فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > روايات و قصص منشورة ومنقولة

روايات و قصص منشورة ومنقولة تحميل روايات و قصص منوعة لمجموعة مميزة من الكتاب و الكاتبات المنشورة إلكترونيا



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم March 5, 2014, 03:21 PM
 
دراسة أدبية عن المثقفون العرب.. بين غياب المنهجية وضياع الهوية

المثقفون العرب.. بين غياب المنهجية وضياع الهوية

ربما يمكننا القول أن العصر الحديث (القرن العشرين) يعاني من نقص في المجددين في الأدب عموماً.. ومواكبة الحضارة أدرت الأدب القديم في كل مرحله مما أدى إلى ظهور تيارات أدبية جديدة تتكلم بلساننا، ولكن تحوي أفكاراً دخيلة علينا لا ترتبط بأمتنا.. ولا تخدم قضايانا. بل تضرب على نغمات مكررة يحسبها السامع شيئاً فإذا تأملها وجدها جوفاء.. وأصبح لهذا النوع من الأدب وهذا الصنف من الأدباء جمهوره من صغار السن والمراهقين من الجنسين.. وضرب هذا الصنف على أوتار متكررة ينادي بها كل واهم ممن يجرون خلف السراب فتارة يمجدون المرأة.. وتارة يطالبون بحريتها وحقوقها.. ثم يميلون عليها مرة أخرى فيجردونها من كل القيم والفضائل فلا تراها إلا عشيقة لهم ومطية لشهواتهم.

ولكن مثل هذا الفكر الدخيل والمفسد للمجتمع ترفضه العقول النقية.. لأسباب يمكن تصنيفها في سببين رئيسين وهما:

- أولاً: المنهجية.. فإننا أمة مسلمة قبل كل شيء.. والداخل علينا من الأفكار ربما يمس معتقداً فنرفضه كقول أبي العلاء المعري:


ضحكنا.. وكان الضحك منا سفاهة *** وحق لسكان البسيطة أن يبكوا

تحطمنا الأيام.. حتى كأننا زجاج *** ولكن لا يعاد لنا سبك

فهذه الأبيات ربما تكون جميلة من الناحية اللغوية ولكنها تنكر البعث وتخالف أصلاً من أصول الاعتقاد ولذلك رفضها العلماء حتى رد عليه أحدهم بقوله:


كذبت ورب البيت.. حلفتَ صادق *** سيسبكها بعد النوى من له الملك

وترجع أساماً صحاحاً سليمة *** تعارف في الفردوس ما عندنا شك

فكون القائل أديباً معروفاً، أو كون الكلام شعراً موزوناً.. فإن هذا لا يعني قبول الكلام دون أن أعرضه على الشريعة فأرى هل تقبله أو لا.. وقد يكون الكلام لا يعارض معتقداً.. ولكنه يحسن محرماً ويدعوا إليه ويحسن الفحشاء.. كقول الشاعر:


ما زلت أخذ روح الزق في لطف *** وأستبيح دماً من غير مجروح

حتى انثنيت ولي روحان في جسدي *** والزق منطرح جسم بلا روح

فالشاعر هنا يصف الخمر وشربها ببلاغة.. وتلاحظ بلاغة الشاعر وقوته وتحكمه في الكلمة والتعبير ولكن هذه البلاغة لا تعني قبول فكرته المخالفة للشرع.. بل نردها عليه.. فهما أمران في المنهجية إذاً:

· ألا يحسن بدعة أو أمراً شركياً يعارض أصلاً من أصول الدين.

· ألا يحسن فحشاً أو معصية. ويدخل ضمن ذلك من يشبب بالنساء ويصف محاسنهن بكلمات خادشة فتراه يصف الأثداء والأفخاذ وغير ذلك مما يخجل منه الأحرار والله المستعان.

- ثانياً: قوة المعاني والمباني.. والمعاني تخدم في قوتها المنهج الذي ذكرناه.. والمباني هي من الأمور المتعلقة بالناحية الفنية للأدب.

قرأت لعدة شعراء قبل فترة قريبة كلاماً يصفونه بالشعر.. وكنت أتعجب حقيقة من هذا التصنيف الجارح للأدب والأدباء.. فعلى سبيل المثال:

وأكثف رغوة صابون الحلاقة.

إن الأدب الإسلامي لا يعنيني كمادة مستقلة.. بل يهمني لأنه جزء من منظومة تربوية تخدم الأمة ومصالحها وتربي أفرادها.. وإلا لو كنت أعنيه كمادة لاستطعت أن أضيف بعض الشعراء ممن يتغنون باسم الدين وينظمون الأبيات ثم تجد في النهاية أنها في مولد.. أو عند قبر.. تبكي صاحبه، وتتبرك به، وتندب يوم وفاته ثم ترفعه إلى منزلة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أو الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم.

وكلمة "المثقفون العرب" أصبحت واسعة ودخل فيها من يكتب باسمها ليهدمها ضارباً بكل معاني الشرع عرض الحائط.. ولأن الكلمة لا تعني بالضرورة توحد المنهج فقد فتح هذا أبواباً من الانحراف خلف أفكار أخرى ومعتقدات أخرى لا تعنينا كمسلمين.. وأصبح المثقف المسلم يخجل من انتمائه إلى أمة التوحيد ويرى في طرح هذا العربي أو ذاك تميزاً يتمنى أن يواكبه.. دون أن يدرك أن هذا إنما يتكلم بمعتقده وأنه يخالفه في أصول الدين.

هناك أسماء أدبية لامعة تستحق منا الوقوف عندها ودراستها كأمثال "وليد الأعظمي" و "عصام العطار" و "باكثير" و "الكيلاني" وغيرهم من الأساتذة الأدباء والشعراء ممن حركت كلماتهم الشريعة فذبوا عنها في كل موطن.. وعرضوا لنا فكراً نقياً أصيلاً يرفه عن المسلم ويحمي عرضه من الفساد.

فهذه الأقلام ميزها أمران:

- التوجه الصادق الموافق للشريعة.

- القوة من حيث المعنى والمبنى والتحكم بمواد اللغة واستخداماتها.

إن ذلك الأديب الذي يقضي وقته ليكتب ديواناً يصف فيه عورات النساء إنما يحاول أن يهتك أستار بيوتنا ويفضح أخواتنا.. ولو وقفنا معه قليلاً لعرفنا أنه لا يكفيه منا إلا ننحرف.. وهذا منهج وصفه الله عزوجل في كتابه فقال "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى.. حتى تتبع ملتهم".. وهذا غاية مايريده الشهوانيون.. ولا أتوقع أن رجلاً غيوراً حتى لو لم يكن مسلماً يرضى أن يأتي شاعر أو كاتب فيصف عورة أخته وأهل بيته.. فما بالنا انجرفنا وخدعنا خلف هذا النوع من الكتاب.

إننا بحاجة للأديب المربي. والكاتب المربي.. الذي يكمل دور موظف الهيئة والمدرس والشيخ وعالم الذرة والمزارع والدهان.. كل واحد منهم يكمل المسيرة التربوية من خلال عمله ويأتي الأديب ليصوغ العبارة فتكون كما قال عليه الصلاة والسلام في شأن حسان وشعره "لهو أشد على القوم من نضح النبل" أو كما قال عليه الصلاة والسلام.



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دراسة أدبية لديوان أبي الهندي وأخباره Yaqot روايات و قصص منشورة ومنقولة 0 March 3, 2014 03:16 PM
دراسة أدبية في إبداع الدلالة في الشعر الجاهلي Yaqot روايات و قصص منشورة ومنقولة 0 March 3, 2014 03:12 PM
دراسة أدبية في الحمق والجنون فى التراث العربى Yaqot روايات و قصص منشورة ومنقولة 0 March 3, 2014 03:01 PM
دراسة أدبية لشعر بني أسد في الجاهلية Yaqot روايات و قصص منشورة ومنقولة 0 March 3, 2014 02:53 PM
تحميل كتاب ديوان البحتري دراسة نقدية أدبية لغوية وردة الثلج كتب اللغة والبلاغة 0 December 7, 2011 07:48 PM


الساعة الآن 11:23 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر