فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > اقسام الحياة العامه > النصح و التوعيه

النصح و التوعيه مقالات , إرشادات , نصح , توعيه , فتاوي , احاديث , احكام فقهيه



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم November 30, 2014, 10:37 AM
 
الإحسان من منظور كتاب الله

إن الإحسان في القرآن الكريم له معنى أوسع من كونه مجرد إحسان العبادة لله تعالى, فهو يتجاوز هذا المعنى إلى آفاق ومعان أخرى تشمل الأخلاقيات والسلوكيات الحياتية كافة.
وقد وردت كلمة ((حسن)) بتصريفاتها في القرآن الكريم سبعاً وثلاثين مرة ، معظمها جاءت تحمل معاني خير الجزاء على فعل الإحسان إضافة لمعان أخرى. وهذه بعض منها :
أولاً ـ قال الله تعالى: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (آل عمران: 134).
قال الحافظ ابن كثير: (والكاظمين الغيظ) أي لا يعملون غضبهم في الناس بل يكفون عنهم شرهم ويحتسبون ذلك عند الله عز وجل، ثم قال تعالى: (والعافين عن الناس) أي مع كف الشر يعفون عمن ظلمهم في أنفسهم، فلا يبقى في أنفسهم موجدة على أحد، وهذا أكمل الأحوال.
وقال الإمام الطبري : (والله يحب المحسنين) يعني أن الله يحب من عمل بهذه الأمور, والعاملون بها هم المحسنون وإحسانهم هو عملهم بها.
ثانياً ـ يقول تعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الآَخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} (القصص:77 )
اعتبر الله تعالى أن الفساد في الأرض أيا كان نوعه مستجلب لكره الله وسخطه. كما اعتبر أن الإحسان في مناحي الحياة هو امتداد عبر إحسان الله للإنسان.
ثالثاً ـ ويقول الله تعالى: {مَا كَانَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ اللهِ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} (التوبة:120)
فتقديم رسول الله صلى الله عليه وسلم على النفس، وعدم التخلف عنه صلى الله عليه وسلم وعن أوامره كلها، والصبر على ما يلاقيه المسلم في سبيل الله تعالى، كل هذا أعطي وصف "المحسن" عند الله تعالى.
رابعاً ـ وقال تعالى: {قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخًا كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} (يوسف: 87).
قال الإمام القرطبي: فإحسانه أي: العزيز، أنه كان يعود المرضى ويداويهم، ويعزي الحزانى, أي أرادوا وصفه بما رأوا من إحسانه في جميع أفعاله.
خامساً ـ قال تعالى: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (النحل: 90).
وورد الإحسان في حديث جبريل عليه السلام الشهير: (قال: ما الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك). متفقٌ عليه.
قال الإمام النووي : المراد بالعبادة الطاعة مطلقًا، فيدخل فيها جميع الوظائف والأعمال.
وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله : (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحدَّ أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته).
(كتب الإحسان على كل شيء): أي أمركم به في كل شيء.
ومن المعاني التي يشملها الإحسان أيضاً :
أ ـ إحسان العمل وإتقانه وإصلاحه، سواء في العبادة أو في المعاملات أو أي عملٍ كان.
قال الله تعالى: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} (البقرة: 112).
وقال الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} (النساء: 125).
ب ـ الإحسان إلى الناس، كالوالدين والأقربين واليتامى والمساكين والمسلمين وسائر الخلق أجمعين. قال الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ} (البقرة: 83).
ج ـ الإحسان إلى الكون من حولنا؛ الحيوان، النبات، الأرض، الماء... إلخ.
قال الله تعالى: {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} (الأعراف: 56).
فالإحسان الحق ليس إحسان صلاة وصيام فقط، بل هو منهج حياة وأسلوب معيشة، هو عبادة ومعاملة، هو صلاة وحسن خلق، هو طاعة وأداء الحقوق إلى أهلها.
فهذه المعاني كلها تثبت سعة معنى "الإحسان" وشموله عن المعنى القاصر الذي يفهمه بعض المسلمين.
* أهم المصادر والمراجع:
- تفسير ابن كثير: للإمام ابن كثير الدمشقي.
- تفسير الطبري: لمحمد ابن جرير الطبري.
- تفسير القرطبي: للإمام أبو عبد الله القرطبي.

- صحيح مسلم: الإمام مسلم.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تحميل كتاب الفساد الإداري وعلاجه من منظور إسلامي ألاء ياقوت كتب السياسة و العلاقات الدوليه 10 June 18, 2017 12:49 PM
كتاب معجم لسان العرب للمؤلف ابن منظور محمد بن مكرم Yaqot الدليل العلمي للطلاب و المعلمين 0 May 12, 2014 03:18 PM
إن الله محسن يحب الإحسان alraia النصح و التوعيه 4 November 26, 2011 12:57 PM
تحميل كتاب في مصطلح الإرهاب وحكمه قراءة نقدية في المفهوم والحكم من منظور شرعي ألاء ياقوت كتب السياسة و العلاقات الدوليه 1 May 31, 2010 08:53 PM
هل جزاء الإحسان إلا الإحسان pink dream روايات و قصص منشورة ومنقولة 5 July 21, 2007 03:14 PM


الساعة الآن 03:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر