تحليل مسرحية عاد الغائب

مسرحية "عاد الغائب"
محمد عبد الخضر صلال الحسيناوي
من أعمال الفنان كاظم الداخل

الفتاة : احبك أيها الحبيب 00اسئل ماشئت 00بدواخلي 00بعيوني 00اناملي 00وقلبي الذي تراه يخفق عندما يسمع بك أولا تسمعه 00انا لاارى غيرك 00
الشاب : ولكن أباك يغرقني 00يجعل الحلم ثقيلا جدا لااستطيع حمله لو طلب مني أن أكون له عبدا حتى مماته لما ترددت أو رفضت ولكنه يطلب الثراء مني وأنا لااملك إلا لقمة العيش لنفسي وأهلي 0
الفتاة : هم يريدون كل الآباء يريدون 0 ستصبر أنا أعرفك قوي ستصبر حتى تتمكن من الزواج بي00عاهدني بأنك ستكون لي 000
الشاب : أعاهدك 00كم من السنين أعاهدك 00خمس 00عشرة 00
الفتاة : لاتصعب الأمور هكذا 00قل انك لاتحبني وكفى 00
الشاب : لا00لا احبك 00اولى تعرفي بأنك الهواء الذي استنشقه والماء الذي يحتويه جسدي الفرحة التي تسعدني 00اولى تعرفي بأنك دواء لجروحي 00يال الزمن القاسي احبك كلمة أحس بها بها لاتكفي إنها لاتعبر عن كل مااحمله لك من مشاعر 00ايتها الحبيبة قدرنا أن نقف بهذا المكان بهذه الزاوية التي لاارى مخرجا منها 00احبك وتحبيني ونبقى هكذا دون التقاء الجسدين 00
الفتاة : أنا وأنت هنا ولنا كل الحرية 00لنا الحرية في اختيار الأشياء والأعمال ولكن تمنعنا التقاليد والدين في عصيان الوالدين وإلا فاني كلي لك زوجا وجسد00
الشاب : نهرب 00لما لانهرب ونعيش معا 00
الفتاة : قلتها لك لااستطيع أن أعيدها لأنك الحبيب الذي لاارغب في مقاومة رغباته 0
الشاب : ولكن ؟ إلى أين 00ومن أين سنعيش وكيف 00هل اترك أمي وأختي الصغيرة 0ولمن اتركهما لا لا إنها فكرة سيئة سيئة حقا 00
سأعمل في مكان آخر 00في بلدة أخرى حتى اجمع من المال مايكفي لاارضاء والدك وأعود 0
الفتاة : ولن أراك 00ربما هي فترة طويلة 0طويلة جدا 00
الشاب : هوذا حكم القدر 00القدر الأحمق 00
الفتاة : ربما تنسى
الشاب : إن نسيت الماء والأكل 00ربما أنساك
الفتاة : في البعد الكثير مايشغلك عني 00الفتيات و000
الشاب : "مقاطعا "
لاارى إلا أنت 00وان رأت عيناي غيرك فإنها لاتعلمني حقيقة الأشياء التي تعكسها
الفتاة : " تعطيه تذكار "
خذ أيها القلب انه تذكار مني حتى أكون بالقرب منك دائما 00
الشاب : "يعطيها تذكار "
خذي أنت أيضا فإنها الذكرى الباقية التي تجعلني قريبا منك 00ساعمل بجد واجمع المال الكافي من اجل الزواج بك بأسرع وقت واعود00
الفتاة : سأكون بانتظارك 00وداعا أيها القلب 00
الشاب : وداعا يا كل الحواس 00ابقي معها وتجمدي إلى هذا الحد كفاك ولن يكون في خاطري غير جمع المال والبحث عنه هي الحياة تلغيني كانسان وتجعل مني آلة من اجل المال 00
(تطفئ الإضاءة ويظهر الشاب بخطوات نحو وسط وسط المسرح مع ملاحقة الإنارة في خطواته ومن الواضح انه مرهق ومتعب )
الشاب : يال قسوة التعب الذي أعانيه 00 والنقود القليلة التي اجمعها 00احس بان ظهري بدأ ينحني يتقوس آه ظهري يتقوس يال تعاسة العمل الشاق في هذه الحياة القاسية 00لااحس بالراحة 00لم تشبع معدتي من طعام أو عيناي من سهر الليالي لماذا كل هذا العذاب 00ساصبر 00لابد لي أن اصبر ولا لازواج 00لابد من جمع المال الكافي 00ولدت فقير من العدم كنا نأكل لابد لي من تغيير ماعشت به وما ولدت عليه 00اريد أن أتزوج أن أنجب أطفالا أن احيي كما تحيى كل البشر 00لااريد أن أكون مثل الشجرة التي لاتثمر 00
(يطفأ الضوء ويضاء ضوء بلون آخر )
ها انذا اجمع بعض المال 00سابعث بجزء منه لامي وأختي وادخر الباقي لمستقبلي للزواج الذي احلم به وصار كل هاجسي 00ايتها الحبيبة أين أنت الآن 00هل تعانين مااعاني 00ربما لا00فانت في بيت أبيك لاتعانين مااعاني اقتربت من النهاية أصبح المال كثير يرضي طمع أبيك ويساعدني في العيش بهدوء00
(يطفأ الضوء ويضاء ضوء بلون آخر )
المال أصبح كافيا للزواج من أحلى الصبايا 00خمسة عشرة عاما من التعب القاسي 00ايه أنها سنوات كثيرة في عمل شاق ومتعب
(ينظر في المرآة )
ولكن ماهذا هل أنا هذا القابع هناك يال الدهشة لااحس بان مااراه في المرآة يشبهني
(يبتعد مرتعشا )
هذا أنا أين أنا قبل خمسة عشرة عاما 00هذا أنا 000انها 00انها 00لا لا فهذا الرأس مغطى بالشيب وهذه التجاعيد التي تملئ الجسد الخاوي 0لا 00لا
(كأنه يحاول أن يسيطر على أعصابة التي بدأ يفقدها)
ليس مهم مااراه المهم إني احمل مايكفي ويزيد لإتمام الزواج 00الزواج 00ولكن هي 00هي مثلي كبرت وشاب رأسها وتجعد جسمها 00ولابد أن يكون العنفوان قد انطفئ والثورة التي كنا نحلم بها 00
المال يكفي ويزيد 00وحياتي التي أهدرتها 00المال يكفي ويزيد 00لابد من تعويض مافقدته من شبابي سأبحث عن غيرها ولكن
"مترددا "
ولكن هي 00كفا ابحث عن غيرها 00من من غيرها 00
"يحاول استعادة الذاكرة"
من بقيت في الذاكرة 00اه أختها الصغيرة 00لاانها صغيرة جدا لم تتجاوز السابع من العمر 00ماذا 00وخمسة عشر عاما إنها ألان في الثانية والعشرون هي مثلما كانت هي أختها الكبرى أو مثلما كنا سابقا 00
(تعاد الإنارة المعتادة يظهر في المسرح الفتاة تستقبل العائد)
الفتاة : وأخيرا أتيت أيها الروح الخارجة منذ خرجت وعادت توا بقدومك 00واخيرا سأكون أما لولدك 00واخيرا سترتوي روحي العطشى منك 00
الشاب : أتيت ولكني 000
الفتاة : "مقاطعة " ولكنك أتيت وتركت كل العناء خلفك 00انك هنا أيها الحبيب "تحاول مداعبة الشاب ولكنه جامد في مكانه "
الشاب : "مقاطعا "اسكتي أرجوك 00انا تعبت مايكفي ولابد لي من الراحة 00الراحة التي يبحث عنها الكثيرون 00افهميني أرجوك 00جسدي وروحي متعبان متعبان جدا 00وانت كذالك هما لايرويان منك 00فانت مثلي اخذ الزمن منك الكثير كما اخذ مني00
الفتاة : "بدهشة وعم تصديق " ماذا 00000ولما عدت 00لما عدت00
الشاب : عدت من اجل أختك الصغرى ؟
الفتاة : أختي الصغرى
" بنفس الدهشة والاستهزاء "
يال الهراء 00يال الهراء انه ذهب من اجلي وعاد من اجل أختي الصغرى 00اوليس جنون 00والسنين التي مارايت فيها غيرك 00لا 00لا لست أنت 00لست أنت من رحل 00لست أنت "تبكي ثم تضحك بهستيريا ارتفاعا وانخفاضا وضحك وبكاء "
( الإنارة تطفئ وتعاد من جديد بعد اختفاء الفتاة يظهر الأب والشاب )
الشاب : هل يرضيك هذا المال ياعمي 00لي رغبة في الزواج من ابنتك 000000الصغرى
الأب : أهلا بك 00وهي لك يابني تعالي ياصغيرتي وسلمي على بعلك 00
الشاب : "يعطي تذكار إلى الأخت الصغرى "خذي هذه هديتك انه تذكار الشباب الذي كنت به وان شاءت أعطيه لأبيك لعله ينفعه 00
الفتاة : "تدخل ضمن الكادر ومن ملابسها الممزقة وحركاتها إنها أصيبت بالجنون "
لا أيها المخبول 00ايها المجنون 00هي أنا وأنا هي 00"تعطي تذكارا إلى أختها الصغرى هو مااعطاه لها الشاب " وهذا لك مني هدية لااريدها بعد الآن خذيها 000
"تبكي وتضحك "
الأب : اعذرنا أيها الشاب فإنها لاتحمل من العقل شيئا "يضحك ويحاول إضحاك الضيف "إنها مجنونة
الفتاة : دقوا الطبول الغائب عاد 00دقوا الطبول 00انت السبب أنت السبب
"تشير إلى أبيها "
أنت السبب 00 أنت السبب 00دقوا الطبول الغائب عاد00

ستار \\ النهاية