فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم December 11, 2014, 02:14 PM
 
التسامح ونبذ العنف د-سويسى الظايط

بسم الله الرحمن الرحيم ::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ::
التسامح ونبذ العنف
اعداد –د-سويسى رمضان الظايط
تحديد المفاهيم
أولا: التسامح
يعني التسامح مجموعة السلوكيات والممارسات الفردية والجماعية التي تهدف إلى نبذ التطرف والتعصب، وتقويم كل من يعتقد أو يتصرف بطريقة مخالفة للقيم السائدة، وإعادته إلى الطريق الصحيح، بما يتوافق وقيم المجتمع الذي يعيش فيه.
واساس التسامح الاقتناع بالاية ((أُدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن « (النحل : 125)
ويمكن أن يتخذ التسامح كنمط اجتماعي متصل سواء في علاقة الإفراد فيما بينهم .
وان اول من اشار الى التسامح العرقي هو الرسول الكريم في خطبة حجة الوداع عندما قال : إن أباكم واحدٌ, كلكم لآدم وآدم من تراب, إن أكرمكم عند الله أتقاكم, ليس لعربي فضل على أعجمي إلا بالتقوى.
وعندما يسود التسامح والتعايش السلمي بين أفراد المجتمع، فانه يؤدي بالنتيجة إلى ترسيخ ثقافة الاحترام المتبادل بينهم .
ثانياً: نبذ العنف :
ان نبذ العنف يعنى ترك كل ما يؤدى الى اتخاذ سلوكيات قولية او فعلية عنيفه تجاه الاخريين بوازع انسانى ومجتمعى ودينى .
ولقد نصت المادتان (1،2) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على : أن جميع الناس يولدون أحرارا متساوين في الكرامة والحقوق وقد وهبوا العقل والوجدان وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضا بروح الإخاء. لجميع الناس التمتع بهذه الحقوق بلا تمييز بسبب العنصر أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر ودون تفريق بين الرجال والنساء».


اسباب الاتجاه الى السلوك العنيف :-
اولا :التسلط والجمود في التفكير.
ثانيا :اللجوء إلى العنف لتحقيق الغايات.
ثالثا :التمركز حول الذات وعدم تقبل الحوار مع الآخرين.

وهذا التمركز مرتبط بامرين هما :
الامر الاول : عوامل مرتبطة بالفرد وتكوينه النفسي وهى :
1- محاولة الفرد إشباع بعض حاجاته بكافة الطرق الشرعية والغير شرعية .
2-رضوخ الفرد تحت ظروف الفقر ولفترة كبيرة :
3- الإحباطات المختلفة التى تواجه الفرد خلال حياته اليومية
الامر الثانى : عوامل مرتبطه بمحيط بالفرد وهى :
1- الأسرة: قد تقوم الأسرة بدور تنمية الاتجاه العنصري لدى أطفالها.
2- الرفقة والجيرة: أيضا لهم دورهم في تنمية هذا السلوكيات بانواعها .

وسائل التغلب على السلوكيات العنيفة
ويمكن إجمال الوسائل التي تؤدي إلى التحرر من السلوكيات التى تؤدى الى العنف وهى كالتالي :
1-الفهم السليم للتعاليم الدينية .وعدم ربط الأفعال العدوانية للمتعصبين بالدين .
2-التعايش السلمي وتقبل الحوار بين الثقافات والأديان:
3-التمسك بمبادئ الإسلام وقيمه.
4-الاعتراف بالخطأ وتقبل النقد من الآخرين.
5-مقاومة الفتن والإعلام المضلل.
وان من سمات المجتمع المجتمع المتسامح ما يلى : -
1-التعاون مع المؤسسات والافراد والاستفادة مما عندهم من معارف وخبرات.
2-الإفادة من ثورة الاتصالات والمعرفه العالمية بكل اشكالها .
3-ترسيخ البناء التربوي للفرد المسلم القائم على الثوابت المؤسّسة للثقة في الذات. والعاملة على تشكيل الشخصية المتكاملة المحصنة ضد المفاسد.
4-الاهتمام بالبحث العلمي والتعامل مع العلوم المعاصرة على أساس نظرة الإسلام المتميزة للكون والحياة والإنسان .
ولعلنا لا نجانب الصواب حين القول: أن الآية القرآنية التي تقول {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير}.. (الحجرات، الآية 13). هي التي تبلور نمط العلاقة الحضارية مع الآخر.
ومقولة التعارف هنا تؤسس للحقائق والمنهجيات التالية:
1- الاعتراف بالآخر، حيث أنه لا يمكن أن تنطلق في مشروع التعارف مع الآخرين بدون الاعتراف بوجودهم وآرائهم وأفكارهم. فالتعارف يقتضي الاعتراف أن في الوجود أو المجتمع أو الوطن آخرين.
2- توفر الاستعداد النفسي والاجتماعي والأخلاقي لبناء علاقة تعارف متواصلة مع الآخرين.
3- إن التعارف في مضمونه وآفاقه، ينطوي على دعوة عميقة وجوهرية لمعرفة الآخر من خلال استكشافه وولوج منظوماته وقراءته كما هو، بعيداً عن الذاتية التي تسقط على هذا الآخر عصبيتها الاجتماعية والفكرية






كلمه اخيرة عن دور المدرسة والبيت ::
ان تنشئة الطفل وتربيته على الاعتزاز بالهوية وعلى الشعور بالإنتماء الحضاري والإنساني مع التشبع بثقافة التآخي والتسامح واحترام وحب الآخرين والإنفتاح على المجتمعات الأخرى ونبذ التعصب بجميع أشكاله الدينية والمذهبية والطائفية والعرقية هي مسؤولية الحاضنة الأولى للطفل أي الأسرة . ثم المدرسة والمجتمع بصورة عامة.
ومن العوامل التي تساعد على تنشئة الطفل التنشئة الحقة بعيدا عن العنف : عامل الحوافز النفسية والتشجيع والثناء. إن تقديم التشجيع والثناء والحوافز الأخرى للطفل مقابل قيامه بعمل ما يعد أسلوبا نافعا لكي يدرك الطفل بأن كل عمل يؤديه له مردود مادي أو معنوي. ولكن على الآباء والمربين ألاّ يجعلوا هذه الحوافز عملا دائما يركن إليه الطفل فيصبح اتكاليا متكاسلا في عمله.
أما دور المدرسة فهو متمم لدور الأسرة في تعزيز شخصية الطفل الخالية من العقد والمنفتحة على المجتمع.فالتعاون والتواصل بين البيت والمدرسة من الأهمية بمكان لأن الاتصال الشخصي الجماعي كمجالس الآباء أو الفردي يكون سببا في التفاهم بين البيت والمدرسة على معايير سلوكية معينة يحب الأهل أن تراعيها المدرسة بحيث ألا يكون هناك تناقض في التربية بين البيت والمدرسة .
ولابد وان يكون هناك تواصل ما بين المدرسة والبيت لحل اشكاليات السلوكيات العنيفه عن الطلاب ، حتى لا يقع اولادنا في حيرة من أمرهم عندما يسمعون أو يرون شيئا في البيت يتناقض مع ما يسمعونه أو يرونه في المدرسة أو العكس بالعكس.
وبإيجاز شديد، على الآباء والمربين أن يكونوا القدوة الصالحة والأسوة الحسنة للأطفال في كل سلوكاتهم وتصرفاتهم لأن الطفل مفطور على التقليد والمحاكاة ويكتسب سلوكياته من خلال ما يراه حوله. فإذا كان الأب متسامحا ومحبا وعادلا وصادقا ومحترما للآخرين فلا بد من أن يقتدي به أطفاله في الفعل والتصرف. فالصغار على ما يعودون عليه .

اعداد //الدكتور- سويسى رمضان الظايط – محاضرات فى التعامل مع الاخرين -مركز الارشاد النفسى -جامعة المنيا - 2014م - 1436.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم December 11, 2014, 06:22 PM
 
رد: التسامح ونبذ العنف د-سويسى الظايط

شكرًا لك أخي الكريم على هذه المعلومة. وطاب يومك
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المراهقة /د-سويسى الظايط د-سويسى الظايط الاسرة والمجتمع 0 March 26, 2014 01:05 PM
صعوبات التعلم د-سويسى الظايط د-سويسى الظايط الاسرة والمجتمع 0 January 29, 2014 02:15 PM
ابو بكر من هو //د-سويسى الظايط د-سويسى الظايط الاسرة والمجتمع 0 July 20, 2013 06:10 PM


الساعة الآن 02:08 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر