فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > روايات و قصص منشورة ومنقولة

روايات و قصص منشورة ومنقولة تحميل روايات و قصص منوعة لمجموعة مميزة من الكتاب و الكاتبات المنشورة إلكترونيا



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #31  
قديم April 14, 2015, 07:00 PM
 
رد: رواية بين الأمل و الألم أسطورة للكاتبة بسمة امل

**********
مرت أيام طويلة رجعت أمل لطبيعتها ولكن بتحفظ لم تنقطع إتصالاتها بأهل طارق الذين ما زالوا يسألون عن سبب

فراقها عن طارق ولكنـــ لا جواب هي نفسها لا تعلم سبب إنقلابه عليها ولم تسمع عنه أي أخبار في المقابل رجعت

علاقتها بنهى أكثر إرتباطاً وتبادلتا الزيارات وكانت تلازمها نهى في الجلسات النفسية عند الدكتورة ريم بعد أن

عادت حالتها كالسابق عقب ما حدث تلك الليلة فقد أنتكست حالتها من جديد وكانت عندما تذهب للمستشفى تحاول

أن تبتعد عن أماكن تواجد طارق فقد كانت تذهب للعيادة وتعود أدراجها بسرعة دون أن تلتقي به ، عادت للمدرسة

بعد إنقطاع أسبوع وأجتهدت بدراستها وكانت تلتقي بشادن كل يوم والتي كانت تلح عليها بالسؤال فتجيبها بأن

تسأل طارق فترد الأخرى بأنها تسأله ويكون جوابه الصمت ..
أما عن سلمى ..
علاقتها بها شبه منقطعة إلا من لحظات تعبر فيها عن كرهها لها ببث سمومها وتستفزها بضحكاتها الشامتة .
********
بعد مضي شهر ونصف ...
أستقلت أمل سيارة والدها وحيته بهدوء فرد عليها وصمتا إلى أن قالت له أن يذهب لمنزل نهى فسار في المنعطف

المؤدي له فقال لها والدها بهدوء : أمل يابنتي لين متى وأنتى على هالحال ليش ما تكلمين زوجك وتتفاهمين معه

؟؟
نظرت لوالدها بحزن وقالت بصوت مليء بالمرارة : موب يدي الشيء هذا يبه وما أقدر أدق عليه ما أقدر ..ونزلت

دموعها وهي تقول بصوت متحشجرج من البكاء ..صعب إني أرمي نفسي عليه وهو إللي تركني .
رد عليها والدها بحزن على حالها : يابنتي أنتي ما ترمين نفسك هذي حياتك ولازم تسعين لنجاحها ..صمت لحظات

ولم يجد رداً على كلامه فقال بتصميم .. أجل خلاص أنا راح أتفاهم معه .
أمل بفزع : لا يبه لا تروح له الله يخليك .
رد بجدية وبحدة : لا بروح وأشوف إيش إللي صار هذا الحال ما ينسكت عليه .
لم تستطع أمل أن ترد عليه بسبب دخول نهى السيارة وإبتلعت إعتراضاتها وسارت السيارة بصمت حتى نزلتا

للمستشفى وأنطلق والدها مبتعداً بسيارته , تحدثت مع نهى بهدوء وهما تسيران ذاهبتان إلى عيادة الدكتورة ريم

وكانت تخبرها عن قرار والدها فردت نهى تطمئنها وتشجعها أن هذا أفضل من الصمت والإنتظار بلا فائدة فسهت

أمل تفكر في الأيام السابقة والتي قضتها في بيت والدها حيث لازمها الألم من نبذ طارق لها بالإضافة إلى معاملة

سلمى لها وكذلك عودة الآلام والأحلام السابقة لها وهذا ما جعلها تعود لعيادة الدكتورة ريم منذ ما يقارب الشهر

والتي أوضحت لها أنها لا تتجاوب مع العلاج كالسابق وحفزتها على أن تتخطى محنتها وأن تساعد نفسها ولكنها

كانت محطمة كلياً وتذكرت وقوف نهى ووالدها معها وتشجيعهما الدائم لها وهي شاكرة لهما جهدهما والذي أثمر

بتحسن نفسيتها مؤخراً حتى قررت الدكتورة بأنها ستحتاج لجلستين فقط لتنتهي من العلاج .. إنتبهت لحظتها

عندما توقفتا أما باب العيادة جلست نهى بالخارج بينما دخلت أمل للدكتورة والتي رحبت بها بحفاوة في المقابل

أبتهجت أمل لشعورها بمدى الحب الذي تكنه هذه المرأة لها بدأت جلست العلاج وحالما إنتهت قالت د/ريم بابتسامة

: ما شاء الله اليوم أشوفك متجاوبة ، ياترى إيش السبب ؟؟ ..سألتها بمكر..
ابتسمت لها أمل بهدوء : لا ما في شيء بسـ ..أخفضت رأسها وتكلمت بخجل.. أبوي راح يكلم طارق اليوم ويتفاهم

معه .
إبتسمت الأخرى بمكر : أها السالفة فيها طارق قولي من الأول ..صمتت لحظة تفكر ثم سألتها بهدوء.. أمل من يوم

تركك ما شفتية ؟؟
نفت أمل بهزة من رأسها وارتسم الحزن على ملامحها عندما جالت ذكريات ذلك اليوم ..قاطعت ريم إسترسالها في

الذكريات وقالت لها سائلة.. تتوقعين لما تشوفينه راح يأثر عليك هالشيء ؟
أمل بحزن : ما أدري يمكن ما أتأثر لأنـــ لأنيـــ ..أكملت بغصة.. أحبـــة ومشتـــــاقة له ..وانسابت دموعها ثم

مسحتها وأكملت.. أنا ما أدري إيش الذنب اللي يعاقبني عليه وأنا واثقة من نفسي لكن مصير اللي متخبي يظهر .
تكلمت ريم بهدوء وجدية : أمل لا تصير شخصيتك ضعيفة وتبكين على أي شيء وكل شوي ، دمعتك غالية و لازم

ما تنزل إلا فلحظات صعبة حاولي أنك تعرفين إللي لك وإللي عليك بدون ضعف وتهاون ، ربي خلقك حره ما

تتركين الناس يستعبدون هالحرية إللي أعطاك إياها ويسيرونك على هواهم ولا تتركين مشاكلك بدون حل ,لا,

دوري عن سبب المشكلة أول شيء بعدين شوفي إيش الحلول المناسبة لها وإبعدي كل البعد التسيب وترك مشاكلك

للغير يحلونها لك لأنهم يمكن إذاحلوا مشكلة راح يوقعونك بمشكلة أكبر وهم غافلين ، أمل أتمنى توعين لكلامي

وتفهميه وحطيه حلق بإذنك فهمتي ؟؟
أمل بتفكير وكأنها تسجل كل ما قالته الدكتورة و تحاول أن تعيه ، هزت رأسها بإيجاب وهمست : فـــهــــمـــت ..
*******
خرجت لنهى بروح مرتفة وإبتسامة ومتفائلة للقادم تقدمت منها نهى ونظرت في عينيها ووجدتها تلمع بتفاؤل

وقالت لها بفرحة : ما شاء الله أشوف النفسيه اليوم عال العال .
ردت أمل برضى : الحمد لله ..كررت الأخرى ذات العبارة وأكملت أمل .. يلا مشينا .
شادن : بس موب كأنه بدري على موعد جيت أبوك .
نظرت أمل لساعتها للحظة وأكملت : لا بس تقريباً نص ساعة تعالي نروح إستراحة النساء لما يجي .
وافقتها الأخرى وسارتا باتجاه اللوبي ومنه إلى الإستراحة ولكنــــ







رأتــــــــــــه
توقفت عن السير
نظرت له مليا
التفتت لها نهى تستحثها على السير ولكنها لم تستجب لها فانتبهت لما تنظر له فرأت رجل طويل يلبس ثوب أبيض

وفوقه اللاب كوت ويضع على رأسه شماغ أحمر ولم يظهر من شكله شيء لأنه مولياً إياهما ظهره لم تتعرف نهى

عليه ولكن صاحبتها عرفته وارتجف قلبها لرؤيته وعرفت نهى هويته فلم يكن سوى طـــــــارق أحست نهى بها

ومدى شوقها للماثل أمامهما والذي لم ينتبه لهما ولكنــــــ







شعر بأحد ينظر إليه فالتفت
ورأهــــــا
عرف عينيها
والتصقت نظراتهما للحظات ثم تمالكت نفسها أبعدت عينيها ودخلت مع نهى للإستراحة جلستا بصمت لدقائق ثم

حاولت أن تدمجها نهى معها بمواضيع شتى ونجحت بذلك إلى أن إنشغلتا بتراسل المقاطع الصوتية بينهما وفيما

هي تبحث عن جهاز نهى وجدت أسمه (طــــارق) تأكدت أنه هو من خاصية الإقتران بين جهازيهما رفعت رأسها

لنهى المنشغلة بهاتفها وأخبرتها : نهووو تخيلي حصلت طارق من الأجهزه الموجودة .
نهى بحماس : جــــد يالله إرسلي له أي شيء .
أمل بحيرة : مثل إيش ؟
نهى بتفكير : أممممم ما أدري ..صمتت لحظة وأكملت.. أرسلي ملاحظة إسأليه عن سبب سواته فيك .
أمل تفكر وتحدث نفسها "ما تعرفين إلا الظاهر يا نهى وما تدرين إيش إللي مستور" فردت بهدوء : لا ما راح

أسأله راح أرسله أنشوده معبرة ..ضربت عدت ضربات على الأزرار أمام نظرات نهى المستغربة والتي تسائلت

بغرابة .. أنشودة !! إيش إسمها .
تأكدت أمل من تمام الإرسال وأجابت : إسمها عروق الوفاء .
********
في المقابل تفاجأ طارق برنة الرسالة في هاتفه المحمول فرأى أنها رسالة بلوتوث إستغرب فهو لم يقبل إستلام

رسالة تفحصها فوجدها مقطع صوتي وضع السماعة بأذنيه وضغط زر التشغيل وأنطلقت الكلمات المؤثرة كثقل

الرصاص على أذنيه وقلبه فانطلق لمكتبه مسرعاً ليخفي تأثره من الكلمات أمام نظرات الإستغراب من الطاقم

الطبي الواقف معه .
أستقل المصعد وأعادها من جديد ..

مأجور ياللي من فراقك تعلمت
ان الزمن يومين طيب... وخيب

فاجأتني بمفارقك ما تولــمت
كذا بدون أسباب عني تــغيب؟؟

ما مت من فرقاك لكن تألــمت
وشيبتبي ياصاحبي قبل اشـيب!

ولولا السحا من عاذلي ما تلعثمت
طاولته اللي في يدي من قريـــب

أضحك وأسولف وإن لحقني سهر نمت
لكن قسم بالله ماني بطيـــــــب

المنشد/ معيض القحطاني
للشاعر / محمد بن فطيس المري

********


********
أستقلتا السيارة بصمت سألها والدها بهدوء عن موعدها الذي لا يعلم عنه سوى أنه مراجعة روتينية فأجابته أنه

على خير ما يرام وسارت بهم السيارة لا يسمع إلا صوت هدير المحرك الرتيب فأخذت تفكر كيف ستكون ردت فعل

طارق عندما يستمع لكلمات النشيد وتذكرت كيف نظر لها وعرفها بسرعة وحدثت نفسها "معقول يدري إني أجي

للمستشفى , أكييييييد يدري لأنه هو المدير طيب نفسي أعرف إيش موقفه لما عرف إني رجعت للعيادة النفسية هل

ندم ولا لا بس أنا إللي شفته بعيونه شيء غريب بس ما أدري إيش هو" إنتبهت لتوقف السيارة وخروج نهى من

السيارة بعد أن ودعتها وردت عليها بهمس .
سألها والدها : أمول إيش فيك ساكته و دايم سرحانة قولي يابنتي إيش إللي مكدرك ؟ وبصراحة مو مريحني الحال

إللي أنتي فيها .
إبتسمت له أمل إبتسامة لم تصل لعينيها بل إستدل عليها من نبرة صوتها وهي تقول : لا يالغالي ما فيني شيء كل

الموضوع أني أفكر فالمشكلة اللي بيني وبين طارق وإلا أنا الحمد لله ما فيني إلا العافية وبما أنك بتروح له عشان

تحلون المشكلة خلاص راح أريح بالي من التفكير ..وأكملت بصوت مرح مصطنع .. ها كذا يرحيك .
إبتسم لها والدها بحنان : موب مهمة راحتي أهم شيء عندي أنك تكونين مرتاحة ومتهنية تري التفكير والهموم

تتعب القلب وتجيب الأمراض .
هزت أمل رأسها بإقتناع : أممم طيب ما راح أفكر كثير إن شاء الله .
في هذه الأثناء توقفت السيارة و أنزلها والدها عند باب المنزل وأنطلق هو بسيارته ليكمل أعماله .
*********
بعد العشاء...
صلت العشاء وجلست لتذاكر وتنجز واجباتها المدرسية وبينما هي غارقة في عملها سمعت طرقات على الباب

ودخل والدها وهو يسلم فردت عليه بحب وهي تزيح كتبها من حضنها وتجلس موازية له بعد أن جلس على إحدى

الكراسي وبادرها قائلاً : ها يا بنتي كيف المدرسة معك ؟
ردت عليه بهدوء : الحمد لله تمام .
همس والدها بالحمد لله وأكمل يقول بجدية : يا بنتي رحت لعمك وتكلمت معه بموضوعكم وأتناقشنا فيه وشفنا أن

أفضل شيء أنكم تتقابلون وتحلون مشكلتكم وإذا ما وصلتم لحل راح نتدخل فحل المشكلة ، إيش رايك ؟
نبض قلبها بقوة لفكرة إلتقائها بطارق وإرتبكت وتلعثمت الحروف وتزاحمت في الخروج وبقيت صامته للحظات

تفكر ماذا ستقول وأخيراً ردت بتوتر : أأ أممممم ماا أدري ..صمتت لحظة وقالت تستجدي الهدوء لتغطي على

توترها .. إللي تبونه بســ ..صمتت لحظة أخرى وقالت مستفهمة .. بس طارق كلمتوه ؟
هز والدها بإيجاب وهو ينظر لها بغرابة من توترها وتلعثمها في الكلام وقال بهدوء : إيه كلمناه وقال ما عنده

إعتراض كلميه واتفقي معه تقابلية .
أومأت أمل بإيجاب وهي غارقة بالتفكير وردت بشرود : طيب راح أكلمه إن شاء الله ..وصمتت وهي ما تزال تفكر..
عندما رأها والدها تفكر لم يقاطعها بل خرج بصمت و هدوء حتى أنها لم تشعر به ولم تنتبه من شرودها إلا عندما

سمعة رنة هاتفها وأنتفضت عندما ميزتها فهي النغمة المخصصة لطارق أمسكت الهاتف بيدين ترتجف وقلبها

ينبض بخوف وتوتر ومشاعر كثيرة إختلطت عليها ولم تعد تميزها توقف الهاتف من الرنين في ذات اللحظة التي

همت بالرد ففلتت منها تنهيدة إرتياح حبستها منذ شاهدت أسمه ينير الشاشة وما لبث أن عاد الإتصال و أصبحت

الشاشة تنير من جديد بجملة (حــ عــمــري ــب يتصل بك ...) وردت بسرعة حتى لا تتقاذفها الأفكار وتضيع في

دوامتها وقالت بهدوء يشوبه التوتر : ألـــو .
سمعت من الطرف الثاني صوت طارق وهو يلقي التحية ببرود فردت عليه بذات الهدوء ..صمت الطرفان للحظات

ثم بدأ طارق بالحديث ..
طارق ببرود : كيفك ؟
ردت عليه بتوتر : الحمد لله أنت كيفك ؟
أكمل ببروده المعتاد : الحمد لله بخير ..ثم بدأ يحدثها عن مشكلتهما بذات البرود وكأنه أمر لا علاقة له به .. كلمني

أبوي وأبوك اليوم عن المشكلة إللي بيننا وشافوا أن أفضل حل إن إحنا نحلها أكيد كلمك أبوك .
ردت بهمس : إيه كلمني .
فقال بإستفهام : وإيش رايك ..وأكمل بسخرية لاذعة شاركتها مرارة إلتمستها أذناها .. ولا أقول بلاش نتفاهم على

شيء واضح ومفروغ منه .
آلمتها بشدة نبرة السخرية في صوته ولكنها ردت بقوة وحزم : لا موب واضح أنت اتهمتني بدون ما تقولي إيش

مبرراتك حتى ما قلت لي إيش إللي يخليك واثق من إتهامي بالخيانة وأنا الله العالم ما عمري خنتك وأحلـفـــ
قاطعها بغضب حارق وبنبرة مشمئزة : لااااا تحلفين الله أكرم من أنك تحلفين به ..وأكمل بصوت جليدي .. خلاص

متى أقابلك عشان نتفاهم وأقولك ..بإستهزاء.. مبرراتي على قولك ؟ ..صمت الطرفان للحظة ولم يجد منها الجواب

فأكمل مستفهماً .. إيش رايك نتقابل بعد جلستك يوم الأربعاء عند بوابة المستشفى ؟
جرحتها الإتهامات في صوته والتي أكدت لها مدى أقتناعة من كلامة لدرجة شككتها بنفسها تجاهلت ألمها وردت

بهدوء : o.k .
طارق ببرود : وإلحين يلا مع السلامة ..وأغلق السماعة قبل أن يسمع ردها..
أماهي فإغلاق الخط فتح عليها بحر أمواجه من التفكير والألم والحزن وأصبحت تتقاذفها يمنة ويسرة بلا حول ولا

قوة .
************
يوم الأربعاء
خرجت من عيادة الدكتورة ريم مرتاحة البال وأكثر ثقة بنفسها بعد النصائح التي وجهتها لها د/ ريم والتي جعلتها

تدرك مدى ضعفها وتجاهلها لقدراتها وفتحت عقلها لتستطيع أن تواجه مشاكلها وتحلها بثقة وأول أمر لها أن

تواجهه (طـــــــــــــــارق) وإتهاماته لها للحظة توترت من الفكرة ولكن وازنت نفسها وتماسكت وهتفت لنفسها

"لا تضعفين يا أمل وراح تحلين المشكلة بأمر الله" سارت عدة خطوات حتى وصلت للوبي المستشفى فرفعت

رأسها ووجدت طارق ينتظرها أمام الباب إرتجف قلبها لرؤيته وتقدمت منه وهي لا تسمع سوى صوت نبضات

قلبها وخافت أن تفضحها , توقفت أمامه فأحس هو بأن أحد يقف بجواره فرفع رأسه ووجدها فأسرعت هي بإلقاء

التحية فرد عليها ثم قال يسألها ببرود : خلصتي ؟
هزت رأسها بإيجاب وأجابت بهدوء : إيه .
قال يستحثها على المسير : يلا مشينا ..فسار للخارج وتبعته هي بدورها ..
***
جلسا متقابلين في مكان هادئ بمقابل البحر وقد كان الوقت عصراً وبعد أن طلبا كوبا من العصير المثلج واستقر

طلبهما على الطاولة أمامهما تكلم طارق لينهي الهدوء المتوتر بينهما قائلاً ببرود : يلا أمل تكلمي .
نظرت له أمل بحاجب واحد مرتفع وهي مستغربة منه وقالت مستفهمه : مين إللي مفروض يتكلم ؟ أنت إللي

إتهمتني وما قلت لي أي دليل على كلامك ..ونظرت له بمعنى إبدأ بالكلام ..
نظر لها طارق ولكنها نظرات ساهمة وكأنه لا يرى أمامه أحد وبقي للحظات بهذا الحال حتى ظنت أنه لن يتكلم

ولكنه إنتبه من سرحانه وقال بصوت غلب عليه البرود الجليدي : إتصل مرة سعود وقال لي ..وأخذي يحكي لها ما

جرى وما قيل وهو يتفرس بوجهها ويراقب تصرفاتها بعينين ثاقبة كالصقر..
أما هي فبمجرد سماعها لإسم سعود علمت أن كل ما قاله إفتراءات لينتقم منها وأخفضت رأسها لتخفي نظرة

الرعب والصدمة من الكلام المفترى عنها والذي طعن بشرفها وهي البريئة وعندما أحست بالصمت يلف المكان

علمت أن طارق أكمل كلامه وهو ينتظر منها الرد ولكن لا لن تعطيه أي رد بل ستثبت كل شيء دون أن تتفوه بكلمة

بل قالت له بكل ألم وخذلان منه لأنه صدق هذا الكلام : وأنت أكيد صدقت كلامه ..نظر لها بحده واكملت دون أن

تهتم لنظراته .. ما راح أقول أني بريئة وأبكي لك وأترجى أنك تسامحني ..قالت بقوة حق المظلوم .. لاااا بما أنك

صدقت هالكلام فيني معناته حياتنا مع بعض المدة اللي فاتت كانت مبنية على سراب وأنهارت مع أول هزه أنا لما

حكيت لك حكايتي قلت لك بتصدقني قلت إيه ولو كنت أدري أنك ما راح تصدقني ما تكلمت وبكذا أقولك أنت بعدم

ثقتك فيني حكمت على زواجنا بالفشل والنهاية وأنا من إلحين أقول لك لو بيوم ظهرت برائتي وطلبت رجوعي لك

مستحيل أرجع لك ..أهتز صوتها من ألم خنق العبرات فيه ولكنها تكلمت بقوة .. طلــــقــــنـــــي يا طارق .
إبتسم طارق إبتسامة بااااااردة وقال ببرود وكأنه لم يهتم لكلامها : أكيد ما عندك رد ولا عندك أي تبرير وثقي إني

ما راح أترجاك وأرجعك وأنا أعرف حقيقتك القذرة يا خاينة والطلاق أمر لا بد منه ولكنه مأجل لحاجة فنفسي ..

وأستقام واقفاً ثم تبعته أمل بعد أن أسدلت غطائها على وجهها الذي ما أن غطته حتى بللته الدموع المنهمرة

والصامته فكلامه جرحها وأوغل جراحها وأصبحت روحها مذبوحة موجوعة حــــــتى النخاع ..
***
نزلت من السيارة ودخلت لمنزل والدها بهدوء بعكس البراكين الثائرة بها وما إن دخلت حتى بادرها أبوها بعد أن

ألقت عليه التحية وقال بترقب : ها بشري عسى تصالحتو .. ولكنه توقف عن الكلام عندما رفعت غطائها ورأى

وجهها العابس وعينيها الحزينتين فعرف الجواب بأن الأمور لم تسر بخير فقال لها بهدوء يشوبه الحزن .. خلاص

يا بنتي روحي إرتاحي وأنا راح أتفاهم معه .
هتفت أمل برعب : لا يبه الله يخليك لا تتفاهم معه ولا شيء الموضوع معقد أكثر من إللي تتوقعونه عشان كذا

خلاص بننفصل أنا وطارق وأنا مستحيل أرجع له .
هب والدها كالمقروص وقال بإنفعال : لا يا بنتي إلا الطلاق تراه موب زين بالذات إنتي ,سامحيني لازم تعرفين إني

أبي مصلحتك حتى لو كلامي جرحك ..صمت لحظة وأكمل .. يابنتي لو تطلقتي هذي المرة الناس راح يشكون أنك

أنتي فيك العيب وأنا ما أبي أحد يتكلم فيك ..تقدم منها وأمسك بيدها وأجلسها على إحدى الكراسي وجلس بجوارها

وهي في حالة جمود من كلام والدها وكذلك كلام طارق قبل قليل أكمل والدها كلامه بحنان .. قولي يا بنتي إيش

المشكلة اللي بينك وبين زوجك وراح نساعدك بحلها أنا وعمك وخالتك بس أنتي قولي .
هزت رأسها وهي ساهمة تفكر في هذه المعمعة حولها وقالت بهدوء : لا مشكلتنا وصلت لطريق مسدود وبعدين

كلام الناس ما يهمني أبد .
رد عليها والدها بمحاولة لإقناعها : حتى أنا يا بنتي ما يهمني كلام الناس لكن الناس تكلموا عليك مرة وقطعوك

من كلامهم وما أبي اللي صار يتكرر موب عشاني لا عشانك أنتي وعشان عيالك بعدين يابنتي ما أبي تعيشين بعدي

وأنتي منبوذة من الناس .
دمعت عين أمل ومسحت عينها وقالت متأثرة من كلام والدها : الله يطول بعمرك يبه لا تقول هالكلام مرة ثانية

..صمتت لحظة وأكملت .. أما المشكلة مصيرها يوم وتنكشف أوراقها والطلاق بيني وبين طارق مأجل لوقت الله

يعلم فيه ..وقالت برجاء وهي تمسك يدي والدها بين يديها .. الله يخليك يبه ريح بالك ولا تتعب نفسك وبإذن الله

راح أجيك يوم وأقول لك المشكلة إنحلت عشاني يبة أنا إلحين مشغولة بدراستي إذا تفرغت شفت لها حل ..ونظرت

لوالدها بجدية وقالت .. بس إنتبه يبه من سلمى أحس وراها مصايب أنا ما أبي أظلمها بس أحس بها الشيء .
هز والدها رأسه بهدوء وقال : إن شاء الله بس يالله إنتي روحي إرتاحي وريحي بالك ووكلي أمرك لله .
نهضت أمل بتثاقل من الهم الذي سكن صدرها وقالت وهي مغادرة : إن شاء الله .
دلفت غرفتها وخلعت عباءتها وما إن وضعت رأسها حتى أنفجرت مدامعها بدموع كالمطر وأصبح لروحها أنين

كأنين المرضى فثقل الكلام الذي قيل عنها كالجبل يجثم على صدرها كتمت آهاتها في وسادتها ولكن أنى لها أن

تكتم .
*********

رد مع اقتباس
  #32  
قديم April 14, 2015, 07:01 PM
 
رد: رواية بين الأمل و الألم أسطورة للكاتبة بسمة امل

مضى يومي الخميس و الجمعة عسرة على أمل من ثقل الهم الذي أصابها تلبستها حمى كادت تودي بحياتها

وأصبحت تهذي من شدة ما أصابها وأصبح والدها ملازماً لها ولا يبرح مكانه سوى للصلاة كان هاتفها لا يتوقف

عن الرنين تارة شادن وتارة نهى وأخرى أم طارق حتى أبو طارق جميعهم يتصلون ليطمئنوا عليها ولكنها لم تكن

تشعر بهم أبداً بل كان والدها يرد أحياناً على مكالماتهم .
أنقضى يوم الجمعة وأتى يوم السبت وهي ما زالت طريحة الفراش فطلب والدها من أبو طارق بأن تأتي أم طارق

لترافقها فهو لديه أعمال متوقفة فرحبت بذلك أم طارق على الفور و أتت إليها وغادر والدها لأعماله بقلب قلق

على صغيرته .
***
جلست أم طارق بجانب أمل الممدة والتي لا تشعر بمن حولها تحسست خديها المتوهجين من الحرارة فوجدت

حرارتها مرتفة فهمست لأبو طارق الذي ينظر لها بحزن وقلق : عبدالله حرارتها مرره مرتفعة يا قلبي عليها ..

ودمعت عينيها ومسحتها وقالت بحزن .. ما أدري إيش إللي قلب حالها هي وطارق اللي طول الوقت سرحان ولا

هو معنا .
رد أبو طارق يوسيها : شده وتزول إن شاء الله بنشوف أنا وإبراهيم حل لمشكلتهم ما يصير نسكت وننتظر .
أومأت أم طارق بإيجاب وقالت : خلاص أنت إلحين روح عملك وأنا بجلس عندها لين يجي أبوها .
أبو طارق وهو يهم بالمغادرة : يلا أجل فأمان الله .
ردت الأخرى : مع السلامة ..ونظرت لأمل بحزن وأمسكت بقطعة قماش وغمرتها بالماء البارد ووضعتها على

جبينها فشهقت من برودته فسمت عليها ثم سمعتها تهذي بإسم (طارق) وتردد كلمة (ظلم) و (أنا موب خاينة)

فشهقت أم طارق مرعوبة وقالت تحدث نفسها "معقول طارق إتهمها بالخيانه لا ما أصدق ما توصل لهذا الشيء

ياربي محتارة إيش اللي يخليه يشكك فيها ..هزت رأسها بنفي وقالت تقنع نفسها..لا ما أظن إتهمها يمكن هذي من

تراكمات من حياتها مع سعود , إيش يخلي طارق يتهمها أصلاً " وقالت تبعد وساويس الشيطان عنها .. أعوذ بالله

من الشيطان الرجيم ..وأكملت ما بدأته..
***
مضت ساعة تلتها ساعتان ولم تنخفض حرارتها فخافت أم طارق أن تسبب لها الحرارة مضاعفات أخرى فأتصلت

وهي قلقة على طارق والذي أجابها بسرعة وهو يرد التحية فأسرعت أمه تقول : طارق ياولدي لازم تجي إلحين

عند بيت عمك إبراهيم .
رد بخوف : خير يمه عسى ما شر أمل فيها شيء ؟
قاطعته أمه بعجلة : لا تخاف بس تعبت شوي تعال شوف إيش فيها .
فرد عليها بعجلة وخوف يتصاعد : طيب إلحين جاي بس خليك عندها يمه لا تتركينها .
أم طارق : طيب طيب بس لا تسرع .
طارق بسرعة : إن شاء الله , مع السلامة ..وأغلق بعد أن سمع ردها وخرج من المستشفى بإتجاه بيت عمه ..
لم تمضي سوى ربع ساعة حتى سمعت أم طارق صوت طرقات متتالية للباب فنهضت وفتحته ووجدت طارق الذي

ألقى التحية بعجل ويظهر عليه الخوف والقلق وكان يحمل بإحدى يديه حقيبة الطبيب فقال لأمه : وينها فيه ؟
أشارت أمه لغرفتها فأسرع بإتجاهها ودخل غرفتها الدافئة فوجدها مستلقية كالقماش البالي مغمضة عينيها

النجلاوين وعلا خديها وأنفها حمرة من التعب مناقض لإصفرار وجهها الواضح تقدم منها تحت نظرات أمه التي

تبعته أمسك بمعصمها ليقيس النبض فهالته حرارتها فأسرع بعمله فقاس لها الضغط والحرارة وأخرج من حقيبته

حقنة خافضة للحرارة فهتفت أمه تنبهه : إنتظر طارق يمكن حامل وأخاف تضرها .
نظر طارق لأمه بصمت ثم إلتفت ينظر لأمل التي لا تشعر بمن حولها وضع يده على بطنها النحيل تحسسه بيديه

ولم يتفوه بحرف بل إستبدل الحقنه بأخرى وحقنها بيد ماهره و أخرج أنبوبة المصل الوريدي وشبكها بظهر يدها

وعلقها بحافة السرير ثم جلس جوارها يراقبها بصمت تحت نظرات والدته التي وقفت تراقبهما قليلا ثم ذهبت لتعد

لولدها كأس من الشاي ولتعد حساء مغذي لأمل .
***
مضت ساعتين ونصف الساعة ...
أحست أمل بيدين دافئة تمسك بيديها وكأنها تبث لأوصالها الدفئ بعد البرد الذي سكنها لمدة لا تعلمها تعرف هذه

اليد الحانية وتحبها ولكن لا تستطيع أن تميز صاحبها فحاولت فتح عينيها حتى تعرف هويته ولكن أحست بوخز

بعينيها وصداع تشبث برأسها قاومت الألم وحاولت مرة أخرى ففتحتها فرأت وجهه نعم هو من تحب يديه الحانية

بل تحب كل شيء فيه فالتفت ووقعت عينيه بعينيها فمرت الأحداث السابقة كحلم بشع مخيف عليها وعندما نظرت

لوجهه تأكدت أن ما حدث لم يكن حلم بل واقع فسحبت يديها بهدوء وهي تقول بصوت مبحوح مستفهم : طـــارق

ليش جيت هنا ؟
تجاهل طارق سؤالها وسألها بلهفة أخفاها بالبرود: أنتي طيبة إلحين ؟
هزت رأسها بإيجاب وقالت مستفهمة : ليش جيت وبعدين أنا إيش فيني ؟
أجاب طارق بهدوء : تعبتي شوي كلهم قلقوا عليك أبوك وأمي وأبوي وأخواتي ..وأمسك عن الكلام ..
أبعدت أمل عينيها عنه وحدثت نفسها "وأنت ما قلقت علي ما هميتك بس هم قلقوا وأنت لا آآآآآهـ " فردت عليه :

خلاص أنا إلحين طيبة تقدر تروح شغلك ..كملت بنفسها "أنا موب مهمة عندك" وحاولت أن تنهض وعندما وقفت

أحست بأن الأرض تدور حولها فكادت تسقط ولكن يدين قويتين حنونتين أمسكتها وأجلستها ..
بعد أن تأكد من جلوسها قال لها طارق بطريقة الطبيب الذي يلقي النصح لمريضه : لا تحاولين توقفين وأنتي كذا

تعبانة وما فيك طاقة راح تطيحين وتتأذين .
هزت أمل رأسها بإيجاب وقالت : طيب ..وأبعدت يديه التي ما زالت ممسكة بها وأكملت ببرود .. خلاص تقدر تروح

بكلم أبوي يجي عندي ..مدت يديها حتى تأخذ هاتفها من الكمدينو فاستوقفها طارق ..
قال لها ببرود : لا تدقين عليه أمي هنا راحت تسوي لك شوربة دافية ..ونهض مغادراً يحمل حقيبته وهو يقول ..

بروح أناديها يلاا مع السلامة .
لو إلتفت ونظر لعينيها لوجد عينيها تستجديه أن يبقى عندها حتى لو كان لا يحبها وينعتها بالخائنة فهي تحبه بل

تعشقة وتتمنى قربه وتصرخ بداخلها "تكفـــــــــى حبيبي لا تــــــــرووووح " استمرت تنظر له حتى لم تعد تراه بل

ظهرت أم طارق والتي وجدتها سارحة تنظر للباب وكأنها ترقب أحد يظهر من خلاله فعرفت مابها تقدمت منها

فانتبهت أمل ونظرت لها بملامحها المتعبة وقالت بصوت مبحوح : يمه .
ردت أم طارق بحب وحنان وهي تقبل جبينها : عيونها .
سألتها أمل : من متى أنتي هنا ؟
ردت عليها بذات الحنان : من الصباح أبوك كان مشغول وأتصل على عمك وجيت .
أمل بامتنان : تسلمين يمه تعبتك معي .
قالت لها أم طارق بعتب : كذا تزعليني منك أمول أنا أمك وما بينا هالرسميات ..تقدمت ووضعت الحساء على

الكمودينو وقالت بأمر .. يلا أشوف أبيك تخلصين هذا كله .
ردت أمل معترضة : لا أول بقوم أصلي الفروض إللي فاتتني ..وحاولت النهوض فأمسكتها أم طارق وأجلستها..
قالت لها بحزم : لا أول كلي لأن جسمك ما فيه طاقة وماراح تقدرين توقفين بالصلاة يلا أمسكي ..مدت لها بالملعقة

فأطاعتها وبدأت أمل بالأكل أمام نظرات أم طارق الحنونة ..
سألتها أمل : يمه كم لي وأنا نايمة ؟
ردت أم طارق وهي منشغلة بترتيب الغرفة : ها نمتي يومين واليوم الثالـ...
قاطعتها أمل بذهول : إييييش ؟؟ ثلاث أيام وأنا ما حسيت بنفسي والصلوات كلها فاتتني ياارب كيف ما حسيت ..

وأخفضت رأسها بحزن ..
قالت أم طارق بحنان : أمل حبيبتي كنتي تعبانة و ما حسيتي عشان كذا كملي صحنك وقومي توضي وصلي عشان

ما يجي الظهر إلا إنتي مخلصة أبي أساعدك قبل ما يجي أبوك يلا حبيبتي .
هزت أمل رأسها بإذعان وحاولت أن تسرع في الأكل لتصلي ما فاتها .
********

********
بعد العِشاء ...
صلت العشاء وجلست في مجلس النساء وهي مسترخية وهي تنتظر حضور شهد وشادن وكذلك نهى فبعد أن علم

الجميع بشفاءها أنهالت المكالمات منهن ووعدنها بزيارتها للإطمئنان عليها وهي الآن تنتظرهن ..
أتت أولاً نهى والتي ظهرت اللهفة عليها دعتها للجلوس و جلست و بعد التحايا والترحيب سألتها : أمول حياتي

إيش إللي صار لك والله قلقت عليك مررره .
ابتسمت أمل تطمئنها بحب : لا الحمد لله إلحين أحسن أنا طيبة ريحي حبيبتي .
نهى براحه : الحمد لله والله فرحت إنك قمتي بالسلامة ..نظرت لها بإمعان وقالت ..أمل إيش إللي صار بينك وبين

طارق وصرتي بالتعب هذا ؟؟
حاولت أمل التملص من الإجابة وقالت بإرتباك : ها ما.. ماقال شيء ..قالت ذلك وهي تحرك عينيها يمنة ويسرة

لألا ترى نهى عينيها ونظرات الحزن والأسى التي سكنتها..
أمسكت نهى بوجهها وواجهتها وصبت نظراتها المستفسرة في عينيها وقالت لها نهى بجدية : أمل لا تضيعين

الموضوع باين أنه حصل شيء كبير بينكم وأنا ماراح أتركك إلا لما تقولين لي .
فاضت عيني أمل بالدموع ولكنها لم تسقط منها وقالت بحزن : راح أقولك كل شيء بس إلحين البنات جايين إلحين

لما يروحون أقول لك .
هزت نهى رأسها بإقتناع وهي تنظر لأمل بنظرات مخلوطة بين الحنان والترقب والتساؤل وقالت لها : o.k بس لا

تنسين .
أومأت لها أمل بإيجاب وهي تبرم زاوية المنديل بإصبعيها وتضعه في طرف عينها لتجفف بحر الدموع منها .
وأنخرطت الفتاتان في حديث عام وودي حتى وصلتا شادن وشهد التي تركت أبنائها عند أمها , وبعد السلام

والتحايا والإطمئنان على الأحوال بالتبادل بين الفتيات الأربع ساد على المجلس نقاشات رسمية بعض الشيء حتى

تسائلت شهد لتبعد عن الجو الرسمي الممل وقالت : نهى إنتي تدرسين ؟؟
ردت لها وهي تبتسم بهدوء ورقة : أيوه أنا سنه أولى فالجامعة قسم علم نفس .
شهد : ما شاء الله ..وتسائلت .. طيب كيف ماشية فيه ولا صعب ؟؟
نهى بذات الهدوء : الحمد لله ما شي الحال وعشان أحب هالقسم ما أشوفه صعب بالعكس مستمتعة فيه .
قالت أمل بهدوء : تصدقين توقعتك تدخلين علمي زي ما أتفقنا بس خونتي فيني ..قالت الأخيرة مبتسمة بمرح..
إبتسمت نهى بمرح : أنا كنت راح أنفذ الإتفاق بس بآخر لحظة غيرت بصراحة خفت من المواد العلمية

والرياضيات بالذات .
شادن تسائلت : طيب ليش إخترتي علم النفس ؟؟
نهى بمرح : حبيته مره وكمان ...صمتت لحظة وأكملت .. وكمان أحب أستكشف عن خبايا الشخصيات أحس

هالشيء يجذبني أتعلمه .
فقالت شادن بمرح : كل هذا فضول ؟
فقالت هي الأخرى بمرح وهي تضحك : هههههه إيه وكمان أول شخصية راح أحللها إنتي يلا إستعدي ..ونظرت

لها بجدية هازلة وكأنها تتعمق بنظراتها فيها فصرخت الأخرى وهي تضحك وغطت على وجهها حتى تحجب عنها

عينيها ..
وقالت شادن وهي تصرخ : لا مشكوووره ما أبي تحللين شخصيتي إبدي بأمل .
إنفجر الضحك في المجلس لحركة شادن العفوية
قالت لها نهى وهي تضحك : هههههه لا تخافين أصلاً ما وصلت لها المرحلة لساتني بأول سنه .
تنهدت شادن بهزل وهي تضع يدها على صدرها وقالت : أوووهــ كنت أحسبك راح تدربين علي .
ضحكن عليها ثم تغيرت الموضوعات و الأحاديث و تفرقت لاتجاهات شتى حتى أنقضى الوقت وعادت شادن وشهد

لمنزل والدهما وبقيت نهى التي ما إن خلا بهما المكان حتى بادرتها قائلة : يلا قولي كل شيء من طق طق للسلام

عليكم , بس قبل بسألك وين سلمى ما أشوفها ؟؟
ضحكت أمل بهزل وقالت بقهر : هه سلمى من يوم الثلاثاء قالت لأبوي أنها تبي تروح لأمها أسبوع ولا رجعت

للحين وأنا بصراحة أشك إنها عند أمها .
*********
مر يومان كانت تتفق فيهما أمل مع نهى لعمل خطة لكشف خطة سعود القذرة ضدها وفكرتا بكل الطرق

والإحتمالات لتجنب الخطأ وأول خطوة عليهما معرفة مكان سعود وشلته القذرة .
طلبت نهى من أمل إحدى كراساتها فأعطتها ثم فتحتها من الجهة الأخرى وكتبت تساؤلاتهما وبدأءت في كتابة حل

لها ثم قالت لأمل سائلة : أمول وين تتوقعين يتجمعون ؟؟
سرحت أمل قليلاً ببؤس وقالت بعد ثوانٍ : أظنهم ببيت سعود .
قالت نهى بتأييد : أكيييد ..ودونت الإجابة ثم إنتقلت للذي يليه وقالته لأمل .. إيش أسماء اللي شهدوا مع سعود ؟؟

وكمان لازم نعرف أرقامهم .
أومأت أمل بإيجاب وقالت بيأس : أكيد لازم نعرف بس كيف لازم يكون معنا رجال يساعدنا .
تمددت نهى على السرير وقالت بملل : أوووف جد إيششش نسسوي .
تمددت أمل جوارها بملل هي الأخرى ولكنها سرحت تفكر في حل وماهي إلا لحظات حتى صرخت هاتفة وأفزعت

نهى بصرختها وهي تقول : لقيتها لقيتها .
قالت الأخرى متحمسة : إيش هي إللي لقيتيها .
قالت أمل وهي تمسك بهاتفها وهي تضرب ضربات خفيفة عليه : الخـــــــــــطــــــــــــة .
********


رد مع اقتباس
  #33  
قديم April 14, 2015, 07:01 PM
 
رد: رواية بين الأمل و الألم أسطورة للكاتبة بسمة امل


********
دخل شاب في الخامسة والثلاثين من عمره ذو طول متوسط وبنية قوية إلى مكان تجمع سعود ورفاقة بعد أن ألقى

التحية رحبوا به بأصوات مختلفة فهو قد إنظم لهم منذ ما يقارب الأسبوع والنصف حتى أصبحوا يثقون فيه

ويتحدثون معه بكل أريحية عن خططهم القذرة وهو يوافقهم ويضحك معهم وهو يضمر في نفسه قمة الإشمئزاز

وبعد أحاديث متفرقة في المجلس صدح هاتف سعود فرفعة ببرود وهو يقول : ألووو ... هلا سلمى إيش عندك ...

/ووقف وهو يقول بصوت مرتفع وفرح / .. صددددق ... متأكده ... /فرح وكاد يطير لدرجة إسترساله بالضحك

وعندما تمالك نفسه قال لها / ... على هالبشارة الحلوة أطلبي إللي تبين ويجيك ... من عيوني , يلا بقفل ببشر

الشباب .. مع السلامة ..ثم أغلق الخط وإلتفت لرفاقه وقال بفرح عارم وهو يصرخ .. شبااااب خلاااص طلقهااااا

..وأنطلق يضحك وضحك معه البقية حتى أصبحواا لمن يراهم وكأنهم سكارى إلا رفقيقهم الجديد فقد بقي كما هو

يدعي الجهل ولما توقفوا من ضحكهم المجنون سألهم بفضول مصطنع : مين هي إللي طلقها ؟؟ ..وأدخل يده بجيبة

بقصد ..
رد عليه سعود بفرح : أمـــل زوجها طارق طلقها ..وأشار لنفسه بفخر .. وأنا إللي خليته يطلقها ..فضحك وتبعه

رفاقه الإمعه وأخفى رفيقهم الإشمئزاز وإبتسم له بفرح وقال : كيف خليته يطلقها ؟؟
قال سعود بفخر : رحت له أنا ووليد و سلمان وقلنا له .. وسرد له ماجرى بينه وبين طارق ..
تمنى رفيقهم أن ينهال عليه بالضرب من شدة وقاحته وظلمه للغير ولكنه إبتسم له بصمت .
قال سعود له بحيره : خالد ليش أحس كلامي ماعجبك ..ونظر له بشك .. لا يكون تروح تفضح سرنا .
فزع خالد من كلامه وخاف أن يكشف ولكنه تماسك وقال بإبتسامة مزيفة : لا أبد بالعكس هي تستاهل لأنها خدعتك

وراحت لغيرك وأنا معك وما راح أخونك فسرك ولا تشك أني ما عجبني كلامك بالعكس بس أنا تعبان وودي أروح

أرتاح فالبيت .
سعود باطمئنان وراحة : هذا العشم فيك وسلامتك بس ماودك تسهر معنا الليلة راح تكون غيير .
خالد بتهرب : لا معليش مرة ثانية .
سعود بحماس : خلاص أجل نهاية الأسبوع راح نروح رحلة لإمريكا على حسابي بمناسبة نجاح مخططنا وتراك

معزوم معنا يا خالد .
خالد بمحاولة أخرى للتهرب : إذا قدرت بروح معكم عاد تعرف إني متزوج وعندي مسئوليات إذا فضيت بلحقكم .
سعود بذات الحماس : خلاص على راحتك , يلاااا شباب الشراااب بدت الحفلة .
توزعت الكؤوس وإنتشرت القوارير بينهم بينما إنسحب خالد بهدوء من بينهم حتى أنهم لم يشعروا به أبداً وعندما

تأكد من الخروج بأمان وجلس بسيارته تنفس الصعداء وأمسك بهاتفه وضغط على الرقم وقال بفرح : ألوووو

حبيبتي أبشرك الخطة نجحت .
*******
كاد القلق يقضي عليها وهي تترقب المكالمة وتنظر للهاتف في اللحظة الواحدة أكثر من مرة تنتظر أن تنير شاشته

ولكن الأمر تأخر كثيراً فخافت أن تفشل وعندما كاد اليأس يدخل لعقلها وقلبها إذا بالهاتف يصدح وشاشته تنير

فأصبح قلبها يهتز بعنف وجسدها إضطرب فأمسكت هاتفها بيدين ترتجف وضغطت على الرد فسمعت الطرف الآخر

صوت فرح مبتهج يلقي التحية ردت عليها أمل بهمس مرتجف ثم ما لبثت أن قالت لها بذات الصوت المرتعش : ها

بشريني إيش صار ؟؟
قالت التي فالطرف الآخر بصوت فرح : مبرووووك أمووووووول نجحت الخطة وبكرة بإذن الله تكتمل البقية .
تنفست أمل الصعداء وإبتسمت بفرح بالرغم من تزايد دقات قلبها فقالت مبتهجه : الله يبارك فيك ياعمري ما أدري

إيش كنت راح أسوي لو ما ساعدتوني جــــــد مشكووووووووره ياعمري .
ردت الطرف الآخر بعتب : أمل إنتي لو طلبتي عيوننا ما بخلنا بها عليك تعرفين معزتك عندي ولا بينا شكر ولو ما

أنتي غالية لو كان زعلت عليك على هالكلام
ردت أمل بامتنان : تسلمييين حبيبتي ..وقالت متسائلة .. إيش صار معه ؟؟
فأجابت عليها : لما دقت سلمى وشافه كيف فرحان سأله إيش صاير وقاله كل السالفة وعاد تعرفين أنتي الباقي

..ثم قالت لها بجدية .. يلا إلحين روحي نامي عشان ترتاحين بعد الخوف والترقب لأسبوع ونص وما أذكرك أن

بكرة الجزء الأهم من الخطة ريحي بالك اليوم وبكرة يحلها ربك .
أمل بهدوء : إن شاء الله بحاول يلا حبيبتي طولت عليك مع السلامة وأشكري لزوجك بالنيابة عني.
قالت الأخرى مودعة : إن شاء الله مع السلامة .
أغلقت أمل الخط وهي تبتسم فرحة و أمسكت هاتفها من جديد لتخبر نهى بالخبر السعيد وبعد أن بشرتها وسألتها

سؤال تردد صداه في قلبها وعقلها ولم ترد عليها إلا بعد أن أعادته نهى مرة ثانية : أمل إذا نجحت الخطة وعرف

طارق ببرائتك إيش راح تسوين ؟؟ بترجعين له ؟؟
فردت عليها بغموض : راح تشوفين كل شيء بس أصبري .. وعندما أغلقت الهاتف غاصت أفكارها فيما سيجري

بعد الخطة التي نفذتها قبل سويعات ..
***
كانت تحدث نهى بالهاتف عن سير الخطة وأخبرتها أمل عن توثق علاقة خالد بسعود وشلته فنصحتها نهى بأن

تبدأ في تنفيذ الجزء الثاني من الخطة ولكن عليها أن تتأكد من تواجد سلمى بقربها وعدم وجود والدها فأخبرتها

ان والدها منع سلمى من الخروج وذهب هو لينام منذ ساعة فقالت لها نهى : كذا تمام إلحين روحي لمكان قريب

من سلمى وسوي نفسك كأنك تكلميني وأنتي تبكين وقولي الكلام إللي إتفقنا عليه بس أول تأكدي من ليلى أن

زوجها عندهم .
قالت أمل بهدوء : إلحين أدق عليها وأتأكد وأرد عليك بعد ما أنفذ الخطة .
نهى بموافقه : o.k الله يوفقك .
أقفلت منها وكلمت ليلى التي ردت عليها وبعد الترحيب والتحايا سألتها أمل : ليلى زوجك راح لهم ولا لسى .
أجابت عليها بهدوء : قبل شوي دق علي وقال إنه عند الباب يعني إلحين أكيد جالس معهم .
أمل بحماس : أجل بكمل الجزء الثاني يلا حبيبتي بروح عشان قبل ما تنام سلمى .
ليلى بتشجيع : روحي والله يوفقك .
عندما أغلقت أمل الهاتف نهضت وسارت باتجاه الصالة حيث تجلس سلمى وهي تتحدث على الهاتف الذي بيدها

تارة وتشاهد التلفاز تارة أخرى .
رفعت من صوت رنين الهاتف حتى تنتبه لها وكأنه صوت مكالمة واردة ردت عليها بصوت باكي متصنع وهي

تنظر من مكان ضيق لسلمى التي أرهفت لها السمع فقالت : ألووو، هلا نهى.. فشهقت ببكاء متصنع وأكمت .. نهى

تخيلي إلحين دق طارق علي ..وأطلقت شهقات متتالية بتصنع .. إيش يبي ؟؟ ..قالتها باستغراب وكأنها ترد على

الطرف الآخر المتاسائل وأكملت .. أكيد يبي يطلقني يقول ما أستحمل أرجع لك وعشان كذا طلقني ..وشهقت ولكن

هذه المرة ظهرت حقيقة فهي لم ولن تتخيل أبداً أن تفترق عن طارق فلو حدث ذلك لا تعلم ما سيحدث لها ثم أكملت

كلامها بصوت باكي حقيقي .. خلااااص يا نهى ما يبيني ..فتمالكة نفسها وهي تقول .. مع السلامه أكلمك بعدين

إلحين ما أقدر أكلمك .
سارت عدة خطوات متفرقة وهي تريد أن تتمالك نفسها وتوهم سلمى بمغادرتها للمكان وتمكنت من ذلك ثم إختبأت

في مكان تسمع صوت سلمى منه التي ما إن تأكدت من خلو المكان حتى أمسكت هاتفها وما لبثت أن بدأت بالتكلم

للطرف الآخر بفرح وهي تقول : ألوووو هلاا سعوود ... أبشرك أمل طلقها طارق ... أكيد أنا سمعتها بإذني وهي

تكلم صديقتها .../ فصمتت للحظاات وهي تبتسم تارة وتضحك أخرى ثم أكملت بعد مدة / أمممم أبي أبو سالم

وتعرف الباقي /وهي تضحك بخبث وحقارة/ ... تسلم عيونك ...يلا بشرهم مع السلامة ..وأغلقت الهاتف وهي فرحة

ثم دخلت لغرفتها التي خصصها لها أبو أمل ..
أما أمل فتساقطت دمعاتها من الظلم والقهر من هذه المرأة الظالمة ودعت في سرها قائلة "يارب أنصرني عليها

هي سعود ياااااااارب وأوقعهم فشر أعمالهم " وهي تخفي في نفسها إشمئزازاً من هذه المرأة القذرة ونهضت

تتوضأ وتصلي ليبعد الله عنها همها وبعد أن أكملت صلاتها جلست تنتظر النتيجة لخطتها والتي جاءت النتيجة كما

تمنت .
***
: الدكتور طارق ينتظرك فالمكتب تفضل .
: شكراً .
السكرتير برسمية : العفو .
تقدم الرجل إلى الباب وطرقه ثم دخل بهدوء بمشيته الواثقة وألقى التحية ووقف له طارق وصافحة ثم جلس

بمقابله وبعد السؤال عن الأحوال وتقديم الضيافة له سأله طارق برسمية : بإيش أقدر أخدمك ؟؟
رد الرجل المقابل له : أنا بصراحة جاي بموضوع شخصي ..وعندما رأى الإستغراب على وجهه قال يبرر.. أنت

صحيح ما تعرفني لكن راح أوضح لك كل شيء بس أتمنى تسمعني للآخر وما تقاطعني وبإذن الله ما راح آخذ من

وقتك كثير .
هز طارق رأسه بإحترام وقال بهدوء : إن شاء الله تفضل قول إللي عند يا أخ ..
قال الرجل بتوضيح : خالد معك خالد الـ.....
طارق بترحيب : والنعم .
رد خالد : ما عليك زود ..صمت لحظة وأكمل بتوضيح وبهدوء حتى لا يثير أعصاب طارق المتحفزة .. زوجتك .
نهض طارق من مقعده بعنف وجحضت عيناه بغضب وحينما بدأ بالتكلم قاطعه خالد وهو يقول بمحاولة خاسرة

لتهدأت مستضيفه ذو الأعصاب الثائرة : طارق لو سمحت أجلس ممكن تسمعني وبعدين أحكم أرجوك .
جلس طارق وقال بغضب ومرارة جلية : إيش تبيني أسمع عن خيــــ ..
قاطعه خالد بصرامة : لا إلا هالشيء مستحيل زوجتك تسويه وخذها مني زوجتك بريئة براءة الذيب من دم يوسف

..وأكمل بهدوء ليجيب على نظرات الشك التي يرمقه بها .. أسمع القصة وأنت الحكم .
أومأ طارق بالإيجاب على مضض .
وقال خالد بهدوء يحكي له ما جرى : أتصلت زوجتك على زوجتي تطلب منها تساعدها بخطة تكشف خطة سعود

وتظهر برائتها لك وحكت لها إللي قاله سعود لك وكانت محتاجة رجال يساعدها للخطة فلجأت لنا ولأني بصراحة

أكن لأمل إحترام وتقدير فحبيت أساعدها لما حكت لي زوجتي القصة وطريقة الخطة ..نظر له فوجد تساؤل في

عيني طارق فقال خالد مكملاً .. أكيد بتسأل كيف أعرفها صح ؟؟ ..هز له طارق رأسه بإيجاب فرد الآخر .. لما كانت

زوجتك تشتغل في المشغل كانت زوجتي المشرفة عليها وكمان أهتمت بولدها لما كانت تنشغل وكنا جيران فنفس

عمارة المشغل وأأكد لك أني في السنتين اللي عاشتها عندنا عمري ما شفت عليها أي غلط بالعكس كانت محترمة

ولا تكلم الرجال إلا للظرورة القصوى ..إبتسم وأكمل .. خرجت عن الموضوع الأساسي ..تنهد واستغفر بهمس ثم

أكمل .. المهم نفذنا الخطة اللي قالتها لنا والحمد لله نجحت أسمع وأحكم ..أخرج من جيب ثوبه جهاز تسجيل عالي

الدقة وفتح المقطع المطلوب وأنطلقت الأصوات التي ميزها طارق بسهولة والتي كانت زوجته هي محور الحديث

فيها تصاعد الغضب في طارق وأحمرت عيناه من الغضب وأشتدت قبضته حتى ابيضت سلاميات أصابعة

ووتواصل الحديث حتى توقف عند كلام خالد الذي قال فيه.. "لا أبد بالعكس هي تستاهل لأنها خدعتك وراحت

لغيرك وأنا معك وما راح أخونك فسرك ولا تشك أني ما عجبني كلامك بالعكس بس أنا تعبان وودي أروح أرتاح

فالبيت " ..أحرج لحظتها خالد وقال مبرراً بأسف .. آسف على هالكلام بس لازم ما أوضح له شيء حتى ما تنكشف

خطتنا .
قال طارق بهدوء مناقض للغضب المشتعل به ومخلوط بندم على ما فعل : لا ما عليك معذور ومشكور على خدمتك

اللي سويتها لنا ..أخفض رأسه وتكلم بما يعتمر صدره من ندم .. بس إللي سويته بأمل ما ينغفر أتمنى إنها

تسامحني .
رد عليه الآخر بهدوء : تأسف منها وبين لها موقفك وهي طيبة بإذن الله راح تسامحك ..في ذات اللحظة إنطلق

صوت هاتف طارق معلن عن وصول رسالة فتحها بعجل فنظر مشدوهاً مما قرأ بها وبقي جامداً للحظات لولا أن

نبهه خالد وهو يقول : طارق إيش فيك عسى ما شر .
مد طارق هاتفه لخالد بجمود ووضع يديه على وجهه بينما الآخر قرأ محتوى الرسالة بصوت منخفض وواضح :

"أكيد الحين عرفت إني بريئة من كل اللي قاله سعود عني وقلتها لك راح أثبت لك هالشيء بدون ما أتكلم وبعدها

إيش قلت لك مستحيل أرجع لك عشان كذا طلقـــــــــــني يا طـــــــارق بهدوء وبدون مشاكل أنتظر ورقتي" ..وبعد

أن أكمل قراءة محتوى الرسالة نظر لطارق بشفقة وأكمل بهدوء ينبهه .. طارق ..أنزل يديه ولكنه ما زال مخفض

النظر أكمل الآخر .. لا تيأس حاول فيها لما تقتنع ..ونهض وهو يقول .. وإلحين أستأذن ..مد يده مصافحاً فمد

الآخر يده وبابتسامة ميته لا روح فيها وأكمل خالد .. نتقابل على خير إن شاء الله مع السلامة .
همس الأخر مودعاً : مع السلامة .
********
منذ أن نهضت في الصباح وهي تشعر بإرهاق ودوار بالإضافة شعورها بموجات من الإستفراغ فعزت ذلك للحالة

النفسية التي تمر بها فقررت ألا تذهب للمدرسة اليوم وقد قررت ذلك سلفاً وزاد أمر هذا التعب المفاجئ بإصرارها

وأخبرت والدها عن رغبتها بالتغيب فعذرها عندما شاهد إصفرار وجهها وبعد أن أفطر والدها وذهب لعمله ذهبت

لغرفتها وتمددت وهي تشعر وكأنها تتقلب على الجمر من التوتر والتعب النفسي والجسمي ولم تستطع النوم بل

بقيت تفكر فيما سيحدث بعد الخطة .
وعندما أصبحت الساعة العاشرة و النصف إتصلت ليلى لتخبرها أن خالد متواجد عند طارق فشكرتها أمل بجزل

ودعت لها بالذرية الصالحة وودعتها .. أنتظرت لنصف ساعة ثم أمسكت بهاتفها وكتبت الرسالة وأرسلتها قبل أن

تتردد .
بعد مدة إتصلت بها نهى لتسألها عن ما جرى وأخبرتها عن خالد وتنفيذه لما طلب منه سألتها نهى : طيب طارق

ما أتصل عليك .
أجابتها أمل ببرود : لا ما اتصل أنا أرسلت له رسالة قلت فيها إللي أبيه منه .
نهى باستغراب : رسالة إيش كتبتي فيها ؟؟
أمل بذات البرود : لما أقفل منك برسلها لك .
نهى وهي مستغربة من برود أمل فقالت متسائلة : أمل إيش فيك أحسك مو طبيعية ؟؟
قالت أمل بهدوء : لا ما فيه شيء بس شوي تعبانه إذا حسيت أني أحسن راح أكلمك .
نهى : خلاص روحي إرتاحي ,لا تنسين الرسالة ..قالت الأخيرة مذكرة .. مع السلامة .
أمل بهدوء : إن شاء الله , مع السلامة ..وأغلقت السماعة ثم أرسلت الرسالة لنهى وجعلت الهاتف في وضع

صامت وتمددت في محاولة للنوم وهي ترى هاتفها تتوالى عليه المكالمات مرة من نهى ومرة من ليلى وهي لن

ترد عليهم حتى لا تسمع كلمات التأنيب فيكفيها وجع قلبها الذي توسل باستماته لألا ترسل تلك الكلمات لطارق

ولكنها لم تسمع له بل سمعت لصوت عقلها المتمرد .
**********

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية :الأمل بعد الألم / بقلمي شمعه الدرب روايات و قصص منشورة ومنقولة 6 June 23, 2010 03:00 PM
سيبقى الأمل لننسى الألم.. عبق النسيم كلام من القلب للقلب 4 April 4, 2010 04:27 AM


الساعة الآن 12:09 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر