فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم July 30, 2014, 10:38 PM
 
آحـ,ـيـ,ـآءٌ فـ,ـيـ,ـ مَـ,ـقـ,ـبـ,ـرة آلـ,ـذكـ,ـريـ,ـآتـ,ـ

آحـ,ـيـ,ـآء فـ,ـيـ,ـ مـ,ـقـ,ـبـ,ـرة آلـ,ـذكـ,ـريـ,ـآتـ,ـ



سُرعانَ ما يُدركْ المرءُ في معركة الحياة أنهُ تائه و يضيعُ السبيلَ الذي كانَ يخطو عليه . . أني لأتناولُ في حديثيْ عن أصعبِ وأضيقِ لحظاتِ الأنسان و أتعسِها . . هيَ لحظاتٌ كثيرٌ مِنَ الناسِ يَكتمونَها فمِنهمْ مَنْ يُعبرُ عنها بالبكاءِ , و آخرَ بأشغالِ نَفسِه بأشياءَ آخرى كالرياضه أو القراءةَ و نَحو ذلِك .

وقدْ يتسائلُ البعضُ عن سبب كونِ مَجيئها يَرتبطُ بِلَحظاتِ ماقَبلَ النومِ ؟! لِذا أجيبُ بأنَّ هذهِ اللحظات يَخلو بِها الأنسانُ مع نفسِه بعيداً عن فوضى الناس فيتذكرُ أُناس كانوُا بِجانبِه و رَحَلَوا بعيداً , ليسَ المهم أينَ أصبحوُا أو أينَ أراضيهُمْ أكثرَ مِنْ إنَهُم لَيسوا بجانبنا ولا نسمعُ صوتِهمْ , صوت ضحكاتهمْ , نظراتهمْ , غضبهمْ , خوفهمْ علينا و حُبهمْ لنا .

ولكنْ ! ماعَلاقة هذهِ بِمشاعْر الفقدان ؟ قدْ لا توجد أيُّ عَلاقة لأنَهُما وَجهانِ لِحَقيقة واحِدةْ.

وبينما يَحلو المساءْ تِقتربُ مَارِيْنا مِنَ النافِذه للطابقِ الثاني لبيتٍ مُتَواضعٍ في قريةٍ تحوي أُناسٌ طَيبون , و المطرُ يَتَراقَصُ على النافذه , تَمْسحها تارة و آخرى و على فتراتٍ مُتقارِبة و مُنتَظمة . و بَينَ نَبضةَ قَلبٍ و نبضهْ . . يَزدادُ صَوتُ الرعدِ في السماء و يزدادُ قَلبُها شَوقاً و حنيناً لأبيها الذي كانَ قدْ فارقَ الحياة , فما أصعبُ الحنينَ لأشياءٍ لا تعودُ و ما أصعبُ الاشتياق لِمن رَحَلَوا . . . و أيُّ رَحَيل !!

لطالَما أدْركْتُ أنَّ اللغةَ العربية لَمْ تُنصفْ الأموات بِكَلِمَة الرَحِيل فذَهابُهم أُكثر مِنْ مُجَردْ كَلِمة تقالْ على السان أو تَنطِق بِها حِبالُ الصوت .. لآآ !!

نَسِيَتْ مَارِينا أنْ تَمسح النافذه لِترى مَنظر المزرعه و المطرُ الخلاب فخُيل لها على النافذه البيضاء _لكثرة الرطوبة_ أنَّها رأت مَنْ كانَ سَببا في وجودِها على هذهِ الأرض .. إنه والدها قدْ جاءَها على هَيئةِ رَجلٌ كُله نورٌ لَيُخبرها أنْ تَكونَ قويةً في خضِم الحياة و الا تَضعف أمام مُغرياتِها لأنَ البقاء للأقوى و الأذكى.

و في هذه الأثناء تَسقط دمعه حارة في جوٍ باردٍ على خدِها , فما بينَ جفنها الى شَفتيها تحفرُ هذه الدمعه تجاعيدَ قسوةِ الحياة و جبروتِها و تخلقُ الخبرةْ و الحكمة لها و التى لا تأتي الا مِنْ الفقدان الأكبر ذلكَ أنَّه لا يجعُلنا عظماء غيرَ الألم الكبير و الفقد الأكبر.

وبعدْ برهةٍ منْ الزمنْ تَحسُ مَارِينا أنَّها أصبحَتْ غارقة في دموعِها فسرعانَ ما تُلاشيها و تتجه بالدعاءِ لأبيها و تغرقُ بالدموعَ مَرة بعد مَرة . . و لكنْ صدقيني إن " البكاء يَصنعُ الصامِدُونَ الأقوياء و العُظَماء" سَمِهم ما شِئْتَ فلنْ تَتَعلمَ إلا قَبلَ أنْ تَتَألم و لا يَكونَ قَوياً إلا مَنْ كان ضعيفاً.

الفراق جرحْ في القلبِ , الفراق جُزء مِن روحَك و قَلبك و وجدانَك توجدُ في مَكانٍ ما , بعيدٌ؟ قريبٌ؟ لايَهُمْ المهم إنها ليسَتْ في مكانِها الصحيح . لا ادري ما شعور الانسان و هو يقفُ على حافِه القبرِ مودعاً حبيباً أو أخاً أو أباً ألا أنَّ ما اعرفه هو أن هذا الشعور مُبهَم و غامِض و يَصعُبُ وصفه بكلماتٍ على السطورِ فهو يشاهدْ مَنْ يَحتلُ جزءاً من قلبه لا بل بأجمعِه يتوارى تَحتَ التُرابْ !! إنها النظرةُ الاخيرة , النظرةُ الجارحه . النظرةُ المختلطة بدموعٍ غزيرةٍ تسقطُ مِن العينين و بكل الاتجاهات لتعطيَ هذا المفقودَ حَقه فمِن غزارتِها يَنتفضُ القلب أشتعالاً و يأبى العقلُ تصديقَ ما يحدثْ , أما المشاعرْ فعن أي مشاعر تتكلمْ . . نعم لقد حدثَتْ الكارثه . . . إنها فوضى الحواس !!!

أتحدث هنا اخيراً عن حقيقة أو عن نعمة من أعظم نعم الله علينا ألا وهي النسيان
" لاتتوقف الحياة على اشخاص رحلوا لكنها تمضي بشكل مختلف"
. و بمرور السنين سينسى كل منا جراحه و الآمه و أحزانَه , هي حقيقةٌ تصديقُها مستحيلٌ خاصه أولى لحظاتِ الصدمة لكنها ستصحُ يوماً من الأيام بعدَ المعاناة , فما بعدَ العسر إلا يسرين - وليس واحداً - و من يدري لعل الله يضمرُ لمَارينا و غيرُها مِمِن فَقدوا أغلى الناس فرحاً لو عَلِموا به لذابوا حباً له .

و بعد ان أنتهت مارينا مِن الدعاءِ لوالدِها كفكفتْ دموعها و اتجهتْ لِممارسة أعَمالها الدراسية , ذلك أنها متفوقةً دراسياً و جمالاً و ذكاءاً عَمن سِواها حتى صارَ يطمعُ بِها كُل مَن رأها فَهي تُريد مَن يَصونها رجلاً يَحميها من تقلباتِ الحياة و غدرِها . . . عَلها تلقاهُ.
الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	0e3141426cf20d.jpg‏
المشاهدات:	156
الحجـــم:	29.9 كيلوبايت
الرقم:	13054  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إذا أردت أن تطاع فآمر بما يستطاع .. دفء المشآعر الاسرة والمجتمع 9 July 24, 2011 09:35 AM
ٌُّ[ْ][ّ][ً] ترح’ـيب ح’ـآأر بليز <<< آي ا ت الأ خ ر س .. ^ــ^ٌُّ [ْ][ّ][ً] آيات الأخرس الترحيب بالاعضاء الجدد ومناسبات أصدقاء المجلة 15 May 19, 2011 11:50 PM


الساعة الآن 01:25 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر