فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > روايات و قصص منشورة ومنقولة

روايات و قصص منشورة ومنقولة تحميل روايات و قصص منوعة لمجموعة مميزة من الكتاب و الكاتبات المنشورة إلكترونيا



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم April 1, 2014, 03:05 PM
 
تعرف علي السيرة الذاتية للشاعر العاشق قيس بني عَامر

أول شخصية من شاعر وقصيدة . دراسة وبحث الشاعر والناقد علاء البربري .الشَّاعر العاشق ( قيسُ بَني عَامر )




السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته


شاعرنا اليوم هو : (قيس بن الملوّح بن مزاحم بن عدس بن ربيعة بن جَعْدَه بن كعب بن ربيعة العامريّ) بطن من بطون هوازن والملقَّب بمجنون ِ ليلى (645م - 688) حدود السَّنة الخامسة والستين من الهجرة .

وينتمي قيسٌ لعهد الدَّولة الأُمَويَّة ، وقد عاش في عهد مَرْوَان بن الحكم وابنه عبد المَلِك بن مَرْوان .

وكان قيسٌ شاعرًا رقيق الحسِّ أبيض البشرة طويلاً ذكيًا نابها جَعْد الشَّعر ، وقد أخذ الشِّعر عن والده فقد كان شاعرًا أيضا .

حبُّه لليلي :

أحبَّ قيسٌ بن الملوَّح ابنة عمَّه (ليلى بنت سعد بن مَهدي بن ربيعة ) وكُنيتها ( أمُّ مالك ) كما جاء في شعره وتحدَّث عنها في قصائده ، ولدت سنة أربعمائة وأربعة وأربعين هجريَّة وكان قيسٌ يكبرها بأربع سنوات، وقد أحبَّها منذ صِغره حيث كان يلتقي بها صغيرًا و كانا يرعيان البَهم ( الأغنام ) معاً ويقضيان وقتا طويلاً يتناجيان ويتهامسان بالشِّوق والهوى ، وتوثقتْ العَلاقةَ بينهما حتى وحَّد الحبُّ بين روحيهما وهو يتحدَّث عن هذا في شعره قائلاً:



عَشِقْتُكِ يا ليلى وأنتِ صغيرةٌ




وأنا ابن سَبْع ٍما بلغتُ الثَّمانيَا

وكانت ليلى فتاةٌَ جميلةً بيضاءَ لها عينان ساحرتان ، وكانت معتدلة القوام أديبة ًبصيرةً بالشّعر وأيَّام العرب ووقائعهم في الجاهلية والإسلام ،، وكان لليلى ما يشبه (الصَّالون الأدبيّ) بتعبيرنا المعاصر فقد كان الشُّعراء من بني عامر يجتمعون عند ليلي يتناشدون الأشعار ويتبارون فيها ، لكنَّ قيسًا كان الأقرب إلى قلبها ، والنّاس كانت على علم بذلك ،،ولو أنَّ أحدهم له حاجة عند ليلى أو يحتاج شفيعا كان يلجأ إلى قيس ليقضى له حاجته عند ليلى أو ليكون شفيعه عندها ...ولكنَّ هذا الاستقرار لم يستمرُّ طويلاً فأمر العشق لا يخفى على النَّاس وكما قِيْلَ ) الصبُّ تفضحه العيون ) وخاصة في بيئة كبيئة نجد ٍ النَّاس تلتقي معًا ويقضون أوقاتًا طويلة في حديث السَّمر وكانت أمور العشق من الأمور سريعة الانتشار في بيئة محافظة لها أصولها وتقاليدها الإسلامية ،وأراد قيس أنْ يعبِّر لليلى عن حبه لها لكنها منعته من البوح فأحزنه ذلك وراح يقول :



مضى زمنٌ والنَّاسُ يسْتَشْفِعُونَ بي فهل لى إلى ليلى الغداةَ شفيعُ





وقال كذلك:

تعلقــتُ ليلي وهي غِـــرٌ صغيــرةٌ ولم يبدُ للأتراب ِ من ثديها حجمُ

صغيرين ِ نرعى البَهم يا ليت أننا إلى اليوم ِ لم نكـبرْ ولم تكبرْ البَهمُ

وحينما سمعته ليلى أجابته بقولها :



وكلٌّ مظهرٌ للنَّاس ِ بُغْضَاً وكلٌ عند صــاحبه مكيـــــنٌ

تخبِّرنا العيونُ بما أردنا وفي القلبين ثمَّ هـَـوَىً دفينُ

ورد هذان البيتان في ( الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني)

وحين سمع قيس ما قالته ليلى وقع مغشياً عليه فلما أفاق أخذ يقول :

صريعٌ من الحبِّ المبرِّح والهوى وأيُّ فتىً من علَّة الحبِّ يَسْلمُ


ومن هنا راحتْ الوشاية تفعل أفاعيلها فقد نقلَ الوشاةُ أمرَ قيس وليلي إلى والد ليلي ( المهدي ) فتقدم بدوره إلى السُّلطان ( عبد الرَّحمن بن عوف ) يشكو قيسًا ،،فأهدر السُّلطان دمَ قيس إنْ هو زار ليلى .

وكانَ من الطَّبيعي مع افتضاح أمر العاشقين أن يحجبَ والدُ ليلى ابنته عن مخالطة ِ قيس حتى لا يزداد افتضاحها بشعر قيس ،،خاصة وأنْ البيئة الاجتماعية كانت لا تسمح بمثل هذا فالقبائل العربية لها تقاليدها وأصولها المتّبعة والتي لا تسمح بالخروج عليها،، ولهذه التقاليد -المشبعة بتعاليم الإسلام - أثرها في ظهور الحبّ العفيف الذي يصون كرامة المرأة ولا يخدش حياءها بألفاظ صريحة ،،،فقد ظهر في هذا العصر الشِّعر العُذري الذي كان قيسٌ زعيمًا له والذي يُعدُّ مَنْ أرسى قواعد مدرسة الشِّعر العُذري وتبعه الشعراء بعد ذلك وهم الشُّعراء العذريون وبهذا الشأن يقول طه حُسين، عميدُ الأدب العربيّ، في كتابه: "حديث الأربعاء" ، عن هؤلاء الشعراء: "وكان أهل البادية الحجازية يائسين، وقد تأثروا بالإسلام، وبالقرآن خاصة، فنشأ في نفوسهم شيءٌ من التقوى، ليس بالحضريّ الخالص، وليس بالبدويّ الخالص، ولكن فيه سذاجةٌ بدويةٌ، وفيه رقَّةٌ إسلاميةٌ، وانصرف هؤلاء الناس إلى أنفسهم ، إلى شيء من المثل الأعلى في الحياة الخلقية وظهر هذا المثل الأعلى في هذا الغزل العفيف)

وحينما حُجِبَت ليلى عن قيس أخذ يقول :

ألا حُجِبَتْ ليلىَ وآلَ أميـــرها عــليَّ يميـــــــنًا لا أزورهــــــا

وأوعدني فيها رجـــــالٌ أبوهم أبي وأبوها خُشَّنت لي صدورها

عَلى غير شيء غير أنِّّي أحبُّها وأنَّ فؤادي عند ليلى أســــيرها

وأنِّي إذا حنَّت إلى الإلف لإلفها هفا بفؤادي حيثُ حنَّتْ سجورها





وحينما اشتدت الأزمة قام والد قيس وأخوته وبنو عمومته بزيارة والد ليلى ، وسألوه بحقِّ الرَّحم والقرابة والحقّ العظيم أنْ يزوِّجَ قيسًا من ليلي فرفض المهدىُّ خشية أنْ تتحدث عنه العرب ويقولون بأنه زوجها له بعد أنْ فضحها في شعره ،،وخوفًا من التَّشكيك في شرف ابنته وعفَّتها ..وقال: ((أفضح نفسي وعشيرتي وآتي ما لم يأته أحدٌ من العرب، وأَسِمُ ابنتي بميسم ِالفضيحة! )) فانصرفوا عنه، وخالفهم لوقته فزوَّجها رجلاً من قومها وأدخلها إليه، فما أمسى إلا وقد بنى بها، وبلغه الخبر فيأس منها حينئذ وزالَ عقله جملةً، فقال الحي ُّلأبيه: احجُجْ به إلى مكة وادعُ الله عز وجل له، ومُرْه أنْ يتعلَّقَ بأستار الكعبة، فيسأل الله أنْ يعافيه مما به ويُبَغِّضَها إليه، فلعلَّ الله أن يُخلِّصه من هذا البلاء، فحج به أبوه ،فلما قدما مكة قال له أبوه يا قيس ،قل اللهم أرحني من ليلى وحبها) ..فقال قيس : ( اللهم مِنَّ عليَّ بليلى وقربها ) فضربه أبوه حتى ظنوا أن نفسه قد تلفتْ وسقط مغشياً عليه، فلم يزل كذلك حتى أصبحَ ثم أفاق حائل اللون ذاهلاً ومن يومها ولم يفارق هذا الذهول الذي عاش ملازمه حتى مات.



شكوتُ إلى سِرْب القَطَا إذْ مَرَرَنَ بِي *** فقلتُ وَمِثْلي بالبكاء جديرُأسرب القطا هل مِن معير جناحه *** لعلي إلى من قد هويتُ أطيرُفجاوبنني من فوق غصن أراكةٍ *** ألا كلنا يا مُستعيرُ مُعيرُوأي قطاةٍ لم تعركَ جناحها *** فعاشت بِضُرٍّ والجناحُ َكسِيْرُوإلا فمن هذا يؤدي رسالة *** فأشكره إنَّ المحب شكورإلى الله أشكو صبوتي بعد كربتي *** ونيران شوقي ما بهن فُتُورُفإني لقاسي القلب إن كنت صابراً *** غداة غدٍ فيمن يسيرُ تسيرُفإن لم أمت غماً وهماً وكُربةً *** يعاودني بعد الزفير زفيرُ وكان زواج ليلي من ورد بني ثقيف من أسباب شقاء قيس ويأسه فراح يهيم في البطاح على وجهه يخالط الوحوش والحيوانات ليبعد عن حياة الناس .



وكان قيسا وفيَّا لذكرى ليلاه ..فكان يعيش على هذه الذكرى حتى أنه كان يهشُّ للجبل الذي كان يلقاها فيه حينما كانا صغيرين وهو جبل التوباد الذي يناجيه قائلا:

وأجهــــشت للتوباد حين رأيته *** وكبَّر للرحـــــــمن حين رآنيوأذريتَ دمع العين ِ لما رأيته *** ونادى بأعلى صوته فدعـــــاني فقلت له قد كان حولك جيرة *** وعهدى بذاك الصَّرم منذ زمـان ِوقلت له أين الذين عهدتهم *** بقربك في حفظ وطيب أمـــاني فقال مضوا واستودعوني ديارهم *** ومَن ذا الذي يبقى على الحدثان ِ

وإني لأبكي اليومّ من حَذَري *** غدًا فراقـــــك والحيَّان ِمؤتلفان ِ



وقيل إن آخر مجلس للمجنون ;( كما جاء في تزيين الأسواق في أخبار العشَّاق للأنطاكي) من ليلى أنه لما اختلط عقله ومزق ما عليه وتوحش جاءت أمه إليها فأخبروها بذلك وسألتها أن تزوره فعساها أن تخفف ما به فقالت أما نهاراً فمتعذر خيفة أهلي وسآتيه ليلاً

فلما أمكنتها الفرصة أتته وهو مطرق يهذي فسلمت عليه ثم قالت له:

أخبرت أنك من أجلي جننت وقد فارقت أهلك لم تعقل ولم تفق

فرفع رأسه إليها وأنشد:



قالتْ جُننتَ على رأسي فقلتُ لها



الحبُّ أعظم ُ مما بالمجانين

الحبُّ ليس يُفِيقُ الدَّهرَ صــــاحبه



وإنِّما يصرع الإنسان في الحين ِ

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تعرف علي السيرة الذاتية للشاعر نجيب زبيب Yaqot روايات و قصص منشورة ومنقولة 0 April 1, 2014 03:00 PM
السيرة الذاتية للشاعر العباسي أبو الجنوب Yaqot روايات و قصص منشورة ومنقولة 0 February 28, 2014 04:37 PM
السيرة الذاتية للشاعر الأحمر بن شجاع Yaqot روايات و قصص منشورة ومنقولة 0 February 19, 2014 05:26 PM
السيرة الذاتية للشاعر حكيم بن جبلة Yaqot روايات و قصص منشورة ومنقولة 0 February 19, 2014 05:20 PM
السيرة الذاتية للشاعر الاسلامي عتيد بن ضرار Yaqot روايات و قصص منشورة ومنقولة 0 February 19, 2014 05:19 PM


الساعة الآن 03:55 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر