت تردد الأذكار وسورة الإخلاص والمعوذتين وآية الكرسي حتى سمعت صوت أذان الفجر من بعييد واطمأنت نفسها حاولت النهوض ولكنها وجدت طفلها متمسك بها بقوة أزاحت يديه الصغيرتين عنها ووقفت ثم مشت باتجاه حقيبتها وأخرجت قارورة من الماء توضأت بها واستقبلت القبلة وكبرت ..
بعد أن أكملت صلاتها تمددت بجانب ابنها لتكمل أذكارها فغفت من شدة الإرهاق ..
شعرت بيد تتحسس خدها ضنت للحظة أنها يد طفلها ولكن كانت اليد خشنة وكبيرة عندما وصل تفكيرها لهذه النقطة فتحت عينيها بفزع ووجدت أمامها رجل آسيوي من الجنسية الهندية ينظر لها بوقاحة وابتسامة خبيثة تعلوا شفاهه أبعدت يده بعنف وأنزلت غطائها بحركة عفوية نابعة من فطرتها الصافية وانتصبت واقفة وابتعدت عنه وقد حملت طفلها بين يديها وضمته لها بقوة حتى أحست بأنة ألم صدرت منه ..
الرجل بعربية مكسرة : ليس غطي إنت هلوووووووو
تقدم إليها بخطوة وتراجعت هي بالمقابل خطوة إلى الوراء واستمر هو في التقدم وهي في التراجع حتى اصطدمت بالجدار فبلغ هذه اللحظة الخوف أقصاه وأصبحت ترتجف من الخوف ورفعت سبابتها باتجاهه متسلحة بقوة وهمية : أبعددد أحسن لك ولا ترى بـ..... ..تلاشت تهديداتها عندما تذكرت أنها ليس لديها سند تؤول إليه في ضعفها إلا الله ..
أمسك الرجل إصبعها الممدود :ليس خوف من أنا , أنا ما في ياكل أنت , أنا يئتي أنت فلوس كتير يلاااا هبيبي تئالي ..
جرت يدها وبكت من الخوف والذل فالطريقة التي كلمها بها كأنها رخيصة أو بنت ليل ..
أمل ببكاء : رووووح عني أنت ما تخاف الله ..
الرجل وقد بدأ بالغضب : لا مافي روه ..
حاولت الهرب منه ولكنه أستمر في التحرش بها وحاول فتح غطائها ولكنها تبعد يده كلما امتدت إليها.. تلفتت تبحث عن مخرج فانتبهت أن الباب خلفه ..أحست به يحاول انتزاع طفلها فزادت من احتضانها له حتى سمعت يبكي بخوف , حاولت التملص حتى استطاعت ذلك ووقفت خلفه ودفعته للجدار واصطدم رأسه به وسمعت تألمه فمرت بحقيبتها وحملتها بسرعة وهربت خارج المنزل وهي تهتف وتبكي بصوت عالي : الحمد لله ..الحمد لله .. اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ..
مشت بسرعة تجري تارة وتهرول أخرى حتى وصلت إلى الطريق وقفت مطمئنة بعد رؤيتها للناس يمشون في الطرقات مشت بهدوء لمدة طويلة بعض الشيء ورأت مطعم به قسم للعوائل تقدمت منه ودخلت وجلست في إحدى الجلسات المغلقة أراحت ظهرها وقدميها بعد السير الطويل وأجلست طفلها وطلبت لهما فطور وفطرا وجلسا يتحدثان ..
أمل : ها هيمو تبي آيسكريم .
قفز إبراهيم فرحا: أستليم أستليم .
ضحكت أمل على حركاته وطلبت لهما المثلجات , اختارت هي بالتوفي وهو بالفانيليا .. تقدم منها طفلها وتعلق برقبتها وقبلها بقوة على خدها ثم مرة أخرى على الخد الآخر ..
إبراهيم : ماما أبببك كتييييل .
استغربت تصرفه فهذه المرة الأولى التي يقبلها هكذا ولكنها ضحكة : هههههه وأنا أموووووت فيك ..
إبراهيم : لااااا أنا كتييييييييل مللللللله
أمل تقلده بضحكة مكتومة : لاااا أنا كتيييييييل مللللللله
قطع حوارهما النادل وهو ينادي لإدخال الطلبات والفاتورة .. دفعت المبلغ المطلوب .. وبعد أن ذهب النادل استمتعا هي وطفلها بطعم المثلجات وهما يضحكان وعند خروجهما ..
إبراهيم : ماما توله .
أمل : تبي كورتك .
أشار لولد في مثل عمره يحمل كرة فأخرجت الكرة من الحقيبة ومدتها له وأشار لها وهو واقف أمامها بأن تخفض رأسها ..
إبراهيم : ماما تئالي .
أمل : طيب حبيبي .. وأنزلت رأسها فقبلها بقوة مماثلة القبل السابقة وخرج يجري فخرجت تلحقه و هي تشعر بضيق شديد ونبضات قلبها سريعة وكأنها في سباق للمارثون .. خرجت فوجدته على الرصيف ينتظرها وهو يلعب بكرته فأمسكت بيده وقطعا الشارع الخالي تقريباً من السيارات فالساعة الآن تقارب العاشرة النصف وأغلب الناس في أعمالهم .. مشيا ببطء فسقطت الكرة من يد إبراهيم وهما في منتصف الطريق والكرة في المتبقي منه جر يده منها وجرى خلف كرته وبأقل من جزء من الثانية تقدمت سيارة مسرعة منه وصدمته وطاااار جسمه الصغير أمام نظرات أمه المذهولة وارتطم جسده بالطريق بالقرب منها فأسرعت إليه وحملته بين يديها وهو مسجى في دمائه التي أحالت لباسه الأبيض إلى اللون الأحمر القاني ..
فصرخت : لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
*********
خيم الليل

وغرق الطريق في ظلام دامس

أضيئت شمعة

ولكن شعلتها لم تهزم الظلام وانسحبت بهدوء

وأضيئت أخرى

وأخرى

وأخرى

فوقعوا جميعاً صرعى أمام جبروت الظلام

فأصبح الطريق مليء بالضحايا

حتى أطل الأمل من بين الجموع

أنار شعلته

فسطعت حتى أردت الظلام صريعاً

وانتشر النور وكأنه الفجر الوليد

وفجأة

ظهرت الرياح بين جيوش الظلام

فعصفت بشراسة

((وانطفأت شعلة الأمل ))

و ساد الظلام من جديد
******************************

نهايــــــــــــــــ الجزء الخامس ـــــــــــــــــــــة

******************************

سبحان الله العظيم

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية :الأمل بعد الألم / بقلمي شمعه الدرب روايات و قصص منشورة ومنقولة 6 June 23, 2010 03:00 PM
سيبقى الأمل لننسى الألم.. عبق النسيم كلام من القلب للقلب 4 April 4, 2010 04:27 AM


الساعة الآن 03:08 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر