تعرف علي السمات الفنية للكتابة عند القدماء

السمات الفنية للكتابة عند القدماء
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
برغم اختلاف الأسلوب الكتابى لدى القدماء إلا أن هناك قدرا مشتركا من سمات عامة ، يتحقق بها للكلام فائدته ، و للكاتبة محاسنها ، و أهم هذه السمات ما يأتى :
& ـ الوضوح :
~~~~~~~~~~~
ففى الوضوح دفع للإبهام ، و تمكين للمتلقى من الاستدلال على المعنى ؛ لنزاهة الكلام عن اللبس والخفاء ، و يتحقق الوضوح فى الكتابة بمراعاة أمور كثيرة أهمها :
ـ اختيار المفردات البينة الدلالة على المقصود.
ـ تجنب الالتباس فى استعمال الضمائر ، و العوامل ، و القيود.
ـ التحام العبارات ببعضها التحاما سهلا دون تعقيد.
ـ تحاشى كثرة الجمل الاعتراضية ، خاصة الطويل منها.
ـ تجافى الإكثار من الاستطرادات التى تفقد الفكرة وحدتها.
& ـ الصراحة :
~~~~~~~~~
وبها تسلم الكتابة من ضعف التأليف ، و من غرابة التعبير ، فيأتى الكلام حرا مهذبا ، تناسب ألفاظه للمعانى المقصودة.
وتتحقق الصراحة فى الكتابة بمراعاة أمور أهمها :
ـ انتقاء الألفاظ الفصيحة ، و الحر الكريم من المفردات.
ـ إصابة المعانى ، و تنقيح العبارات.
ـ الاحتراز من التوغر ، و التكلف و المعنى المركب.
ـ مراعاة الفصل و الوصل ، و صحة مواضع العطف و الاستئناف.
ـ الاهتمام بجودة مقاطع الكلام ، و حسن صوغه و تأليفه فى انسجام و ائتلاف.
& ـ الضبط :
~~~~~~~~
الوضوح والصراحة فى الكتابة يكتملان حسنا بخاصية الضبط ، و الضبط يعنى حذف فضول الكلام ، و إسقاط مشتركات الألفاظ ، فتأتى الكتابة على مذهب الإحكام و الإتقان من حيث :
ـ الاقتصار من التركيب على قدر الحاجة ، فيما يختص استعمال التوكيد أو عدمه.
ـ توظيف القصر ، و هو تخصيص شىء بشىء وحصره فيه ؛ لإثبات أمر ما ، و نفى ماعداه.
ـ مراعاة أحوال التقديم و التأخير ، لدوعى تصدير الأهم ، أو التعظيم أو التقرير أو غيرها من الدواعى.
ـ التمكن من صحة استخدام الحذف و الإضمار ؛ لما لهما من تأثير فى متانة الكلام و قوته.
& ـ الطبيعة :
~~~~~~~~~
الوضوح ، و الصراحة ، و الضبط يلزمها الطبعية فى الكلام ، فيخلو من التكلف و التصنع ، و لا يأتى الكاتب فيه بما ليس من طبعه ، و المطبوع من الكلام لا يعنى خلوه من الصنعة ، و إنما يعنى خلوه من التصنع ، إذ إن الصبغة فى الكلام المطبوع تتجلى فى حسن سبكه ، فكأنه يجرى عفوا من غير قصد أو تكلف ، و لا يكون الكلام مطبوعا إلا إذا تميز بأمور عدة ، أهمها :
ـ مراعاة مقتضى الحال الداعى إلى القول.
ـ حسن إدماج المحسنات بحيث لا يظن فيه تعمد أو تصنع.
ـ الاحتراز عن كثرة زينة الكلام وتنميقه.
& ـ السهولة :
~~~~~~~~~
الكلام المطبوع الواضح ، المضبوط الصريح يحقق السهولة التى يتجلى فيها التخلص من التعسف فى سبك العبارة ، فضلا عن إفادة الكلام رونقا و طلاوة ، يتوصل إليها الكاتب عن طريق :
ـ حسن اختيار اللفظ بخلوصه من تنافر الحروف أو غرابة الاستعمال أو استعمال العامى المبتذل ، أو إقام الدخيل و المستنكر ، أو مخالفة القياس اللغوى.
ـ تهذيب التركيب عن طريق خلوصه من ضعف التأليف ، و تنافر البناء ، و تعقيد المعنى ، و التكرار بدون داع للتكرار.
& ـ الجزالة :
~~~~~~~~
و تتحقق بإبراز المعانى الشريفة فى معارض الألفاظ الأنيقة اللطيفة من ناحية ، و أن يكون اللفظ فى مكانه من البناء قوى الإبانة و الدلالة على المعنى ، بحيث لا يفضله فى مكانة غيره.
& ـ الاتساق :
~~~~~~~~~
و يتحقق بتعانق الخصائص السابقة فى تحقيق الغاية التى يطمح إليها فن الكتابة ، من حيث استكمال أدوات هذه الصناعة من فصاحة لفظ ، و بلاغة تركيب ، و قوة بيان ... و فى تجنيب الكاتب أو القائل ما يشينه مما أطلق عليه عيوب الكتابة و فحش القول ، و من مظاهر هذه العيوب :
ـ هجنة تلوح لك فى استعمال لفظ سخيف أو معنى مستقبح.
ـ وحشية تثقل على سمعك ، و يكرهها ذوقك ؛ بسبب سماجة اللفظ أو تعقيد المضمون.
ـ و ركاكة تنفر منها ، لضعف التأليف فيها ، و ازدحام الحشو عليها.
ـ إسهاب ممل ، و تكرار غير مجد.
ـ إيجاز مخل يدل على هوان البضاعة المعروضة أو تعذر المادة على الكاتب.
ـ التزام أسلوب واحد من التعبير ، و طريقة واحدة من التركيب.