فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > روايات و قصص منشورة ومنقولة

روايات و قصص منشورة ومنقولة تحميل روايات و قصص منوعة لمجموعة مميزة من الكتاب و الكاتبات المنشورة إلكترونيا



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم June 15, 2014, 05:14 PM
 
أحدث قراءة في مجموعة الثلج لا يغسل الخطايا لعلا السردي




موسى إبراهيم أبو رياش*

"الثلج لا يغسل الخطايا" هي المجموعة القصصية الأولى لعلا السردي، من منشورات تجمع ناشرون للعلوم والثقافة والأدب، صدرت عن دار المأمون للنشر والتوزيع في عمّان، في 135 صفحة من القطع المتوسط.
تضم المجموعة ثلاثاً وثلاثين قصة قصيرة، غلب عليها الطابع الإنساني، وتتناول مشاهد وصورأ حياتية متنوعة، استلهمت القاصة معظمها من الواقع، وسلطت الضوء على نماذج مهمشة، ووضعتها بين أيدينا لنلتفت إليها، ونتعاطف معها.
تميزت معظم قصص المجموعة بالشكل التقليدي، والوصول إلى النهاية بخط مستقيم مباشر، وبوضوح، من دون أن يشعر القارئ بأي معاناة من أي نوع، ولم تفلت من ذلك إلا قصص معدودة، نحت فيها الكاتبة منحى رمزياً، ولكنه رمز موحٍ غير مطلسم.
"الثلج لا يغسل الخطايا" كمجموعة بكر للقاصة، حملت معها كل ملامح البدايات، والخطوات الأولى، بما فيها من تلقائية وعفوية، وحماسة واندفاع، وبراءة وبساطة. وهي قصص تتفاوت في قوتها وجمالها وتشويقها ولغتها وفنيتها. وفي ذلك يقول محمد طلال الراميني في تقديمه للمجموعة: "المحاولات الأولى لعلا السردي، وهي في حد ذاتها تروي لنا قصة علا مع الكتابة؛ قصة عامها الأول مع القص؛ تروي لنا عثرات الطفلة في خطواتها الأولى، ولعثماتها في أوائل الكلمات، ثم ما تلبث أن تخطو خطوات واثقة وتنطق بالكلمات صحيحة؛ بل أنها تتطور لتعدو مسافات طويلة وتنشد لا بل وتغني قصائد جميلة.."(5).
"الثلج لا يغسل الخطايا" كعنوان للمجموعة، وهو في الوقت نفسه عنوان لإحدى قصص المجموعة، عنوان جميل ولافت، وبعض قصص المجموعة تتمحور حول هذا العنوان بشكل أو بآخر، فالثلج لا يغسل الخطايا، ولكنه قد يخفيها أو يسترها لبعض الوقت، وما أن يذوب حتى تنفضح الخطايا، ويظهر ما استتر.
أبرز ما يلفت في قصص المجموعة هي النهايات المغلقة الصادمة أحياناً، وهي نهايات تخالف توقعات القارئ في كثير من الأحيان، ولا تترك له أي دور في التخيل أو التأمل لاختيار النهاية التي تناسبه، بل تفرض القاصة نهايات محددة تتميز بالحديّة و"المثالية" التي لا تتفق مع الواقع بالضرورة.
فقصة "المايسترو والوشاح" انتهت باكتشاف المايسترو أن ملهمته لتأليف سمفونيته الوحيدة قد أصيبت بالصمم في حادث انفجار قنبلة. والأستاذ عدلي في قصة أخرى، توفي قبل أن يسمع طالبه النجيب مهند رأيه في مجموعته الشعرية. وفي قصة "الثلج لا يغسل الخطايا" عندما تحرك قلبها بمشاعر دافئة تجاه رجل أنيق لبق، اكتشفت أنه لص محترف؛ سرق حقيبتها، بعد أن سرق مشاعرها. وعندما تثور نساء القرية على المرأة التي تكاد تسرق أزواجهن، بعد أن سمعن عن جمالها وفتنتها في قصة "الجميلة"، يُصدمن عندما يكتشفن أنها مقعدة مشوهة، تغادر بيتها على كرسي متحرك. وفي قصة "أم جورج"، عندما أراد الطبيب أن يزورها بعد غيبة طويلة، وجدها ميتة في مكان مزرٍ، وهو الذي قضى في بيتها أيام دراسته يعاملها كأم وتعامله كإبن. ونصدم كقراء عندما نقرأ قصة "ذو اللحية البيضاء" إذ يتبين أن الرجل الذي كان يزرع الفرح والسعادة في القرية بهداياه في أعياد الميلاد، هو نفسه لص المدينة الأخطر والأكبر الذي أعجز الشرطة طويلاً. ولا تقل عنها فجيعتنا بزوجة الروائي التي تنتحل روايته بعد موته، وذلك في قصة "حلم ليس لي"؛ مستغلة جهل الآخرين أنه كاتبها الحقيقي. وهذه قد تحدث بأن يسرق أديب أديباً، أما أن تسرق زوجة زوجهاً إبداعياً، فهذا أمر جديد.
ونصادف مثل ذلك في قصص كثيرة، وهي نهايات غير مستساغة قد نتسامح معها كونها المجموعة الأولى للقاصة.
كما نجد في بعض القصص مثالية مفرطة، تخرجها عن الواقعية، ومن أمثلة ذلك:
قصة "اللص الذكي"، فاللص سرق جميع أفراد الأسرة، وكشف ما يدين كل فرد منهم، وهددهم بهتك أسرارهم إن أبلغوا عنه. ونجحت خطته وتهديده في إبقاء ألسنتهم خرساء خشية الفضيحة. فهل يعقل أن يكون كل أفراد الأسرة فاسدون، صغيرهم وكبيرهم؟.
أما في قصة "ثلاث نوافذ مشرعة" فيراقب آدم جيرانه بعين ثاقبة، ويتوصل إلى كشف معاناتهم وسبب شقاوتهم، فيدس تحت باب شقة جاره الموظف ذي الأسرة الفقيرة مبلغاً كبيراً من المال، ويتفق مع مكتب خدمات على احضار خادمة لجارته العجوز الوحيدة، ويزور جارته (فتاة الليل) في المستشفى فيجدها ميته ولم يتقدم أحد بتسلم جثتها، فيتسلم جثتها ويقيم لها جنازة محترمة. وتكمن مفارقة صارخة في قصة "وجوه" التي تتناول ثلاثة وجوه في قطار: فالعجوز الذي بدا بخيلاً، تبين أنه كريم جداً. والرجل العابس المتجهم، انقلب منهاراً باكياً رقيق القلب، وما كان عبوسه إلا لفقده ابنه الشاب الذي مات في حادث سير. أما الفتاة الحسناء الحيية، فظهر أنها فتاة ليل محترفة.
وفي المقابل نجد بعض القصص الجميلة اللافتة مضموناً وموضوعاً، مثل قصة "الأستاذ عدلي" هذا المعلم الذي أفنى عمره مربياً ومعلماً وموجهاً وناصحاً لتلاميذه، فلم ينس التلميذ مهند معلمه مع أنه أصبح مهندساً كبيراً، فزاره وفاء وعرفاناً وبراً. وقصة "الحشرات تبقى حشرات" قصة رمزية ، تتناول موضوع الفساد بأسلوب متميز مستساغ. كما أن "بائع الكعك" قصة جميلة لو خلت من المثالية الزائدة التي أفقدتها بعض قيمتها الإبداعية.
لغة المجموعة مباشرة، تقدم "نفسها" دون رتوش أو غموض، ولا تخلو من هِنات إملائية ونحوية. ولوحظ خلل واضح في استخدام علامات الترقيم. وعلامات الترقيم في القص مكون أساسي وضروري، بل هي جزء جوهري من النص، ولا يستقيم المعنى إلا بها وفي موضعها الصحيح.
وبعد، فإن "الثلج لا يغسل الخطايا" مجموعة واعدة، تبشر بموهبة قصصية متميزة، إن استفادت من التجارب القصصية الناجحة، وتأنت قليلاً، وجعلت من الحياة ميدانها الإبداعي، ففي الحياة معين لا ينضب من القصص التي تحتاج إلى صياد ماهر.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
"المدن المسحورة" لفارس خضر يعيد قراءة الموروث السردى FARES_MASRY الأخبار الثقافية وعروض الكتب 0 August 7, 2013 07:46 PM
سؤال كتير ضروري لعلا قتكم العائلية ماسة الليل مقالات حادّه , مواضيع نقاش 6 August 1, 2011 10:03 PM
اميره الثلج تتمنى لكم حياه نقيه مثل الثلج اميره الثلج الترحيب بالاعضاء الجدد ومناسبات أصدقاء المجلة 10 December 1, 2008 08:19 PM


الساعة الآن 11:44 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر