فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم June 29, 2014, 04:37 PM
 
البِلادُ بِلادُنا نَعَمْ أمَّا هذه الدول فليست لنا قَطْعاً!

البِلادُ بِلادُنا نَعَمْ
أمَّا هذه الدول فليست لنا قَطْعاً!







يخلط الناس وعلى رأسهم كثير من المتعلمين والمثقفين، بل وحتى ما يسمى بالنخبة بين مفهوم الدولة وواقع البلاد، فيظنون خطأً أن البلد والدولة هما وجهان لعملة واحدة، وهذا خطأ جسيم جداً!، إذ لو صح هذا الفهم لكانت (اسرائيل) دولة ولكانت أرض فلسطين ملكاً ليهود على اعتبار أنهم أنشأوا دويلتهم عليها... وهذا خطأ جسيم!، ففلسطين بلد إسلامي إذ أنها أرض إسلامية فتحها الخليفة الراشد عمر رضي الله عنه سنة 15 هجرية، وتسلمها من (سفرونيوس) وأعطاه العهدة العمرية، فستبقى فلسطين أرضاً إسلاماً أبد الآبدين حتى نسترجعها من يهود بعز المسلمين... أما الدويلة القائمة فيها (اسرائيل) فهي ليهود، وهكذا فالدولة شيء والبلاد شيء آخر، وقد عُرِّفت الدولة على أنها: "كيان تنفيذي لمجموعة المفاهيم والمقاييس والقناعات التي تقبلتها مجموعة من الناس"، وبناء عليه قلنا أن البلاد بلادنا، فلا أحد في الدنيا يمكن له أن يشكك في ذلك، فنحن أهل البلاد، نعم، أما هذه الدويلات التي ولدت في بلادنا من رحم معاهدة (سايكس بيكو) فهي ليست دولاً لنا بتاتاً، فهي لا تقوم على مفاهيم ومقاييس وقناعات تنبع من عقيدة الأمة الإسلامية وحضارتها.

ولتوضيح هذه المسألة، دعونا نَتفحَّص حالة الدولة المصرية الحالية على سبيل المثال؛ أو ما يسمى بجمهورية مصر العربية. يقول التاريخ: أنه لم يكن هناك أي دولة في عالمنا العربي والإسلامي اسمها مملكة كذا أو جمهورية كذا، بل أغلب بلاد المسلمين كانت تخضع لحكم الخلافة الإسلامية لغاية الحرب العالمية الأولى 1914 - 1917، بمعنى أن بلاد المسلمين كلها كانت دولة واحدة، وكان العالم يسمي آخر دولة قامت فيها بالامبراطورية العثمانية، يحكمها خليفة واحد، هذا الكلام فقط قبل أقل من 100 عام من هذا اليوم، وكانت مصر تسمى ولاية مصر، وتتبع لمركز الخلافة، أي أن مصر ظلت لثلاثة عشر قرنا ولاية في دولة الخلافة، فكيف لقرن أن يمحو ثلاثة عشر قرنا لمن يعجب من قولنا ولاية مصر. لقد كانت مصر تُحكم بالإسلام أي بالأحكام الشرعية، ومحاكم مصر خير شاهد على ذلك، عندما كانت ولاية، فتاريخ مصر يقول لنا الآتي: "وفي عهد الخديوي اسماعيل كثرت ديون مصر مما أدى إلى التدخل الأجنبي في شئون مصر الداخلية، خاصةً بريطانيا التي عزلت الخديوي إسماعيل وعينت ابنه توفيق واحتلت مصر عام 1881م، وظلت مصر ولاية عثمانية ظاهرياً حتى الحرب العالمية الأولى؛ وأعلنت بريطانيا الأحكام العرفية والحماية البريطانيةعلى مصر. ثم أُنشأت في ظل الحماية البريطانية على مصر السلطنة المصرية وكان أول السلاطين هو السلطان حسين كامل (1914-1917) وقد نصب سلطانًا على مصر بعدما عزل الإنجليز ابن أخيه الخديوي عباس حلمي الثاني، وأعلنوا مصر محمية بريطانية في 1914 في بداية الحرب العالمية الأولى. تلك الخطوة أنهت السيادة الاسمية لدولة الخلافة العثمانية على مصر، ثم تولى الحكم من بعده فؤاد الأول الذي لقب بسلطان مصر حتى عام 1922 وتغير لقبه إلى ملك المملكة المصرية. وظلت مصر يحكمها نظام ملكي أنشأته بريطانيا بعد استيلائها على مصر بعد الحرب العالمية الأولى إلى عام 1952، حيث انقلب ضباط من الجيش المصري في 1952 على الملك فاروق الأول وأجبروه على الرحيل عن مصر، والتنازل لابنه الرضيع أحمد فؤاد الثاني آخر ملوك مصر، ثم أعلنت الجمهورية يوم 18 يونيو 1953. واستمرت مصر جمهورية إلى يومنا هذا".

إذاً فالتاريخ يحكي لنا هذه الأحداث ويحكي لنا مَنْ الذي كان وراءها، فيقول أن:
مصر كانت تحت حكم دولة الخلافة الإسلامية العثمانية لغاية 1914 دستورها الإسلام، أو قل الأحكام الشرعية من الكتاب والسنة، فدعنا نتفق أن الدولة هنا أو الولاية كانت لأهل مصر لترعى شؤونهم بأحكام الله، وكان هذا دأبها منذ دخلها عمرو بن العاص رضي الله عنه إلى هذا التاريخ، رغم بعض الانتكاسات التي اعترت الحياة السياسية في بلادنا على مدار هذه القرون الثلاثة عشر من عمر الإسلام في مصر.
مصر أصبحت مملكة تحت حكم بريطانيا من عام 1914 وأصبح لها أول دستور وضعي سنة 1923 وأصبحت تحكم بحكم غير الحكم الإسلامي، وتغيرت المحاكم من محاكم تحكم بالشرع الحنيف إلى محاكم مدنية بقوانين وضعية. ودعنا نتفق هنا أن هذه الدولة بهذا الشكل أنشأها الانجليز، طبعا لتخدم مصالحهم، لا لتخدم مصالح أهل مصر، فأصبحت الدولة في مصر ليست لأهل مصر ورعاية شؤونهم، بل هي دولة ونظام للانجليز يخدم مصالحهم كسيد جديد على البلاد، فهو الذي يعين ويعزل ويسرح ويمرح.
أصبحت مصر جمهورية بوصول حركة الضباط الأحرار إلى السلطة في انقلاب عسكري عام 1952، ومنذ ذلك التاريخ والجيش يحكم مصر، وعلى الرغم من أن هناك من يجادل في أن مصر أصبحت تحت الهيمنة الأمريكية منذ ذلك التاريخ، إلا أن النظام الجديد أثبت للجميع بما لا يدع مجالا للشك بأن الهيمنة الأمريكية على مفاصل الحكم في البلد ما زالت كما هي لأمريكا خالصة... وعليه فالدولة ليست لرعاية مصالح أهل مصر. وهكذا هو حال كل الدول في العالم الإسلامي اليوم بعد أن غاب حكم الإسلام، فالدول إما تحت النفوذ البريطاني أو الفرنسي أو الأمريكي كل حسب قدرته على إزاحة الآخر وبسط نفوذه.

إذاً كيف لعاقل أن يفترض أن المستعمر البريطاني أو الأمريكي الذي نهب الثروات والخيرات واستعمر البلاد في الماضي والحاضر، جاء ليبني لنا دولة ترعى مصالحنا؟! كيف يستقيم هذا الفهم؟! أيها السادة لم يكن في بلادنا شيء اسمه (اسرائيل)، فمن أي رحم ولد هذا السرطان الخبيث؟! أليس هؤلاء المستعمرون هم الذين أنشأوا (اسرائيل) في بلادنا في الوقت الذي أنشأوا دولاً لنا؟!، إذاً فالحقيقة المرَّة أن هذه الدول ودولة يهود؛ معها صُنِعت في بلادنا بيد هؤلاء الأوغاد المستعمرين في غفلة اعترت الأمة ما زلنا ندفع ثمنها حتى الآن، فإياكم أن ترجوا خيراً من هذه الدول لأن الغرب المستعمر صنعها لتبقيكم تحت نير التخلف والجهل والبعد عن أسباب النهضة والرقي والمجد التي تحتويها رسالة الإسلام، ثم فكِّروا معي في هذه المعضلة: أنستطيع أن نفهم أن تقوم هنا أو هناك حرب أهلية في البلد الواحد بين فئات الشعب الواحد، ولكن كيف تفهم أن هناك حربا تدور بين الدولة ورعاياها؟!، سوريا تحارب سوريا وما الشام منكم ببعيد، ولا أقرب لكم من ميدان رابعة العدوية، فمصر تأكل أبنائها قبل أن تشويهم، كيف نفهم ذلك؟! لا سبيل لأن نفهم ذلك إلا إذا وضعنا الأمور في نصابها الصحيح، ألا وهي أن هذه الدول أنشأها الكافر المستعمر كي لا تقوم لنا قائمة، فإن تحركنا صوب التحرر والكرامة احرقونا أحياء، ليسكنننا الخوفُ ويتمكن من عزيمتنا فنركن للعيش بطعم الذل والمهانة، فالتحرر والكرامة لا يتحصلا بدون دولة تحمي كرامة الناس وأعراضهم وأموالهم، دولة يقيمها رجال يعاهدون الله فيصدقونه حتى وإن قضا نحبه منهم من قضا، في سجون هذه العصابة من حكام العرب والمسلمين؛ عملاء الغرب، الذين سموهم لنا زورا "زعماء"، فهذا ملك أخرق وهذا رئيس أجوف وهذا أمير تافه يتحدث في أمر العامة، لكنهم يتربعون على عروش بلادنا ليذلونا، فماذا بعد يا صناديد الإسلام؟! ماذا بعد؟! أما آن أن يَسْوَدَّ نهار البيت الأبيض قبل ليله، فتلقوا بأمريكا وأزلامها إلى حيث مزابل التاريخ، أما آن لكم أن تعرفوا عدوكم، فتُسدِّدوا وتقاربوا، أما آن لنا أن نثور ثورة تنسيهم وساوس الشيطان، أما آن لك أخي وأختي أن تتحركوا، وأرجو ألا تذهب تضحيات الرجال سُدى، بعد أن رأينا تساقط الأصنام بفعل ضربات أمتنا الثائرة الطامحة للحياة الكريمة في كنف الإسلام، وبعد أن رأينا وبوضوح كيف أسرعت شخصيات نشأت في أغلبها وترعرعت في كنف تلك الأوكار التي صنعت هذه الأصنام لأمتنا، صار لا بد أن نجلّي الأمر ونقف لنعيد النظر فيما فعلناه ونرتب أوراقنا ثانية، فنحن ما زلنا في حالة ثورية، لا بل إن دواعي الثورة أصبحت أكثر وضوحاً، فإلى كل ثائر تحدثه نفسه راغبة في عيش كريم عزيز بالإسلام في الحياة الدنيا، ويريد أن يلقى ربه راضياً مرضياً... أدعوك مخلصاً أن تقرأ دعوتي لك بهدوء وروَّية، فإنّه يعزُ عليّ أن نعيش عبيداً لغير الله سبحانه وتعالى، كما ويعزُ عليّ أكثر أن نموت حين نموت بلا هدف نرسمه، فلا بد من عقد النيّة على أن نثور في وجه هؤلاء المستبدين، ولكن لابد أيضا أن نقوم بهذه الثورة وقلوبنا معلقة بالله وحده...، ونتعاهد على أننا سنثور لنرضي ربنا ورسوله صلى الله عليه وسلم، فإن فزنا وحققنا هدف ثورتنا واقتلعنا الظلمة وأعوانهم من بلادنا ووضعنا مكانهم النظام الذي يرضي الله ورسوله؛ دولة الخلافة على منهاج النبوة، فهي وعد الله وبشرى رسوله صلى الله عليه وسلم ... وإن قُدِّر لنا الموت فإننا نحجز من الآن بيتاً في الجنًّة، شعارنا بثورتنا هذه المرة إنما هي إحدى الحسنيين؛ إما النصر بتطبيق الإسلام وإما الشهادة في سبيل تطبيق الإسلام، فاعقد النية صادقة أخي وإذا عزمت فتوكل على الله.

(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ابراج اليوم الاربعاء 8/8/2012 , برجك اليوم 8 اغسطس , حظك اليوم 8/8/2012 لبنى المهندس المواضيع العامه 1 September 5, 2017 06:56 PM
مرض الحول , تجنب مرض الحول , اسباب الحول , العلاج من الحول ألاء ياقوت مقالات طبية - الصحة العامة 1 June 19, 2011 03:50 PM
لاَ تَنْطِقُ بــ( لا ) عِنْدَمَاَ تَشْعُرُ بِأَنَ ( نَعَمْ ) أَوْلَىٍ آشجان كلام من القلب للقلب 4 December 2, 2010 10:17 PM
الخلافة واقع وحقيقة وهي قادمة فليست بالخيال الذي يداعب الاحلام eyouba مقالات الكُتّاب 1 July 8, 2010 08:51 AM
قصة فليست فوج bansi basm روايات و قصص منشورة ومنقولة 0 November 27, 2008 02:41 PM


الساعة الآن 09:38 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر