فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > روايات و قصص منشورة ومنقولة

روايات و قصص منشورة ومنقولة تحميل روايات و قصص منوعة لمجموعة مميزة من الكتاب و الكاتبات المنشورة إلكترونيا



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #4  
قديم April 3, 2015, 02:46 PM
 
رد: رواية جوال المرأة الميتة للكاتبة عربية والفخر ليه

[CENTER]
كان كبير الشرطة يصرخ في وجه أحد افراد الشرطة وهو يقول :
ألا تفهم أيها المعتوه ؟؟
أريد الشرطي خالد هنا فورا ..
رد ذلك الشرطي : لقد أتصلنا به ياسيدي وهو في الطريق الى هنا الان ..
بدأ كبير الشرطة غير مطمئن ..
أشعل سيجارة جديدة وبدأ ينفث دخانها بسرعة وعصبية ..
دقائق مرت ..
ثم وصل الشرطي خالد ..
وبدأ كبير الشرطة يقول له : أين كنت ؟
قال الشرطي خالد : كنت أباشر مهمة في أحدى المحلات المحترقة ..
غضب ذلك الكبير وهو يقول : وماشأننا بها ؟؟
أنها مهمة رجال الاسعاف والاطفاء ..
عاد الشرطي خالد يبرر : الحقيقة ياسيدي ..
كان هناك فتى مختفي وصديقه أوصل لي معلومات حول موقع رأى فيه بعض الامور الغريبة وطلبت من الافراد تفحصه ثم ..
قاطعه كبير الشرطة قائلا : منذ متى وأنت تتخذ القرارات وكأني غير موجود ..
لم يكن الشرطي خالد يتوقع هذا الشي ..
فقال : كنت أود أخبارك بهذا الشي سيدي ..
خصوصا أن الفتى الذي كان بالمستشفى النفسي والذي أحيل من طرفنا قبل سنين له رابط بهذا الاختفاء ..
وقد وجدناه في موقع هذا الحريق مصادفة ..
كان الغضب يزداد ويتضح بوجه كبير الشرطة وهو يقول :
وأين الفتى الذي كان معك ؟
قال الشرطي خالد : أتقصد زياد ؟؟
قال له : نعم ..
قال خالد : لقد وجدنا ذلك الشاب عبدالرحمن ثم بعدها بقليل لم ألآحظ الا اختفائهما من موقع الحريق ..
لم يكد كبير الشرطة يسمع هذه العبارة الا ورفع جهازه اللاسلكي وبدأ ينادي أحد الضباط قائلا : أريد أن تجدوا المدعو زياد والشاب عبدالرحمن الذي يرافقه وأقبضوا عليهم فورا وأودعوهم السجن حتى أبت في أمرهم ..
ثم نظر الى الشرطي خالد وقال : أسمع انت موقوف من العمل حتى أبت في أمرك تماما ..
خرج الشرطي خالد من مكتب كبير الشرطة وهو يفكر ..
لماذا يريد مديره ايقاف زياد وعبدالرحمن ؟؟
أي خطر يشكلانه عليه ؟؟
ثم لماذا يبدو هذا المدير مثيرا للشك كثيرا مؤخرا ؟؟
وكيف عرف أن زياد كان معي ؟
لم يكن يجد أجابات ..
فقط خرج وأستقل سيارته قاصدا منزل زياد ..
عله يفهم شيئا مما يحدث ...

وفي الجانب الاخر ..
كان كبير رجال الشرطة يخرج هاتفه وأدخل رقما سريعا ثم لم يكد يسمع الطرف الاخر ألا وقال :
أسمع ..
سأهتم بشأن الشابين حتى لايفسدا الامر ..
لم يتبق الا ساعات بسيطة على نجاح المرحلة الاولى من مخططنا ..
لانريد أن يفسد أي شي مابنيناه ..
كونوا حذرين ..
وأطلعوني على الاخبار أولا بأول ..
وأغلق الهاتف وهو يبتسم ..
أبتسامة صفراء كانت تحمل الكثير من الخبث والدهاء ..









####################









كان عبدالرحمن يبدو عليه علامات التفكير العميق ..
لم يكن زياد يرغب بقطع حبل أفكاره ..
ولكنه قال له : عبدالرحمن أرجوك دعني أشاركك التفكير ..
قال عبدالرحمن : منزل صديقك يقع في أي شارع ؟؟
قال زياد : الشارع رقم 7
أبتسم عبدالرحمن ..
وقال : والمحل الغامض الذي احترق والذي وجد فيه صديقك ايمن المهندس الغامض الا تتذكر كم كان رقمه التسلسلي بين تلك المحلات ..
بدأ زياد يتذكر ثم ..
أصابه الذهول ..
نعم هو أيضا رقمه 7

ولكن تكرار هذا الرقم ماذا يعني ياعبدالرحمن ؟
رد عبدالرحمن ولاتنسى ..
أن الرجل ذكر اليوم السابع لأنتهاء الامور ..
أذن الرقم يتكرر بكثرة ..
كان زياد يكتفي بالدهشة وعبدالرحمن يواصل ..
انا يازياد في تجربتي الاولى تكرر معي الرقم 14 بكثرة ..
وهاهو الان كذلك الرقم 7 يتكرر هنا الان ايضا ..
قال زياد : ولكن مامعنى هذا الشي ؟؟
قال عبدالرحمن : أنها علامات يازياد ..
علامات قد تفك لنا شفرة هذا اللغز ..
تناول عبدالرحمن ورقة صغيرة وقلم وبدأ يحاول تحليل هذين الرقمين ..
الرقم 14
والرقم 7
مالرابط بينهما ؟؟
كان يجمعهما تارة ..
ويطرحهما تارة ..
وكان لايرى ترابطا مميزا ..
عاد الاثنين للتفكير بعمق ..
ثم قال زياد ..
عبدالرحمن الا تتوقع أن للأمر علاقة بالطول والعرض ؟؟
فهم عبدالرحمن مغزى كلام زياد ..
ونهض لاحضار خريطة مصغرة للمدينة كان يحتفظ بها ..
ووضعها على الطاولة وبدأ يدقق ..
خط الطول 14
ويقابله خط العرض 7
لم يكن هناك شي مميز ..
قلب الامور من جديد ..
خط الطول 7
خط العرض 14
وبدأ عبدالرحمن وزياد يتتبعان تلاقي خط العرض والطول فوق خريطة المدينة ..
ثم هتف زياد هنا هذه هي المنطقة ..
انه الحي الجنوبي ..
كان زياد يلاحظ الصمت والدهشة الذين حلا بوجه عبدالرحمن ..
فقال : عبدالرحمن ماذا بك ؟
هل هناك شي غريب ؟
رد عبدالرحمن بذهول : هل تصدق يازياد ؟؟
هذا هو الحي الذي كان فيه منزلي سابقا ..
أندهش زياد تماما وواصل عبدالرحمن حديثه :
هذا هو الحي الذي كنت أسكنه ..
والاغرب ..
أننا لو جمعنا الرقمين 14 و 7 المجموع سيكون 21 هذا رقم البناية التي كنت أسكن بها ..
ولو طرحنا الرقمين 14 و 7 فالمجموع سيكون 7 وهذا رقم الشقة التي كنت أسكنها أنا ..
بدأ الامر منطقيا لزياد ولكنه عاد ليقول :
الا يبدو لك اننا نحلل الامر على هوانا ؟
رد عبدالرحمن بسرعة : وأنت هل ترى أن هذا التوافق بين هذه النتائج والواقع هو مجرد مصادفة ؟
وأن كانت كذلك فيالها من مصادفة تعتمد على معادلات صحيحة ..
كان واضحا ان عبدالرحمن يتهكم ..
فرد عليه زياد :
ألم تقل أن مكان سكنك بعد خروجك من المستشفى وجدت مكانه حديقة عامة ؟
قال عبدالرحمن : أجل ..
ولكن أنا أتكلم عن قبل هذه الاحداث ..
أستمر الصمت لدقائق ..
وعاد عبدالرحمن ليقول :
أتذكر يازياد قبل سنين ..
وقبل أن أسكن في تلك البناية ..
وتحديدا عندما أستلمت مفتاح الشقة ..
وجدت شخص من سكان العمارة قال لي :
أن الساكن الذي كان قبلي ..
مات في ظروف غامضة وحتى جثته عندما نقلوها للمستشفى كانت غريبة جدا ..
وكان جيرانه قبل وفاته يقسمون أنه ساحر ..
ويمارس أعمال كثيرة ..
كانت مخيفة ..

قاطع زياد المحادثة وهو يقول :
وأنت بعد سكنك هل لاحظت شي جديد ؟؟
قال عبدالرحمن : كنت أشعر بضيق كبير داخل تلك الشقة ..
وقصتي حصلت بعد سكني بأيام قليلة ..
قال زياد : أتقصد جوال الميتة ..
وذهابك لتلك المزرعة ؟؟
وماتلاها من أحداث ؟؟
هز عبدالرحمن رأسه أيجابا وقال :
نعم ..
وكنت أنا ....
قاطع حديث عبدالرحمن صوت دقات متسارعة على باب شقته ..
أستغرب عبدالرحمن من الطارق ؟
لااحد يزوره هنا أبدا ..
طلب من زياد الصمت ..
ثم تسلل بهدوء ونظر من العين السحرية المعلقة بوسط الباب ..
وكانت مفاجأة مذهلة ..
فخلف باب الشقة تماما كانت تستقر فرقة من رجال الشرطة ..
كانت مهمتهم تنفيذ أمر قائد الشرطة ..
والقبض على عبدالرحمن وزياد ..
ويبدو أن المهمة التي يريدها هؤلاء الاخرون ستنجح ..
فهاهم الان سيوقفون الامل الاخير لافساد هذه المهمة ..
وحتى غروب شمس هذا اليوم لم يتبقى لها سوى ساعات ..
ساعات بسيطة ..
بينما تلك المقبرة التي توضحها الخريطة تريد لها اياما من السفر ..
وبات من الواضح أن الامور ستتغير ..
وربما سيتغير فيها شكل الحياة ..
والجنس البشري عامة ..

المقطع الخامس والاخير : الســر :


كانت طرقات الباب تزداد حدة ..
وكانت أصوات رجال الشرطة تعلو وهم يحاولون كسر الباب ..
زياد لم يكن يستطيع الحراك ..
الخوف والدهشة كانت تملأه ..
أما عبدالرحمن فكان يعمل بصمت ..
كان كشخص يتوقع حدوث هذا الامر ..
أشار بيديه لزياد أن يتبعه ..
تحرك زياد بسرعه خلف عبدالرحمن ..
دخل عبدالرحمن الى مطبخ شقته ..
وبدأ بفتح تلك النافذة الكبيرة ..
وبدأ الاثنان بتسلق تلك الانابيب الى الاسفل ..
كانا يبذلان جهدا كبيرا ..
وصلا الى اسفل البناية ..
دخلا الى القبو الخاص بالدور الارضي ..
كان قديما جدا ويتضح أنه لم يدخل شخص الى هنا منذ زمن بعيد ..
بدأ عبدالرحمن يسير ببطء حتى وجد نافذة خلفية ..
فتحها وتبعه زياد ..
أخيرا هاهما وسط الشارع الخلفي للبناية التي لايزال رجال الشرطة بداخلها ..
بدأ واضحا أن عبدالرحمن كان يبحث عن سيارة أجرة ..
وفعلا هاهما يستقلان سيارة الاجرة ..
وطلب عبدالرحمن من قائدها أن يتجه نحو الحي الجنوبي ..
الحي الذي خمن عبدالرحمن من خلال الارقام أنه هو مفتاح اللغز ..
كانت الدقائق تمضي بسرعة ..
حلول الليل لم يبق عليه سوى ساعتين ..
وعبدالرحمن كان يعتصر الافكار براسه فربما يجد حل جديد ..
زياد فقط كان يكتفي بالهدوء ..
وهدوءه هذا ربما كان خلفه القلق والخوف الذين يسيطران عليه ..
قطع كل تلك الافكار صوت سائق الاجرة وهو يقول :
أين تريدون بالضبط ..
هاهو الحي الجنوبي أمامنا ..
رد عبدالرحمن بسرعة : أتجه الى الحديقة العامة للحي ..
نعم عبدالرحمن يريد تلك الحديقة ..
تلك الحديقة التي كانت قبل سنين وتحديدا قبل حادثة عبدالرحمن الاولى هي شقة عبدالرحمن ..
شي ما بداخل عبدالرحمن يهمس له بأن كل اللغز هنا ..
داخل هذه الحديقة ..
توقف سائق التاكسي تماما مقابل بوابة الحديقة ..
نزل زياد وعبدالرحمن ..
كان زياد يتأمل هذه الحديقة ..
أنها مترامية الاطراف ومساحاتها واسعة ..
كيف سيبحث عبدالرحمن عن مفاتيح اللغز هنا ؟؟
كان تفكير زياد منطقيا ..
الامر غاية بالصعوبة ..
بدأ عبدالرحمن قلقا وهو يقول لزياد : هذه هي الحديقة ..
هل تشاهد شيئا غريبا ؟؟
رد زياد بتهكم : ماألاحظه فقط أن بوابة هذه الحديقة مغلقة ويبدو أن لديهم أعمال صيانة ..
أقترب عبدالرحمن من بوابة الحديقة فوجد حارسها رجل كبير بالسن يستمتع بتناول بعض الشاي ..
فقال له عبدالرحمن : مساء الخير ياعم ..
هل يمكننا الدخول ؟؟
لم يرد ذلك الحارس بل أشار بيده نحو لوحة معلقة كان مكتوب عليها
" الحديقة مغلقة لأعمال الصيانة "
فهم عبدالرحمن مايريد ذلك الحارس قوله ..
ثم قال لزياد : حسنا ..
سنعود بعد أن يتم الأنتهاء من أعمال الصيانة ..
مضى الأثنان ..
ثم قال زياد لعبدالرحمن :
هل سننصرف حقا ؟؟
قال عبدالرحمن : هل تمزح ؟؟
سنتسلق السور ولكن من جهة بعيدة عن أعين الحارس والمارة ..
وفعلا بدأ الاثنان يسيران بمحاذاة السور الخارجي لتلك الحديقة ..
ثم توقفا عند أحد الاركان ..
وقفز الاثنان بسرعة عبر السور ..
كانت الحديقة خالية تماما وكانها مقبرة ..
بدأ عبدالرحمن يحاول تفحص ماحوله بسرعة ..
لم يكن هناك شي مميز ..
أو شي يمكن أن يدعو للشك ..
بدأ الاثنان يتفقدان تلك الغرف الخاصة بالجلوس ..
ثم يحاولان البحث بين تلك الالعاب المتوقفة ..
وكان واضحا أن لاشي يستحق البحث هنا ..
فقط المزيد من الأتربة ومكائن جز العشب ..
بدأ زياد فاقدا للأمل وهو يقول :
يبدو أننا أتينا الى المكان الخطأ ياعبدالرحمن ..
فلا شي جديد هنا ..
كانت ترتسم على محيا عبدالرحمن علامات الخيبة أيضا ..
ترى ماهو الشي الخطأ الذي أوصلهم الى هذه النتيجة المخيبة ؟
كان زياد يبدو متعبا وهو يقول : يبدو ياعبدالرحمن أن هؤلاء الاخرون سينالون مايريدون ..
دعنا نذهب الى مركز الشرطة فربما نجد منهم بعض المساعدة ..
قاطعه عبدالرحمن : أي مساعدة وهم كانوا قبل قليل يريدون ألقاء القبض علينا ؟
كان تبرير عبدالرحمن منطقيا ..
فكرر زياد : أذن هيا نخرج من هذه الحديقة فلا شي يعنيه وجودنا هنا ..
ثم قد يرانا ذلك الحارس ويصنع مشكلة ..
بدأ الاثنان يسيران بأتجاه السور الذي دخلا منه ..
كانا صامتين تماما ..
قطع زياد حبل هذا الصمت وهو يقول :
لاتغضب ياعبدالرحمن من صراحتي ..
ولكن أنت بالغت في أستنتاجاتك لتلك الارقام ..
لم يكن عبدالرحمن يجيب ..
فواصل زياد : الامر لم يكن سوى رقمين تكرارهما فقط كان مصادفة ..
ولكن أنت ياعبدالرحمن شطحت بعيدا وبدأت تحلل الامر على هواك ..
كان عبدالرحمن مايزال صامتا ..
بينما زياد كان يواصل حديثه ..
رقمين عاديين ..
14
و
7
كأي رقمين ..
تكرارهما عادي جدا ..
كان يضحك زياد وهو يقول : حتى الذي أختار الرقمين أختار في مغامرتك الرقم 14 وعاد الان ليختار النصف فقط 7 وكأن باقـ ...
توقف عبدالرحمن تلقائيا عن السير وهو يقاطع حديث زياد ويقول :
نعم ..
يالنا من أغبياء كيف لم ننتبه للأمر ..
كيف فاتتنا هذه ؟؟
توقف زياد بدوره عن المشي وهو يردد مندهشا :
مالذي فاتنا ؟؟
هل وجدت شيئا جديدا ..
لم يكن يرد عبدالرحمن ..
بل أنطلق صوب أحدى الغرف وبدأ في تسلقها ..
لحق به زياد وهو يقول : عبدالرحمن أرجوك ..
ماذا يدور براسك ..
أرجوك لاتتركني هكذا بدون أجابات ..
كان عبدالرحمن قد وصل الى أعلى تلك الغرفة وبدأ يتفحص منظر الحديقة من أعلى ..
كان واضحا أنه يبحث عن شي محدد ..
كرر زياد سؤاله : عبدالرحمن نحن شريكان بمهمة واحدة ومصير واحد ..
أرجوك أشرح لي ..
بدأ عبدالرحمن مهتما وهو يقول :
أنت يازياد ذكرت معلومة مهمة فاتتنا ..
قاطعه زياد : وماهي ؟؟
رد عبدالرحمن بسرعة : الرقم 7 هو نصف الرقم 14
عاد زياد يسأل مستغربا : وماعلاقة ذلك بوجودنا الان على سطح هذه الغرفة ..
قال عبدالرحمن : يازياد ..
أعتقد أنها أشارة ..
فالنصف بين الرقمين تعني البحث في منتصف هذه الحديقة ..
بدأ زياد غير مقتنع وهو يقول :
منتصف الحديقة ؟؟
ولكن منتصف الحديقة ليس به شي مميز للبحث ..
قاطعه عبدالرحمن :
يازياد أنا صعدت هنا أعلى هذا المكان حتى تتضح لي الصورة ..
ففي مغامرتي الأولى لم أجد مفتاح اللغز داخل تلك المقبرة ألا بعد أن صعدت على صخرة وبدت لي معالم المقبرة واضحة حينها وأستطعت أن أتوصل للقبر الذي كان يحوي السر كاملا والذي بدأ برقم 14 فقط * ..
________________________________________________
* راجع الجزء الاول للحصول على تفاصيل أكثر
________________________________________________

بدأ زياد مقتنعا ..
ثم عاد عبدالرحمن يكرر : أنه المطعم نعم ..
قال زياد : أي مطعم ؟
كان عبدالرحمن ينزل تاركا سطح هذه الغرفة وزياد يتبعه ..
وأنطلق عبدالرحمن بسرعة وزياد خلفه ..
وصلا الى مبنى صغير كانت تزينه لافتة مكتوب عليها " مطعم الحديقة "
عاد زياد يسأل عبدالرحمن : مالذي يقلقك في هذا المطعم ؟
أنه مجرد مطعم فقط ..
قال عبدالرحمن : أنه الشي الوحيد الذي يقع في منتصف الحديقة تماما ..
كرر زياد : المنتصف تماما ؟
كان عبدالرحمن مشغولا بشي ما ..
بدأ لزياد أن عبدالرحمن يحاول تفحص مسافة حائط المطعم ..
نعم كان يقيس بخطواته حائط المطعم الجانبي ..
وبدأ لزياد وكأن عبدالرحمن يحاول التأكد من شي ..
فقاطعه قائلا : ماذا تفعل ياعبدالرحمن ؟
قال عبدالرحمن بسرعة : أحسب طول حائط هذا المطعم وعرضه ؟؟
أندهش زياد وهو يكرر : ولماذا تحسبها ؟
لم يكد زياد ينهي هذه الجملة ألا وشاهد تلك الابتسامة تعلو محيا عبدالرحمن ..
كانت أبتسامة مخيفة ..
أبتسامة أنتصار ..
نفض زياد خوفه وهو يسأل عبدالرحمن :
ماذا بك ؟
هل وجدت شيئا ؟؟
رد عبدالرحمن : لن تصدق يازياد ..
لن تصدق أبدا ..
قال زياد : ماذا ؟؟
أرجوك قل ..
رد عبدالرحمن : هل تصدق يازياد ..
أن طول هذا المحل 14 م
بينما عرضه 7 امتار
علت الدهشة وجه زياد ..
ولكنه عاد ليسأل : وماذا يعني ذلك ؟؟
أبتسم عبدالرحمن وهو يجيب :
معناه أننا نسير في الطريق الصحيح ..
كما يعني أن كل مانريده هو داخل هذا البناء ..
داخل هذا المطعم ..
هذا أن كان فعلا مطعم ..
ودب الخوف في قلب زياد من جديد ..
فعلا ...
مايقوله عبدالرحمن يبدو صحيحا ..
فهذا البناء يبدو مهجورا ..
وليس به مايدل على أنه مطعم سوى تلك اللافتة ..
فهل فعلا هو مطعم حقيقي ؟؟
بدأ عبدالرحمن يتفحص باب المطعم ..
ثم أستجمع قواه ..
وركل الباب ..
كانت ركلته قوية بما يكفي لأنتزاع ذلك القفل الصغير ..
أنفتح الباب وكان يبدو المكان مظلما ..
حاول زياد أن يساعد عبدالرحمن على تفحص المكان ..
فدفع الباب حتى نهايته ..
ثم بدأ الضوء يتسلل الى داخل ذلك المطعم ..
وبدأ عبدالرحمن وزياد يميزان مابداخل البناء هذا ..
وكانت مفاجأة مذهلة بأنتظارهم فعلا ..
فذلك المطعم لم يكن يحتوي على تجهيزات مطعم بداخله كما توقعا ..
بل كان مجرد بناء فارغ ينتصفه بئر مغطاة ..
بئر كانت تفوح منها رائحة الخوف ..
والغموض ..








###################


بدأ الخوف واضحا على محيا زياد وهو يقول :
هل يعقل هذا ياعبدالرحمن ؟
بئر هنا ؟؟
كان عبدالرحمن شاردا تماما ويتأمل هذا البئر بحرص ..
ساد صمت طويل ..
قبل أن يقول زياد : هل سنفتح هذا الغطاء ياعبدالرحمن ؟
رد عبدالرحمن سريعا : أجل بكل تأكيد ..
وبدأ عبدالرحمن يحاول أزاحة ذلك الغطاء الحديدي الثقيل الذي كان يغطي فتحة البئر ..
ثم قال : تعال يازياد ساعدني أنه ثقيل جدا ..
بدأ التردد على زياد وهو يقول : هل ترى أنها فكرة صائبة أن نفتحه ؟
كرر عبدالرحمن : أسرع ساعدني ..
بدأ زياد وعبدالرحمن يدفعان ذلك الغطاء وفعلا نجحا في أزاحته ..
كان البئر مظلما جدا ..
حاول الاثنان الابتعاد عن مصدر الضوء القادم من باب المطعم ..
ثم لاح لهم شي جديد ..
نعم
بدت لهم مفاجأة جديدة لم يكن يتوقعها أحد ..
ذلك البئر كان يتدلى منه سلم خشبي قديم ..
سلم كان يستمر للأسفل ..
لم يكد عبدالرحمن يرى ذلك السلم ألا وقهقه ضاحكا ..
كان ضحكاته تخيف زياد الذي رفع صوته وهو يقول :
أي شي تراه مضحك في هذا البئر ..
ألتفت أليه عبدالرحمن وهو يقول هذا البئر يشبه تماما ذلك البئر الذي كان بجانب المقبرة التي نزلت القبر من خلالها في حادثتي الاولى ..
لم يجب زياد فواصل عبدالرحمن :
هيا يازياد سننزل ..
صدمت هذه العبارة زياد فقال : ننزل ؟؟
هل تمزح ؟
قال عبدالرحمن : أذن سأنزل وحيدا ..
قاطعه زياد : لا ..
ولكن !!
ألا ترى أن ألامور غامضة وأن ..
عاد عبدالرحمن ليحسم الامور ويقول :
هل سترافقني أم لا ؟؟
لم يكن لدى زياد الخيار ..
فعبدالرحمن هاهو يشعل ذلك المصباح اليدوي الذي معه ..
ويهم فعلا بالنزول ..
أذن لابد من مرافقته ..
وفعلا ..
نزل الاثنان من خلال ذلك السلم ..
كانت المسافة لاتبدو قصيرة ..
وأستمرا بالنزول حتى وصل عبدالرحمن الى الارض ..
وتبعه زياد ..
كانا يشاهدانا ممر أرضي واضح أمامهما ..
بدأ يسيران خلاله ..
قطعا مسافة بسيطة ثم ..
رفع عبدالرحمن ذلك المصباح ليرى ذلك اللغز الذي أمامه ..
نعم لغز محير ..
فأمامهم مباشرة كان يوجد ثلاثة ممرات متشابهة ..
بدأ الامر محيرا فعلا ..
كان عبدالرحمن يحاول التفكير ..
لاشي محدد يمكن أن يحل لهم هذا اللغز ..
نعم ..
فالارقام يبدو أن مهمتها أنتهت بوجود البئر ..
أذن حان الان وقت التجربة ..
نعم التجربة والمغامرة ..
فالوقت بات وشيكا ..
ولحظة الحسم لم يتبقى عليها كثير ..
قرر عبدالرحمن أن يختار أي ممر وأن أحس بخطأ ..
عاد وجرب اخر ..
كان زياد صامتا ..
ثم تحرك عبدالرحمن وأختار الممر الأوسط ..
ودخل بعده زياد ..
كانا يمران بممر عادي جدا ..
حتى وصلا الى نهايته ..
وجدا سلم يرتفع الى أعلى ..
كان شبيها بنفس السلم السابق ..
بدأ عبدالرحمن التسلق ..
ومن خلفه زياد ..
وصلا حتى نهاية السلم ..
والغريب أنهما كانا داخل بئر ..
نعم تلك الجدران تشبه البئر الذي كانا فيه قبل قليل ..
ولكن كان هناك غطاء أيضا مشابه للغطاء السابق ويمنع وصولهما الى خارج هذا البئر ..
بدأ عبدالرحمن جاهدا دفع ذلك الغطاء ..
وفعلا ..
بدأ ينزاح ..
صعد زياد بجانبه وأستمر الاثنان يدفعان الغطاء حتى سقط ..
خرج الاثنان من البئر وبدأ كل شخص يتفحص المكان ..
كان يبدو منزلا طينيا قديما ..
لايعلم زياد لماذا بدأ له ذلك المنزل مألوفا ..
شي في مخيلته يقسم أنه يعرف هذا المكان ..
خرج الاثنان من الغرفة التي فيها البئر ..
وبدت شكوك زياد تعلو ..
ثم قال زياد : عبدالرحمن ..
هذا المكان مألوف لي ..
أريد فقط أن أتأكد من شي ..
ولو حصل ماأشك به حقيقة فهذا شي مخيف ..
قاطعه عبدالرحمن : من ماذا تريد أن تتأكد ..
قاطعه زياد قائلا :أرجوك فقط تعال ..
دعنا نبحث عن الدرج المؤدي للسطح ..
وفعلا خرجا من تلك الحجرة ثم لاح لهما الدرج المؤدي للسطح ..
ركض زياد وخلفه عبدالرحمن بسرعة خلال تلك الدرجات المؤدية للسطح ..
ثم ياللمفاجأة ..
بدأ رعب غير محدود على وجه زياد ..
لم يكن زياد يستطع الوقوف وقتها وسقط على ركبتيه كردة فعل للخوف الذي أصابه ..
أمسك عبدالرحمن بكتفيه وهو يحاول مساعدته ثم قال :
زياد ماذا بك ؟
مالذي يخيفك ؟؟
رفع زياد يده ألى أعلى وهو يشير الى منزل مرتفع يجاور هذا المنزل وقال :
هل ترى ذلك المنزل ياعبدالرحمن ؟
رد عبدالرحمن بسرعة : نعم ..
ماذا به ؟؟
حاول زياد أن يمتص ذلك الخوف وهو يضيف :
هذا ياعبدالرحمن منزل أيمن وتلك النافذة هي النافذة التي نزلت منها الى هذا المنزل ..
بدت دهشة غير طبيعية على وجه عبدالرحمن وهو يقول :
أتقصد أننا الان في ذلك المنزل الذي رأيت فيه المهندس الغامض وذلك الكلب ؟؟
هز زياد رأسه أيجابا وهو يقول : نعم هو بعينه ..
بدأ عبدالرحمن حذرا وقال : ولكن كيف ؟؟
كيف وصلنا الى هنا ؟؟
المسافة بين تلك الحديقة التي كنا فيها وهذا المنزل مسافة كبيرة جدا ..
أي سحر هذا ؟؟
لم يكن زياد يجيب بل كان لايزال يواصل التحديق الى أعلى ..
وتحديدا الى نافذة منزل أيمن ..
عاد عبدالرحمن ليسأله : زياد ماذا بك ؟؟
قال زياد والخوف يملأه : عبدالرحمن ..
السلم الذي كان يتدلى من نافذة غرفة أيمن لم يعد له وجود ..
أستغرب عبدالرحمن وقال : أتقصد السلم الذي نزلت من خلاله الى هذا البيت المهجور ..؟؟
هز زياد رأسه أيجابا وقال : هناك شي غريب ..
بدأ عبدالرحمن يفكر ثم قال : أتبعني ..
لم يتردد زياد في اللحاق به ..
كان الاثنين يعودان الى اسفل ذلك البيت المهجور ..
وتحديدا كانا يقصدان تلك الغرفة التي فيها البئر الذي خرجا منه قبل قليل ..
وعاد عبدالرحمن وزياد للنزول عبر ذلك السلم ..
ونزلا حتى استقر بهما الامر اسفل ذلك الممر ..
ثم استمرا بالعودة حتى وصلا الى نفس المكان السابق ..
تماما حيث كانا يقفان قبل قليل ..
أمام تلك الممرات الثلاثة ..
ثم قال عبدالرحمن ..
الان على الاقل عرفنا الى أين يقود هذا الممر ..
وتبقى أن نكتشف هذين الاثنين ..
تردد زياد وهو يقول : اخاف مما يحويه هذين الممرين ..
حاول عبدالرحمن أن يحسم الامر ..
فتوجه الى الممر الايسر ..
بدت خطواتهم سريعة ..
كانت تلك الممرات متشابهة ..
ووصل الاثنين الى نهاية الممر وكما هو الحال ايضا وجدا ذات السلم الخشبي ..
صعدا عليه ..
كان يشغل بالهما سؤال واحد ..
ترى ماذا سيجدان بنهاية هذا السلم ؟؟
بدأ الخوف واضحا على زياد وهو يسأل عبدالرحمن :
ترى ماذا يمكن أن نجد ؟
حاول عبدالرحمن أن يبدد خوف زياد فقال ضاحكا :
أتمنى أن نجد أي شي عدا أن نجد رجال الشرطة ينتظروننا أعلى هذا السلم ..
استمر الصمت بعد عبارة عبدالرحمن ..
حتى وصل الاثنان الى نهاية السلم ..
كان الامر مشابه ..
فنهاية هذا السلم كانت بئر ايضا ..
وكان غطاء حديدي ايضا يعلو نهايته ..
أزاح الاثنان ذلك الغطاء ..
وبدأ ضوء يغمرهما ..
كان ضوء يخلط بين غروب الشمس وبداية حلول الظلام ..
أخرج زياد رأسه أولا ..
ثم تلاه عبدالرحمن ..
لم يكد عبدالرحمن يرى ذلك المكان الذي وصلا له حتى أتسعت عيناه وأوشك على السقوط من أعلى ذلك السلم ..
لاحظ زياد الخوف الذي انتاب عبدالرحمن ..
فقال : عبدالرحمن ..
مابك ؟
هل زرت هذا المكان من قبل ؟
تحول خوف عبدالرحمن الى ضحك وهم يخرجون من البئر ..
ثم قال : أترى يازياد ..
ماحولنا ؟؟
تلفت زياد حوله ..
ثم أدرك مقصد عبدالرحمن ..
ماحولهم كانت مجرد مقبرة ..
والبئر يتوسطها ..
ثم أشار عبدالرحمن بيده صوب مزرعة وضح عليها انها مهجورة ..
وقال : هذه يازياد هي المزرعة التي خضت الاهوال فيها قبل سنوات ..
بدأ زياد غير مصدق ..
وعاد عبدالرحمن يتفحص المقبرة من جديد وكأنه يحاول أن يستجدي نلك الذكريات ..
كان يسأل نفسه كثيرا ..
كيف الان تلوح له المقبرة والمزرعة واضحتين ..
بينما عندما خرج منها ليلة الحادثة وعاد رجال الشرطة للبحث لم يجدوا شيئا ..
حتى هو عندما خرج من المستشفى وزار هذه المنطقة لم يجد شيئا مما هو موجود الان ..
بدأت الدموع تنهمر من عيني عبدالرحمن وهو يستعيد تلك الذكرى المؤلمة ..
كانت حيرته تختلط بأمنيات ..
الحيرة كانت سيل من الاستغراب كيف ظهرت هذه المزرعة وماحوليها الان بعد ان اختفت تماما ؟؟
والامنيات كانت تتشكل عبر اسئلة ..
هل ياترى لو تجاهل الان كل شي وذهب ليبحث عن صديقه ناصر ..
ووالده واباسعيد وكل من رافقوه في تلك الليلة ..
هل سيجدهم ؟؟
كانت حربا تعتصر بداخل نفس عبدالرحمن ..
نعم لماذا لايتجاهل كل شي الان ..
اللعنة على هؤلاء الاخرون ..
وعلى كتابهم ..
لماذا لايترك كل شي ويعود الان الى مدينته فكل الدلائل تؤكد ان الامور عادت الى نصابها السابق ..
ولكن !!
كان هناك جانب خفي يفتعل بداخل عبدالرحمن ..
كان يقول له أن هذه ليست مهمته وحده ..
وأنه لايملك الحق في أتخاذ قرار ..
أنها مهمة فرضت عليه ويجب أن ينهيها ..
مهما حصل ...


يبدو أن الامر له علاقة بثقوب الزمن "
قطع زياد بهذه العبارة حالة الذكرى التي أنتابت عبدالرحمن ..
ثم لاحظ زياد تلك الدموع بعيني عبدالرحمن فقال :
عبدالرحمن ماذا بك ؟
هل هناك مايضايقك ؟؟
رد عبدالرحمن بسرعة :
لا لاشي يازياد ..
ماذا كنت تقول بخصوص ثقوب الزمن ؟؟
تجاهل زياد تهرب عبدالرحمن من الاجابة وقال:
اقصد هذه الممرات التي وجدناها ونقلنا الاول الى ذلك البيت القديم المهجور ..
ثم الان الممر الثاني يأتي بنا الى هذه المزرعة المهجورة التي كانت قد أختفت بعد أحداثك مباشرة ..
اعتقد أنها كتبرير منطقي ليست سوى شي يؤكد نظرية ثقوب الزمن ..
كانت علامات التعجب تملأ محيا عبدالرحمن ..
فواصل زياد : نظرية ثقوب الزمن ..
نظرية قديمة ..
وهناك مايسمى بالثقوب ..
مثل الثقب الدودي ..
ردد عبدالرحمن : الثقب الدودي ؟؟
واصل زياد قوله : لقد قرأت كثيرا عن هذه النظريات وهي تعرفه فيزيائيا بأنه ممرإفتراضي للسفر عبر الزمن وذلك عبر طريق مختصر خلال الزمكان ..
والنظرية الكاملة تشتمل على ثقب أسود وثقب أبيض وكونان أو زمانان يربط بين افق كلا منهما نفق دودي أو ثقب دودي ..
لذا يفترض في الثقب الدودي أن لديه على الاقل فتحتان تتصلان ببعضهما بواسطة ممر واحد ..
وإذا كان الثقب الدودي مؤهلا للسفر ..
فإن للمادة إماكنية الإنتقال من فتحة إلى اخرى بعبور هذا الممر ..
وللان ليس هناك دليل فعلي للسفرعبرالزمن من خلال عبور الثقب الدودي ..
ولكنه إفتراض فيزيائي معروف ويعتبر كحل صحيح من حلول نظرية النسبية لإينشتاين * ..
__________________________________________________ __________
* كل ماورد أعلاه هو معلومات علمية ونظرية حقيقية ولكن الى يومنا هذا لم تثبت صحتها من عدمها ولاتوجد أي تجربة حقيقية للسفر عبر الزمن .
__________________________________________________ __________

ضحك عبدالرحمن وهو يردد :
اينشتاين ..
أنه ليس سوى معتوه كان يحلم كثيرا ..
قاطعه زياد وهو يقول :
وهل تعتقد أن كل مايحدث لنا الان هو حلم ؟؟
رد عبدالرحمن بسرعة :
لا ..
ولكن فلنقل أنه نوع من السحر ..
ردد زياد : سحر ؟
واصل عبدالرحمن : يازياد ان عمليات السحر لاتتوقف عند حد معين ..
هناك مواقع كاملة تستطيع الجن أخفائها ..
هل تصدق ان ساحرا هنديا عام 1856 م أستطاع أن يخفي قرية كاملة عن أعين البشر لمدة 4 أشهر بسبب أن الحكومة وقتها كانت تنتظر محاصيل أهل تلك القرية وتاخذها بالقوة *
_____________________
• حقيقة
_____________________

رد زياد بسرعة : ياعبدالرحمن نحن وكأننا سنختلف كثيرا ..
الوقت الان بدأ في النفاذ ..
مالحل ؟؟
كان عبدالرحمن يتأهب للعودة الى داخل البئر وهو يقول :
الحل ؟؟
سنعود الى تلك الممرات ..
هل نسيت أنه تبقى خوض ممر اخير ؟؟
نزل الاثنان ذلك السلم بسرعة ..
ثم قاطع الصمت الذي حل سؤال طرحه زياد :
الا تلاحظ شيئا ياعبدالرحمن ؟
ان كل المواقع التي نقلتنا تلك الممرات اليها لم نشاهد خلالها أي انسان أو أي شي يدل على الحياة ؟؟
كانت ملاحظته صحيحة ..
لكن يبدو أن الغموض الذي لف هذه الاحداث من بدايتها جعلت هذه الملاحظة تمر مرور الكرام ..
كان الاثنين قد وصلا الى تلك المساحة التي تحوي الممرات الثلاث ..
الممرات التي تحمل غموض كبير ..
كيف لا ..
وهاهي اثنين منها مجرد الدخول فيها ينقل الشخص من ارض الى اخرى ..
كيف يتم هذا الانتقال ؟؟
ومالسر خلفه ؟؟
اشياء لم يعد مغري البحث عن اجابات لها ..
كم هي مؤلمة الحيرة ..
كان الاثنان يتفقان على هذه الجزئيات ..
قطع كل هذه الهواجس صوت زياد وهو يقول :
أذن تبقى هذا الممر ياعبدالرحمن ..
ضحك عبدالرحمن ورد : أجل ..
ولكن أين يمكن أن يستقر بنا هذا الممر في هذه المرة ؟
اتجها بثقة صوب الممر وزياد يقول :
أتمنى فقط أن يكون بأتجاه ماينهي هذه الامور كلها ..
فكم أتوق الى الكف عن الخوف والحيرة التي ترافقنا منذ بداية هذه الامور ..
كان الاثنين يقطعان الممر الاخير بسرعة ..
وصلا السلم المعتاد ..
وكسابقيه كان ينتهي ببئر مغلق ..
تعاون الاثنان وفتحا ذلك الغطاء الثقيل ..
وبدأ لهما المكان الجديد ..
كان مكان غير مألوف للأثنين ..
عبارة عن بئر في أرض قديمة ..
بدأ الاثنين يتفحصان المكان ..
وضحت لهما مقبرة قريبة ..
ويتوسطها منزل خشبي غريب ..
كان ذلك المنزل يبدو وكأن الحياة تدب فيه ..
غريب هذا الامر ..
" أي بشر هذا الذي يفكر ببناء مثل هذا المنزل وسط تلك المقابر " ؟؟
كان عبدالرحمن يردد هذه العبارة على مسامع زياد ..
ولكن زياد تجاهل هذه الملاحظة تماما ..
لاحظ زياد تلك الرياح الباردة التي تهب على المكان ..
فقال مخاطبا عبدالرحمن : الجو بارد جدا هنا ..
ألا يوحي لك ذلك بشي ؟
أبتسم عبدالرحمن بثقة وهو يقول : بلا ..
أننا في الجزء الشمالي من البلاد ..
أزدادت دهشة زياد وهو يقول : لاتقل لي أن ..
قاطعه عبدالرحمن : بلى ..
هذا هو الموقع الذي كانت تشير أليه الخريطة ..
هذه هي المقبرة ..
وأشار عبدالرحمن بيديه الى ذلك البرج الكبير الذي كان يجاور المقبرة بمسافة ليست بالبعيدة ..
نظر زياد الى ذلك البرج وصرخ مستغربا :
نعم أنها تلك المقبرة الموجودة بالخريطة ..
وهذا البرج كان محددا في تلك الخريطة بشكل مميز ..
ألتفت اليه عبدالرحمن وقال : أمازلت تستغرب ..
دع عنك الاندهاش ..
وهلم بنا لنتفحص ذلك المنزل الخشبي ..
الغريب أن ذلك المنزل كان بلا باب ..
نعم ..
لايوجد باب ..
دخل عبدالرحمن وتبعه زياد ..
كان ذلك المنزل دافئا جدا بعكس المتوقع ..
الجو البارد خارجا ..
والبيت كان خشبيا متهالكا ..
وبلا باب ..
كلها عوامل مفترضة ليكون الجو بالداخل باردا جدا ..
ولكن لم تكن هذه الملاحظة تشكل عائقا امام استمرار الاثنين بالدخول ..
كان هناك صوت أنين ..
صوت شخص يتألم ..
أشار عبدالرحمن لزياد بأن يلزم الصمت ..
ثم طلب منه بالهمس أن يتفحص الغرفة الجانبية ..
بينما سيتفحص هو الغرفة المقابلة ..
وفعلا ..
بدأ زياد يمشي بمحاذاة الحائط ليستطلع مابداخل الغرفة الاولى ..
وصل حتى الباب ..
وبدأ يسترق النظر الى مابداخل تلك الغرفة ..
ثم ..
ثم رأى مفاجأة مدوية ..
مفاجأة لم تخطر بباله ..
فبدأ يشير لعبدالرحمن بالأقتراب ..
أقترب عبدالرحمن وهو يشعر بالقلق ..
ثم همس لزياد : ماذا بك لماذا أنت خائف ؟
هل رأيت شيئا ما ؟؟
همس زياد بأذن عبدالرحمن : لقد رأيت شي مستحيل بداخل هذه الغرفة ..
قال عبدالرحمن بأهتمام : ماذا رأيت ؟؟
قال زياد : أنه نفس المهندس الغامض الذي رأيته في ذلك المنزل المهجور مع ذلك الكلب ويبدو أنه نائم ..
بدأ القلق يدب في جسم عبدالرحمن وهو يطلب من زياد أن يتراجع عن الحائط حتى يستطيع هو استراق النظر ..
وفعلا بدأ عبدالرحمن يلصق جسده بالحائط ويقترب من الباب ..
ثم رأى ذلك الرجل ..
وأصابة ذهول وخوف شديد ..
لاحظ زياد الخوف والقلق الذين حلا بعبدالرحمن فقال :
ماذا بك ؟
رد عبدالرحمن بهمس ..
أيها المجنون هل أنت متأكد أن هذا هو المهندس الذي رأيته ؟؟
رد زياد بعصبية وهو يهمس :
هل تعتقد أني مجنون ؟؟
نعم هو من رأيته في ذلك المنزل المهجور ..
ورأيته قبلها في ذلك المحل مع صديقي أيمن ..
ثم لماذا تستغرب رؤيتي له ؟؟
رد عبدالرحمن بقلق : يازياد ..
أتعلم من هذا ؟؟
رد زياد بأستغراب : من يكون ؟؟
قال عبدالرحمن : أنه علي ..
ذلك اللص ..
سائق الاسعاف ..
وسارق الاموات !!









#####################



كان عبدالرحمن مايزال يتأمل هو وزياد منظر ذلك النائم ..
بدأ زياد مرعوبا وهو يقول : هل أنت متأكد ياعبدالرحمن أنه هو ذلك اللص ؟؟
رد عبدالرحمن بعصبية : هو يازياد ..
أنه هو سبب كل هذه المصائب التي نحن عالقون فيها ..
عاد زياد يسأل : هل تتوقع أنه العقل المدبر لكل هذه الامور ؟؟
هز عبدالرحمن رأسه أيجابا : أنه هو بلا شك ..
بدأ القلق على زياد وهو يقول : ماذا سنفعل الان ؟؟
رد عبدالرحمن بسرعة : سنفاجأه حتما ..
أندهش زياد وهو يقول : هل تريد أن ندخل عليه ؟؟
رد عبدالرحمن : وهل سنكتفي بالفرجة ؟؟
واصل عبدالرحمن حديثه : أسمع ..
أنا منذ تلك الاحداث التي حصلت لي وأنا أتمنى لقاء هذا العلي ..
أنه يحمل أجابات كثيرة ..
وحتى كل أصدقائي وماحصل لي ..
حتما هو يعرف كل شي عنهم ..
بدأ زياد غير مطمئن وهو يقول :
هل سندخل سوية ؟؟
أشار له عبدالرحمن بالصمت ..
فقد كان ذلك النائم يتحرك ..
ثم يعود للسكون ..
وكان يطلق أنينا غريبا ..
وكأنه يتألم ..
ثم ..
قرر عبدالرحمن الدخول ..
وفعلا ..
دخل بسرعة ووقف على باب الغرفة وقال بصوت عالي :
مرحبا ايها اللص ؟؟
هانحن نتقابل من جديد ..
ثم ..
أنتبه عبدالرحمن وزياد الى شي غريب ..
شي مخيف ..
كان هناك جرح كبير بظهر سائق الاسعاف ..
وواضح انه تعرض لطعنة من سكين كبيرة ..
فالدماء تنزف بعنف ..
وكان واضحا أن هذا اللص يلفظ أنفاسه الاخيرة ..
أقترب عبدالرحمن منه وقال له :
علي أرجوك قبل أن أفقدك ..
قلي أين أحبتي ..
ماذا حصل لي ..
ماذا تريدون مني ؟؟
لم يكن ذلك اللص يرد بل كان يكتفي بنظرات مختلطة بالالام ..
جلس زياد ايضا قريبا وهو يسأل عبدالرحمن :
من تتوقع أنه فعل هذا الشي به ؟
رد عبدالرحمن : لاأعلم ..
ولكن يبدو أنهم لم يعودوا بحاجة اليه ..
لذلك قرروا التخلص منه ..
كان ذلك اللص علي يحرك شفتيه ببطء ..
وكان واضحا أنه يحاول قول شي ..
أقترب منه عبدالرحمن وهو يقول :
علي ..
من فعل هذا بك ؟؟
لم يكن يستطيع الاجابة ..
ولكنه ..
ضم أصابع يديه ..
وأشار الى باب الغرفة ..
الى خلف عبدالرحمن وزياد ..
ولم يكد الاثنان يلتفتان الى حيث يشير ..
حتى هوت صاعقة عليهما تماما ..
فحيث كان يشير ذلك اللص ..
كان يقف شاب ممسكا بسكين كبيرة بيديه ..
وكان ذلك الشاب يبتسم بشكل مخيف ..
بدأ عبدالرحمن وزياد يحاولان تمييز ملامح ذلك الشاب ..
ثم صرخ زياد بخوف ..
صرخ برعب وهو يقول : غير معقول !!
نعم الأمر كان غير معقول أبدا ..
فالشاب الذي كان يقف على باب تلك الغرفة حاملا السكين الكبير ..
لم يكن سوى صديقه ..
صديقه أيمن ..
أيمن بشحمه ولحمه ..






#################








كان زياد يصرخ والدموع تملأ عينيه ..
أيمن ..
ماذا حل بك ؟؟
أين كنت ؟
لم يكن يجيب أيمن بل كان يكتفي بالابتسام ..
ثم نظر الى ذلك اللص علي الملقى على الارض ..
كان سائق الاسعاف قد فارق الحياة تماما ..
ولم يكد أيمن يلاحظ ذلك حتى ..
أنطلق بسرعة مخيفة راكضا الى أعلى ذلك المنزل ..
وكان واضحا انه لم يذهب الا بعد أن تأكد من موت اللص علي ..
وكأنه كان يريد أن يضمن أن لاأجابات سيحصل عليها عبدالرحمن وزياد ..

بينما كان الاثنان لايزالان متسمران في تلك الغرفة ..
وكان واضحا أنهما لم يفيقا بعد من تلك الصدمة ..
ثم ..
تحرك عبدالرحمن بسرعة نحو تلك السلالم التي صعدها أيمن ..
وأنطلق زياد خلفه تماما ..
كانا قد وصلا الى الاعلى ..
ولم يكن يحوي ذلك الطابق العلوي سوى غرفة واحدة ..
غرفة واحدة كانت خالية من كل شي ..
ماعدا منضدة صغيرة خشبية كانت تتوسط تلك الغرفة ..
وكان موضوع عليها كتاب كبير مفتوح ..
ولم يكن هناك أثر لأيمن ..
توقف عبدالرحمن وهو ينظر الى ذلك الكتاب ..
ثم قال لزياد : صديقك فتح الكتاب ..
لم يكن زياد يعي مايقوله عبدالرحمن ..
فواصل عبدالرحمن : هذا الكتاب يازياد هو مايريده هؤلاء ..
وهذا الكتاب كان يفترض أن تكون هناك سكين كبيرة تتوسطه ..
لتمنع أستخدامه ..
وقد نزعت أنا ذات السكين في تلك المزرعة قبل هروبي ..
فأحترق المكان كاملا * ..
________________________________
* راجع الجزء الاول للحصول على تفاصيل أكثر .
________________________________

تعجب زياد وقال : أتقصد أن أيمن الان ايضا نزع السكين ؟
قال عبدالرحمن : الم تكن ترى تلك السكين التي كان يحملها ؟؟
أنها هي ..
كان زياد مندهشا وعاد يسأل :
ولكن لماذا لم يحترق المكان مثلما حصل معك ؟؟
رد عبدالرحمن بسرعة ..
ربما لأن صديقك قتل بذات السكين ذلك اللص علي ..
كانت هذه الاجابة يمثابة الصدمة لزياد ..
عاد زياد ليسأل عبدالرحمن : لماذا كان ايمن يتجاهل كلامي وكان يبتسم ؟
رد عبدالرحمن بحزن : ربما لأنهم تمكنوا منه تماما ..
ألا ترى أنه قتل ذلك اللص علي ؟؟
يبدو أنهم يريدون أن يكون صديقك أيمن الان هو بديل ذلك اللص علي ..
وأنهم يعولون عليه كثيرا ليكون أملهم في تحقيق مايريدون ..
كانت دموع زياد تنهمر وهو يقول : عبدالرحمن ..
أرجوك يجب أن نمنع كل هذا ..
لم يجيب عبدالرحمن ..
بل أقترب من الكتاب ..
ثم أخرج بعض أعواد الثقاب من جيبه ..
وطلب من زياد أن يبتعد ..
ثم قال وهو يشعل عود الثقاب ..
الان سينتهي كل شي ..
وسأفسد متعتكم أيها المجانين ..
وبدأ عبدالرحمن يشعل ذلك الكتاب ..
ثم ..
لم يكد يشتعل ذلك الكتاب ..
ألا ولمع في المكان ضوء مخيف ..
ضوء قوي جدا ..
سقط بعده عبدالرحمن وزياد مغمى عليهم ..
كيف لا ..
وذلك السطوع المفاجئ والقوي كان كافيا لأن يفقد بشريا بصره ..
وعاد الهدوء للمكان ..








####################









أستيقظ عبدالرحمن من تلك الغيبوبة وهو يرى زياد ملقى بجانبه ..
بدأ يحاول أيقاظ زياد ..
وفعلا بدأ زياد يستيقظ تدريجيا ..
كانا يجهلان المكان الذي هم فيه الان ..
انهم الان بجانب أحد الطرق السريعة ..
ولايعلمان كيف وصلا الى هنا ..
بدأ زياد يسأل : أين نحن ؟
رد عبدالرحمن : لاأعلم ..
ولكن الاكيد أننا لم نعد في مكاننا السابق ..
نهض زياد وهو يقول : مالذي حدث ؟؟
رد عبدالرحمن بسرعة : أحرقنا الكتاب ثم بهرنا ذلك الضوء القوي ..
والحمد لله أنه لم يفقدنا أبصارنا ..
كان الاثنان يسيرا بأتجاه ذلك الخط السريع ..
وعاد زياد للتساؤل : أتعتقد أن كل شي أنتهى ؟؟
ضحك عبدالرحمن وقال : أتمنى ذلك ..
فعلا ..
كان الاثنين يتمنيان أن يعودا الى مدينتهما ويجدا أن هذا الكابوس أنتهى ..
كل منهم يتمنى أن يعود الى مدينته ويجد أحبته كما هم ..
زياد كان يتمنى أن يجد أيمن بأنتظاره ..
وعبدالرحمن يتمنى أن يجد كل شي كما كان قبل تلك الحادثة الاولى ..
صحيح أنها سبع سنوات مرت ..
ولكن فراق أولئك الاحبة صعب ..
وصل الاثنين الى الطريق السريع وبدأ بالاشارة للسيارات المارة ..
توقفت لهما سيارة شرطة كانت تمر بالصدفة من المكان ..
ثم أشار لهما السائق وصديقه بالركوب ..
ركبا في الخلف ..
وهما يضحكان ...
كانا يضحكان كيف أنهم قبل ساعات كانا يهربان من الشرطة ..
والان هاهم يركبون سيارة الشرطة بطوعهما ..
سألهم سائق سيارة الشرطة : مالذي جاء بكما الى هذه المنطقة النائية ؟؟
هل تعطلت سيارتكما ؟
أبتسم زياد وهو يقول : أنها قصة طويلة لن يصدقها عقل بشري ..
قاطع عبدالرحمن حديث زياد وهو يقول للشرطي الاخر :
من فضلك ..
أين نحن الان ؟
ماهي هذه المنطقة ؟؟
قال الشرطي بتعجب ..
أنت في الجزء الشرقي من البلاد ..
لماذا ألست تعرف أين أنت ؟؟
كان زياد وعبدالرحمن يبتسمان ..
لأنهما يعلمان أن مامن مخلوق سيصدقهما ..
ولكن عبدالرحمن أكتفى بالقول للشرطي :
يكفي أن كل شي أنتهى ..
أنتهى ذلك الكتاب تماما ..
عاد الشرطي ليتبادل نظرات أستغراب مع صديقه ثم قال لعبدالرحمن :
أمركما غريب ..
يبدو أنكما تهذيان ..
أو كنتما تائهان ..
ساد صمت طويل بعد هذه العبارة ..
وصلت سيارة الشرطة الى أحدى محطات الوقود التي تنتصف ذلك الطريق ..
ثم أشار سائق سيارة الشرطة الى عبدالرحمن وزياد بأن يذهبا الى ذلك المحل الذي يتوسط تلك المحطة فمن هناك سيستقلان الباص الى مدينتهما ..
شكر عبدالرحمن وزياد رجلا الشرطة وانصرفا ..


ولم يكد ذلك الشرطي يبتعد بسيارة الشرطة ..
حتى ألتفت الى صديقه الذي يرافقه وقال له :
هل تعتقد أنهما الان مؤمنان بأنهما قضيا على الكتاب تماما ..
أبتسم زميله وهو يقول : هذا أفضل ..
دعهم يتصورون أن كل شي قد أنتهى ..
على الأقل سيكون لدينا وقت كبير لأنهاء ماتبقى من مخططنا ..
ضحك زميله وقال : نعم أنت محق ..
وواصلا ضحكاتهم المخيفة وهما ينطلقان بسيارة الشرطة ..
ثم ...
أختفت تلك السيارة بهدوء ..
وكأنها لم تكن موجودة على ذلك الطريق قبل قليل ..
وعاد الهدوء يسود الطريق ..
يسوده
تماما ...
إنــتــهــت

رد مع اقتباس
  #5  
قديم April 3, 2015, 02:47 PM
 
رد: رواية جوال المرأة الميتة للكاتبة عربية والفخر ليه

[CENTER]
يبدو أن الامر له علاقة بثقوب الزمن "
قطع زياد بهذه العبارة حالة الذكرى التي أنتابت عبدالرحمن ..
ثم لاحظ زياد تلك الدموع بعيني عبدالرحمن فقال :
عبدالرحمن ماذا بك ؟
هل هناك مايضايقك ؟؟
رد عبدالرحمن بسرعة :
لا لاشي يازياد ..
ماذا كنت تقول بخصوص ثقوب الزمن ؟؟
تجاهل زياد تهرب عبدالرحمن من الاجابة وقال:
اقصد هذه الممرات التي وجدناها ونقلنا الاول الى ذلك البيت القديم المهجور ..
ثم الان الممر الثاني يأتي بنا الى هذه المزرعة المهجورة التي كانت قد أختفت بعد أحداثك مباشرة ..
اعتقد أنها كتبرير منطقي ليست سوى شي يؤكد نظرية ثقوب الزمن ..
كانت علامات التعجب تملأ محيا عبدالرحمن ..
فواصل زياد : نظرية ثقوب الزمن ..
نظرية قديمة ..
وهناك مايسمى بالثقوب ..
مثل الثقب الدودي ..
ردد عبدالرحمن : الثقب الدودي ؟؟
واصل زياد قوله : لقد قرأت كثيرا عن هذه النظريات وهي تعرفه فيزيائيا بأنه ممرإفتراضي للسفر عبر الزمن وذلك عبر طريق مختصر خلال الزمكان ..
والنظرية الكاملة تشتمل على ثقب أسود وثقب أبيض وكونان أو زمانان يربط بين افق كلا منهما نفق دودي أو ثقب دودي ..
لذا يفترض في الثقب الدودي أن لديه على الاقل فتحتان تتصلان ببعضهما بواسطة ممر واحد ..
وإذا كان الثقب الدودي مؤهلا للسفر ..
فإن للمادة إماكنية الإنتقال من فتحة إلى اخرى بعبور هذا الممر ..
وللان ليس هناك دليل فعلي للسفرعبرالزمن من خلال عبور الثقب الدودي ..
ولكنه إفتراض فيزيائي معروف ويعتبر كحل صحيح من حلول نظرية النسبية لإينشتاين * ..
__________________________________________________ __________
* كل ماورد أعلاه هو معلومات علمية ونظرية حقيقية ولكن الى يومنا هذا لم تثبت صحتها من عدمها ولاتوجد أي تجربة حقيقية للسفر عبر الزمن .
__________________________________________________ __________

ضحك عبدالرحمن وهو يردد :
اينشتاين ..
أنه ليس سوى معتوه كان يحلم كثيرا ..
قاطعه زياد وهو يقول :
وهل تعتقد أن كل مايحدث لنا الان هو حلم ؟؟
رد عبدالرحمن بسرعة :
لا ..
ولكن فلنقل أنه نوع من السحر ..
ردد زياد : سحر ؟
واصل عبدالرحمن : يازياد ان عمليات السحر لاتتوقف عند حد معين ..
هناك مواقع كاملة تستطيع الجن أخفائها ..
هل تصدق ان ساحرا هنديا عام 1856 م أستطاع أن يخفي قرية كاملة عن أعين البشر لمدة 4 أشهر بسبب أن الحكومة وقتها كانت تنتظر محاصيل أهل تلك القرية وتاخذها بالقوة *
_____________________
• حقيقة
_____________________

رد زياد بسرعة : ياعبدالرحمن نحن وكأننا سنختلف كثيرا ..
الوقت الان بدأ في النفاذ ..
مالحل ؟؟
كان عبدالرحمن يتأهب للعودة الى داخل البئر وهو يقول :
الحل ؟؟
سنعود الى تلك الممرات ..
هل نسيت أنه تبقى خوض ممر اخير ؟؟
نزل الاثنان ذلك السلم بسرعة ..
ثم قاطع الصمت الذي حل سؤال طرحه زياد :
الا تلاحظ شيئا ياعبدالرحمن ؟
ان كل المواقع التي نقلتنا تلك الممرات اليها لم نشاهد خلالها أي انسان أو أي شي يدل على الحياة ؟؟
كانت ملاحظته صحيحة ..
لكن يبدو أن الغموض الذي لف هذه الاحداث من بدايتها جعلت هذه الملاحظة تمر مرور الكرام ..
كان الاثنين قد وصلا الى تلك المساحة التي تحوي الممرات الثلاث ..
الممرات التي تحمل غموض كبير ..
كيف لا ..
وهاهي اثنين منها مجرد الدخول فيها ينقل الشخص من ارض الى اخرى ..
كيف يتم هذا الانتقال ؟؟
ومالسر خلفه ؟؟
اشياء لم يعد مغري البحث عن اجابات لها ..
كم هي مؤلمة الحيرة ..
كان الاثنان يتفقان على هذه الجزئيات ..
قطع كل هذه الهواجس صوت زياد وهو يقول :
أذن تبقى هذا الممر ياعبدالرحمن ..
ضحك عبدالرحمن ورد : أجل ..
ولكن أين يمكن أن يستقر بنا هذا الممر في هذه المرة ؟
اتجها بثقة صوب الممر وزياد يقول :
أتمنى فقط أن يكون بأتجاه ماينهي هذه الامور كلها ..
فكم أتوق الى الكف عن الخوف والحيرة التي ترافقنا منذ بداية هذه الامور ..
كان الاثنين يقطعان الممر الاخير بسرعة ..
وصلا السلم المعتاد ..
وكسابقيه كان ينتهي ببئر مغلق ..
تعاون الاثنان وفتحا ذلك الغطاء الثقيل ..
وبدأ لهما المكان الجديد ..
كان مكان غير مألوف للأثنين ..
عبارة عن بئر في أرض قديمة ..
بدأ الاثنين يتفحصان المكان ..
وضحت لهما مقبرة قريبة ..
ويتوسطها منزل خشبي غريب ..
كان ذلك المنزل يبدو وكأن الحياة تدب فيه ..
غريب هذا الامر ..
" أي بشر هذا الذي يفكر ببناء مثل هذا المنزل وسط تلك المقابر " ؟؟
كان عبدالرحمن يردد هذه العبارة على مسامع زياد ..
ولكن زياد تجاهل هذه الملاحظة تماما ..
لاحظ زياد تلك الرياح الباردة التي تهب على المكان ..
فقال مخاطبا عبدالرحمن : الجو بارد جدا هنا ..
ألا يوحي لك ذلك بشي ؟
أبتسم عبدالرحمن بثقة وهو يقول : بلا ..
أننا في الجزء الشمالي من البلاد ..
أزدادت دهشة زياد وهو يقول : لاتقل لي أن ..
قاطعه عبدالرحمن : بلى ..
هذا هو الموقع الذي كانت تشير أليه الخريطة ..
هذه هي المقبرة ..
وأشار عبدالرحمن بيديه الى ذلك البرج الكبير الذي كان يجاور المقبرة بمسافة ليست بالبعيدة ..
نظر زياد الى ذلك البرج وصرخ مستغربا :
نعم أنها تلك المقبرة الموجودة بالخريطة ..
وهذا البرج كان محددا في تلك الخريطة بشكل مميز ..
ألتفت اليه عبدالرحمن وقال : أمازلت تستغرب ..
دع عنك الاندهاش ..
وهلم بنا لنتفحص ذلك المنزل الخشبي ..
الغريب أن ذلك المنزل كان بلا باب ..
نعم ..
لايوجد باب ..
دخل عبدالرحمن وتبعه زياد ..
كان ذلك المنزل دافئا جدا بعكس المتوقع ..
الجو البارد خارجا ..
والبيت كان خشبيا متهالكا ..
وبلا باب ..
كلها عوامل مفترضة ليكون الجو بالداخل باردا جدا ..
ولكن لم تكن هذه الملاحظة تشكل عائقا امام استمرار الاثنين بالدخول ..
كان هناك صوت أنين ..
صوت شخص يتألم ..
أشار عبدالرحمن لزياد بأن يلزم الصمت ..
ثم طلب منه بالهمس أن يتفحص الغرفة الجانبية ..
بينما سيتفحص هو الغرفة المقابلة ..
وفعلا ..
بدأ زياد يمشي بمحاذاة الحائط ليستطلع مابداخل الغرفة الاولى ..
وصل حتى الباب ..
وبدأ يسترق النظر الى مابداخل تلك الغرفة ..
ثم ..
ثم رأى مفاجأة مدوية ..
مفاجأة لم تخطر بباله ..
فبدأ يشير لعبدالرحمن بالأقتراب ..
أقترب عبدالرحمن وهو يشعر بالقلق ..
ثم همس لزياد : ماذا بك لماذا أنت خائف ؟
هل رأيت شيئا ما ؟؟
همس زياد بأذن عبدالرحمن : لقد رأيت شي مستحيل بداخل هذه الغرفة ..
قال عبدالرحمن بأهتمام : ماذا رأيت ؟؟
قال زياد : أنه نفس المهندس الغامض الذي رأيته في ذلك المنزل المهجور مع ذلك الكلب ويبدو أنه نائم ..
بدأ القلق يدب في جسم عبدالرحمن وهو يطلب من زياد أن يتراجع عن الحائط حتى يستطيع هو استراق النظر ..
وفعلا بدأ عبدالرحمن يلصق جسده بالحائط ويقترب من الباب ..
ثم رأى ذلك الرجل ..
وأصابة ذهول وخوف شديد ..
لاحظ زياد الخوف والقلق الذين حلا بعبدالرحمن فقال :
ماذا بك ؟
رد عبدالرحمن بهمس ..
أيها المجنون هل أنت متأكد أن هذا هو المهندس الذي رأيته ؟؟
رد زياد بعصبية وهو يهمس :
هل تعتقد أني مجنون ؟؟
نعم هو من رأيته في ذلك المنزل المهجور ..
ورأيته قبلها في ذلك المحل مع صديقي أيمن ..
ثم لماذا تستغرب رؤيتي له ؟؟
رد عبدالرحمن بقلق : يازياد ..
أتعلم من هذا ؟؟
رد زياد بأستغراب : من يكون ؟؟
قال عبدالرحمن : أنه علي ..
ذلك اللص ..
سائق الاسعاف ..
وسارق الاموات !!









#####################



كان عبدالرحمن مايزال يتأمل هو وزياد منظر ذلك النائم ..
بدأ زياد مرعوبا وهو يقول : هل أنت متأكد ياعبدالرحمن أنه هو ذلك اللص ؟؟
رد عبدالرحمن بعصبية : هو يازياد ..
أنه هو سبب كل هذه المصائب التي نحن عالقون فيها ..
عاد زياد يسأل : هل تتوقع أنه العقل المدبر لكل هذه الامور ؟؟
هز عبدالرحمن رأسه أيجابا : أنه هو بلا شك ..
بدأ القلق على زياد وهو يقول : ماذا سنفعل الان ؟؟
رد عبدالرحمن بسرعة : سنفاجأه حتما ..
أندهش زياد وهو يقول : هل تريد أن ندخل عليه ؟؟
رد عبدالرحمن : وهل سنكتفي بالفرجة ؟؟
واصل عبدالرحمن حديثه : أسمع ..
أنا منذ تلك الاحداث التي حصلت لي وأنا أتمنى لقاء هذا العلي ..
أنه يحمل أجابات كثيرة ..
وحتى كل أصدقائي وماحصل لي ..
حتما هو يعرف كل شي عنهم ..
بدأ زياد غير مطمئن وهو يقول :
هل سندخل سوية ؟؟
أشار له عبدالرحمن بالصمت ..
فقد كان ذلك النائم يتحرك ..
ثم يعود للسكون ..
وكان يطلق أنينا غريبا ..
وكأنه يتألم ..
ثم ..
قرر عبدالرحمن الدخول ..
وفعلا ..
دخل بسرعة ووقف على باب الغرفة وقال بصوت عالي :
مرحبا ايها اللص ؟؟
هانحن نتقابل من جديد ..
ثم ..
أنتبه عبدالرحمن وزياد الى شي غريب ..
شي مخيف ..
كان هناك جرح كبير بظهر سائق الاسعاف ..
وواضح انه تعرض لطعنة من سكين كبيرة ..
فالدماء تنزف بعنف ..
وكان واضحا أن هذا اللص يلفظ أنفاسه الاخيرة ..
أقترب عبدالرحمن منه وقال له :
علي أرجوك قبل أن أفقدك ..
قلي أين أحبتي ..
ماذا حصل لي ..
ماذا تريدون مني ؟؟
لم يكن ذلك اللص يرد بل كان يكتفي بنظرات مختلطة بالالام ..
جلس زياد ايضا قريبا وهو يسأل عبدالرحمن :
من تتوقع أنه فعل هذا الشي به ؟
رد عبدالرحمن : لاأعلم ..
ولكن يبدو أنهم لم يعودوا بحاجة اليه ..
لذلك قرروا التخلص منه ..
كان ذلك اللص علي يحرك شفتيه ببطء ..
وكان واضحا أنه يحاول قول شي ..
أقترب منه عبدالرحمن وهو يقول :
علي ..
من فعل هذا بك ؟؟
لم يكن يستطيع الاجابة ..
ولكنه ..
ضم أصابع يديه ..
وأشار الى باب الغرفة ..
الى خلف عبدالرحمن وزياد ..
ولم يكد الاثنان يلتفتان الى حيث يشير ..
حتى هوت صاعقة عليهما تماما ..
فحيث كان يشير ذلك اللص ..
كان يقف شاب ممسكا بسكين كبيرة بيديه ..
وكان ذلك الشاب يبتسم بشكل مخيف ..
بدأ عبدالرحمن وزياد يحاولان تمييز ملامح ذلك الشاب ..
ثم صرخ زياد بخوف ..
صرخ برعب وهو يقول : غير معقول !!
نعم الأمر كان غير معقول أبدا ..
فالشاب الذي كان يقف على باب تلك الغرفة حاملا السكين الكبير ..
لم يكن سوى صديقه ..
صديقه أيمن ..
أيمن بشحمه ولحمه ..






#################








كان زياد يصرخ والدموع تملأ عينيه ..
أيمن ..
ماذا حل بك ؟؟
أين كنت ؟
لم يكن يجيب أيمن بل كان يكتفي بالابتسام ..
ثم نظر الى ذلك اللص علي الملقى على الارض ..
كان سائق الاسعاف قد فارق الحياة تماما ..
ولم يكد أيمن يلاحظ ذلك حتى ..
أنطلق بسرعة مخيفة راكضا الى أعلى ذلك المنزل ..
وكان واضحا انه لم يذهب الا بعد أن تأكد من موت اللص علي ..
وكأنه كان يريد أن يضمن أن لاأجابات سيحصل عليها عبدالرحمن وزياد ..

بينما كان الاثنان لايزالان متسمران في تلك الغرفة ..
وكان واضحا أنهما لم يفيقا بعد من تلك الصدمة ..
ثم ..
تحرك عبدالرحمن بسرعة نحو تلك السلالم التي صعدها أيمن ..
وأنطلق زياد خلفه تماما ..
كانا قد وصلا الى الاعلى ..
ولم يكن يحوي ذلك الطابق العلوي سوى غرفة واحدة ..
غرفة واحدة كانت خالية من كل شي ..
ماعدا منضدة صغيرة خشبية كانت تتوسط تلك الغرفة ..
وكان موضوع عليها كتاب كبير مفتوح ..
ولم يكن هناك أثر لأيمن ..
توقف عبدالرحمن وهو ينظر الى ذلك الكتاب ..
ثم قال لزياد : صديقك فتح الكتاب ..
لم يكن زياد يعي مايقوله عبدالرحمن ..
فواصل عبدالرحمن : هذا الكتاب يازياد هو مايريده هؤلاء ..
وهذا الكتاب كان يفترض أن تكون هناك سكين كبيرة تتوسطه ..
لتمنع أستخدامه ..
وقد نزعت أنا ذات السكين في تلك المزرعة قبل هروبي ..
فأحترق المكان كاملا * ..
________________________________
* راجع الجزء الاول للحصول على تفاصيل أكثر .
________________________________

تعجب زياد وقال : أتقصد أن أيمن الان ايضا نزع السكين ؟
قال عبدالرحمن : الم تكن ترى تلك السكين التي كان يحملها ؟؟
أنها هي ..
كان زياد مندهشا وعاد يسأل :
ولكن لماذا لم يحترق المكان مثلما حصل معك ؟؟
رد عبدالرحمن بسرعة ..
ربما لأن صديقك قتل بذات السكين ذلك اللص علي ..
كانت هذه الاجابة يمثابة الصدمة لزياد ..
عاد زياد ليسأل عبدالرحمن : لماذا كان ايمن يتجاهل كلامي وكان يبتسم ؟
رد عبدالرحمن بحزن : ربما لأنهم تمكنوا منه تماما ..
ألا ترى أنه قتل ذلك اللص علي ؟؟
يبدو أنهم يريدون أن يكون صديقك أيمن الان هو بديل ذلك اللص علي ..
وأنهم يعولون عليه كثيرا ليكون أملهم في تحقيق مايريدون ..
كانت دموع زياد تنهمر وهو يقول : عبدالرحمن ..
أرجوك يجب أن نمنع كل هذا ..
لم يجيب عبدالرحمن ..
بل أقترب من الكتاب ..
ثم أخرج بعض أعواد الثقاب من جيبه ..
وطلب من زياد أن يبتعد ..
ثم قال وهو يشعل عود الثقاب ..
الان سينتهي كل شي ..
وسأفسد متعتكم أيها المجانين ..
وبدأ عبدالرحمن يشعل ذلك الكتاب ..
ثم ..
لم يكد يشتعل ذلك الكتاب ..
ألا ولمع في المكان ضوء مخيف ..
ضوء قوي جدا ..
سقط بعده عبدالرحمن وزياد مغمى عليهم ..
كيف لا ..
وذلك السطوع المفاجئ والقوي كان كافيا لأن يفقد بشريا بصره ..
وعاد الهدوء للمكان ..








####################









أستيقظ عبدالرحمن من تلك الغيبوبة وهو يرى زياد ملقى بجانبه ..
بدأ يحاول أيقاظ زياد ..
وفعلا بدأ زياد يستيقظ تدريجيا ..
كانا يجهلان المكان الذي هم فيه الان ..
انهم الان بجانب أحد الطرق السريعة ..
ولايعلمان كيف وصلا الى هنا ..
بدأ زياد يسأل : أين نحن ؟
رد عبدالرحمن : لاأعلم ..
ولكن الاكيد أننا لم نعد في مكاننا السابق ..
نهض زياد وهو يقول : مالذي حدث ؟؟
رد عبدالرحمن بسرعة : أحرقنا الكتاب ثم بهرنا ذلك الضوء القوي ..
والحمد لله أنه لم يفقدنا أبصارنا ..
كان الاثنان يسيرا بأتجاه ذلك الخط السريع ..
وعاد زياد للتساؤل : أتعتقد أن كل شي أنتهى ؟؟
ضحك عبدالرحمن وقال : أتمنى ذلك ..
فعلا ..
كان الاثنين يتمنيان أن يعودا الى مدينتهما ويجدا أن هذا الكابوس أنتهى ..
كل منهم يتمنى أن يعود الى مدينته ويجد أحبته كما هم ..
زياد كان يتمنى أن يجد أيمن بأنتظاره ..
وعبدالرحمن يتمنى أن يجد كل شي كما كان قبل تلك الحادثة الاولى ..
صحيح أنها سبع سنوات مرت ..
ولكن فراق أولئك الاحبة صعب ..
وصل الاثنين الى الطريق السريع وبدأ بالاشارة للسيارات المارة ..
توقفت لهما سيارة شرطة كانت تمر بالصدفة من المكان ..
ثم أشار لهما السائق وصديقه بالركوب ..
ركبا في الخلف ..
وهما يضحكان ...
كانا يضحكان كيف أنهم قبل ساعات كانا يهربان من الشرطة ..
والان هاهم يركبون سيارة الشرطة بطوعهما ..
سألهم سائق سيارة الشرطة : مالذي جاء بكما الى هذه المنطقة النائية ؟؟
هل تعطلت سيارتكما ؟
أبتسم زياد وهو يقول : أنها قصة طويلة لن يصدقها عقل بشري ..
قاطع عبدالرحمن حديث زياد وهو يقول للشرطي الاخر :
من فضلك ..
أين نحن الان ؟
ماهي هذه المنطقة ؟؟
قال الشرطي بتعجب ..
أنت في الجزء الشرقي من البلاد ..
لماذا ألست تعرف أين أنت ؟؟
كان زياد وعبدالرحمن يبتسمان ..
لأنهما يعلمان أن مامن مخلوق سيصدقهما ..
ولكن عبدالرحمن أكتفى بالقول للشرطي :
يكفي أن كل شي أنتهى ..
أنتهى ذلك الكتاب تماما ..
عاد الشرطي ليتبادل نظرات أستغراب مع صديقه ثم قال لعبدالرحمن :
أمركما غريب ..
يبدو أنكما تهذيان ..
أو كنتما تائهان ..
ساد صمت طويل بعد هذه العبارة ..
وصلت سيارة الشرطة الى أحدى محطات الوقود التي تنتصف ذلك الطريق ..
ثم أشار سائق سيارة الشرطة الى عبدالرحمن وزياد بأن يذهبا الى ذلك المحل الذي يتوسط تلك المحطة فمن هناك سيستقلان الباص الى مدينتهما ..
شكر عبدالرحمن وزياد رجلا الشرطة وانصرفا ..


ولم يكد ذلك الشرطي يبتعد بسيارة الشرطة ..
حتى ألتفت الى صديقه الذي يرافقه وقال له :
هل تعتقد أنهما الان مؤمنان بأنهما قضيا على الكتاب تماما ..
أبتسم زميله وهو يقول : هذا أفضل ..
دعهم يتصورون أن كل شي قد أنتهى ..
على الأقل سيكون لدينا وقت كبير لأنهاء ماتبقى من مخططنا ..
ضحك زميله وقال : نعم أنت محق ..
وواصلا ضحكاتهم المخيفة وهما ينطلقان بسيارة الشرطة ..
ثم ...
أختفت تلك السيارة بهدوء ..
وكأنها لم تكن موجودة على ذلك الطريق قبل قليل ..
وعاد الهدوء يسود الطريق ..
يسوده
تماما ...
إنــتــهــت

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية رواية بعثرت أرواح عاشقة للكاتبة إكراموا Yaqot روايات و قصص منشورة ومنقولة 31 March 30, 2015 05:47 PM
رواية بعد الغياب للكاتبة أنفاس قطر Yaqot روايات و قصص منشورة ومنقولة 64 March 18, 2015 03:15 PM
ملخص رواية سلالم النهار -رواية للكاتبة فوزية شويس السالم Yaqot روايات و قصص منشورة ومنقولة 0 May 8, 2014 10:41 AM
تحميل رواية جسر بنات يعقوب ، من أفضل مئة رواية عربية نسخة معالجة وصفحات فردية معرفتي الكتب المعالجة والمخفضة 133 October 26, 2013 12:46 PM
رواية ملحمة العشاق / للكاتبة سهر SEO الروايات والقصص العربية 0 October 22, 2012 02:05 PM


الساعة الآن 03:11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر