|
علم البرمجة اللغوية والعصبية NLP وإدارة الذات Neuro-linguistic programming قسم يهتم بالعلم الحديث , علم البرمجة اللغوية والعصبية NLP وإدارة الذات ونظره شمله حول العلاج بـ خط الزمن TLT و علم التنويم الإيحائي |
|
LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||
|
||
مقتطفات رائعة لتطوير الذات
-------------------- كتاب قد يعتبر دينيا , لكنه في الحقيقة اقرب الى كتب تطوير الذات .. اترككم مع بعض المقتطفات متمنيا ان تحوز على اعجابكم.. الكتاب في المرفقات لمن اراد .. ------------------------- الابيض و الاسود يميل كثير من الناس لرؤية هذه الحياة بمنظار الأسود و الأبيض فقط, فهو يرى حياته إما بيضاء أو سوداء, إما سعيدة إما حزينة, و ما يحدث له في هذه الحياة إما أن يكون خير مطلق أو شر مطلق, لذلك ما أن تحدث له مشكلة ما حتى يصاب بالاكتئاب و يدفعه تشاؤمه للمبالغة و تضخيم المشكلة حتى يرى إنها شيء لا يمكن تحمله و يشعر كما لو كانت هذه هي نهاية العالم فيأخذ في رثاء ذاته و ندب حظه السيئ و لوم قدره التعيس... و هو في كل ذلك يؤمن إيمان مطلق بان هذا التفكير السوداوي هو التفكير الواقعي العقلاني و من لا يفكر مثله هو شخص خيالي حالم يعيش في الأوهام, و يجد لذلك كله مختلف الحجج و البراهين بل تجده يلوي أعناق الآيات و الأحاديث كي تتناسب مع فلسفته التشاؤمية و يعطي لنفسه العذر كي يستمر على ما هو عليه. و السوداوي بشكل او بآخر يؤمن بالعبثية لكنه يحاول ان يغلف ذلك بغلاف منطقي و ديني رغم ان العبثية تنافي تماما روح الدين و منهجه (1) ... في واقع الأمر الحياة ليست كذلك, الحياة ليست جميلة و لا قبيحة, أنت من تحدد معنى الحياة وفقا للأفكار و المعتقدات التي تتبناها, فعندما تتبنى أفكار سوداوية كئيبة هكذا سترى الحياة و حين تتبنى أفكار متفائلة هكذا سترى الحياة أيضا.. فالحياة مزيج من هذا وذاك, فيها الجميل و فيها القبيح, لكننا مشغولون بالشكوى من وجود القبيح مما يشتت تركيزنا عن إدراك ما هو جميل في حياتنا, و للأسف لا نشعر بأهميته و جماله إلا حين نفقده, فلا نشعر بأهمية و روعة وجود شخص إلا حين نفقده و لا نشعر بأننا مغبونون بالصحة إلا حينما نمرض... و حين اعتلى رجل العصابات تشارلي برجر منصة الإعدام نظر إلى السماء في حزن و قال ( انه عالم يموج بالجمال, أليس كذلك ؟ ).. عندما شارف عداد حياته على التوقف و دنت نهايته أدرك أخيرا إن هناك جوانب جميلة في هذا العالم و إن الحياة بحد ذاتها تستحق الشكر... عالم الأطفال أكثر إثارة من عالمنا, نتعجب منهم و هم فرحين بمشاهدة الطيور و هي تحلق, أو تسمرهم ساعات عند النافذة و هم يشاهدون في دهشة تساقط المطر في الخارج, هذه الأشياء جديدة بالنسبة لهم لم يشاهدوها من قبل لذلك تثيرهم و تفرحهم بهذه الطريقة. حياة الكبار مملة لأننا اعتدنا على كل شيء من حولنا و أخذنا نعتبر كل شيء حولنا أمر مسلم به و لم يعد هناك شيء يدهشنا, فقد شاهدنا الطيور تحلق ملايين المرات و لم يعد في الأمر ما يثير, و تساقط المطر أصبح شيء اعتيادي ممل, الخ. و هذا كله يعود للتعود ليس إلا, و لو أن شخصا ولد أعمى و بعد أن كبر ليصبح في أعمارنا الحالية استعاد بصره (من خلال إجراء عمليه مثلا), سنرى عليه أمارات الاندهاش و الفرحة من كل شيء حوله تماما كاندهاش الأطفال بمشاهدة تحليق الطيور. و لحسن الحظ إننا نستعيد شعور الدهشة هذا أحيانا, نستعيده في سفر إلى مكان جديد, في مشاهدة الثلج يتساقط, في زيارة إلى حديقة حيوان نشاهد فيها مخلوقات لم نرها سابقا, و ربما في تعلم شيء لم نكن نعرفه من قبل. نستعيده عندما نفعل شيء غير الذي اعتدنا أن نفعله أو نشاهد شيء غير الذي اعتدنا أن نشاهده, أو حين نغير من إدراكنا و رؤيتنا الاعتيادية لهذا العالم من حولنا. و بالنسبة للمصائب في حياتنا ففي الحقيقة المصائب التي تحدث لنا ليست هي المشكلة بقدر ما تكون طريقة تفكيرنا فيها و موقفنا منها, بل ربما أرسلها لنا الله كي تكون بداية لحياة جديدة لأن المصائب في اغلب الأحيان تجبرنا على القيام بجهد مضاعف لتغيير حياتنا لسنا على استعداد للقيام به في الأحوال العادية. و قد قرأت قبل فترة قصة احد رجال الأعمال المشهورين ان ما جعله يدخل حياة الأعمال و المشاريع انه قد طرد من وظيفته و اضطر لأن يجد لنفسه مصدر دخل.. و إني أتصور لو إننا سألناه عن أفضل شيء حدث في حياتك لابتسم قائلا: إنني طردت من وظيفتي !.. و أحيانا يكون للمشكلة نفسها جانب ممكن الاستفادة منه لكن حزننا و اكتئابنا يمنعنا من رؤية ذلك الجانب المشرق.. و لو تأملنا قليلا لوجدنا إننا لا نشعر بالسعادة إلا حين نتغلب على عقبات كانت في طريقنا أو نحل مشكلة تؤرقنا, و الحقيقة الأعجب من ذلك انه بعد ان تمضي سنوات قليلة على انتهاء تلك الأزمة سنتذكرها و نحن نضحك بملأ شدقينا (2) .... بالعودة لموضوع الفصل, هناك من لا ينظر إلى الحياة فقط بمنظور الأبيض و الأسود بل هناك من يحول نظرته (عديمة اللون) للحكم على باقي الناس أيضا, فهو يرى الآخرين إما صديق حميم إما عدو لدود, إما معه إما ضده. فصديقه هو من يوافقه في كل آرائه و ما أن يختلف معه حتى ينقلب إلى منافق دجال. و المضحك ان تصل هذه العدوى إلى الخطباء و رجال الدين فيكفي أن تكتب في جوجل ( التحذير من الشيخ ...) حتى تسدل أمامك قائمة لا نهائية من شيوخ تحذر من شيوخ و دعاة تحذر من دعاة آخرين و يتهمونهم بالعمالة و التآمر أو إنهم منافقين اندسوا في صفوف الدعاة كي يهدموا الدين الخ ... فقط لأنهم يختلفون معه في جزئية ما أو يرفضون طريقته في الدعوة, و الغريب إنهم يهاجمون الشخص و يشككون في نواياه بكل ما أوتوا من قوة و يتركون الأفكار التي طرحها جانبا بدون نقاش إطلاقا ! ... كما ان صاحب هذه النظرة ( عديمة اللون) يحاول أن يصنفك و يضعك في صف او ناحية معينة وفق تلك الفلسفة, فمثلا حين تنتقد أفعال نظام معين يعتقد فورا انك تؤيد المعارضة, و حين تنتقد المعارضة يعتقد انك مؤيد للنظام, و حين يسمعك تنتقد النظام تارة و تنتقد المعارضة تارة أخرى يتهمك بالتناقض, فهو يعتقد انك إما أن تكون مع أو ضد و لن يفهم أبدا انك لست مع أو ضد احد و انك ببساطة تنتقد الخطأ بغض النظر عن فاعله, فهو لم يكن محايدا يوما من الأيام كي يدرك ما يعنيه الحياد. الشخص " س " فعل فعلا معينا, الفعل إما خاطئ و إما صائب, إنما أن يصبح الفعل صائبا تارة و خاطئا تارة أخرى ما ان يتغير اسم الفاعل فذلك منطق سقيم و تفكير متحيز. و هذه النظرة تطفي القدسية على أشخاص و " تشيطن " آخرين.. فالشخص صاحب هذه النظرة حين يعجب بشخص يرفض أي انتقاد يوجه إليه, و حين يخطئ يجد له آلاف المبررات و الأعذار كي يثبت صحة و مشروعية ما فعل و كأن ذلك الإنسان معصوم من الخطأ و الزلل و النسيان, و حين يكره آخر يحوله إلى شيطان مريد لا تجوز مجالسته و لا الاستماع إليه و لا يقبل له أي زلة , و حتى عندما يفعل شيء حسن لا غبار عليه يشكك في نواياه و يتهم مقاصده ... هذا الشخص لا يستطيع أن يصدر حكما منطقيا محايدا فجميع أحكامه ذاتية, فهو يقيس مدى إخلاص الآخرين أو خيانتهم بمدى مطابقة آراءهم مع رأيه الشخصي ... |
#2
|
||
|
||
جنون الاضطهاد و العدو الوهمي
جنون الاضطهاد: حالة نفسيّة مرضيّة يملك المصاب بها جهازاً عقائدياً معقّداً وتفصيلياً يتمركز حول أوهام لا أرضيّة لها على ارض الواقع. هذه الأوهام تقنعه بأنه مضّطهد من قبل الآخرين. الجهاز العقائدي المفعم بالأوهام الذي يبتلي به المصاب بجنون الاضطهاد يتشكّل ويتطور ببطء شديد وعلى مرّ زمن طويل ويصبح مع الأيام منظّماً للغاية إلى درجة يبدو معها منطقيا ومقنعا بالنسبة له. تتشكّل لدى المريض قناعة مطلقة بأن الآخرين يسعون لإيذائه و التآمر عليه ويدافع عن قناعته هذه حتى عندما تواجهه بكلّ البراهين التي تثبت عدم صحّة تلك القناعة. هذه الأوهام التي يعيشها المصاب تجعل منه مع الأيام شخصا شكّاكا عنيدا غاضبا عدوانيّا وناقما على الآخرين. و المصاب بهوس الاضطهاد يحاول دوما ان يجد لنفسه عدو وهميا, و قد جسد دستوفسكي هذه الشخصية في رواية رسالة من تحت الأرض, فقد اخترعت الشخصية الرئيسية في القصة لنفسها عداء وهمي مع شخص اصطدم به صدفة في مقهى للبلياردو: كنت واقفاً بالقرب من منضدة البليارد، ولم أكن أدرك أنني كنت أسد الطريق، وأراد ذلك الضابط أن يـمر ، لم يقل كلمة واحدة – لم يحذرني ولم يوضح لي – وإنما دفعني وسار في طريقه وكأنه لم يلحظ وجودي. (دستوفسكي – رسالة من تحت الأرض ص28) و رغم ان ذلك الشخص لم يكن حتى يدرك وجود (بطل القصة) إلا أن رجلنا قد انشغل أعواما يحقد على الرجل نتيجة لموقف سخيف اعتبره اهانة لا تغتفر, فأخذ يجتر الموقف و الأفكار السلبية لفترة طويلة مما زاد من غضبه و بؤسه(1), و هذا يشير إلى إن هذه الأوهام تتخذ أحيانا شكل الأفكار القهرية التي لا يملك المرء إبعادها عن بؤرة تفكيره: ولم تكن تلك الحادثة البسيطة لتنتهي بالنسبة لي إلى ذلك الحد. كنت أقابل ذلك الضابط في الشارع وأراقبه بعناية . ولست أعرف إن كان قد عرفني، كلا. لا أعتقد ذلك، إذ لم يدل شيء في ملامحه على أنه قد عرفني. غير أنني كنت أحدق فيه بحقد وكره شديدين، واستمر ذلك... أعواماً, وتضاعف كرهي له بمرور الأيام. وكنت في البداية أحاول أن أجمع بعض المعلومات عنه سراً. ولم يكن ذلك سهلاً بالنسبة لي، إذ لم أكن أعرف أحداً، بيد أنني سمعت أحدهم وهو ينادي اسمه عالياً في الشارع حين كنت أقتفي أثره وكأنني كنت مشدوداً إليه. وهكذا عرفت اسمه، واستطعت في مرة أخرى أن أتبعه إلى شقته ، وأعطيت البواب عشرة كوبكات فأخبرني برقم شقته وبالطابق الذي يعيش فيه، وما إذا كان يعيش فيه وحده أو مع آخرين ، الخ – والواقع أنني عرفت عنه كل ما كان باستطاعة البواب أن يخبرني به. . (دستوفسكي – رسالة من تحت الأرض ص29) و يكمل دستوفسكي في وصف شعور ذلك الإنسان المصاب بهذا الداء و حساسيته الشديدة و اعتباره أي موقف عفوي غير مقصود اهانة لا تغتفر فيقول: . (دستوفسكي – رسالة من تحت الأرض ص30) و هنا يود دستوفسكي القول بان هوس الاضطهاد نابع عن شعور خفي بعدم الثقة بالنفس, فعدم الثقة بالنفس يجعل الإنسان حساسا لأقل موقف يحدث له فيطلق لخياله و سلبيته العنان للتكهن بنوايا الآخرين و خبايا نفوسهم مما يدفعه في النهاية إلى الاعتقاد بان أي فعل يصدر من احدهم هو تعمد للنيل منه و الحط من كرامته و يعيش حياته بناء على تلك الأوهام التي تدمره و تبعده عن الواقع (2) . سبب ذلك الانقياد و الاستسلام لأحاديث النفس و وسوساتها السلبية دون أدنى محاولة لنقاشها و التأكد إذا ما كانت تطابق الواقع ام لا, و كما يقول ادلر إن الفرق الوحيد بين الإنسان العاقل و المختل هو إن العاقل يدرك الفرق بين الواقع و بين ما يجول في خاطره من أفكار, إما المختل فيعتقد إن وسوسات نفسه هي الواقع المطلق فيسمح لأوهامه أن تسيره كيفما تشاء . لكن هل هوس التآمر هو كذلك فقط و هل هذا هو الدافع الوحيد دائما ؟ في الحقيقة هوس التآمر هو أيضا محاولة لا شعورية لتحميل مسئولية الفشل لأناس آخرين, و ذلك نجده جليا بين الطلاب فحين يرسب طالب في احد المواد يعزو الأمر إلى أن الأستاذ يكن له العداء و يسعى للانتقام منه لذا تعمد إسقاطه في المادة, فالطالب بهذا التبرير برأ نفسه من الإهمال والتقصير في المذاكرة و ألقى بالمسؤولية على الأستاذ !... و قد يعتقد البعض انه من المبالغة القول انه من الممكن ان تصاب مجموعة من الناس أو مجتمعات كاملة بتوهم الاضطهاد , لكن قبل ان نصدر حكما كهذا سنرجع بالذاكرة إلى الوراء قليلا و سنستعرض بعض الحوادث العابرة التي لم تمر مرور الكرام بل تم تفسيرها من قبل البعض على إنها مؤامرة و اتبعهم في ذلك جمهور عريض. و هذا الخبر نقلته من موقع قناة الجزيرة الإخباري على الإنترنت(3): أسماك القرش محاولة إسرائيلية لإضعاف السياحة فى "شرم الشيخ: ألمح محافظ جنوب سيناء إلى أن "إسرائيل" ربما تكون هي من ألقت سمكة القرش المفترسة قبالة السواحل المصرية، بعد يوم من مصرع سائحة ألمانية التهمت سمكة مفترسة فخذها وذراعها الأيمن في منتجع شرم الشيخ على ساحل البحر الأحمر. وقال محمد عبد الفضيل شوشة محافظ جنوب سيناء في تصريحات للتلفزيون المصري الاثنين، إن ما يتردد بشأن إلقاء جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" سمكة القرش القاتلة لضرب السياحة فى مصر أمر غير مستبعد لكنه يحتاج لوقت للتأكد. كما قال مدرب الغوص المصري بمدينة شرم الشيخ مصطفي إسماعيل الجميع بالتأكيد أنه حصل على معلومات من غواص إسرائيلي تفيد بقيام تل أبيب بزرع أجهزة تتبع لاسلكية في أجزاء من جسم أسماك القرش وإدخالها المياه المصرية ... و هناك خبر مشابه عن استخدام حمامة لنقل مكروفيلم ! حمامة في زمن أصبح القمر الصناعي فيه يلتقط لك الصور و أنت في عقر دارك ! .. و طبعا حين تناقش احد المؤمنين بهراء كهذا سيتهمك انك عميل و تحاول الدفاع عن إسرائيل! و لا اعلم كيف يكون تكذيبي لقصة لا يقبلها عقل و لا منطق دفاعا عن إسرائيل!؟ و هذا إن دل إنما يدل على الإيمان المطلق لشخص كهذا بفكرته للدرجة التي يرفض إي نقاش حولها بل يتهم من يعارض أفكاره بالعمالة أو الجهل أو التآمر الخ ... هناك بلا شك حاقدين يتحينون الفرص للنيل من الإسلام و المسلمين, لكن أن نفسر كل شيء في حياتنا على انه مؤامرة فهذه هلوسة و محاولة لتبرير فشلنا و إيجاد من نلقي عليه جميع مصائبنا و إخفاقاتنا و أن نستمر في عدم فعل أي شيء سوى الشكوى و ندب حظنا العاثر. و ما فعلته نظريات المؤامرة في الواقع إنها قد زرعت فينا العجز جيلا بعد جيل و علمتنا القنوط و انعدام الأمل, فحين يشعر الفرد إن جميع الدول و الشعوب و المؤسسات و المنظمات و أفلام الكرتون و العاب الأطفال بل حتى الحيوانات و الطيور و الأسماك عبارة عن مؤامرة كونية موجهه ضده فهذا سيشعره بلا شك بالعجز و قلة الحيلة و الضعف أمام جبروت مؤامرة بهذا الحجم و القوة, و لا يملك إلا أن يرثي حاله و يبكي على سوء طالعه. |
#3
|
||
|
||
الاحباط
الإحباط يأتي من الفرق الشاسع ما بين ما كنت تتوقع الحصول عليه و ما بين ما حصلت عليه فعلا في الواقع, الإحباط يأتي عندما تسير الأمور على غير ما كنا نتوقع , عندما نشعر بالعجز أمام مشاكلنا أو نشعر إنها قد تغلبت علينا .. و بما إن الغضب و الإحباط متلازمان فكثيرا ما تكون ردود أفعالنا غاضبة و تسبب تدهور المشكلة لا حلها. اخرج من منزلي صباحا متوقعا إن الطريق إلى العمل لن يستغرق مني سوى نصف ساعة, فجأة اعلق في زحام لانهائي و اغرق في إزعاج المنبهات, انظر للساعة فأجد إنني قد تأخرت كثيرا عن موعد الدوام الرسمي, ذلك يفقدني أعصابي كل صباح و انا في طريقي للعمل, و ليس الزحام هو المشكلة و حسب, فبمجرد ان يخف الزحام قليلا حتى يأتيك اخ محترف يتجاوزك بسرعة جنونية او يقحم نفسه بينك و بين السيارة التي أمامك و كأنه الوحيد في هذا الكون الذي لديه عمل يقوم به .. و بعد كل تلك المعركة تصل أخيرا إلى العمل ليستنفذ كل ما تبقى لديك من صبر و قدرة على التحمل. كان ذلك كفيل بأن يصيبني بالجنون و يفسد يومي كله إلى إن أدركت إنني الخاسر الوحيد في هذه المعركة و ان بقيت على هذا الوضع سأصاب بمرض ما عاجلا ام آجلا . و طبعا لا استطيع التحكم في الزحام لكنني استطيع التحكم في موقفي تجاه الزحام و بالتالي السيطرة على أعصابي, و لم يكن سهلا التخلص من الأمر كليا إلا إنني نجحت بنسبة هائلة... *** شاب متحمس يقرأ كتابين و عشرة أحاديث فيستشعر القوة و القدرة على دحض الشبهات و مقارعة الحجة بالحجة فتأخذه الحماسة و يدخل إلى منتدى للمسيحيين (أو أي ديانة أخرى) فيصدم بأن الأمر ليس بالسهولة التي توقعها و إن الحجج المفحمة التي كان يتوقع من الجميع أن يركع أمام جبروتها لم تأثر في احد بل واجهها بعض المتحاورين بالهزل و السخرية. فيصاب الأخ بالإحباط و تنتابه حالة من الغضب فيقوم بشتم المتحاورين بأبشع الألفاظ و يغادر المنتدى حاملا كم كبير من الكراهية و المشاعر السلبية و اليأس الذي يدفعه إلى عدم تكرار التجربة, و ربما إلى الاعتقاد بأنه لا سبيل لإقناع الآخرين إلا بالقوة, و من هنا تزرع البذرة الأولى لكراهية كل من يخالفه و أن كان على دينه و ملته. *** عندما تعمل في مكان فيه احتكاك مباشر مع الناس ستقابلك بلا شك نوعيات استفزازية من البشر, و إذا سمحت لغضبك ان يسيطر عليك فأنك إما ستدخل في شجار يومي مع احد ما, و إما ستصاب عاجلا أو آجلا بالضغط و أمراض الشرايين و ربما بسكتة قلبية, و في أحسن الأحوال ستقضي أيام عمرك في الشعور بالغضب و التوتر و الاكتئاب . بالطبع انك لن تستطيع تغيير طباع الناس لكنك تستطيع تغيير طباعك و تدرب نفسك كي تصبح أكثر قدرة على التعامل مع الموقف فلا تسمح لمثل هذه الأشياء الصغيرة أن تفقدك أعصابك. يجب ان تكيف نفسك مع أعباء هذه الوظيفة , فالوظيفة لن تكيف نفسها مع طباعك... لكن للفشل في التكيف مع احباطات الحياة و الغضب الناتج عن ذلك أبعاد أوسع من هذا بكثير و ما القضايا التي تغص بها المحاكم و أقسام الشرطة إلا نتاج هذا الغضب و الإحباط, فتجد شخصا قد طلق زوجته لأنها لم تصنع له طعاما, و الحقيقة ان ذلك ليس السبب الحقيقي بل هي كمية الاحباطات التي واجهاها معا و الفرق الشاسع بين ما كانا يتوقعا قبل الزواج و ما وجداه فعلا على ارض الواقع, فقبل أن يتزوجا كانا يعتقدان إن الحياة الزوجية غراميات و قصص حب.. كان يتوقع زوجته هي الملاك الطائر الذي صمم خصيصا ليتناسب مع طباعه و أفكاره, لكن الواقع يصدمه بحقيقة إن زوجته هذه ليست سوى إنسان آخر لها شخصيتها و اهتماماتها الخاصة التي قد تكون متناقضة كل التناقض مع اهتماماته و أفكاره... و كانت هي تتوهم انه سيكون روميو زمانه و انه سيعود كل يوم من عمله حاملا لها باقة من الورد لكنها تفاجأ بأنه يعود من عمله حاملا حفنة من ضغوط العمل و كمية كبيرة من الاحباطات و قد استنفذ كل ما لديه من صبر في طريقه إلى المنزل .. فلا هو تعلم ان يسيطر على غضبه و يدع ما خارج المنزل خارج المنزل, و لا هي تعلمت كيف تمتص غضبه و تسيطر على الموقف.. كانا يتخيلان ان الزواج هو النهاية السعيدة للقصة, و لم يضعا في اعتبارهما إنها بداية لحياة جديدة مفعمة بالتحديات .. و بالطبع الطلاق سيكون النتيجة الطبيعية لعدم التكيف مع تلك الحياة الجديدة... ما ان تأخذ نظرة سريعة على صفحة الحوادث في جريدة حتى تقرأ ان شخصا قد قتل شخصا آخر من اجل خلاف على أحقية المرور أو اثر مشادة كلامية سخيفة.. و بالطبع هذا الشخص بعد أن يرتكب جريمته بثوان قليلة ينتابه الفزع و يدرك البون الشاسع بين سخافة الموقف وبشاعة الجريمة التي ارتكبها كردة فعل... فيتمنى بعد فوات الأوان لو انه امسك زمام أعصابه قليلا و لم يرتكب هذه الحماقة و يندم حين لا ينفع الندم. و اذكر إنني قد حضرت حكما بالقصاص عندما كنت في الثانوية نفذ في شخص كان قد طعن آخر اثر مشادة كلامية بينهما, و اذكر إنني تساءلت في نفسي : كيف يقتل إنسان إنسان آخر من اجل مجرد كلام تافه ( كلام لا يودي و لا يجيب ) .. لو تعلم هذا الشخص كيف يتحكم في غضبه لكان الآن حيا ... و كذلك ضحيته المسكين ... الحقيقة التي لا مفر منها و التي لا نملك ان نغيرها ان الحياة مليئة بالأحباطات و دائما ما تسير الأمور على غير ما نريد, فأما أن نتعلم كيف نتعايش مع الاحباطات و نسيطر على غضبنا و انفعالاتنا و إما أن نستعد لحياة تعيسة مليئة بالقلق و الاكتئاب . و ما تطورت الشعوب و الأمم و صنعت حضاراتها إلا لأنها تعلمت امتصاص احباطاتها و تحملت مسؤولية حل مشاكلها لا أن تستسلم لانفعالاتها و تجعل غضبها يسير مصيرها أينما أراد, وحين تأتي النتائج غير سارة تكتفي بإلقاء اللوم على غيرها و تتهم الآخرين بالتآمر عليها. لكن و لسوء الحظ, جميعنا – أفراد و مجتمعات لم نتعلم كيفية السيطرة على غضبنا و احباطاتنا, فنحن نفقد أعصابنا عندما يتأخر الطعام في المطعم و نستشيط غضبا ما أن ينشغل البائع عنا قليلا بزبون آخر, و دائما ما نتحمس لأمر ما او نبدأ مشروع معين لكن ما أن نصطدم ببعض العقبات و المشاكل ينتابنا الإحباط و الضجر و سرعان ما نتخلى عن الأمر برمته, و عندما يقع لنا أمر سلبي أو موقف مع احدهم نجتر الأفكار السلبية لمدة طويلة إلى أن أصبح الحقد و عدم التسامح من شيمنا حتى نكاد لا نسامح اقرب الأقربين, فماذا إذن ستفعل بنا المشاكل و الأزمات الكبرى في حياتنا (1)... لا شك بأن الصفات و الدوافع الإنسانية كالتي ذُكرت في هذا الكتاب موجودة في كل البشر, تقل في شخص حتى تكاد تنعدم و تزيد في آخر حتى تكاد تكون السمة الطاغية على شخصيته و لكن ينبغي على الإنسان إذا ما أراد أن يعيش ناجحا متناغما مع الواقع أن يقاوم هذه الدوافع ألا شعورية قدر ما يستطيع لان الاستسلام لها يعني الفشل في الحاضر و مزيد من المشاكل في المستقبل, و التعلل بأن هذه الدوافع هي طبيعة إنسانية ليس سوى تبرير للاستمرار في العيش نفس الحياة دون حدوث أي تغيير ايجابي مستقبلا, و كون الدافع ( طبيعة بشرية) فهذا لا يعني انه لا يمكن التخلص منه او على الأقل إضعاف قوته, فعلى سبيل المثال فأن حب الدعة و الراحة هي طبيعة بشرية, فجميع البشر لديهم الدافع لحب الراحة و تجنب التعب, لكن الاستسلام لهذا الدافع سيجعل الإنسان غير منتج اتكالي فاشل, و ينبغي عليه لكي يكسب رزقه و يحقق أمانيه و أحلامه أن يقاوم هذا الدافع بكل ما أوتي من عزم و قوة. |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تحميل عروض باوربوينت رائعة لتطوير الذات | Yaqot | عروض البوربوينت | 5 | August 22, 2015 02:43 AM |
أجدد مقتطفات مصوره لتطوير الذات , أروع مقتطفات مصوره لتطوير الذات | Yaqot | علم النفس | 0 | March 7, 2014 04:20 PM |
خطة عملية لتطوير الذات | بو راكان | قسم تحليل واختبار الشخصيات | 12 | November 13, 2012 10:57 AM |
طلب تحقق,كتب لتطوير الذات | msboumahdi | أرشيف طلبات الكتب | 2 | June 20, 2012 03:19 PM |